الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علم معاوية رضي الله عنه وفقهه
استفاد معاوية رضي الله عنه من ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمًا وتربية، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيره قد ذَكرنا بعضها، وقد روى له البخاري ومسلم مع شرطهما أن لا يرويان إلا عن ثقة ضابط صدوق.
وشهد له ابن عباس بالفقة ، فعن ابْنُ أَبِى مُلَيْكَةَ:«قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: «هَلْ لَكَ فِى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَاّ بِوَاحِدَةٍ» .
قَالَ: «إِنَّهُ فَقِيهٌ» . (رواه البخاري).
قال الشُرّاح: أي مجتهد.
وفي رواية أُخرى للبخاري عن أبي مليكة قال: «أوتر معاوية رضي الله عنه بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس رضي الله عنهما فأتى ابن عباس فَقَالَ «:دَعْهُ، فَإِنَّهُ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم» .
وكان ابن عباس رضي الله عنه من فضلاء الصحابة، ويُلقّب: البحر، لسعة علمه وحبر الأمة، وترجمان القرآن، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم والحكمة والتأويل (1)، وكان من خواص أصحاب علي رضي الله عنه وشديد الإنكار على أعدائه، وأرسله علي رضي الله عنه ليُحَاجَّ الخوارجَ فحاجَّهم حتى لم يُبق لهم حجة.
فإذا شهد مثله لمعاوية بأنه مجتهد وكَفَّ مولاه عن الإنكار مستدلًا بأنه من الصحابة فهذه الشهادة دليل على سعة علم معاوية رضي الله عنه.
كما أن معاوية رضي الله عنه كان كاتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
(1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا مِنْ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ:«وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ» .
فَقَالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» .
(رواه الإمام أحمد، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم).