المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مقدمة قصيدة الشيخ صالح السالم - معجم أسر بريدة - جـ ٣

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌(باب الجيم)

- ‌الجار الله

- ‌الجار الله:

- ‌الجار الله:

- ‌الجار الله:

- ‌الأبحاث التخصصية:

- ‌الخبرات الصحفية:

- ‌الجار الله:

- ‌إبراهيم بن عبد الله بن محمد الجار الله (أبو محمد):

- ‌الجاسر:

- ‌الشيخ ابن جاسر:

- ‌ رم الشيخ ابن جاسر:

- ‌الشيخ إبراهيم الحمد الجاسر:

- ‌الخلاف يتجاوز حدود القصيم:

- ‌مقدمة قصيدة الشيخ صالح السالم

- ‌الشيخ إبراهيم بن جاسر:

- ‌الشيخ إبراهيم الحمد الجاسر:

- ‌تمليس التاريخ:

- ‌نماذج من خط الشيخ إبراهيم بن جاسر، وتعليقاته:

- ‌أبناء الشيخ ابن جاسر:

- ‌محمد بن جاسر:

- ‌عمر بن جاسر:

- ‌عبد الكريم بن جاسر:

- ‌نساء من الجاسر:

- ‌الجاسر:

- ‌الجالس:

- ‌وثائق للجالس:

- ‌الجاهلي:

- ‌الجبارة:

- ‌الجَبُر:

- ‌الجبر:

- ‌الجبري:

- ‌ الجبري

- ‌الجَبْعان:

- ‌الجبلي:

- ‌الجبهان:

- ‌الْجَبْير:

- ‌الجبير:

- ‌الجْبَيِلي:

- ‌الجبيلي:

- ‌الجَدْعَان:

- ‌الجديد:

- ‌إبراهيم بن ناصر بن جديد الزُّبيري:

- ‌الجْدَيْعي:

- ‌عرائس الشعر:

- ‌أنواع التمر:

- ‌غزليات الجديعي:

- ‌مرادّ مع فتاة وهي من نوع التسلية:

- ‌مراثي الجديعي:

- ‌مرثية أم العيال الثانية:

- ‌أرجوزة الأسرة:

- ‌الجديعي والقصص:

- ‌الجَرْبُوع:

- ‌وجهاء من الجربوع:

- ‌امرأة من الجربوع:

- ‌وثائق للجربوع:

- ‌الجربوع:

- ‌الجَرْدان:

- ‌الجِرْوان:

- ‌الجروان:

- ‌الْجِرِي:

- ‌الجْرَيّاوي:

- ‌الجريبيع:

- ‌الجريبيع:

- ‌حمد الجريبيع إلى رحمة الله:

- ‌الجْرَيِّد:

- ‌الجريذي:

- ‌الجريس:

- ‌الجْرَيْش:

- ‌علي بن سليمان بن عبد الله الجريش:

- ‌وثائق للجريش:

- ‌الجريفاني:

- ‌‌‌الجَزَّاع:

- ‌الجَزَّاع:

- ‌الجَسَّار:

- ‌الجْطَيْلي:

- ‌أكبر أسرة الجطيلي سنًّا:

- ‌وثائق للجطيلي:

- ‌الجْعَيْثِن:

- ‌الجعيدان:

- ‌الجِغواني:

- ‌الجُفَّان:

- ‌الجْلاجِل:

- ‌سطوة آل جَلاجل وأهل الروضة في بلد جلاجل:

- ‌الجْلَيْدان:

- ‌الجَمْحَانْ:

- ‌ علي بن عبد الرحمن بن محمد الجمحان

- ‌الجَمعان:

- ‌الجَمعان:

- ‌الجِمْعة:

- ‌الجمهور:

- ‌الجميعه:

- ‌الجِميل:

- ‌الجْمَيْلي:

- ‌الجَنَاحي:

- ‌الجنوبي:

- ‌الجنوبي:

- ‌الجنيدلي:

- ‌الجنيدي:

- ‌الجنيفي:

- ‌الجُوعي:

- ‌الجَوْهَري:

- ‌‌‌الجوير:

- ‌الجوير:

- ‌الجويسر:

- ‌الجويعد:

- ‌الجهني:

- ‌الجْهَيِّمي:

- ‌الجيلا:

الفصل: ‌مقدمة قصيدة الشيخ صالح السالم

‌مقدمة قصيدة الشيخ صالح السالم

(1).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المصطفى وعلى آله وأصحابه ومن بهديه اقتفى.

أما بعد فإنه قد بلغنا منذ أزمان ما كان بين الإخوان من أهل القصيم من التفرق والاختلاف والتنافر بعد المحبة والائتلاف، وذلك مما جرى من بعض الطلبة من إباحة السفر إلى بلاد المشركين وجواز الإقامة بين أظهر أعداء الملة والدين لمن صلى وصام وزكى ووصل الأرحام، وهذا أمر والله تشمئز منه القلوب وتقشعر منه الجلود ولا يرضى بإقراره والسكوت عنه الملك المعبود، وإن ما قرره الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبد اللطيف والشيخ حمد بن عتيق وما درج عليه علماء نجد من آبائهم وسلفهم ومن حذا حذوهم من أولادهم وخلفهم من منع ذلك للمقيم والمتكسب إنه محض التنطع والتشديد وليس على هذا الغلو منَّ مزيد فبهذا يعرف أهل العقول فضل عقولهم التي فارقوا بها الحيوانات ويزداد أهل الهدى شكرًا لله بما من عليهم من العلم النافع الذي فارقوا به أهل الجهل والضلالات، وهذه الدعوى التي ارتكبها هؤلاء الجهال في تفنيد الرجال والاستدلال على العلماء بما صنفوه من أصول الدين وقرروه من توحيد رب العالمين، وسد ذرائعة من المسائل المفضية إلى نقض عرى الإيمان، والامتزاج بعباد القبور والأوثان، دعوى عريضة بينهم وبينها جبال وعقبات ومفاوز وفلوات تنقطع فيها أعناق العلماء المتراسين فضلا عن الجهلة والمقعدين، فعلى عقولهم العفا وسلام على عباده الذي اصطفى.

فللحروب رجال يعرفون بها

وللدواوين كتاب وحسَّاب

(1) هو الشيخ صالح بن سالم البنيان، أشهر علماء حائل في وقته، ولد في عام 1275، وتوفي عام 1335 هـ.

ص: 69

ثم إني عند سماع ما ذكرنا بين مصدق ومكذب والحاكي لذلك عنهم بين ظان ومحقق حتى راسلهم بعض الإخوان بالنظم والنثر يسألهم عن ذلك ويخوفهم عاقبة من سلك سبيلا من تلك المسالك، فازدادوا بذلك نفورًا وعنادًا وأحدثوا لأجلها شرورًا وفسادًا، انبعثوا بالشكوى عند الأمير محمد بن رشيد جعله الله من الأئمة المهتدين، ونظمه في سلك أنصار الملة والدين، وأرغم به أنوف العصاة والمعتدين، فرجعوا منه والحمد لله بخفي حنين، واستبان لمن له عقل وبصيرة أنهم من أهل الكذب والزور المبين، وما تخلقوا به من الشكوى هو خلق ضعفاء العقول من النساء والصبيان، واستنوا بطريقة من مضى من أهل الزيغ والطغيان.

ثم إني بعد ذلك وقفت لهم على منظومتين أحداهما تنسب لأحمد الشامي والأخرى لم يُسمِّ صاحبها نفسه ويذكر أنها لفوزان آل علي أو لأخيه اشتملتا على الألفاظ الركيكة والمعاني السخيفة حتى ضحك منها أهل المدارس والطلب وسخر كل من له معرفة بالشعر والأدب، وقد أكثروا فيها من المسبة لعباد الله المؤمنين وتلقيبهم بأوصاف لا تليق بفساق المسلمين، فعند ذلك حملتني الغيرة الدينية والأخوة الإسلامية وإخواني من كل مأمون السريرة والطوية أن أشمر عن أرداني وأذب عن إخواني بما يبدو لي من النظم وأراه وإن كنت في ذلك ذا بضاعة مزجاة، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ولعل من وقف عليها من الإخوان ذوي التحقيق والعرفان يأنف من إجابتهما وينتقد على من أجابهما، وإنهما أحقر من أن يذكر فضلًا عن أن يرد عليهما لبشاعة ألفاظهما، وهجنة معانيهما، فالأمر كما ذكر وقرر، وقد صدق والله في مقاله وما قصر لكني لما رأيت جلالتهما في صدور أصحابهما وأنهم قد استفرغوا مجالسهم في قراءتهما وربما استمالوا لما لفقوه فيهما كثيرًا من العوام وروجوا بذلك على أعمى البصيرة من الهمج والطغام وحملني ذلك على إجابتهما لاسيما والزمان

ص: 70

زمان فشا فيه الجهل وكثر الهرج وقبض العلم وانطمست قواعد الإسلام الحقيقي بين أكثر الناس وصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا والسنة بدعة والبدعة سنة، وتعلم العلم للدنيا لا للآخرة، وصارت العبادات التي ينتحلها أكثر الناس رسومًا وعادات لم يعرفوا حقيقتها، وما وضعت له.

وإن قام قائم بين أظهرهم بتجريد التوحيد والمتابعة نسبوه إلى التكفير والتشديد وأنه صاحب بدعة وإنه صاحب شذوذ ومفارقة للسواد الأعظم.

وأيضًا فليست معانيهما أهجر من معاني كلام أبي سفيان لما قال يوم أحد أعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجيبوه قالوا: وما نقول قال: قولوا الله أعلى وأجل، ولما قال لنا العزى ولا عزى لهم، فقال صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم.

وقد مدح أحدهما في منظومته الشيخ محمد بن عبد الله آل سليم استعمله الله بالرأفة والرحمة وجعل له لسان صدق في الأمة، وكان لما رأى سكوته عنهم في أول الأمر وعدم معالجته بالإنكار عليهم لأنه لم يتبين له ما عندهم، ولم يتضح له سوء مقصدهم من أن ذلك من مناقبه وأن سكوته تقرير لباطلهم، وتحسين لإفكهم وبغيهم فلما أظهر الله طغاتهم وهد من القواعد بنيانهم أظهر الشيخ ما عنده من مخالفتهم وتبين للخواص والعوام أنه غير موافق لهم فرجعوا بعد المدح يقعون في عرضه ويغتابونه، فالله يجزيهم بما يستحقونه ويعاملهم بنقيض ما يقصدونه.

ثم بعد ذلك قدم عليهم رجل من عقيل الشام يقال له ابن عمرو قد طلب العلم في أول عمره فازدادوا به شرًّا وفتنة وكان عليهم والعياذ بالله أعظم بلية ومحنة فانخزل بكل من في قلبه نوع من الشك والريب والاغترار وعقدوا مجلسا للمذاكرة وما أشبهه بمسجد الضرار، فالله يجزي من كاد الإسلام وأهله

ص: 71

بسوء في الدنيا والآخرة ويرد مكائدهم في نحورهم الباطنة والظاهرة، وهذا نص ما وعدنا به، وإن عادت العقرب فالنعل حاضره:

لك الحمد اللهم اذ فيه ابتدي

مع الشكر لا يحصى بغير تعدد

لانك انت الله ربي ومالكي

ومستندي في كل أمري وسيدي

بك المستعان اليوم في دفع كائد

لأهل الردى من كل باغ ومعتدي

وارجو صلاة منك في كل ساعة

على المصطفى خير النبيين أحمد

وال كرام طيب الله خيمهم

وطهرهم من كل رجس مفند

واصحابه من وازروه وجاهدوا

واتباعهم من كل هادٍ ومهتدي

وبعد فقد جاءت الينا قصائد

تنم باقذاع وهجو وتعتدي

على معشر ممن تسمو تشبها

باسلافهم أهل الهدى والتجرد

يرومون تحقيقًا النهج خليله

ويبغون تجديدًا لدين محمد

يحبون من قد كان لله واليًا

كما ابغضوا اهل الخنا والتمرد

يعادون أهل الشرك والزيغ والذي

تولاهمو من كل باغ ومفسد

وما كفَّروا هذا بمحض فسوقه

وحاشاهمو من بهت واش وملحد

وان كان قد ابدى قبائح فعله

وابغضه فيها جنانُ موحد

ولكنهم راموا رضا فالق النوى

وتصح الورى هذي طريقة من هدي

وهيهات من يأتي بهذا، وأين هو؟

أفي البدو يبدو ام بسكان ابلُد

ومن قام في جزء يسير تواثبت

عليه ذئاب من عوال ووهد

تحاموا على هذا جميعا واجلبوا

وصالوا وصاروا حزب غاو ملدد

وفاهوا بتفسيق الجميع وانهم

خوارج او اهل اتباع مجرّد

وسارت به الركبان شرقا ومغربا

ويمنا وشاما فامتلي كل محشد

فيا أيها المزجي بهذا مطية

تجوب قفارًا من ظراب وفدفد

تانَّ هداك الله واعلم بانما

بعثت بجربا فوقها أجذم اليد

مشوم ملوم قد غشاه جذامه

فلا مرحبًا فيها وفي كل أوغد

لذا صار مثواها العراء ولا لها

من المسلمين اليوم اسعاف مسعد

ص: 72

اما جاء نهي في حديث ولفظه

صريح فسل عن لفظه كل مرشد

هو النهي عن ايراد إبل مريضة

على من له إبل صحاح بمورد

فتعسا لها منظومة ما أضلها

وابشع الفاظا لها فلتفند

ركيك قواف اضحكت كل عاقل

فاهون يمتش ياله من مبلد

* * * * *

فيا جاهلا بالشعر سارت بجهله

رسائل في نجد علي كل اجرد

تأخر عن الانشاء انك خاسئ

وانك فيه قاصر الباع واليد

فهل يستطيع النطق في ذاك ابكم؟ .... او المشي يا عبد الهوا كل مقعد؟

واعجب من هذي قصيدة جاهل

وتنسب لشامي الذي لم يسدد

فيا أيها المسكين ويحك لا تكن

تحوم مع الغربان او كل هدهد

فلست باهل أن تقول وكيف لا

وانك بالجهل الصريح لمرتدي

ولا لك قول ثابت او مكانة

وانك في اهل القرى كالمطرد

وكنت كعنز السوء قامت بضلفها

على مُدية تحت التراب الملبِّد

اما تستحي اذ لم يكن لك ناصح

عن الخوض في بحر عميق ومزبد

فذي لجج ما انت ممن يخوضها

وذي خلع ما انت منها بموعد

عليك باصل الدين فاقبل نصيحتي

ودع طرقا تفضي إلى شر مقعد

فانك في واد سحيق وحيرة

تقلب احيانا بغير تقيد

فيوما بحزوي والعذيب وتارة

بتيما ووقت حول صوت المغرد

ولم تأل حتى صرت تهجو مشايخًا

تروح باصناف السَّباب وتغتدي

بنظم عيي سامج لا يقوله

ويحكيه الا كل حيران معتدي

وقل لابن عمرو وهو اصل بلائهم

مقلد أوزار الجميع بمقلد

فيا أيها المغتر ويحك ما الذي

دهاك ولم تترك هواك وتنتقد

وقد كان عهدي من سنين تقادمت

ترسم في رسم الهدى والتزهد

وتجني من العلم الشريف ثماره

تنافس طلاب الهدي بتردد

ص: 73

وتصبح في نسك ثياب من التقي

وتمسي باثواب الخمول وترتدي

وتمشي باطراق لراسك لا زمًا

زوايا خفيات ترى جوف مسجد

فابدلت هذا الفعل جحدًا وخيبة

واعرضت صفحًا قاليا كل مهتدي

وساكنت جمع المشركين بدارهم

وجوزته من غير ما متقيَّدِ

أقمت سنينا والقباب محيطة

عليك وذا الاشراك يدعو ويجتدي

باي كتاب ام باية سنة

ترى فعل هذا من كتاب ومسندِ

اهذا جنى العلم الذي قد غرسته

واسقيته من بعد تمييز مولد

فما كان هذا منك الا لزيغة

عياذًا بك اللهم من سوء مقصد

ولا تنس افعال الاشيمط كلبهم

خبيث الطوايا ذي الجفا والتشرد

هو ( .... ) عازب الراي من غدا

به داخل برميك شزرًا فابعد

وجانبه واحذر أن تكون جليسه

فيرديك في بئر من الشك سرمد (1)

لحا الله عبدًا خاله من ضلاله

اماما لعمري رأيه غير ارشد

فاهون به من جار سوء مذبذب

فيا ليته من خلف ردم مصعد

فلم تحو يا هذا علوما جليلة .... ولكن ضلالا فابرا إلي الله وانقد

ودع عنك ما تهواه نفسك والهوى

واصلح لك النيات يا ذا وجدد

فان كنت لا تصغي لهذا لاننا .... خوارج اتباع لكل مشدد

فدارك بغداد، وإن كنت ساخطا .... على ديننا فانزل بها وتبعَّد

فيا معشرًا ما راقبوا الله وحده

ولا قبلوا اقوال هاد ومرشد

نسبتم عباد الله بغيا وسبَّة

إلى كل وصف لا يليق بمهتد

فقلتم مَغَاليثَّ وقلتم ثعالب

وشردتموهم خلف كل مشرد

وقلتم من الطغيان جهلا وضلة .... نحوز رضاء، حسبنا منزل الهدي

دعاكم إلى هذا التعصبُ والهوى

مع الحب للمال الطريف ومتلد

ثلاث لكم عورات كل منافق

واوصاف فتان بها متمرد

وليس لكم قول صحيح وحجة

ولا نصح شيخ او قياسُ مسدد

(1) حذفنا اسم الشخص المذكور هنا، وهو من أهل بريدة بل من علمائها وهو من أنصار الشيخ ابن جاسر ضد آل سليم ..

ص: 74

سوى ذكر اقوال فهمتم نقيضها

واعرضتموا عن اخذ نص مجرد

وحزبكم الغوغا من الناس بدو من

به حقد من كل شيخ وامرد

على من إذا يأتي بتحقيق ما عفا

ويتبع أقوال الهداة ويقتدي

فلما رايتم عجزكم وقصوركم

وثبتم إلى الشكوى بغير تردد

بعثتم بها مزجي البضاعة من له

صفات عيوب مالها من معدد

جهول بلا علم مصاب بعقله

فاقوى له صوت الصدا حول مربد

كفي عبرة للناس أن رسولكم

يدل عليكم يا ذوي كل معتدي

ومذ غاب هذا الوغد عنهم بحملها

ويمم أبواب الأمير المُسوَّد

ودارت رحى الاعداء في كل بلدة

وطاطا اتباع الهدى ومحمد (1)

فقد كان قلبي بالهموم مفجعا

ودمعي سفاحًا على الخد والثدي

وقرح اجفاني السهاد كأنني .... اراقب نجما او بليت با رمد

فأبوا جهارًا خاسئين اذلة

من الامر صفر بالجنان مع اليد

وجاء لنا نصر من الله بعد ما

بدا الظن ظن السوء من كل ملحد

على يد مأمون السريرة من غدا

يسمى بشيخ المسلمين محمد

اخي الحلم والتقوى مع العلم والحجي

فلازال يعلو ساميا فوق فرقد

يقضي بتدريس العلوم نهاره

مجدًا ويحيى ليله بالتهجدِ

ويحمي حمى الاسلام جهرًا واهله

إذا سامهم خسفا شديد التوعد

اليس الذي قد قام لله وانتضي

من العزم عضبا في زمان منكد

فقام قيام الليث في عزم باسلٍ

يرى الموت فخرًا من حسام مهند

ولم يثنه في الله لومة لائم

ولا وهنت منه القوى للتهجد

به ايد الله الهدى وانمحى الردى

وعادى العدى واهي الظهور واعضد

* * *

ولا تنس ما لاقاه من (ابن جاسر)

وكابده من فري ناب ومفصدِ

(1) يقصد الشيخ العلامة القاضي محمد بن عبد الله بن سليم رحمه الله.

ص: 75

فلما دعا للشرك قامت ثعالب

قليل وهم ما بين ثان ومفرد

وعاضد شيخ القوم في ذا ابن عمه

واخوانه والمسلمون بابلد

سقى الله من قد مات وابل رحمة

وعم هتونُ العفو حبرًا بملحد

واحبا بنا من كان حيا وحزبه

ووفقهم للقول والفعل باليد

فكان كلام الشيخ شدخا لرأسه

حجارة رجم من صخور وجلمد

وضاق به ذرعا وجاشت همومه

وصار بغل من نصوص مصفد

وآب إلى داعي الهدى بعد ما ابي

وابدي مثابا عند كل موحد

اقام على هذا من الدهر برهة

حقيرًا مهينا في بلاد وغرقد

وذلك يا هذا لضعف بعقله

شمائله تنبيك ان كنت تهتدي

ولا كان ذا اصل يشار لعلمه

ولا حقق الدين الحنيفي المحمدي

وبعد اللتي ثم التيا فليته

من العلماء الناصحين لأعبد

وان يامنوا من زلة الرجل عنده

بهوة تشكيك من الزور والردي

ولكنه في خبط عشوا وريبة

ولاسيما في الأصل جانبه تسعد

فجاءت طغاة مستريبون دأبهم

هو الخوض في اهل الهدى والتجرد

واعني بهم من قد تقدم ذكرهم

واتباعهم من كل فدم مفند

فكان لهم كالمنجنيق وقصدهم

هو الهد للدين الرفيع الموطد

وأما الولا والحب والبغض والبرا

فذلك تنفير ودينُ مشدد

وكل نصوص في القرآن وسنة

يؤلونها تاويل باغ ومعتد

بتعميم لفظ خصصته ادلة

واطلاق لفظ جاءنا ذو تقيد

وما قرر الإعلام من كل جهبذ

غلو وافراط بمنهج احمد

وقالوا مقالا مر بعض سياقه

بما لفقوه من أباطيل منشد

وبانت لمن يغتر فيهم ضغائن

لدى كل ذي عقل سليم ومهتدي

فقام عليهم شيخنا فكلامه

على افكهم نحت الحديد بمبرد

فابعدهم بعد المودة والاخا

واقصاهم، بعدًا لمقصي ومبعد

ونرجوه ايضا في البقيات هكذا

ونرجوا من الله له حسن مقصد

ص: 76

وما العذر في أن لا يكون قيامه

فرادى ومثنى في الرواح وفي الغد

الرب له تعنو بيوم وجوهنا

يفوز به انصار دين محمد

* * * *

فيا راكبا اما بقيت بداره

وقريت عينا في لقا كل مهتدي

فبلغه تسليما فانك نائب

ولا تلقه نجوى تحية موجد

اخي ثقة صاف الوداد، وقل له

ودمعك يهمي فوق خد مبُدَّد

فلا زلت يا حبر البلاد وشمسها

وقطب رحاها دائما ذا تجرد

تذب عن الدين الحنيف واهله

وترغم اعلانا انوفا لحسد

وتنعش اهل الحق جهرا وتحتذي

باسلافك الماضين قدمًا وتقتدي

وتكمد اكبادًا من الغيظ غالبًا

على كل ذي جاه عريض ومحتد

ومن لم يقل آمين بعد دعائنا

فلا رفعت سوطا له قبضة اليد

واني لارجو ما حييت مؤمِّنا

على رغم أنف من حسود ملدد

* * * *

ويا ايها الباغون ماذا اردتموا

ألا فارجعوا فالبغي صراع معتدي

بغيتم وارجو ان عقبي اصطبارنا

سعود وعقبي بغيكم نحس اسعد

قصدتم من الطغيان ارغام شيخكم

واخوانه فالله ربي بمرصد

فهل ضر بدر التم في الافق نابح

او الاسد ضج من ثعالب ضرغد

فلولا احتراق العود بالنار ما شذى .... اريج وفاح الطيب من عوده الندى

ولولا صدام من زناد وضده

لما اورت الزند الشرار لموقد

ويا راكبا إما ثنيت زمامها

ورمت رجوعًا بعد هذا التعود

فقل لذوي الأضغان والزور دونكم

نبالًا عرايا من حنيف موحد

وصمصامة في ثغرة النحر فاتكا

وسمرًا لدانًا في يدي متعيد

تمزق اجساما وتفلق هامة

وتنفذ جنبا من قتيل مسند

ويكفيكم سهم مصيب وشانكم

حقير، فلا فقتم بعلم وسؤدد

ص: 77

ولستم باهل أن تجابوا لانكم

غثاء سيولٍ أوجشاءٌ لاكبد

ولو كل من يعوي يلقم صخرة

لا صبح صخر الارض يشري بعسجد

ولولا ثلاث ساعدتني لما بدا

من النظم لي بيت ولست بمنشد

فاحداهن هي الانتصار لديننا

وان خاله الأعداء دين مشدد

وثانية مدحي لحبر وانني

لامدح انصار الطريق المحمدي

وفي ذكره معكم عليه غضاضة

فأين الثرى من ذي الثريا وفرقد

الم تر أن السيف ينقص قدره

إذا قيل امضي من عصى متهدد

وثالثها نحمي حمى اخوة لنا

واعوان صدق في الإخا والتودد

أما الذب عنهم من لوازم ديننا

اما كبت اهل السوء انكي لمعتدي

عسي وعسى من أن تعود لما مضى

من المضحكات اللاء جاءت لأوغد

وان عدتموا عدنا وانا مدادنا

لتمتد في كبت العداة وتهتدي

واني واخواني كمين فمن بغى

يراقدّ هام من كلام مؤيدي

وارجوه في يوم القيامة عدة

غداة مروري فوق ذات التوقد

وعظتم وخوفتم بايأت ربنا

ورغبتموا في فوز دار مخلد

فما زادكم الا عنادا ونفرة

ونصبا لا شراك الهوى بالترصد

فيا معرضين اليوم ما بعد ربكم

افيقوا وكونوا للهدي خير منجد

اجيلوا قداح الفكر في قول ربكم

ودوموا على تحقيق سنة احمد

فان الشفا من كل ريب وفتنة

بما فيهما فأساله من ذاك واجتد

وان الهدى والنور ابلج ساطع

ومن اعرض صفحا، في ضلال مبعد

* * * *

دعونا نكن مستعصمين بحبله

فما لافتراق خير وخزي منكد

واياكمو والاغترار بزهرة

تروق من الدنيا لأعمى ومقعد

خبرنا بني الدنيا جميعا فكلهم

إلى حبها يرنو بطرف ممدد

فما حاد عبد عن طريق ضيائه

تبين الا رغبة في المنقد

ص: 78

فيا ايها المشغوف فيها ألم يكن

رجوع إلى نهج الهدى والتزود؟

افق واتند ما دام في العمر فسحة

طليقا بفعل الخير تمسي وتغتدي

ركنت إلى الدنيا كانك لم تكن

بعيدًا ترى تحت الصفيح المنضد

فتبصر عن علم وتسمع جهرة

وتقرع ندمانًا عوارض انجد

ولو أن عينا ساعدتنا به معها

وقلبا صفا من رينه غير اسود

لكان لنا شان لتحقيق ديننا

يراه مصاب القلب الحاد ملحد

عسى الله هادي من يشاء بفضله

يمن علينا باقتفا كل مهتدي

ويجعلنا ممن يكون كتابه

شفيعا له عند اقتحام المحدَّد

* * * *

ويا معشر الاخوان صبرا فانني

ارى الصبر محمود العواقب في غد

به يدرك الراجي سلامة دينه

مناه ولم يلحقه سوء ويضهد

ولا تضجروا من كيد خب مماذق

فقد كيد رسل الله في كل معهد

وأوذوا فما ابدوا لهذا استكانة

ولا وهنوا للحرب أو للتهدد

وقد جاهدوا في الله حق جهاده

وهدوا من الاشراك كل مشيد

وسار على آثارهم كل تابع

ذوي الضرب في الهيجاء ذات التوفد

فاعلوا ذرى السمحاء من بعدما عفت

معالمها، وهدموا كل مشهد

وامر بمعروف ونهي عن الردى

وتطريد اهل الفحش كل مطرَّد

اما كان في هذا بلاغ مسافر

إلى الله في دار الجزا والتفقد

ولما انتهي قولي تميمت فاطري

فمن امه يظفر بخير ويحمد

وناديت يا الله يا خير سامع

اعذنا من التسميع يا ذا التودد

واصلح لنا النيات فيما نريده

وثبت لنا الأقدام عند التشدد

وأعل منار الحق وانصر حماته

وخد بنواصي ذي الضلال وسدد

فانك اهل ان تجيب دعاءنا

أمرت به فاسمعه مني وأسعد

واختم نظمي بالصلاة مسلمًا

مع الحمد في بدءٍ وختم مؤبد

على المصطفى ذي المعجزات

محمد فمنها حليب الشاة شاة ام معبد

ص: 79

وآل وأصحاب كرام وتابع

صلاة وتسليما يرى ذا تجدد

قال الشيخ إبراهيم ابن عبيد في حوادث 1306 هـ:

وفي هذه الفترة لا تزال المشاغبات والنزاع مستمرًا نتيجة الخلاف الذي جرى في المسائل الدينية بين الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وبين بعض المنتسبين إلى العلم.

وحاصل هذا النزاع أن المخالفين للشيخ يقولون بجواز التوسل إلى الله بذوات العلماء والصلحاء وجواز السفر إلى بلدان المشركين، والإقامة بها، ويقولون إن الهجرة منقطعة لقوله صلى الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية.

ولا ريب أن هذه الأقوال مطروحة، وهذا الحديث يفيد أنه لا يهاجر من مكة بعد ما فتحت وكانت بلادًا إسلامية.

وقد نتج عن هذا الخلاف افتراق وتحزب لذلك أحزاب وتوترت العلاقات بين القائلين بالجواز والمانعين منه حتى كان لكل طائفة ردود ومؤلفات وانتصارات وامتدت هذه المحنة قريبًا من ربع قرن فإنا لله وإنا إليه راجعون، والمسألة يطول شرحها وتفاصيلها وتحتاج إلى بسط لا يتسع له هذا الموضع.

ولا ريب أن الحق الذي لا مرية فيه هو ما كان عليه الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وأتباعه رفع الله قدره وأشاد في العالمين ذكره، وما كان مع المخالفين ما يستند عليه وندين الله تعالى بقول الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم ونعتقده ونسأل الله تعالى الثبات إلى أن نلقاه إنه جواد كريم (1).

والقول الثاني أن وفاته في مستهل هذه السنة.

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 1، ص 279.

ص: 80

وذكر الشيخ إبراهيم العبيد أنه في سنة 1312 هـ هذه سقطت صاعقة من السماء على منارة جامع بريدة بعد الصلاة يوم الجمعة، وذلك بعد ما خرج السرعان فأصابت المنارة من جهة الشمال الشرقي وقتلت رجلًا في خلوة المسجد بدون إصابة وأصابت ثوب رجل آخر من جهة كتفه الأيسر فاحترق ذلك الجزء من الثوب، وكف بصره فجعل الشيخ إبراهيم بن جاسر يقول ياأمة محمد هذه رمية الجبار (1).

الشيخ ابن جاسر بأقلام المؤرخين:

ترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي فقال:

إبراهيم بن حمد الجاسر: من بريدة، هو العالم الجليل والمحدث الشهير الورع الزاهد الشيخ إبراهيم بن حمد بن محمد بن جاسر، ولد هذا العالم الجليل في بريدة بالقصيم سنة 1241 هـ وقرأ القرآن وجوده ثم حفظه عن ظهر قلب وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأ على علماء بريدة وما حولها، ومن أبرز مشائخه محمد بن عمر بن سليم ومحمد بن عبد الله بن سليم، ثم سمت همته فرحل للتزود وسار إلى الشام، فقرأ في صالحية دمشق، وفي الجامع الأموي ولازم علماء الحنابلة هناك وممن لازمهم الشطية دخل بينهم الذي كان معمورًا بالتدريس في مذهب أحمد وتعرف في مطلع هذا القرن بدار الشطية ثم انتقل إلى نابلس فقرأ على أعيان الحنابلة فيها ثم عاد إلى القصيم يحمل مشعلًا من العلم والمعرفة في الفروع والأصول خصوصًا في علم الحديث ومصطلحه ورجاله ويقال إنه كان يحفظ الصحيحين يقول الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع عنه، لقد كان واسع الإطلاع مرجعًا في الحديث والتفسير، وإن شيخي صالح بن عثمان القاضي رحمه الله، كان معجبًا بحفظه للحديث وقوة

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 1، ص 323.

ص: 81

استحضاره للاستشهاد وأثنى عليه شيخنا عبد الرحمن وقال: إنه آية في الحديث والمصطلح ويؤثر الفقراء على نفسه ويواسيهم بما يقدر عليه، ويقول والدي عثمان: إن من ورعه وزهده لقد عزل عن القضاء بعنيزة وعليه ديون كثيرة الورعه منها مبلغ أربعمائة ريال فرانسا قال لوالدي صالح والله لم تنشغل ذمتي بها إلا من الإصلاح لذات البين فقام الوالد بوفائها فشكره على ذلك ودامت بينهما المراسلة لمناسبات في أقضيته السابقة ولدينا رسائل بقلم الشيخ إبراهيم للجد وبعد عودته للقصيم من غربته حصل بينه وبين آل سليم خلافات تتعلق بالعقائد أعقبتها مشاجرات أورثت بعض الضغائن والوحشة والتنافر بينهم وتحزب أهالي بريدة حزبين فحزب يواليه وحزب يوالي آل سليم ودرس في بريدة عام 1315 هـ إلى عام 1317 هـ.

وفي عام ثمانية عشر طلب العم عبد الله العبد الرحمن البسام من آل رشيد تعيينه قاضيًا في عنيزة فعينه قاضيًا بدل عبد الله بن عايض فكان في قضائه مثال العدالة والنزاهة وتولى إمامة وخطابة الجامع الكبير فيها واستمر قاضيًا فيها ومدرسًا بجامعها عام 1324 هـ، فخطب بهم يوم عيد الفطر وودعهم وحل محله الجد الشيخ صالح بن عثمان القاضي، وهي السنة التي قتل فيها عبد العزيز المتعب آل رشيد بروضة منها وفيها ولد الشهيد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله، ولما عزله أهالي عنيزة عن القضاء بقي مدة في بريدة ثم طلبه سعود بن متعب من الملك عبد العزيز ليتولى قضاء حايل فشاور الملك فأبدى رغبته فسمح له وسافر إليها بعد أن طعن في السن وأرهقته الشيخوخة وكان صادعًا بكلمة الحق لا يخاف في الله لومة لائم ففي الزبير عرض عليه الإمامة والخطابة في جامع النقيب، فلما زاره ووجد بداخله ضريحًا قال لا يمكن أن أصلي به مأمومًا فكيف أكون إمامًا فيه، وقد تولى قضاء بريدة من عام 1324 هـ إلى ست وعشرين ودرس الطلبة فيها وظل قاضيًا وإمامًا

ص: 82

وخطيبًا بجامع بريدة، ثم في برزان بحايل برهة من الزمن ثم طلبه أمير الخميسية قرب بغداد وشمالي نهر الفرات ليكون قاضيًا فيها ولكنه تأني بالسير إليها ولما سافر وجدهم قد نصبوا الشيخ عبد المحسن بابطين فظل عندهم مكرمًا ما شاء الله أن يمكث ثم عاد إلى القصيم عام 1329 هـ ودرس الطلبة فيها وفي الحجة عام 1337 هـ سنة الرحمة مرض فيمن مرض ثم سم في قول فاستدعاه أمير حايل فذهب إليه في القصر محمولًا فقال أمير حائل سعود ابن رشيد سوف نجهزك للمعالجة في بلدة الكويت فسافر إليها وتمكن منه المرض في الكويت وفي الحجة عام 1338 هـ توفاه الله ودفن في الكويت وله من العمر سبع وتسعون سنة قضاها في العلم والتعليم ونفع الخلق.

ومن أشهر تلامذته النابغين شيخنا عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي والوالد عثمان بن صالح ومحمد وعبد الرحمن الصالح البسام والعم إبراهيم المحمد البسام وعبد العزيز وعبد الرحمن العقيل وإبراهيم الصالح القاضي ومحمد العثمان الجمل وعبد الكريم الصايغ وعبد الله المحمد الضراب وعبد الله الرواف وعبد الله بن حسين أبا الخيل، وأوصافه كان طويلًا ثخينًا قمحي اللون وكان عطوفًا على الفقراء ويؤثرهم فيما يشتهون وربما خلع ثوبه فأعطاه الفقير مع قلة يده وكان من قوام الليل وكان يهاجم الإخوان الذين شددوا في الدين وعفيفًا متعففًا عزيز النفس متواضعًا ولا يلتفت إلى من اتهموه في عقيدته فإن ذلك من حسد المعاصرة وحاشاه مما رموه فيه وصدق قول الأول:

كناطح صخرة يومًا ليوهنها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

وقد خلف ابنين عبد الله وجاسر، فالأول توفي وخلف ابنه محمد كاتب الضبط بمحكمة بريدة، وجاسر في مكة رحم الله الشيخ الجاسر برحمته الواسعة، آمين. انتهى.

ص: 83

أقول: لقد غلط الأستاذ محمد بن عثمان القاضي في اسم جد الشيخ إبراهيم بن جاسر فذكر أن اسمه (محمد) والصحيح أن اسمه إبراهيم.

كما غلط الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام رحمه الله في ذكر جده أيضًا فأسماه عبد الله، والصحيح أن اسمه إبراهيم وعلى من يريد التأكد من ذلك أن يراجع الوثائق المتعلقة: بوالده حمد بن إبراهيم بن جاسر.

وهذه أول ترجمة الشيخ إبراهيم بن جاسر عند الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام:

الشيخ إبراهيم بن حمد بن عبد الله بن جاسر، ولد في بلدة بريدة سنة 1241 هـ، ونشأ فيها وقرأ القرآن وجوده، ثم حفظه عن ظهر قلب، وشرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة، فقرأ على علماء بريدة وما حولها، ومن أشهر مشايخه: الشيخ محمد بن عمر بن سليم، والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكلاهما من كبار قضاة بريدة، كما أخذ عن الشيخ حسن الشطي في دمشق، وأكثر من أخذ عنه الشيخ إبراهيم بن محمد بن عجلان، وقرأ على غيرهم، كما أنه أدرك زمن الفقيه قاضي بريدة الشيخ سليمان بن علي بن مقبل إلَّا أنه لم يقرأ عليه لأنه كان يسيء الظن في معتقده، فلما انكشف له الأمر وتبيَّن له خلاف ذلك تأسف على ما فاته من تلقي العلم عنه.

والقصد أن المترجم أدرك في العلوم، لاسيما في التفسير والحديث واللغة العربية، فهو فيها لا يجاري وعالم لا يماري، واشتهر أمره وذاع صيته حتى عدّ من كبار علماء نجد (1).

وقال الأستاذ إبراهيم بن محمد بن ناصر بن سيف وهو من أهل بريدة:

(1) علماء نجد خلال ثمانية قرون، ج 1، ص 277.

ص: 84