الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثني أحد أبنائه قال: كنا مع والدي الشيخ سليمان بن جربوع، وهو يوم ذاك على قضاء الأرطاوية فركبنا معه سيارة متوجهين من الأرطاوية إلى بريدة وعندما توسطت السيارة في رمل التويرات غرزت، لأن ذلك كان قبل تعبيد الطرق، ثم تعطلت مما عرف أنه لابد من إرسال سيارة إسعاف له ولمن معه.
قال: فقال الشيخ سليمان الذين معه، لا أعرف أحدًا يمكن أن يعتمد عليه بأن يسعفنا عاجلًا بإرسال سيارة إلينا إلا الشيخ محمد العبودي.
قال: فكتب لك كتابًا مع سيارة مرة بهم.
وبعد وقت أسرع مما كان يظن كنت ترسل إليه سيارة (وانيت) مثل السيارة التي غرزت فركبناها إلى بريدة.
وثائق للجربوع:
الوثائق التي ذكر فيها اسم الجربوع كثيرة مثل غيرها من الأسر العريقة.
وأول ما تدلنا عليه تلك الوثائق عراقة الأسرة في سكني بريدة وتدل على أنها كانت موجودة فيها حتى قبل عهد حجيلان بن حمد الذي ابتدأ حكمه عام 1194 هـ وانتهى عام 1234 هـ.
ويدل ذلك على أن ما قيل من كون حجيلان استدعى (ابن جربوع) من الشماس إلى بريدة - كما ذكرناه سابقًا - هو خاص بذلك الشخص الوجيه من (الجربوع) وإلَّا فإنه كان يوجد في بريدة من الجربوع غيره قبل ذلك.
وذلك أن بعض الوثائق التي سنذكرها فيها ذكر لأناس من الجربوع أصحاب أملاك ومن أهل الفلاحة عند موت حجيلان وقبل وقته.
بعض تلك الوثائق تدل على أن بعض (الجربوع) أصحاب فلاحات ونخيل تحتاج إلى من يستدين لأجلها.
وهذا لا يغير من الأمر شيئا في دلالتها على وجود الأسرة في بريدة، وأهميتها فيها، ونحن تهمنا منها الناحية التاريخية كما هو ظاهر.
كهذه الوثيقة المؤرخة في عام 1236 هـ أي بعد وفاة حجيلان بن حمد بسنتين ومؤداها - على اختصارها - أن منصور الجربوع اشترى من صالح وعمر أربعمائة وزنة تمر باثنين وعشرين وثلث ريال، وأرهنهم بذلك ....
والكتابة التي قبلها مؤرخة في عام 1236 هـ.
وصالح وعمر هما صالح بن حسين أبا الخيل والد مهنا الصالح وعمر هو عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من أسرة آل سليم من الدرعية إلى بريدة، وفي التي قبلها ذكر صالح وعمر هذين لأنهما كانا شريكين في المبايعات والمداينات التي ينص فيها على ذلك.
والوثيقة التي في أعلى الورقة بخط إبراهيم بن علي الخضر مؤرخة في نهار الخامس من (عاشور) وهو شهر محرم سنة ست وثلاثين، ولم يذكر القرن ولكنه معروف بأنه القرن الثالث عشر لأنه الذي عاش فيه صالح الحسين وعمر بن سليم.
والوثيقة الأخرى التي هي أصرح منها مؤرخة بعدها بسنتين أي في عام 1237 هـ ويحل الدين فيها على (محمد بن عبد الله بن جربوع) في آخر سنة 1238 هـ والغالب أن يكون التأجيل في المبايعات المماثلة لمدة عام واحد.
وهي مكتوبة بخط عبد الرحمن بن سويلم وهو الذي هاجر من الدرعية بنفسه إلى بريدة وسكنها كما هو معروف في قصة قريبة الشيخ عبد العزيز بن سويلم الذي كان الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود قد عينه قاضيًا على ناحية القصيم، وهذا نصها:
وهذه وثيقة أخرى قديمة واصرح تاريخًا وتدل على ما تدل عليه الوثيقتان قبلها وهو أن (الجربوع) قد صاروا في تاريخها، وهو عشر الأربعين من القرن الثالث عشر رجالًا كثرًا إن لم نقل إنهم صاروا فروعًا عدة، وهي بخط العالم القاضي عبد الله بن صقيه مؤرخة في 27 جمادى الآخر عام 1236 هـ.
والوثيقة التالية قديمة أيضًا، وهي مكتوبة في عام 1235 هـ أي بعد حرب الدرعية بسنة واحدة، بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه، وهي مبايعة
بين اثنين من الجربوع وهما عبد الكريم بن جربوع، وأخوه عبد العزيز، وبين مسعود بن محمد أكثر أهل المريدسية ثراء.
والمبيع: نصيب آل جربوع من الملك من النخل المسمى الداخلة بالمريدسية، والثمن كبير هو سبعون ريالًا فرانسة.
والشاهد على ذلك حسن آل حمود بن حسن آل أبو عليان، ومحمد آل مبارك، والتاريخ: 24 جمادى الأولى سنة 1235 هـ.
وجاء ذكر ناصر السليمان بن جربوع في وثيقة مداينة بينه وبين علي الناصر السالم (من آل سالم الاسرة الكبيرة القديمة السكني في بريدة).
والدين كثير إذ هو ألف وثلثمائة وست وثمانون وزنة تمر، ولكنهم عبروا عن مقداره بما لا يدع مجالًا للشك أو لاحتمال الغموض فذكرت الوثيقة ثلاثة عشر مائة وزنة تمر، تزيد ست وثمانين وزنة، وأن هذا التمر مؤجل الوفاء يحل أجل وفائه طلوع جمادى الآخر من سنة 1248 هـ.
ومعنى طلوع جمادى الآخر: انتهاؤه.
والكاتب هو عبد الله الناصر الرسيني، وقد أوضح شيئًا عن هذا التمر، فقال: كذلك أقر علي الناصر أن ها التمر المذكور على ناصر الجربوع انهن الطلب الذي على عبد العزيز الرسيني، والطلب هنا يراد به الدين وأكدهن سليمان بست وعشرين ريال فيود عبد العزيز المشوح: بضاعة راع العصفورية، وست وعشرون ريال فيود ابن عرب ثمن الذلول التي استافي بهن سليمان من ابن عرب وحوله على الرسيني، شهد على إقرار علي بن ناصر الجربوع وشهد به وكتبه عبد الله الناصر الرسيني في عاشر من شهر صفر أول سنة 1248 هـ.
وفي هذه الوثيقة أشياء غير واضحة مما يتعلق بشخصين يظهر أنهما من بلاد الشام أو فلسطين، وهما راع العصفورية وابن عرب مما يعطي انطباعًا بأن ذلك يتعلق بالبضاعة وهي المضاربة بالمال واقتسام المكسب منه بين صاحب الدارهم والرجل الذي استثمرها.
ولكننا استفدنا منها ذكر عبد العزيز المشوح، وذكر شخص آخر من أسرة الرسيني وهو (عبد العزيز الرسيني).
وقد ورد اسم محمد العبد الله بن جربوع في وثيقة متأخرة نوعًا ما بالنسبة إلى وقته إذ هي مؤرخة في جماد الثاني عام 1268 هـ.
وهي بخط عبد الرحمن بن حنيشل وبشهادة سليمان القفاري أحد القدماء من أسرة القفاري وهو (سليمان القفاري) إلى جانب عبد الله بن غنيمان.
وقد صدق عليها قاضي بريدة الشيخ سليمان بن علي المقبل وإن كان علق ذلك بصحة الوكالة.
وهذا نقلها بحروف الطباعة:
الحمد لله وحده وصلاته على من لا نبي بعده.
يعلم به من يرا لقد حضر محمد العبد الله بن جربوع وهو يومئذ وكيل عن بنات داحس وهن: هيا ونوره وطرفه ومزنه وسلمي وحضر أيضًا حمدان بن عرمان وهو أصالة عن نفسه وكيل عن أخيه حمد بن عرمان وحضر لحضورهم جار الله ابن ذياب المشيطي فباعا محمد وحمدان جميع على جار الله قليب داحس المعروفة بقليب خضير شمال عن البصر، وإن احتاجت لتحديد فيحدها من شرق النخل وهو قليب مسيله، ومن شمال الملاح، قليب خضير ومن قبله إلى النفود، ومن جنوب الحزوم ومسايله، فباعا المذكور من حي وميت على جار الله في ثمن معلوم قدره وبيانه سبعة أريل وقرش وصلتهم في مجلس العقد، وذلك بعد الرؤية والمعرفة من الجميع والبائعا والمشري جايز التصرف صحيحًا العقل برضا من الجميع غير الإكراه شهد بذلك سليمان القفاري وعبد الله بن غنيمان.
كتبه وشهد به عبد الرحمن بن حنيشل، وقع ذلك في جمادي الثاني 1268 هـ وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
وهذه الوثيقة المكتوبة أيضًا بخط عبد الرحمن بن سويلم مؤرخة في عام 1238 هـ ومذكور فيها شهادة ناصر بن جربوع مما يدل على تعدد شخصيات الجربوع في ذلك التاريخ وكثرة فروعها، ويدل ذلك - بطبيعة الحال - على عراقة سكناها في بريدة.
وهذه الورقة التي ورد فيها ذكر منصور الجربوع وهي مؤرخة قبل عام 1241 هـ بعام واحد فيما يظهر مكتوبة بخط الكاتب المعروف بل المشهور في وقته سليمان بن سيف، وقد جاء ذكر (منصور الجربوع) فيها في معرض الكلام على غريسات - جمع غريسة - بصيغة التصغير وهي النخل الفسيل، ونصها:
وكأنما كان منصور الجربوع الذي يصح أن نسميه بالقديم أو الأول، لأن
هناك شخصًا مهمًا من الجربوع اسمه منصور من الجيل الذي قبلنا تقدم ذكره.
أما منصور الجربوع القديم فقد تقدم ذكره في أول الوثائق ثم جاء في الوثيقة التي قبل هذه.
ولكنني وجدته مذكورًا في وثيقة بخط الشيخ عبد الله بن صقيه ويدل ذكره فيها وصياغة ذلك على أنه شخص مهم إما أن يكون مطوع مسجد، أو طالب علم، لأنه امتنع عن أن يصلي على أحد الموتى بحجة أن عليه دينًا مات قبل أن يوفيه.
وهذا غريب إلا إذا كان ابن جربوع يعرف أن هذا الميت كان قادرًا على أن يوفي الدين الذي عليه ولكنه لم يفعل.
وحتى لو فرض هذا بأنه لا يمنع من الصلاة عليه.
ومن الطريف الذي ذكرته الوثيقة أن زوجة المتوفى عندما امتنع منصور الجربوع عن الصلاة عليه ضمنت له أن توفي عنه دينه بل أن تتحمل ذلك، وأن يصلي عليه ابن جربوع صلاة الميت.
والوثيقة بخط الشيخ عبد الله بن صقيه وختمه ولكنه لم يؤرخها خلاف عادته.
وهذا نصها بحروف الطباعة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يعلم به من يراه أنه شهد عندي عبد الله بن محمد الملقب بالصمعاني بأن شما بنت ناصر شرت ربع الصبخه المعروفة جنوبي ملك آل مسند وشمال عن ملك آل حماد اشترت شمَّا من مويضي بنت عجلان وبشهادة عبد الله أن حماد آل عجلان مات مديون وأنه امتنع (منصور بن جربوع) عن الصلاة عليه، وأني قلت له أنا يا زوجته شما اتحمل دينه، وأنا أوفيك.
هكذا شهد عبد الله آل محمد كتب شهادته عبد الله بن صقيه وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم".
وبعد ذلك بنحو 45 سنة وثيقة مؤرخة في عام 1294 هـ مكتوبة بخط محمد العبد العزيز بن سويلم ومؤداها إقرار عبد الكريم بن عبد الله بن جربوع بأن في ذمة أبيه: عبد الله المحمد لمحمد العمر بن سليم أربعة ريالات فرانسة يحل أجلهن في رجب عام 1295 هـ وهي مؤرخة في ذي الحجة من عام 1294 هـ، وهي المنقولة قبل هذا.
والوثيقة التالية تدل على أنه كان الجربوع أملاك وعقارات في بريدة معروفة من آخرها ما ورد أنهم باعوه على زعيم بريدة في وقته (فهد بن علي الرشودي) كما في ورقة المبايعة هذه المؤرخة في شعبان سنة 1352 هـ بخط
سليمان المحمد الحميضي وبشهادة شاهدين هما محمد بن عبد الله الحسين والذي يتبادر إلى الذهن أنه الشيخ القاضي المعروف والثاني من أسرة الجربوع نفسها، وهو صديقنا عبد الله بن سليمان الجربوع.
وقبلها وثيقة بخط الشيخ عبد الله العلي بن عمرو، مؤرخة في 29 محرم عام 1326 هـ ونقلها من خطه عبد الرحمن بن محمد الحميضي في عام 1348 هـ.
والوثيقة التالية هي إقرار بالبيع صادر من امرأة من (الجربوع) اسمها قوت آل محمد هكذا كتبه الكاتب ثم أوضح ذلك بأنها بنت محمد الجربوع، وما هو بحاجة إلى هذا الايضاح لأنه قوت آل محمد هي بنت محمد آل جربوع.
وتثبت الوثيقة أن (قوت) هذه أقرت بأنها قد باعت صيبتها أي نصيبها من زوجها تركي آل خريف بن ضحيان ووالده هو خريف.
والمراد بنصيبها من ما ورثته من تركته بعد موته ولم يحدد نصيبها بأنها الثمن أو نحو ذلك.
والمشتري صالح آل عبد الله بن ضحيان وهؤلاء من الضحيان أهل الخبوب، وليسوا من الضحيان أهل الشقة.
وذكرت الوثيقة ما يتبع نصيبها المذكور من نخل وأرض وبئر وطرق ومنزل وغيره.
والثمن: سبعة عشر ريالًا فرانسه بلغها من الثمن خمسة عشر ريالًا بإقرار قوت وهي البائعة، وبقي لها ريالان يحل أجل الوفاء بها طلوع ربيع الأول عام 1281.
والمراد بطلوع ربيع الأول إنسلاخه وانقضاؤه.
والشاهدان: إبراهيم آل محمد بن جربوع وعبد الله آل عبد العزيز بن جربوع، والتاريخ: 26 من محرم (العْمَر).
وكأنما ظن الكاتب رحمه الله: أن بعض الناس الذين يطلعون على هذه الوثيقة لا يعرف معنى محرم الذي هو أول شهور السنة ففسره بأنه (العمر) وهي بإسكان العين وفتح الميم بعدها راء، وهذا أحد أسماء ثلاث لشهر محرم عندهم وهي محرم والعمر وعاشور، وقد ذكر الكاتب الذي هو مبارك بن عبد الله الدباسي بأنه كتبها في 26 محرم عام 1281 هـ.
ونوه في آخرها بأن هذا العقار المشترى هو لعيال تركي (الضحيان).
نورد صورة الوثيقة ثم نتبعها بكتابتها بحروف الطباعة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
حضرت عندنا قوت آل محمد بنت محمد آل جربوع وأقرت بأنها باعت صيبتها من زوجها تركي آل خريف ابن ضحيان على صالح العبد الله بن ضحيان من نخل وأرض وبئر وطرق ومنزل وغيره من توابع الملك، في ثمن معلوم قدره وبيانه سبعة عشر ريال فرانسه بلغها من الثمن خمسة عشر ريالًا وأنه بإقرار من قوت بقي لها ريالين يحل أجلهن طلوع ربيع الأول سنة 1281 هـ - تسعين - باعت قوت ها المذكور وثبت أن الكل صحيح البدن والعقل وشهد على ذلك إبراهيم آل محمد بن جربوع، وعبد الله آل عبد العزيز بن جربوع، وجرى ذلك نهار ستة وعشرين من المحرم (العمر) مبتدأ سنة 1281 - تسعين - والمشتري لعيال تركي وشهد به وكتبه مبارك بن عبد الله الدباسي سنة 1281 هـ.
وهذه الوثائق الثلاث التالية المتعلقة بمحمد الناصر الجربوع وأخيه عبد الكريم والتي بعدها مثلها والثالثة مثلهما، وكلها مداينة لإبراهيم بن محمد الربدي عليهما.
وتاريخها من عام 1309 هـ إلى عام 1311 هـ.
والأخيرة منها المبلغ الذي للربدي عليها هو قرض حسن وليس مداينة ذات ربح للربدي.