الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجبيلي:
على لفظ سابقه: أسرة صغيرة من أهل بريدة.
منهم حمد بن سعد الجبيلي كان خرازا في جنوب المقصب الواقع جنوب جامع بريدة القديم قبل انتقال المقصب عن المكان الذي هو فيه.
يعتقد أن أصل اسمهم (الجبالي) على لفظ النسبة إلى الجبال فُصُغِّر إلى الجبيلي.
ولفظ (الجبالي) هو بإسكان الجيم في أوله وتخفيف الباء ثم لام مكسورة فياء نسبة.
الجَدْعَان:
من أهل خب الخضر جنوب بريدة، وسكن بعضهم بريدة.
منهم سليمان بن عبد الله الجدعان، كان من معلمي البناء بالطين الماهرين المشهورين في ذلك، وهو من الستودية - جمع استاد - الذين استدعاهم الملك عبد العزيز من القصيم للمشاركة في بناء قصر المربع في الرياض، وكذلك شارك في بناء قصر الحكم الذي كان في الصفاة قبل خروج الملك للمربع، فكان يذهب مدة ستة شهور إلى الرياض من كل عام لهذا الغرض ومات في حدود 1382 هـ.
وهو استاد ماهر في البناء بالطين، رأيته وهو يبني فعجبت من استقامة الجدار واللبن بين يديه.
وهو إلى ذلك معروف بالشهامة، وترفعه حتى كان الذي يستطيع أن يقنعه بأن يبني له بيتًا يعتبر من المحظوظين لأنه لا يعمل إلَّا عند أناس طيبين ذوي مقامات.
وكأنما هذه المهنة التي هي الإجادة في البناء بالطين عريقة فيهم.
صالح بن عبد الله الجدعان استاد طين أيضًا توفي قبل الستاد سليمان أي في حدود 1380 هـ.
توفي صالح بن عبد الله الجدعان عام 1395 هـ.
وخلف ابنه محمدا صاحب محطة للمحروقات على شارع الخبيب في جنوبيه الآن - 1426 هـ ولمحمد هذا عدة أبناء.
ومنهم سليمان بن ناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد الجدعان من أهل الخضر القدماء، إلتقينا به في رجب 1425 هـ في مسكنه في الخضر.
وهو راوية صافي الذهن، لبيب، حسن المنطق، يفتح بابه مغرب كل يوم لمن يريد القهوة والشاي ويجتمع عنده جماعة من أهل الخضر وغيرهم، أكبر الجدعان في الوقت الحاضر عمه صالح بن محمد الجدعان عمره الآن 1425 هـ - ثمانون سنة.
وهم من خب الخضر أحد خُبُوب بريدة الجنوبية كما قدمت، جاءوا إليه من رواق إلى الجنوب من بريدة ولا يعرفون أين كانوا قبل ذلك، فهم قدماء في سكني المنطقة القريبة من بريدة.
ومن المعاصرين من الجدعان: ناصر بن محمد الجدعان موظف في بلدية مدينة بريدة - 1425 هـ -.
وعبد العزيز بن محمد الجدعان كاتب في إمارة القصيم.
ومحمد بن ناصر الجدعان إخصَّائي أشعة في مستشفى بريدة - 1423 هـ.
وأذكر من (الجدعان) هؤلاء رجلًا اسمه محمد بن جدعان كان له بعير يجلب عليه الماء في قرب - جمع قربة إلى البيوت من (الثميد) وهو آبار صغيرة قريبة القعر
فيها ماء عذب، ولكنها غير مسورة فربما وقع فيها خشاش من الأرض مثل (الجعولة) - جمع جَعَل - ومثل الخنفساء، فكان الناس يكرهون ماء الثميد لهذا السبب، إذ حدث أن وجد بعضهم في مائة حشرة من تلك الحشرات، إلا أن (ابن جدعان) هذا جعل له (محقنًا) في شخَّال، يشبه المنخل يمنع وصول مثل هذه الأشياء إلى القرب التي يملأها بالماء من (الثميد) فكان ذلك مبعث فخره، ومدعاة تقديمه على غيره.
كان (ابن جدعان) المذكور صاحب بعير يسترزق عليه، ويسمى مثله (جَمَّالًا) فكان في فصل القيظ - خاصة - يجلب الماء من (الثميد) بحيث يعطيه صاحب البيت من أهل بريدة قربة يملاها، ولا أتيقن من أجرته الشهرية، ولكنني أظنها ريالًا أو ريالين في الشهر، وذلك مبلغ جيد، لأنه يحمل ما بين 4 قرب إلى ست قرب على بعيره في المرة الواحدة.
وكان الناس يسارعون إلى ماء الثميد لعذوبته يتطلبونه في القيظ، أما في غير فصل القيظ فإنهم كانوا يشربون الماء من آبار في (الصقعا) التي هي الآن جنوب شارع الخبيب بمحاذاة المقبرتين اللتين تقعان إلى الشرق من الشارع، لأن الناس لا يضطرون إلى شرب كثير من الماء في الأوقات الأخرى.
ولذلك تكسد صنعة (ابن جدعان) هذه في غير القيظ فيتحول إلى مهنة أخرى مثل جلب الحطب على بعيره.
وعلى ذكر ماء الثميد فإنه كانت له منزلة كبيرة عند الناس غير أن فيه (عَلقًا) في بعض الأحيان - والعلق - جمع علقة، وهي دودة حمراء اللون إذا شربها الإنسان مع الماء تسربت إلى حلقه وعضته وصارت تمتص الدم منه وتتضخم، وإذا انفجرت كان خطرًا عليه.
لذلك كنا نشرب الماء الذي يحتمل وجود مثل هذه العَلق فيه من خلال طرف الشماغ، لأن العلقة لا تنفذ من نسيج الشماغ.
وقد دخل الحديث عن الجدعان في المأثورات الشعبية.
ومنهم .... ابن جدعان، يقال: إنه كان يذهب إلى ابن ثاني في قطر فيكرمه وفي إحدى المرات لم يعطه شيئًا وكان معه ولده هذه المرة، فلما ارتحلوا من عنده وكان ابن ثاني أرسل إليه من يتبعه ويسمع ما يقوله عنه.
فقال ابن جدعان وقد ضرب ذلوله بقدمه:
إعني وعَنَّيْنَاكْ يا ناق
…
على بارق ما شاف عيني مخايله
فقال الأب:
لو الله الا شاق عيني مخايله
…
إن كان هو جاد وإلا ذكرناه باللي مضى من فعايله
فأخبر الرجل ابن ثاني فردهما وأعطاهما وقال للابن: لك ما كان لأبيك كل سنة إذا جئتنا.
والجدعان هؤلاء قدماء السكني في منطقة بريدة، وقد تملكوا فيها أملاكًا مهمة تدل على ذلك هذه الوثيقة التي كتبها بخطه قاضي بريدة في أول عهده بالقضاء فيها الشيخ سليمان بن علي المقبل، وذلك في عام 1258 هـ.
وتتضمن شراء عبد الله بن علي الرشودي رأس أسرة الرشودي وجميع الرشودي أهل بريدة من ذريته وحمد بن سليمان السلامة من آل أبو عليان ملكًا مهمًا أي حائطًا من النخل في خب الخضر من (جدعان) من هذه الأسرة.
وقد شهد على البيع الكاتب المشهور عبد المحسن بن سيف الملقب بالملا، وناصر بن جدعان من الأسرة.
وهذا نص المبايعة:
ووثيقة أخرى مهمة جدًّا في ذلك العصر، ومن أهميتها لنا أنها أوضحت اسم والد الجدعان رأس أسرة الجدعان هؤلاء، وأنه جدعان بن سعيد.
وتتضمن مبايعة بينه وبين مهنا بن صالح آل حسين الذي صار بعد ذلك أمير القصيم لنصف ملك جدعان المعروف بالخضر، مما يدل على شهرة جدعان ونفاسة ملكه، حتى إن نصفه بلغ ثمنه مائتين وخمسين ريالًا فرانسة، وهذا مبلغ كبير جدًّا بالنسبة إلى أقيام العقارات، وحوائط النخل في ذلك العصر.
وقد كتب الوثيقة الكاتب الشهير الملا عبد المحسن بن محمد بن سيف وأرخها بأن ذلك كان في رابع ليلة خلت من ربيع الأول سنة 1260 هـ.
وخطه جميل معروف، كتابته واضحة إلا أنه يتحذلق في النحو وهو لا يعرفه مثل قوله:(ولم بقي لجدعان دعوى ولا تبعه) ويريد أنه بات ذلك النصف من الملك وهو النخل وما يتبعه لا يبقى منه شيء لجدعان، بل انتقل كله إلى ملك المشتري: مهنا بن صالح أبا الخيل.
ولأهمية هذا العقد أشهد عليه جماعة من المسلمين عددهم خمسة، وفي العرف المتبع عندهم أن وثائق المبايعات يكتفي فيها بشهادة واحد مع الكاتب.
وهؤلاء الشهود كلهم معروفون لنا وهم من المشاهير في ذلك الوقت وأكثرهم صاروا بعد ذلك رؤوس أسر مشهورة مثل عبد الله بن علي الرشودي الذي هو رأس أسرة (الرشودي) كلها وجميع الرشود في بريدة من ذريته.
ومحمد بن عبد الرحمن الربدي، وهو الثري الورع الشهير وهو رأس أسرة الربدي، وجميع (الربادي) في بريدة من ذريته.
وعبد الله بن ناصر الرسيني وهو أول من عرفناه من أسرة الرسيني، وأشهرهم وسيأتي ذكره عند ذكر (الرسيني) في حرف الراء بإذن الله، إضافة إلى المشتري مهنا بن صالح أبا الخيل فإنه صار رأس أسرة المهنا، وجميع
المهنا أهل بريدة من ذريته، والبائع جدعان بن سعيد الذي نعرفه، وإن لم نتيقن من ذلك أنه رأس أسرة الجدعان.
أما الشاهدان اللذان كل واحد منهما من أسرة معروفة وليس رأسها، فهما محمد بن سليمان بن سلامة وناصر بن جدعان، ومثلهما الكاتب عبد المحسن بن سيف، فليس رأس أسرة (السيف) لأن أسرته عريقة جدًّا في سكني بريدة ومعروفة لنا بذلك.
وهذه صورة الوثيقة:
وقد تردد اسم (الجدعان) كثيرًا في وثائق مهمة، بخاصة في خُبُوب بريدة الجنوبية، ووثائقهم تدل على أنهم كانوا يملكون أملاكًا أو كانوا فلاحين أقوياء يقدم التجار على مداينتهم لكونهم يأملون أنهم يستعيدون دينهم منهم.
ونظرًا لتعدد شخصياتهم رأيت أن أنقل هنا بعض ما عثرت عليه باسم أحدهم مثلا - ثم أتبعه بذكر الآخر.
فمنهم ناصر بن جدعان رايت محاسبة بينه وبين سعيد الحمد، وقد نعتت الوثيقة سليمان بن جدعان بأنه من أهل الخضر، وهذا هو الذي نعرفه من مكان الأسرة.
وهي مؤرخة في 22 شوال سنة 1291 هـ.
وقد ذيلها الشيخ القاضي الشهير سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة بتاريخ 3 جمادى الأولى سنة 1294 هـ.
ووثيقة أيضًا مهمة وهي مثلها واضحة الخط مؤرخة في 28 صفر سنة 1269 هـ بخط محمد آل حمود أي ابن حمود وهو ابن سفير المعروف لنا معرفة يقينية.
ووثيقة أخرى واضحة الخط كتبها أحمد بن حمد المطوع مؤرخة في عام 1297 هـ.
وهي وثيقة مبايعة باع بموجبها سليمان الجدعان على سعيد الحمد (السعيد
الملقب بالمنفوحي) ملكه المعروف بالخضر، والمراد بالملك حائط النخل المجتمع، والخضر هو حب الخضر كما تقدم.
والثمن: سبعون ريالًا ونصف ريال، وثلاثة آلاف وستمائة وزنة تمر.
والشاهد راشد المنصور بن دندن من أهل الصباخ، وسليمان العبد الله المزيرعي (من أهل الخضر).
وهذه الورقة فيها وثيقتان تتعلقان بالمعاملة بين سليمان الجدعان وسعيد الحمد (السعيد).
ومنهم ناصر بن جدعان له وثائق عديدة واضحة وبخاصة في التعامل مع سعيد بن حمد (السعيد) هذه إحداها:
وهذه وثيقة جمعت بين سليمان بن جدعان وأخيه ناصر بن جدعان وأمهما هيا (بنت رشود) وفيها إقرار آل جدعان وأمهم بدين في ذمتهم لسعيد بن حمد السعيد ففي الوثيقة الأولى الدين هو ألف وثمانمائة وخمس وستون وزنة تمر.
وهي بخط محمد العبد الله بن عمرو، كتبها في 9 رجب سنة 1274 هـ.
وهذه وثيقة مبايعة تتضمن أن (خديجة آل جدعان) باعت على سعيد الحمد صيبتها من نخل أبيها جدعان وهو ثلاث عشرة نخلة، وبعد أن ذكرت حدود النخلات المذكورة ذكرت الثمن وأنه أربعة ريالات.