الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الكريم بن جاسر:
وكان من أثرياء الجاسر المشهورين الذين ترددت أسماؤهم في الوثائق والمبايعات في بريدة عبد الكريم بن جاسر بن منصور، فكان يداين الفلاحين بمبالغ كبيرة، وكان إلى ذلك يشتري العقارات سواء منها العقارات الكاملة المستقلة أو الأجزاء من العقار.
ففي وثيقة دليل على كثرة دينه على أحدهم واسمه (عبد الله السليمان) من أهل التنومة وتقول: إنه صح الحساب الذي لعبد الكريم الجاسر في ذمة المذكور بأنه ألفان وستون صاع حب، المراد به القمح، وهذا مبلغ كبير بالنسبة إلى الثروة في نجد في ذلك التاريخ الذي هو أول العقد التاسع من القرن الثالث عشر ويساوي ذلك الآن نحو ستة آلاف وثلثمائة كيلو.
ولكن ليس ذلك هو كل الدين الذي لعبد الكريم الجاسر على المذكور بل إن عنده أيضًا لعبد الكريم سبعة وخمسين ريالًا (فرانسة) بطبيعة الحال.
وقد كتب الوثيقة الكاتب الذائع الصيت في ذلك الوقت عبد العزيز بن علي آل سالم من أسرة السالم المشهورة، وسوف تأتي ترجمته هناك.
ومن الوثائق الكثيرة التي اشترى فيها عبد الكريم الجاسر نخيلًا وعقارات هذه الوثيقة التي كتبها لأهميتها العالم الزاهد الشهير الشيخ عبد الله بن محمد الفدا، وكان الشاهد فيها عبد الله بن حمود الحسين من الحسين (آل أبا الخيل) وتتضمن أن سليمان الحامد بن طويان قد باع على عبد الكريم الجاسر مقطر نخل بخمسة وستين ريالًا.
وهذا مبلغ كبير، والنخل واقع في الصباخ، حيث يسكن (الحامد) أهل الصباخ الذين هم من بني خالد، خلاف الحامد أهل القصيعة الذين هم من بني تميم، وتاريخ الوثيقة في 1 شوال 1283 هـ.
وهذه الوثيقة التي كتبها الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم الذي نعرف خطه مثلما نعرف وجه حفيده أستاذنا الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم، وإن كان آخر الوثيقة مفقودًا ومؤداها مبايعة عبد الكريم بن جاسر مع سليمان بن عبدان وابنه عبدان من أهل الصباخ، وهم غير أسرة العبدان المشهورة من أهل بريدة.
وقد صدق عليها الشيخ القاضي محمد بن سليم بتاريخ 3 صفر 1284 هـ.
في عام 1291 هـ، ثم نقلها من خطه حفيده محمد بن عبد الرحمن الفدا في عام 1353 هـ ثم نقلها من خطه أستاذنا عبد الله بن إبراهيم بن سليم في 16 شوال سنة 1365 هـ وهي المصورة هنا، وفي آخرها إلحاق بخط الشيخ القاضي إبراهيم بن حمد بن جاسر، كتبه في عام 1322 هـ ونقله أيضًا الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن سليم.
ووصية عبد الكريم الجاسر لا تخرج عن وصايا الأثرياء من أهل بريدة من حيث التبويب والأسلوب، إلا أن فيها بعض الأشياء التي تستحق أن ينوه بها.
من ذلك أنه أوصى لأبيه جاسر ولجده من أمه سلمي، وسلمى اسم أمه، ولم يذكر اسم جده لأمه، وجده لجديه وجدتيه فهو هنا يوصي لجدي جده وجدتي جده.
ومن الوصية أنه أوصى بصاعين ودك لمسجد محمد العمر بن سليم وهو المسجد المعروف الآن بمسجد ربيشة في غرب بريدة القديمة من جهة الجنوب، وكان يصلي فيه إماما عندما عقلت الأمور أستاذنا عبد الله بن إبراهيم بن سليم، حفيد الشيخ محمد بن عمر بن سليم.
وأوصى بقربة تروى ستة أشهر، وليس خمسة أشهر أو أربعة، كما كان يوصي بعضهم، والمراد من ذلك أن تملأ القربة من الماء كل يوم طيلة ستة أشهر هي أيام الصيف، وما يلحق بها من الأيام الحارة في الربيع والخريف.
كما أوصى بثمرة مكتوميتين وهما نخلتان من نوع المكتومي كانتا درجتا عليه من ابن حامد بأن يكون ثلث ثمرها لإمام مسجد محمد العمر (السليم) الثلث الثاني للمؤذن في المسجد المذكور والثلث الثالث للدلو.
و (الدلو) كان معروفًا بل مشهورًا لا يجهله أحد، ولكنه الآن يحتاج إلى توضيح بعد أن صارت المنازل والأبنية لا آبار فيها لأن أنابيب الماء دخلتها هو الذي يرفع به الماء من البئر إلى سطح الأرض يكون متصلًا بالرشاء الذي هو حبل طويل، والمراد بدلو المسجد الدلو الذي يوضع على بئر المسجد يخرج به الماء للوضوء للصلاة أو نحوها.
أوصى أيضًا بقليبين بالنقع، والقليب هي بئر فيها الماء تتبعها أرض زراعية تكون واسعة في الغالب، تزرع قمحًا أو شعيرا في الشتاء كما تزرع ذرة ودخنًا في الصيف.
وقد أسماها باسم الذين اشتراهما منهما وهما قليب سعدون وقليب محيسن: أرضهن وما فيهن، ومن الطريف الذي ذكره أسعار الحجج، جمع حجة إلى بيت الله الحرام، وأن الحجة الواحدة سعرها خمسة عشر ريالًا، وذلك بأن يكلف أحد الأشخاص أن يذهب إلى مكة المكرمة، ويؤدي مناسك الحج مقابل خمسة عشر ريالًا فالحجج التي أوصى بها ثلاث كلها بخمسة وأربعين ريالًا، لا يكون للحاج النائب الواحد إلَّا هذه الريالات الخمسة عشر ينفق منها على ركوبه وطعامه حتى يعود إلى بريدة.
وأوصى لابنه عبد العزيز بخمسين ريالًا ولبنته (هيا) بخمسة وعشرين ريالًا وذلك في مقابل ما أعطى ابنيه وابنتيه (من الكبار).
ومن أثرياء الجاسر أيضًا سليمان العبد الكريم الجاسر جاء اسمه مشتريًا نصيبًا أي جزءًا من نخل في الصباخ من حمد الحفير وذلك بموجب وثيقة مؤرخة في 26 شعبان من عام 1298 هـ بخط الشيخ محمد بن عبد العزيز الصقعبي الذي لا يحتاج خطه إلى نقل لوضوحه، بل لجماله.
الشاهد الوحيد على هذه المبايعة من الجاسر أيضًا وهو الثري الشهير في وقته عمر الجاسر.
وهذه وصية سليمان بن عبد الكريم الجاسر:
ومن مشاهير أسرة الجاسر في آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر،