الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجبهان:
من أهل المريدسية وفيهم من أهل بريدة، كنت أعرف في صغري رجلًا مسنا منهم يقال له (ابن جبهان) ولا أدري ما فعل الله به وما إذا كان خلف ذرية ولا كيف وضعهم الآن.
ومنهم سليمان الجبهان كان يبيع ويشتري في الإبل في سوق بريدة.
ذكر الأستاذ ناصر العمري قصة لرجل منهم فقال:
قام حمد بن مقبل من أهل بريدة بشراء مجموعة من الإبل واشترى خشب أثل لترحيله للرياض على الإبل يوم كانت الرياض في بدء تطورها العمراني، وبناء البيوت يعتمد على المواد المحلية ومنها خشب الأثل، واستأجر عددًا من الرجال من أهل قرى بريدة الذين يأتون إليها لطلب العمل، وحملت الأخشاب على ظهور الإبل وسارت تلك الإبل يحيط بها مجموعة من الشبان الأقوياء وأخذوا طريقهم إلى الرياض.
وقبل وصولهم بلدة أشيقر بمرحلة افتقد الرجال زميلا لهم في الرحلة وهو من أسرة آل جبهان من أهل المريدسية فقال حمد بن محمد الصالحي وهو من أهل البصر: أعود إليه أبحث عنه وأحضره، فاعترض أحد المجموعة واسمه ضيف الله قائلا: لا ترجع اتركه يلحق بنا هو، فاصر حمد بن محمد الصالحي على العودة إليه وضيف الله يعترض على رغبته في البحث عن رفيق السفر، فثار حمد بن محمد الصالحي وقام بضرب ضيف الله ثم ركب جملا وعاد يبحث عن رفيقه قائلًا: موعدكم أشيقر، وعاد ووجد ابن جبهان على الأرض في حالة تعب وإعياء شديد من الظمأ فقام حمد بن محمد الصالحي وربطه إلى ظهره بحبل وركب هو الجمل والرجل خلفه في إعياء شيدد لا يتكلم ولحق برفاقه مع الطريق، وقبل الوصول إليهم وجد امرأة عربية من البادية ومعها غنم فصاح بها حمد بن محمد الصالحي
يسألها عن الماء ويقول معي عطشان، قالت: دريك؟ قال:
دريك، قالت هو حي أو ميت؟ قال حي، قالت اتبعني إلى بيوت العرب تعني جماعتها البدو، فلحق بها فصاحت بالعرب عند وصولها إليهم: الدريك الدريك، ثم أحضرت قليلا من السمن وصبته في حلق الظمآن وبلت بطنه بالمرط المبلول بالماء ثم جاءت بتمر ومرسته بالماء وأسقت الظمآن من مريسة التمر.
وبعد قليل جاءت بقليل ماء وأسقت الظمان فأفاق الرجل وعرف من حوله؛ وحمد الله على سلامته وشكر من أنقذه من الموت المحقق، وخيم الظلام والصالحي وابن جبهان في قطين البدو، قرب أشيقر فقالت المرأة: من الأفضل أنكم ما تسيرون في هذا الليل وتبقون هنا حتى الصباح، وصنعت لهما طعامًا فأكل الرجلان وشربا وناما على خير.
وفي الصباح لحقا بالرفاق والإبل التي تحمل الخشب في أشيقر، ولما وصلا وعلم ابن جبهان بالمعترض على إنقاذه ضربه واتفق الجميع على عودته من أشيقر أو السفر وحده بحيث لا يرافق الجماعة المسافرة في السفر وتركوه في بلدة اشيقر لعدم اهتمامه برفيق السفر (1).
من الوثائق المتعلقة بالجبهان هذه المؤرخة في عام 1338 هـ بخط عبد العزيز العبد الله بن سويد.
وهي مداينة بين حمد السليمان بن جبهان وبين سند الإبراهيم الحصيني وهو أمير الشقة السفلى.
والدين كثير فهو مائتان وسبعة وثلاثون ريالًا فرانسه، وهي عوض، أي ثمن ناقتين وزاد، و (الزاد) هو الطعام ويراد به هنا القمح وهي حالَّة أي واجبة الدفع في الحال إلَّا ستين منها فإنها مؤجلة تحل إنسلاخ محرم عام 1339 هـ.
(1) ملامح عربية، ص 259 - 260.
وفي الدَّين أيضًا ثمانمائة وزنة تمر عوض أي ثمن خمسة وسبعين ريالًا.
وهذا تعبير شائع عندهم أن يقولوا: إن التمر أو القمح هو عوض كذا ريالًا بمعنى ثمن كذا ريال، والمألوف أن يكون الثمن هو الريال بأن يقال إن التمر ثمنه كذا ريالًا، لأن الثمن هو النقود، وليس السلع كالثمر ونحوه، وهذا في الاصطلاح وإلَّا فإن الثمن قد يكون من غير النقود كما هو معروف.
وبعد أن فصلت الوثيقة أوقات حلول الوفاء بهذا الدين ذكرت أن الشاهد على ذلك هو عبد الرحمن بن عبد الله السنيدي، وهو من السنيدي أهل الشقة.
والكاتب عبد العزيز بن عبد الله السويد.
والتاريخ 5 جمادى الأولى سنة 1338 هـ.
والكلام على الرهن في هذه الوثيقة طريف فهو البعارين: الناقة الملحاء بمعنى السوداء، والبكرة وهي الشابة من النوق الصفراء، والبقرة الصفراء، والجمارة البيضاء، ثم ذكر المهم في الرهن وهو العمارة وقد فسرناها فيما تقدم والجريرة من نخل القاضي.
ثم قالت: والحساب بعدما وصل ثمن التمر والجحشة وهي الأنثى الصغيرة من الحمير.