الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّيْخ أَبُو الْخَيْر الرَّمْلِيّ ثمَّ الشهَاب العسكري ثمَّ وَلَده الزين عبد الْقَادِر وشاركه الشهَاب الشويكي وَتَوَلَّى خطابتها التَّاج بن عربشاه الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّمْس الطَّيِّبِيّ ثمَّ النَّجْم بن شكم وَأول من ولي تدريسها الشَّيْخ كَمَال الدّين النَّيْسَابُورِي ثمَّ صَار إِلَى غير أَهله قَالَ وَهَذِه الْمدرسَة من أحاسن الصالحية بل من أحاسن دمشق وَجَمِيع أبنيتها من الْحجر الْأَبْيَض غير مَسْجِدهَا فانه من الْأَصْفَر وَالْأسود ومحرابها وشباكاها القبليان وبركتها ومئذنتها وأرضها من حجر رُخَام ومعدزي وسقوفها عجمية وَكَانَ فِي نِيَّة واقفها أَن يَجْعَل سقفها جملونا ويختار لَهُ الْخشب المواقف فَأَدْرَكته الْمنية وَلم يتم لَهُ مَا قصد
حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة
الْمدرسَة الخاتونية البرانية
رَأَيْت فِي كتاب نزهة الْأَنَام فِي محَاسِن الشَّام لِابْنِ المزلق مَا نَصه الْمدرسَة الخاتونية هِيَ من أَعَاجِيب الدَّهْر يمر بصحنها بانياس ونهر القنوات على بَابهَا وَلها شبابيك تطل على المرجة وَبهَا من أَلْوَاح الرخام مَا لم يسمح الزَّمَان بِمِثْلِهَا وَبهَا عدَّة خلاوى للطلبة وبجوارها دَار الْأَمِير الْأَصِيل ابْن منجك وَهَذِه الْمحلة من محَاسِن دمشق انْتهى
ثمَّ انْقَضتْ تِلْكَ السنون وَأَهْلهَا
…
فَكَأَنَّهَا وَكَأَنَّهُم أَحْلَام)
وَمِنْه يعلم أَن تِلْكَ الْجِهَات كَانَت آهلة معمورة وَقد كَانَت هَذِه الْمدرسَة وَالْمَسْجِد بهَا على الشّرف القبلي عِنْد مَكَان يُسمى صنعاء الشَّام المطل على وَادي الشقراء وَهُوَ مَشْهُور بِدِمَشْق
وَقَالَ ابْن كثير وَيعرف ذَلِك الْمَكَان الَّذِي هِيَ فِيهِ بتل الثعالب
وَقَالَ الصَّفَدِي هَذِه الْمدرسَة من كبار مدارس الْحَنَفِيَّة وأجودها مَعْلُوما وَهِي بِأَعْلَى الشّرف القبلي اهـ
أَقُول صنعا كَانَت قَرْيَة بالشرف القبلي فاختفى الْيَوْم أَثَرهَا وَلَقَد اخبرني بَعضهم أَن بعض الْأَغْنِيَاء فِي زمننا لما بنى أبنيته الَّتِي على طَرِيق المزة ظفر بحمام تِلْكَ الْقرْيَة تَحت الرَّدْم وظفر بآثار أبنيتها وحجارتها والأبينة ظلّ زائل وَأما الشقراء فَهِيَ من متنزهات دمشق البديعة وَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهَا فِي محلهَا
ونقول الْآن إِن جَوَانِب المرجة الفيحاء تسمى بالشرفين وَقد قَالَ فِي نزهة الْأَنَام وكل شرف للبلد فِيهِ عدَّة من الْمدَارِس والمساجد وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا من الْأَوْقَاف مَا يَكْفِيهِ وَقد استولت عَلَيْهَا أَيدي المتشبهين بالفقهاء فأظهروا فِيهَا أَنْوَاع الْمَفَاسِد وكلا الشرفين يطلّ على الشقراء والميدان وَالْقصر الأبلق والمرجة ذَات الْعُيُون والغدران وَمَا ألطف مَا قَالَه ابْن الشَّهِيد
(لم يحك جلق فِي المحاسن بَلْدَة
…
قَول صَحِيح مَا بِهِ بهتان)
(وَلَئِن غَدَوْت مسابقا فِي غَيرهَا
…
هَا بَيْننَا الشقراء والميدان)
وَمن تَحْرِير القيراطي
(سر بِي إِلَى الشقراء من جلق
…
واثن إِلَى الخضراء مِنْك الْعَنَان)
(فِيهَا جنان لَو رأى حسنها
…
أَبُو نواس للهى عَن جنان)
(وَانْزِلْ بواديها الَّذِي نشره
…
مسك وحصبا النَّهر مِنْهُ جمان)
قَالَ العلموي قلت هَذِه الخاتونية هِيَ شمَالي نهر بانياس مطلة على الميدان الْأَخْضَر وَكَانَت قبلا بمئذنة وبئر وَرَأَيْت ذَلِك إِلَى آخر وَقت الجراكسة وأوائل الدولة العثمانية وَأول من خربها وَأخذ رخامها وَمن جملَته رُخَام المحاريب سيباي وَوضع ذَلِك بمدرسته الكائنة بِبَاب الْجَابِيَة الملقبة بِجمع الْجَوَامِع ودرس بهَا أَبُو الْحسن الْبَلْخِي ثمَّ سبع مدرسين مِنْهُم الْجلَال عمر الخجندي كَانَ فَقِيها زاهدا بارعا عَاقِلا عَارِفًا بِالْمذهبِ صنف فِي الْفِقْه والأصلين ودرس بالعزية بالشرف الشمالي ثمَّ جاور بِمَكَّة سنة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فدرس بِهَذِهِ الخاتونية إِلَى أَن توفّي فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة عَن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَدفن بالصوفية ثمَّ درس بهَا الشَّمْس الحريري ثمَّ البصروي ثمَّ ابْن قَاضِي ملطية ثمَّ ابْن فويرة ثمَّ الْآدَمِيّ انْتهى كَلَامه