الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمدرسَة السليمانية
هِيَ بمحلة نور الدّين بِالْقربِ من بَاب الْبَرِيد مَعْرُوفَة هُنَاكَ ومشهورة أوقفها بعد أَن بناها الْحَاج سُلَيْمَان باشا ابْن ابراهيم بك الْعظم محافظ مَدِينَة الشَّام يَوْمئِذٍ وأمير الْحَاج وَكَانَ برتبة مشير على مَا هُوَ اصْطِلَاح الدولة العثمانية وَرَأَيْت تَارِيخ وَقفهَا انه كَانَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الاولى سنة خمسين وَمِائَة وَألف وَحكى فِي كتاب وَقفهَا انه جعل بهَا بركَة مَاء يجْرِي مَاؤُهَا من نهر القنوات ومسجدا وست عشرَة خلْوَة سفلية وعلوية فالسفليات قبو والعلويات مسقفة بالخشب وَبهَا مطبخ وَبَيت لادوات المطبخ وَجعل لَهَا خزانَة كتب وأوقف عَلَيْهَا كتبا كَثِيرَة وسرد فِي كتاب وَقفهَا اسماءها وَلم نذكرها هُنَا لشيئين أَولهمَا ان تِلْكَ الْكتب قد فقدت بِالْكُلِّيَّةِ فَلم يبْق مِنْهَا فِي خزانتها وَلَا ورقة فقسم مِنْهَا الله اعْلَم بِمَا صَار اليه وَقسم آخر اودع فِي خزانَة الْكتب الَّتِي انشئت فِي قبَّة الْملك الظَّاهِر بِدِمَشْق وَثَانِيهمَا ان تِلْكَ الْكتب لَيْسَ فِيهَا مَا هُوَ نَادِر سوى حَاشِيَة الجابردي على الْكَشَّاف ومعالم التَّنْزِيل لِلْبَغوِيِّ وفتاوى مؤيد زَاده وحاشية عزمي على الدُّرَر وَحِصَّة من تَفْسِير ابْن كَمَال باشا وَكتاب الابحر السَّبْعَة فِي اللُّغَة وَمُنْتَخب مجمع الزَّوَائِد وبهجة الناظرين للشَّيْخ مرعي الكرمي الْحَنْبَلِيّ وَشرح ديوَان ابي الْعَلَاء المعري لِابْنِ الدرة وَبَاقِي الْكتب على كثرتها كلهَا مطبوع كإحياء عُلُوم الدّين والشفاء للْقَاضِي عِيَاض وشروحه وأمثال ذَلِك
اوقافها
أوقف عَلَيْهَا الدَّار الَّتِي هِيَ لصيقها وَهِي دَار كَبِيرَة بهَا حمام وَالدَّار الصُّغْرَى وَهِي جنوبي الدَّار الْكُبْرَى ودارا ثَالِثَة تجاه الدَّار الثَّانِيَة ودارا بمحلة الخراب بالشارع السلطاني تجاه قناة الْفضة وحماما عِنْد طالع الْفضة وفرنا لصيق الْحمام من الْجَانِب الشآمي والمصبغة الملاصقة لذَلِك والطباق الَّتِي على الاقميم وَالْحَاصِل والمصبغة وعدتها ثَلَاثَة طباق ومشرقة ومرتفقا وقاعة نشَاء دَاخل بَاب الشاغور الجواني بزقاق بني المزلق وَمَا يتبع القاعة وطاحونا بالصالحية بزقاق جري باشي وطاحونا بمحلة سوق صاروجا لصيق الْمدرسَة الشامية وطاحونا بالشرف الادنى بمرجة دمشق وطاحونا بِقرب المزار الْمَعْرُوف بالشيخ ارسلان وطاحونا بِالْقربِ من قَرْيَة الدوير وتعرف بطاحون العشبية وطاحونا بِأَرْض قَرْيَة الدوير وتعرف بطاحون البيدر وطاحون دارة
الرَّحَى الكائنة بقرية الْقصير العتيقة بِالْقربِ من الخان وتعرف بالمكيسرة تَنْبِيه هَذِه الطواحين الثَّلَاث مَوْجُودَة الى الْآن وَهِي راكبة على النَّهر الَّذِي يسْقِي ارْض قَرْيَة عذرا وَهَذَا النَّهر يخرج من سفح الْجَبَل المطل على الدوير من الْجَانِب الشمالي وَفِي مَحل نبعه ثَلَاث عُيُون أَحدهَا من الْجَانِب الشَّرْقِي هَذَا النَّهر وبجانبه الى الغرب النَّهر الَّذِي يسْقِي مزارع قَرْيَة الدوير وبالقرب مِنْهُ نهر ثَالِث مُشْتَرك بَين قريتي الْقصير وَالريحَان الثُّلُثَانِ مِنْهُ للاولى وَالْبَاقِي للثَّانِيَة وَمن خَصَائِص هَذِه الانهر ان ماءها على مِقْدَار معِين لَا ينقص لَا فِي الصَّيف وَلَا فِي الشتَاء وانه يخرج من ينبوعه معتدل الْحَرَارَة دَائِما فَفِيهِ دَلِيل على انه مَاء معدني وَيُقَال لهَذِهِ الْعُيُون عُيُون فاس ريا وَأما الدوير فقد كَانَت زمن هَذَا الْوَقْف قَرْيَة عامرة وَأما الْآن فَلَا اثر لَهَا وَأما الْقصير فَالَّذِي يظْهر من كتاب وقف هَذِه الْمدرسَة انها كَانَت قَرْيَة عامرة بِالْقربِ من الخان على جَانب نهر عذرا من الْجِهَة الجنوبية ثمَّ خربَتْ وَعمر بَدَلا عَنْهَا قَرْيَة اخرى تبعد عَنْهَا الى الشمَال بِنَحْوِ خمس عشرَة دقيقة مُقَابل طاحون الْقصير ثمَّ خربَتْ ايضا وانتقل اهلها الى قَصَبَة دَوْمًا وَبقيت مزارعها فِي ايديهم وَذكر ياقوت فِي مُعْجم الْبلدَانِ الْبَلدة العتيقة فَقَالَ الْقصير ضَيْعَة اول منزل لمن يُرِيد حمص من دمشق وَلم يزدْ على هَذَا وَمِنْه يظْهر انها قَرْيَة قديمَة كَانَت مَشْهُورَة وَقَالَ فِي الْقَامُوس وَشَرحه تَاج الْعَرُوس الْقصير بَلْدَة بِدِمَشْق على فَرسَخ مِنْهَا انْتهى وَلَيْسَ بصواب بل بَينهَا وَبَين دمشق نَحْو من ارْبَعْ سَاعَات بسير الابل واخبرني بعض الثِّقَات مِمَّن اباؤه من الْقصير ان الْجَيْش العثماني لما توجه من طَرِيق الْبر الى طرد الفرنسويين من مصر سنة ارْبَعْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَألف جعل مُعَسْكَره عِنْد ثنية الْعقَاب بِالْقربِ من نهر عذرا فَجعلت العساكر تَأتي قَرْيَة الْقصير وينهبون أَهلهَا ويت عدون عَلَيْهِم فَسَار كبراء الْقرْيَة وَشَكوا أَمرهم الى الْقَائِد فارسل لَهُم من يحفظهم مُدَّة وجود الْجَيْش هُنَاكَ وَلما رَحل الْقَائِد بعسكره عَنْهُم اغتنم الْأَعْرَاب الفرصة فغاروا على الْقرى وَجعلُوا يَأْخُذُونَ من اهلها الخفارة ويظلمون وينهبون فسئم اهل الْقرى الصَّغِيرَة واخذوا ينضمون الى الْقرى الْكَبِيرَة الْمُجَاورَة لَهُم ليقدروا على مقاومة الاعراب وَدفع شرورهم فانضم اهل الْقصير الى اهل دَوْمًا وَسَكنُوا مَعَهم وَكَذَلِكَ أهل قَرْيَة بتوانه والدوير وَغَيرهمَا فكبرت دَوْمًا حِينَئِذٍ وضمت الى ارضها ارْض اهل الْقرى المنضم اهلها اليها وَهَذَا هُوَ سَبَب خراب الْقرى الصَّغِيرَة فِي الْغَالِب
رَجعْنَا الى سر اوقاف الْمدرسَة وَمن وَقفهَا الدَّار بِدِمَشْق بزقاق الْوَزير شمالها الْمدرسَة الجوهرية وَجَمِيع غراس الْمقسم الغربي المغروس من بُسْتَان الْقصير البكروجي بِالْقربِ من قَرْيَة الْقدَم وَيعرف بنصبة حَمْزَة وَجَمِيع غراس قطعتين من الارض لصيق بالبستان الْمَذْكُور تعرف الاولى ببني قَيْصر وَالثَّانيَِة بحليلة وبستان بِأَرْض قَرْيَة المزة ارضا وغراسا وَمَاء وَيعرف بالعتيقة وَجَمِيع جنينة الحبراصي بالمزة وتعرف بالحبراصيات وبستان الصَّابُونِي بالمزة ارضا وَمَاء وغراسا وغراس مزرعة الْقصير البكروجي واربع قطع سلايخ بِأَرْض القطايع مَعْرُوفَة بالقرنة وَجَمِيع غراس بُسْتَان بِأَرْض الشاغور البراني بِالْقربِ من مَزَار شَمْعُون وبستان الحاجبية والعبارة بِأَرْض الشاغور البراني ارضا وَمَاء وغراسا وبستان الدولابي كَذَلِك وقطعتا ارْض تعرف اولاهما بالعوجاء وَالثَّانيَِة بالقويصات تَابع الدولابي ثمَّ بَين فِي كتاب انه أوقف على هَذِه الْمدرسَة ارْض النحاسية وَأَشَارَ ذَلِك فِي الْكتاب الى ان هَذِه الارض كَانَت مواتا من مُدَّة تقرب من مِائَتي سنة وَهِي من ارْض بِلَاد المرج فأحياها الْوَاقِف وحفر لَهَا قناة لسقيها واصلحها ثمَّ اوقفها من مَعَ قناتها واوقف ذَلِك على طلبة الْعلم المجاورين بِالْمَدْرَسَةِ وعَلى الواردين اليها لطلب الْعلم وَجعل الْمدرس الشَّيْخ مُحَمَّد التدمري وَعين لَهُ فِي كل يَوْم خَمْسَة عشر درهما عثمانيا وَعين للامام سِتَّة دَرَاهِم كل يَوْم واقام بهَا شيخ قراء وخازن كتب وَلَهُمَا كل يَوْم سِتَّة قروش ومعيدا وقارئ وَعشر وَلَهُمَا اربعة دَرَاهِم كل يَوْم وَجعل وَظِيفَة الامامة ومشيخة الْقُرَّاء ووظيفة خزانَة الْكتب وَقِرَاءَة الْعشْر للشَّيْخ ابراهيم ابْن الشَّيْخ عَبَّاس وَجعل طبخ طَعَام للمجاورين وَعين للطباخ والشعال كل يَوْم اربعة دَرَاهِم وللكناس وللبواب كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ فِي الْيَوْم ولخادم مَاء الْمدرسَة دِرْهَمَيْنِ
تَنْبِيه قد مر ذكر شَمْعُون آنِفا قَالَ الشَّيْخ جلال الدّين عبد الرَّحْمَن ابْن عَلَاء الدّين البصروي فِي كِتَابه تحفة الانام شَمْعُون بن زيد الازدي حَلِيف الانصار ابو رَيْحَانَة مولى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَبره بِدِمَشْق خَارج بَاب الصَّغِير وبأرض الشاغور ضريح يعرف بشمعون فَيحْتَمل ان يكون هُوَ وان يكون غَيره انْتهى وَحكى الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه خلافًا فِي سُكْنى شَمْعُون فَحكى عَن خَليفَة ابْن خياط انه قَالَ هُوَ من سَاكِني مصر وَقَالَ البرقي كَانَ يسكن بَيت الْمُقَدّس واكثر الرِّوَايَات على انه كَانَ يسكن الشَّام وَلم يذكر الْحفاظ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه
وَابْن عبد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب وَابْن حجر فِي الاصابة مَوضِع قَبره
وَشرط الْوَاقِف ان لَا يسكن الْمدرسَة الا طلبة الْعلم المتجردون عَن التَّزْوِيج وان يَكُونُوا من اهل الدّين وَالصَّلَاح وَمَتى تزوج احدهم يُخرجهُ النَّاظر ويسكن غَيره فِي حجرته وَعين لساكني حجراتها السِّت عشرَة الَّذين هم سِتَّة عشر طَالبا كل يَوْم اربعة ارطال من الْخبز بِالْوَزْنِ بالرطل الدِّمَشْقِي ورطلين من الارز يطْبخ لَهُم شوربة يَوْمًا ارز وَيَوْما نصف مد من العدس يطْبخ برطل من اللَّحْم هَذَا فِي سَائِر الايام مَا عدا شهر رَمَضَان وَأما فِي الشَّهْر الْمَذْكُور فَفِي كل يَوْم مِنْهُ يطْبخ لَهُم رطلان من الارز فِي ارْبَعْ اواق من السّمن ورطل من اللَّحْم يطْبخ بِنصْف مد من الْحِنْطَة شوربة وَلكُل وَاحِد من الطّلبَة فِي الشَّهْر ثَمَانِي اواق من الزَّيْت وللمدرسة ثَلَاثَة ارطال من الزَّيْت لشعل ثَلَاثَة قناديل وَفِي شهر رَمَضَان يشعل كل يَوْم ثَلَاثُونَ قِنْدِيلًا وشمعتان بجانبي الْمِحْرَاب زنتهما رطلان وعَلى المجاورين قِرَاءَة ختم قُرْآن فِي صباح يَوْم الْجُمُعَة ويهدون ثَوَاب الْقِرَاءَة لروح الْوَاقِف وروح وَالِديهِ وَاشْترط ان يكون تَوْجِيه الْوَظَائِف والاسكان فِي الحجرات بيد النَّاظر لَا يُشَارِكهُ غَيره فِي ذَلِك هَذَا مَا رَأَيْنَاهُ فِي كتاب وقف الْمدرسَة ثمَّ رَأَيْت فِي كتاب وقف آخر اوقفه على ذُريَّته بعد الْكتاب الاول انه جعل من وقف الذُّرِّيَّة لكل طَالب مُقيم فِي مدرسته قرشا لكل وَاحِد مِنْهُم وَجعل الطّلبَة سنة عشر وَجعل لَهُم كل يَوْم رطلا من الْخبز زِيَادَة على الاربعة أَرْطَال الْمَار ذكرهَا وَعين كل يَوْم مصرية يَشْتَرِي بهَا للطبخ وَثَلَاثَة قروش كل يَوْم لمن يقْرَأ دَلَائِل الْخيرَات وقرشين كَذَلِك لمن يقْرَأ الْقُرْآن فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ وَيهْدِي ثَوَاب قِرَاءَته لروح الْوَاقِف هَذَا مَا قرأته فِي كتاب وَقفهَا
وَرَأَيْت مَكْتُوبًا على اسكفة بَابهَا نقشا على حجر مَا صورته
(للخير وَالْعلم والطلاب مدرسة
…
قد شادها اوحد الدُّنْيَا سُلَيْمَان)
(اعني الْوَزير امير الْحَج سيدنَا
…
من كل افعاله بر واحسان)
(بِالْقربِ من دَاره الزهراء أوقفها
…
وشيد مِنْهَا على الاخلاص بُنيان)
(اثابه الله فِي الدَّاريْنِ صَالِحَة
…
كَذَا لَهُ السعد والتوفيق اعوان)
(وهاتف الْبشر بالاخلاص ارخها
…
اس الْقبُول على الاشراق عنوان)