الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَرْجَمَة واقفها
قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ جمال الدولة أَمِير الجيوش شرف الدّين أَبُو الْفضل إقبال ابْن الحبشي الْمُسْتَنْصر الشرابي جعل مقدما على جيوش الْعرَاق وانشأ مدرسة فِي غَايَة الْحسن للشَّافِعِيَّة ثمَّ انه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة انشأ مدرسة ثَانِيَة للحنفية وانشأ بِمَكَّة رِبَاطًا وَله مَعْرُوف كثير وَفِيه دين وخشوع وَله محَاسِن والتقى بالتتار فَهَزَمَهُمْ فَعظم بذلك وارتفع قدره ثمَّ توجه فِي خدمَة المعتصم نَحْو الْحلَّة لزيارة الشَّهِيد فَمَرض ثمَّ اقبل من الْحلَّة فَيُقَال انه سقِِي سما فِي تفاحة فَلَمَّا أكلهَا أحس بِالشَّرِّ فَرجع إِلَى بَغْدَاد
وَقَالَ ابْن كثير توفّي إقبال الْخَادِم جمال الدولة أحد خدام صَلَاح الدّين وَاقِف الاقباليتين بالقدس الشريف سنة ثَلَاث وسِتمِائَة انْتهى وَهُوَ الْعَام الَّذِي فرغ فِيهِ من بِنَاء الاقبالية الْحَنَفِيَّة كَمَا سَيعْلَمُ من الْكَلَام عَلَيْهَا
ودرس بِهَذِهِ الْمدرسَة جمَاعَة من الْعلمَاء الْكِبَار كبدر الدّين بن خلكان ثمَّ شمس الدّين مُحَمَّد بن خلكان ثمَّ الإِمَام يحيى النَّوَوِيّ ثمَّ تَاج الدّين المراغي ثمَّ عَلَاء الدّين القونوي ثمَّ ابْن الْمجد ثمَّ الْعِمَاد النابلسي ثمَّ الْكَمَال الشريشي ثمَّ وَلَده بدر الدّين ثمَّ الْجلَال الزرعي ثمَّ الْعِمَاد الحسباني ثمَّ وَلَده عبد الْوَهَّاب ثمَّ ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ الشَّمْس الكفيري ثمَّ جمَاعَة غَيرهم وَبِهَذَا يعلم انه كَانَ لهَذِهِ الْمدرسَة أهمية كبرى فسبحان الْبَاقِي
الْمدرسَة الاكزية
هِيَ غربي الطّيبَة والتربة التنكزية وشرقي مدرسة أم الصَّالح
قَالَ النعيمي وَقد رسم على بَابهَا بعد الْبَسْمَلَة
أوقف هَذِه الْمدرسَة على أَصْحَاب الإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي رضي الله عنه الْأَمِير أَسد الدّين أكز فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وتمت عمارتها أَيَّام الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين وَالدُّنْيَا ومنقذ الْبَيْت الْمُقَدّس من أَيدي الْمُشْركين أبي المظفر يُوسُف بن أَيُّوب محيي الدولة أَمِير الْمُؤمنِينَ وأوقف عَلَيْهَا والدكان الَّتِي شرقيها
وقف عَلَيْهَا وَالثلث من طاحونة اللوان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة انْتهى
أَقُول أَن هَذَا التَّعْرِيف قد اندرس باندراس الأكزية والطيبة وَلم يبْق لَهما رسم وَلَا طلل وان شِئْت الْبَيَان فَادْخُلْ من الطَّرِيق الْكَائِن أَمَام محكمَة الْبَاب جنوبي الْمدرسَة النورية وسر مغربا والتفت يَمِينك تَجِد بِنَاء شامخا وبابا مرتفعا فِي الْهَوَاء فَهَذَا بِنَاء التربة التنكزية وَالنَّاس يسمونها الْآن زَاوِيَة النحلاوي ثمَّ إِذا سرت إِلَى جِهَة الغرب ترى فِي الْجِدَار الشمالي آثَار الْمدرسَة الطّيبَة ويدلك عَلَيْهِ جِدَار مَبْنِيّ بِالْحجرِ الْأَحْمَر واثر بَاب قديم وبالقرب من ذَلِك الْأَثر اثر نَظِيره وَهُنَاكَ كَانَت الاكزية والاثنتان صارتا دورا للسُّكْنَى والدكان الْمَذْكُورَة قد دكت دكا
(وَلكُل دهر حلية من أَهله
…
مَا فيهم جنف وَلَا إفراط)
وواقف تِلْكَ الْمدَارِس يَقُول لِسَان حَاله
(قد كنت أحذر بَينهم من قبله
…
لَو كَانَ ينفع خَائفًا أَن يحذرا)
واخبرني أحد الثِّقَات انه رأى الْحجر الْمَكْتُوب عَلَيْهِ مَا تقدم بعد الْألف والثلاثمائة وَهُوَ ظَاهر للعيان ثمَّ غطي بالطين انْتهى
وَقد درس بِهَذِهِ الْمدرسَة جمَاعَة مِنْهُم شرف الدّين الحاكي والبرهان المراغي وَالْمجد الشهرزوري والكمال بن الحرستاني والصدر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن وهيب وَيُقَال هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْقَاسِم الْجَزرِي الأَصْل الصلتي الشهير بالنابلسي ولي قَضَاء نابلس والتدريس بعدة مدارس وَكَانَ جيد السِّيرَة وَالْأَحْكَام توفّي سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَكَانَ يحفظ الْمِنْهَاج وَله نظم حسن فَمِنْهُ
(زار الحبيب بِغَيْر وعد سَابق
…
فلك الهنايا مقلتي فتمتعي)
(سرحت طرفِي فِي بهاء جماله
…
وحفظت جَوْهَر لَفظه فِي مسمعي)
(وفرشت خدي فِي الثرى لقدومه
…
وَجعلت منزله حشاي وأضلعي)
(ونحرت نومي فِي الجفون قرى لَهُ
…
وَسَأَلته وصلا بِغَيْر تمنع)
(فَأَجَابَنِي بِالْمَنْعِ وَهُوَ مُودع
…
أَهلا بِهِ من زائر ومودع)