الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات هُوَ إِمَام الْأَطِبَّاء ذُو التصانيف الفائقة ذكر أَنه كَانَ يكْتب تصانيفه من صَدره من غير مُرَاجعَة كتاب حَال التصنيف وَبِالْجُمْلَةِ أجمع النَّاس على أَن الْأَعْين لم تَرَ مثله فِي الطِّبّ وَلَا من يدانيه لَا فِي زَمَانه وَلَا قبله بِمِائَتي سنة وَكَانَ اشْتِغَاله بالطب بِدِمَشْق على مهذب الدّين الدخوار وَقد صنف فِي أصُول الْفِقْه وَفِي الْفِقْه والْحَدِيث والعربية وَالْبَيَان وَمَات سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ
وَقَالَ الأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة كَانَ ابْن النفيس امام وقته فِي فنه شرقا وغربا بِلَا مدافعة اعجوبة زَمَانه وصنف فِي الْفِقْه وَفِي أُصُوله وَفِي الْعَرَبيَّة والجدل وَالْبَيَان وانتشرت عَنهُ التلامذة
وَقَالَ فِي العبر ووقف أملاكه وَكتبه على المارستان المنصوري وَلم يخلف بعده مثله
وَقَالَ ابْن كثير شرح القانون لِابْنِ سينا وصنف الموجز فِي الطِّبّ
الدنيسرية
كَانَت غربي بَاب المارستان النوري والصلاحية بآخر الطَّرِيق من قبله وَيظْهر من كَلَام العلموي أَنَّهَا تهدمت وتغيرت صورتهَا قَالَ وَهِي الْمَسْجِد الَّذِي بناه مُحَمَّد بك قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق وَجعل بِهِ مكتبا فَليُحرر أهـ قلت وحررت فَلم أَقف لَهُ على أثر وَالله أعلم بِمَا صَار إِلَيْهِ
تَرْجَمَة واقفها
تَرْجمهُ ابْن أبي أصيبعة فِي طَبَقَات الْأَطِبَّاء بترجمة حافلة ذكر فِيهَا كثيرا من نظمه وَقَالَ مُحَمَّد بن عَبَّاس بن أَحْمد بن عبيد الربعِي الدنيسري ذُو النَّفس الفاضلة والمروءة الْكَامِلَة والأريحية التَّامَّة والعوارف الْعَامَّة والذكاء الوافر وَالْعلم الباهر ولد بِمَدِينَة دنيسر سنة خمس وسِتمِائَة واشتغل بصناعة الطِّبّ الى أَن برع فِيهِ وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَأقَام بِدِمَشْق وخدم البيمارستان النوري ثمَّ أورد لَهُ شعرًا كثيرا مِنْهُ
(عذارك المخضر يامنيتي
…
لما بدا الخد ثمَّ اسْتَدَارَ)
(أَقَامَ عُذْري عِنْد أهل الْهوى
…
وَصَحَّ مَا قيل عَن الإعتذار)
(وَكَانَ فِي ذَاك لنا آيَة
…
اذ جمع اللَّيْل مَعَ النَّهَار)
وَله من الْكتب الْمقَالة المرشدة فِي درج الْأَدْوِيَة المفردة وَكتاب نظم الترياق الفاروقي كتاب فِي المتروديطوس كتاب فِي تقدمة الْمعرفَة لابقراط أرجوزة وَله ديوَان شعر وَقَالَ فِي الشذرات صحب المترجم الْبَهَاء زُهَيْر مُدَّة وتأدب بِهِ وصنف وَقَالَ الشّعْر وبرع فِي الطِّبّ وَالْأَدب وَمن شعره
(فِيمَا التعلل بالألحاظ والمقل
…
وَكم أُشير الى الغزلان والغزل)
(وَكم أعرض من فرط الغرام بِهِ
…
عَن قده بغصون البان فِي الْميل)
(مَا لَذَّة الْعَيْش إِلَّا أَن أكون كَمَا
…
قد قيل فِيمَا مضى من سالف الْمثل)
(صرحت بِاسْمِك يَا من لَا شَبيه لَهُ
…
أَنا الغريق فَمَا خوفي من البلل)
(يَا عاذلي كف عَن عذلي فَبِي قمر
…
قد حجبوه عَن الْأَبْصَار بالأسل)
(معقرب الصدغ فِي تكوين صورته
…
معنى يجل عَن الْإِدْرَاك بالمقل) وَله
(من يكن شَافِعِيّ الى حنبلي
…
وَهُوَ وَالله مالكي لَا محَالة)
(حَنَفِيّ بوصله عَن كئيب
…
وعَلى قَتله أَقَامَ الدّلَالَة)
(بثقات من الْجمال شُهُود
…
حسن القَوْل فيهم وَالْعَدَالَة)
(نَاظر فاتن وطرف كحيل
…
وجبين هاد ودمع أساله)
(قد تذللت اذ تدلل حَتَّى
…
صرت أَهْوى تذللي ودلاله)
(وَطلبت الْوِصَال مِنْهُ فَنَادَى
…
مت بذا الْهوى على كل حَاله)
(قمر تخجل البدور لَدَيْهِ
…
وغزال تغار مِنْهُ الغزاله)
(رشأ بالجمال نبئ فِينَا
…
ثمَّ أوحى الى الْقُلُوب رساله)
(أهيف بالجنون أسهر جفني
…
كَيفَ صبري وَقد رَأَيْت جماله)
(قد أمال الْقُلُوب قسرا لَدَيْهِ
…
وَإِذا مَال فالنسيم أماله)
(لامني فِيهِ عاذلي وتعدى
…
أَنا مَالِي وللعذول وَمَاله) توفى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة