الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمدرسَة العزية الجوانية
لم أدر موضعهَا وَلَكِن قَالَ ابْن شَدَّاد هِيَ بالكشك وَيعرف مَكَانهَا من قبل بدار ابْن منقذ أَنْشَأَهَا الْأَمِير عز الدّين أيبك الْمُتَقَدّم ذكره وَقَالَ ابْن كثير هِيَ بدرب ابْن منقذ
وَقَالَ العلموي درس بهَا الْمجد قَاضِي الطّور وَبعده نَحْو من أحد عشر مدرسا آخِرهم شمس الدّين أبن الْجَوْزِيّ ثمَّ وَلَده دَاوُد هَذَا مَا اتَّصل بِي من خَبَرهَا وَالظَّاهِر انه أَصَابَهَا مَا أصَاب الَّتِي قبلهَا من انطماس الْأَثر وَالله اعْلَم
الْمدرسَة العزية أَيْضا
كَانَت بِجَامِع دمشق وَقد أوقفها عز الدّين الْمُتَقَدّم وَكَانَ قد بنى مدرسة فِي مَدِينَة الْقُدس وَشرط فِي كتاب وَقفهَا أَنه مَتى كَانَ الْقُدس بيد الْكفَّار كَانَ حَاصِل الْمدرسَة عَائِدًا إِلَى الْمدرسَة الَّتِي بالجامع فان عَاد إِلَى الْمُسلمين عَاد حَاصِل وقف مدرسة الْقُدس إِلَيْهَا وَلما كَانَت مَدِينَة الْقُدس بيد الإفرنج درس بِالْمَدْرَسَةِ العزية هَذِه ابْن قَاضِي الطّور وَبعده مدرسون ثَلَاثَة وَلما فتح بَيت الْمُقَدّس تعطلت وَعَاد مَا كَانَ يصرف عَلَيْهَا إِلَى الْمدرسَة المقدسية وَمن هُنَا يعلم أَنَّهَا كَانَت مدرسة مُؤَقَّتَة وحلقة نائبة عَن غَيرهَا وَلم تكن مدرسة مُسْتَقلَّة
الْمدرسَة العلمية
كَانَت شَرْقي جبل الصالحية وَغَرْبِيٌّ الميطورية وَقد تناولتها أَيدي الْجفَاء وَحل بهَا وبالميطورية الخراب فَكَانَ كل مِنْهُمَا نسيا منسيا وَهِي من أبنية الْأَمِير علم الدّين سنجر المعظمي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة ودرس بهَا الصَّدْر أَبُو الدلالات ثمَّ سِتَّة مدرسين آخِرهم شرف الدّين الواني كَذَا نسب بناءها إِلَى علم الدّين جمَاعَة مِنْهُم عز الدّين الْحلَبِي المؤرخ الْمَشْهُور
الْمدرسَة الفتحية
قَالَ ابْن شَدَّاد وَصَاحب التَّنْبِيه هِيَ برحبة خَالِد أَنْشَأَهَا الْملك الْغَالِب فتح
الدّين صَاحب بارين نسيب صَاحب حماه فِي السّنة الَّتِي توفّي بهَا وَجعل لَهَا أوقافا فِي الديار المصرية وَأَنْشَأَ مدرسة ثَانِيَة وَقد مر ذكرهَا فِي مدارس الشَّافِعِيَّة
قَالَ الصَّفَدِي فِي تَارِيخه وَذكر أَبُو الْحُسَيْن الرَّازِيّ أَن الدَّار وَالْحمام المعروفين بِخَالِد فِي رحبة خَالِد هُوَ خَالِد بن أَسد
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر يشبه أَن يكون نِسْبَة إِلَى خَالِد بن عبد الله بن خَالِد بن أسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين لِأَنَّهُ كَانَ بِدِمَشْق مَعَ عبد الْملك وَهُوَ من أهل دمشق وداره بهَا وَهِي الدَّار الْكَبِيرَة الَّتِي فِي مربعة الْقَبْر بِقرب الْقدَم بدار الشريف الزيدي وَإِلَيْهِ ينْسب الْحمام الَّذِي هُوَ مُقَابل قنطرة سِنَان بِبَاب توما وَهُوَ الَّذِي قتل جعيد ابْن دِرْهَم وَكَانَ جوادا سخيا ممدحا فصيحا إِلَّا انه كَانَ رجل سوء كَانَ يَقع فِي عَليّ رضي الله عنه ويذم بِئْر زَمْزَم وَكَانَ نَحوا من الْحجَّاج مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة بعد أَن عصرت قدماه ثمَّ ساقاه حَتَّى انقصفتا ثمَّ صلب فَمَاتَ حِينَئِذٍ
وَقَالَ ابْن عَسَاكِر أَيْضا خَالِد بن أسيد بن أبي الْعيص بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف بن قصي الْقرشِي الْأمَوِي لَهُ صُحْبَة قيل هُوَ الَّذِي نسبت إِلَيْهِ رحبة خَالِد بِدِمَشْق اهـ
وأيا مَا كَانَ فان نِسْبَة تِلْكَ الرحبة لم تتَحَقَّق لرجل بِعَيْنِه
قَالَ العلموي ودرس بالفتحية الْمَذْكُورَة بهاء الدّين بن عَبَّاس ثمَّ ثَلَاثَة أنفس بعده وَمن شعره
(إِذا شِئْت أَن تُعْطِي الْأُمُور حُقُوقهَا
…
وتوقع حكم الْعدْل أحسن موقعه)
(فَلَا تصنع الْمَعْرُوف مَعَ غير أَهله
…
فظلمك وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه)
أَقُول وَلَقَد خَفِي عَليّ مَكَانهَا وَسَأَلت عَن رحبة خَالِد كثيرا من أهل دمشق فَلم يُخْبِرنِي بهَا أحد لتطاول الزَّمَان وانطماس الْآثَار ولعلي إِن عثرت على محلهَا الْحَقْهُ ببحثها
وَلنَا مدرسة ثَالِثَة اسْمهَا الفتحية وَهِي حَدِيثَة الْعَهْد وَهِي مَشْهُورَة بمحلة القيمرية حَسَنَة الْبناء ذَات حجرات وغرف وَمَسْجِد حسن وَيظْهر لمن تأملها أَنه كَانَ لَهَا مطبخ يتَنَاوَل مِنْهُ المجاورون بهَا طعامهم الْمُخَصّص لَهُم من وَقفهَا إِعَانَة على طلب