المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْقسم الاول فِي دور الْقُرْآن الْكَرِيم

- ‌دَار الْقُرْآن الخيضرية

- ‌تَرْجَمَة الخيضري

- ‌دَار الْقُرْآن الجزرية

- ‌تَرْجَمَة شمس الدّين مُحَمَّد ابْن الْجَزرِي

- ‌دَار الْقُرْآن الدلامية

- ‌دَار الْقُرْآن الرشائية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌دَار الْقُرْآن الصابونية

- ‌الجبرتية

- ‌دَار الْقُرْآن الوجيهية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْقسم الثَّانِي فِي دور الحَدِيث الشريف

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌دَار الحَدِيث الأشرفية الأولى

- ‌دَار الحَدِيث الاشرفية الثَّانِيَة

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْبَاء

- ‌دَار الحَدِيث البهائية

- ‌حرف الْحَاء

- ‌دَار الحَدِيث الحمصية

- ‌حرف الدَّال

- ‌دَار الحَدِيث الدوادارية والمدرسة والرباط

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌أَبْوَاب دمشق

- ‌حرف السِّين

- ‌الْمدرسَة السامرية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌دَار الحَدِيث السكرية

- ‌حرف الشين

- ‌دَار الحَدِيث الشقشقية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْعين

- ‌دَار الحَدِيث العروية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْفَاء

- ‌دَار الحَدِيث الْفَاضِلِيَّةِ

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْقَاف

- ‌دَار الحَدِيث القلانسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌مسامرة خيال

- ‌تَرْجَمَة التكريتي مُجَدد الْمدرسَة

- ‌حرف الْقَاف

- ‌دَار الحَدِيث القوصية

- ‌حرف الْكَاف

- ‌دَار الحَدِيث الكروسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف النُّون

- ‌دَار الحَدِيث النورية

- ‌واقفها ومدرسوها

- ‌دَار الحَدِيث النفيسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌دَار الحَدِيث الناصرية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌دور الْقُرْآن والْحَدِيث

- ‌دَار الْقُرْآن والْحَدِيث التنكزية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌جَامع تنكز

- ‌دَار الْقُرْآن والْحَدِيث الصبابية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌دَار الْقُرْآن والْحَدِيث المعبدية

- ‌الْقسم الثَّالِث فِي مدارس الشَّافِعِيَّة

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌الْمدرسَة الاتابكية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الأسعردية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الأَسدِية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الاصفهانية

- ‌الْمدرسَة الاقبالية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الاكزية

- ‌الْمدرسَة الأغلبكية

- ‌الْمدرسَة ألامجدية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الأمينية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الباذرائية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة البهنسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة التقوية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الجاروخية

- ‌تَرْجَمَة المجير الوَاسِطِيّ

- ‌الاردبيلي

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الحمصية

- ‌الْمدرسَة الحلبية

- ‌الْمدرسَة الخبيصية

- ‌الْمدرسَة الخليلية

- ‌الْمدرسَة الدماغية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الدولعية

- ‌تَرْجَمَة الدولعي الْكَبِير عَم الْوَاقِف

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الركنية الجوانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الرواحية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الزاوية الخضراء

- ‌الْمدرسَة السيفية

- ‌الْمدرسَة الزبدانية

- ‌الْمدرسَة الشامية البرانية

- ‌تَنْبِيه واستبصار

- ‌الْمدرسَة الشامية الجوانية

- ‌تَرْجَمَة الواقفة

- ‌الْمدرسَة الشاهينية

- ‌الْمدرسَة الشومانية

- ‌الْمدرسَة الشريفية

- ‌الْمدرسَة الصالحية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الصارمية

- ‌الْمدرسَة الصلاحية

- ‌واقفها وبانيها

- ‌تَنْبِيه

- ‌الْمدرسَة التقطائية

- ‌الْمدرسَة الطبرية

- ‌الْمدرسَة الطّيبَة

- ‌حرف الظَّاء

- ‌الْمدرسَة الظبيانية

- ‌الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة البرانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة الجوانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها المنسوبة إِلَيْهِ

- ‌ الْملك السعيد

- ‌حرف الْعين

- ‌الْمدرسَة العادلية الْكُبْرَى

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة العادلية الصُّغْرَى

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة العذراوية

- ‌تَرْجَمَة الواقفة

- ‌الْمدرسَة العزيزية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة (العصرونية)

- ‌تَرْجَمَة الْوَاقِف

- ‌الْمدرسَة الْعمادِيَّة

- ‌حرف الْغَيْن

- ‌الْمدرسَة الغزالية

- ‌حرف الْفَاء

- ‌الْمدرسَة الفارسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الفتحية

- ‌الْمدرسَة الفخرية

- ‌الْمدرسَة الفلكية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْقَاف

- ‌الْمدرسَة القليجية

- ‌‌‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة القواسية

- ‌القوصية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة القيمرية الْكُبْرَى

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌ السهروردي

- ‌القيمرية الصُّغْرَى

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة الكروسية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌مدرسة الكلاسة

- ‌الْحلقَة الكوثرية

- ‌حرف الْمِيم وَالنُّون

- ‌الْمدرسَة المجاهدية الجوانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة المجاهدية البرانية

- ‌الْمدرسَة المسرورية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الناصرية الجوانية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة المجنونية

- ‌الْمدرسَة المنكلانية

- ‌الْمدرسَة النجيبية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌الْمدرسَة الأَسدِية

- ‌الْمدرسَة الاقبالية

- ‌الْمدرسَة الآمدية

- ‌حرف الْبَاء

- ‌الْمدرسَة البدرية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌ صَاحب مرْآة الزَّمَان

- ‌الْمدرسَة البلخية

- ‌بانيها

- ‌حرف التَّاء

- ‌الْمدرسَة التاجية

- ‌الْكَلَام على بانيها

- ‌تَرْجَمَة الْكِنْدِيّ

- ‌الْمدرسَة التاشية

- ‌حرف الْجِيم

- ‌الْمدرسَة الجلالية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الجمالية

- ‌الْمدرسَة الجقمقية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الجوهرية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْحَاء الْمُهْملَة

- ‌الْمدرسَة الحاجية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة

- ‌الْمدرسَة الخاتونية البرانية

- ‌‌‌تَرْجَمَة الواقفة

- ‌تَرْجَمَة الواقفة

- ‌الخاتونية الجوانية

- ‌حرف الدَّال الْمُهْملَة

- ‌الْمدرسَة الدماغية

- ‌حرف الرَّاء

- ‌الْمدرسَة الركنية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الريحانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الزنجارية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف السِّين

- ‌الْمدرسَة السفينية

- ‌الْمدرسَة السيبائية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌حرف الشين

- ‌الْمدرسَة الشبلية البرانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الشبلية الجوانية

- ‌حرف الصَّاد

- ‌الْمدرسَة الصادرية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الطَّاء

- ‌الْمدرسَة الطرخانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الطومانية

- ‌حرف الظَّاء

- ‌الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة الجوانية البيبرسية

- ‌الجوبري

- ‌حرف الْعين

- ‌الْمدرسَة العذراوية

- ‌الْمدرسَة العزيزية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة العزية البرانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌ ابْن الفصيح

- ‌الْمدرسَة العزية الجوانية

- ‌الْمدرسَة العزية أَيْضا

- ‌الْمدرسَة العلمية

- ‌الْمدرسَة الفتحية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الفرخشاهية

- ‌ابْن الحريري

- ‌حرف الْقَاف

- ‌الْمدرسَة القجماسية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة القصاعية

- ‌الْمدرسَة القاهرية

- ‌الْمدرسَة القليجية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌تَرْجَمَة القَاضِي مُحَمَّد جلبي

- ‌تَرْجَمَة مرممها الْأَخير

- ‌الْمدرسَة القيمازية

- ‌ تَرْجَمَة واقفها

- ‌ عماد الدّين الطرسوسي

- ‌حرف الْمِيم

- ‌الْمدرسَة المرشدية

- ‌تَرْجَمَة البانية

- ‌الْمدرسَة المعظمية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة المعينية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الْمدرسَة الماردانية

- ‌تَرْجَمَة البانية

- ‌الْمدرسَة المقدمية الجوانية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة المقدمية البرانية

- ‌الْمدرسَة المنجكية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌شرف الدّين الْأَنْطَاكِي

- ‌الْمدرسَة الميطورية

- ‌الْمَقْصُورَة الْحَنَفِيَّة

- ‌حرف النُّون

- ‌الْمدرسَة النورية الْكُبْرَى

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل

- ‌ نور الدّين

- ‌الْمدرسَة النورية الصُّغْرَى

- ‌حرف الْيَاء

- ‌الْمدرسَة اليغمورية

- ‌من الْهمزَة إِلَى الرَّاء مهمل

- ‌حرف الزَّاي

- ‌الزاوية

- ‌واقفها

- ‌ ابْن الْحَاجِب

- ‌حرف الشين

- ‌من الزَّاي إِلَى الشين مهمل

- ‌الْمدرسَة الشرابيشية

- ‌حرف الصَّاد

- ‌الْمدرسَة الصلاحية

- ‌الْمدرسَة الصمصامية

- ‌حرف الْجِيم وَمَا قبله مهمل

- ‌الْمدرسَة الجوزية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حَادِثَة بَغْدَاد

- ‌الْجمال المرداوي

- ‌ ابْن قَاضِي الْجَبَل

- ‌شمس الدّين النابلسي

- ‌عز الدّين الْخَطِيب

- ‌القَاضِي عز الدّين

- ‌برهَان الدّين ابْن مُفْلِح

- ‌حرف الْجِيم

- ‌الْمدرسَة الجاموسية

- ‌حرف الشين

- ‌الْمدرسَة الشريفية الحنبلية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌ابْن المنجا

- ‌ابْن شيخ السلامية

- ‌ الْحَافِظ ابْن رَجَب

- ‌حرف الصَّاد

- ‌مدرسة الصاحبة

- ‌العالمة أمة اللَّطِيف

- ‌تَرْجَمَة الواقفة

- ‌ابْن عبد الْقوي

- ‌الْمدرسَة الصدرية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌أفاضل مدرسيها ابْن عبد الْهَادِي

- ‌ابْن‌‌ ابْن الْقيم

- ‌ ابْن الْقيم

- ‌حرف الضَّاد

- ‌الْمدرسَة الضيائية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة الضيائية المحاسنية

- ‌حرف الْعين

- ‌الْمدرسَة العمرية الشيخية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الشَّيْخ ابو عمر

- ‌الْمدرسَة العالمة

- ‌حرف الْمِيم

- ‌الْمدرسَة المسمارية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌ابْن المنجا

- ‌المنجاية

- ‌تَتِمَّة

- ‌الْبَاب السَّابِع

- ‌فِي مدارس الطِّبّ

- ‌الْمدرسَة الدخوارية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الرخي

- ‌الْموصِلِي

- ‌السويدي

- ‌ابْن النفيس

- ‌الدنيسرية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الْمدرسَة اللبودية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌تَتِمَّة فِي ذكر البيمارستانات

- ‌البيمارستان الصَّغِير

- ‌ البيمارستان النوري

- ‌البيمارستان القيمري

- ‌تَرْجَمَة بانيه

- ‌اوابد وَضم شوارد تلِيق بالْمقَام فِي اولية فن الطِّبّ

- ‌خَاتِمَة فِي ذكر مَا انشئ فِي دمشق من الْمعَاهد العلمية وَذكر مَا هُوَ مَوْجُود مِنْهَا الْآن مِمَّا تقدم ذكره

- ‌الْمدرسَة المرادية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الزاوية الخلوتية

- ‌الْمدرسَة السليمانية

- ‌اوقافها

- ‌مدرسة عبد الله باشا الْعظم

- ‌التكية الاحمدية

- ‌حرف الْهمزَة الخانقاه الأَسدِية

- ‌الخانقاه الاسكافية

- ‌الخانقاه الاندلسية

- ‌حرف الْبَاء الخانقاه الباسطية

- ‌حرف الْحَاء الْمُهْملَة

- ‌الخانقاه الحسامية

- ‌حرف الْخَاء

- ‌الخانقاه الخاتونية

- ‌حرف الدَّال

- ‌الخانقاه الدويرية

- ‌حرف الرَّاء

- ‌الخانقاه الروزنهارية

- ‌حرف السِّين

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌مشاهير صوفيتها

- ‌الفلكي

- ‌المراغي

- ‌حرف الشين

- ‌الخانقاه الشومانية

- ‌الخانقاه الشهابية

- ‌تَرْجَمَة بانيها

- ‌الخانقاه الشبلية

- ‌الخانقاه الشنباشية

- ‌الخانقاه الشريفية

- ‌الخانقاه الْمَعْرُوفَة بخانقاه الطاحون

- ‌حرف الطَّاء

- ‌الخانقاه الطواويسية

- ‌تتش

- ‌حرف الْعين

- ‌الخانقاه العزية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْقَاف

- ‌خانقاه الْقصر

- ‌الخانقاه القصاعية

- ‌حرف الْكَاف

- ‌الخانقاه الكججانية

- ‌حرف الْمِيم

- ‌الخانقاه المجاهدية

- ‌حرف النُّون

- ‌الخانقاه النجيبية

- ‌الخانقاه النحاسية

- ‌الخانقاه النجمية

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الخانقاه الناصرية الأولى

- ‌ الْملك النَّاصِر

- ‌الخانقاه الناصرية الثَّانِيَة

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌الخانقاه النهرية

- ‌حرف الْيَاء

- ‌الخانقاه اليونسية

- ‌خانقاه مَجْهُولَة

- ‌رِبَاط ابي الْبَيَان

- ‌تَرْجَمَة الْبَانِي

- ‌رِبَاط التكريتي

- ‌رِبَاط زهرَة

- ‌رِبَاط صَفِيَّة

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌الزاوية الأرموية

- ‌حرف الْحَاء

- ‌الزاوية الحريرية

- ‌الزاوية الحريرية الأعففية

- ‌الزاوية الحصنية

- ‌حرف الدَّال

- ‌الزاوية الداودية

- ‌ابو بكر ابْن دَاوُد

- ‌الزاوية الدهستانية

- ‌الزاوية الدينورية

- ‌الزاوية الدينورية الشيخية

- ‌حرف الرَّاء

- ‌الزاوية الرفاعية

- ‌الزاوية الرومية الشرفية

- ‌حرف السِّين

- ‌الزاوية السِّرَاجِيَّة

- ‌زَاوِيَة الشَّيْخ أبي السُّعُود

- ‌الزاوية السيوفية

- ‌حرف الشين

- ‌الزاوية الشريف

- ‌حرف الطَّاء

- ‌الزاوية الطالبية

- ‌الزاوية الطّيبَة

- ‌حرف الْعين

- ‌الزاوية الْعمادِيَّة المقدسية

- ‌حرف الْغَيْن

- ‌الزاوية الغسولية

- ‌حرف الْفَاء

- ‌الزاوية الفرنثية

- ‌الزاوية الفقاعية

- ‌حرف الْقَاف

- ‌الزاوية القلندرية الحيدرية

- ‌الزاوية القلندرية الد نركزينية

- ‌الطَّائِفَة القلندرية

- ‌ ابْن اسرائيل

- ‌الزاوية القوامية البالسية

- ‌زَاوِيَة الْموصِلِي

- ‌زَاوِيَة بميدان الْحَصَى

- ‌حرف الْوَاو

- ‌الزاوية الوطية

- ‌حرف الْيَاء

- ‌الزاوية اليونسية

- ‌الطَّائِفَة اليونسية وشيخهم

- ‌زَاوِيَة بحارة الجوبان

- ‌زَاوِيَة ابْن التَّتِمَّة

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌التربة الاجرية

- ‌التربة الاتابكية

- ‌التربة الأخنائية الخنائية

- ‌التربة الأرسلانية

- ‌الشَّيْخ أرسلان

- ‌التربة الاستدارية

- ‌التربة الأَسدِية

- ‌التربة الأفريدونية

- ‌التربة الأكزية

- ‌التربة الأيدمرية الأولى

- ‌التربة الأيدمرية الثَّانِيَة

- ‌حرف الْبَاء

- ‌التربة البالجية

- ‌التربة البدرانية الحمزية

- ‌التربة البدرية الأولى

- ‌التربة البدرية الثَّانِيَة

- ‌التربة البرسبائية الناصرية

- ‌الامير صاروجا

- ‌سوق جقمق

- ‌التربة البزورية

- ‌التربة البصية

- ‌التربة البلبانية الاولى

- ‌التربة البلبانية الثَّانِيَة

- ‌التربة البلبانية الثَّالِثَة

- ‌التربة البهائية

- ‌تَرْجَمَة الشهَاب مَحْمُود بانيها

- ‌التربة البهادر آضية

- ‌أَقُول وَقد هَذَا رَأَيْت هَذِه التربة فرأيتها مَبْنِيَّة بِالْحِجَارَةِ الضخمة وَهِي محاطة بالعمران من جوانبها ومكتوب حفرا فِي الْحجر على أحد جدرانها الْمَسْجِد الْمَعْمُور والتربة الْمُبَارَكَة المعبد وَفِي الْجِدَار الثَّانِي الْفَقِير الى الله تَعَالَى الراجي عَفْو ربه بهادر الملكي وَبَاقِي الْكِتَابَة لم

- ‌حرف التَّاء

- ‌التربة التقروشية أَو التغري برمشية

- ‌التربة التكريتية

- ‌التربة التنبكمبمقتة

- ‌التربة التنكزية

- ‌التربة التوروزية

- ‌حرف الْجِيم

- ‌التربة الجمالية الاسنائية القوصية

- ‌التربة الجمالية المصرية

- ‌التربة الجوكندارية

- ‌التربة الجيعانية

- ‌حرف الْحَاء

- ‌التربة الحافظية

- ‌حرف الْخَاء

- ‌التربة الخاتونية

- ‌تربة الْخرقِيّ

- ‌التربة الخطابية

- ‌حرف الدَّال

- ‌التربة الدهستانية

- ‌حرف الذَّال

- ‌التربة الذوباجية الجيلانية

- ‌حرف الرَّاء

- ‌التربة الرحبية

- ‌التربة الرفاعية

- ‌التربة الركنية

- ‌حرف الزَّاي

- ‌التربة الزَّاهِرِيَّة

- ‌التربة الزويزانية

- ‌حرف السِّين

- ‌مَزَار سعد بن عباد

- ‌التربية السلامية

- ‌الشيخ براق

- ‌التربة السنبلية العثمانية

- ‌التربة السنقرية الصلاحية

- ‌التربة السودونية

- ‌حرف الشين

- ‌التربة الشبلية

- ‌التربة الشرابيشية

- ‌التربة الشهابية

- ‌التربة الشهيدية

- ‌حرف الصَّاد

- ‌التربة الصارمية البرغشية العادلية

- ‌التربة الصصرية

- ‌الْحَافِظ ابْن صصري

- ‌التربة الصوابية

- ‌حرف الطَّاء

- ‌التربة الطوغانية الناصرية

- ‌حرف الْعين

- ‌التربة العادلية الجوانية

- ‌المرسي

- ‌ابْن بدران

- ‌التربة العديمية

- ‌التربة العزلية

- ‌سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَكَانَ أحد الشجعان الْعُقَلَاء وَله تربة مليحة بقاسيون توفّي بِدِمَشْق وَدفن بهَا

- ‌التربة العزية الأيبكية الحموية

- ‌التربة العقيبيبة

- ‌التربة العلائية الأميرية

- ‌التربة الْعمادِيَّة

- ‌حرف الْغَيْن

- ‌التربة الغزلية

- ‌حرف الْقَاف

- ‌التربة القانبائية

- ‌تربة بِمَسْجِد الْقدَم

- ‌التربة القراجية الصلاحية الاولى

- ‌التربة القراجية الثَّانِيَة

- ‌التربة القطلوبكية

- ‌التربة القطينية

- ‌التربة القمارية

- ‌التربة القيمرية

- ‌حرف الْكَاف

- ‌التربة الكاملية البرانية

- ‌التربة الكاملية الجوانية

- ‌الْملك الْكَامِل

- ‌التربة الكركية الاياسية الفخرية

- ‌التربة الكروسية

- ‌التربة الكندية

- ‌التربة الكوكبائية

- ‌حرف الْمِيم

- ‌التربة المؤدية الشيخية

- ‌التربة المؤيدية الصُّوفِيَّة

- ‌التربة المحمدية

- ‌التربة المختارية الطواشية

- ‌التربة المزلقية

- ‌تربة المسجف

- ‌التربة المعظمية

- ‌التربة الملكية الأشرفية

- ‌التربة المنكبائية

- ‌حرف النُّون

- ‌التربة الناصرية

- ‌التربة النجمية

- ‌التربة التربر النشابية

- ‌حرف الْهَاء

- ‌التربة الهولية

- ‌حرف الْيَاء

- ‌التربة اليونسية

- ‌التربة اليونسية الدوادارية

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌الْجَامِع الْأمَوِي

- ‌فعلى صِحَة هَاتين الحكايتين وَسبق الاولى الثَّانِيَة يكون بِنَاء هَذ الهيكل أَيَّام كَانَت اليونان مالكة لسوريا وأيا مَا كَانَ فان المؤرخ لَا يطْمع فِي أَن يعرف الزَّمن الَّذِي انشئت فِيهِ دمشق وَأسسَ جَامعهَا وكل مَا يُقَال فِيهِ فَأَنَّهُ تخرصات وأوهام لَا يقف صَاحبهَا على حَقِيقَة وَغَايَة أمرنَا هُنَا

- ‌ابْن القيسراني

- ‌ابْن الشاطر رَئِيس المؤذنين

- ‌ابْن رستم

- ‌التكية الْمُسَمَّاة بالأحمدية

- ‌حرف الْبَاء

- ‌جَامع برسباي

- ‌جَامع يرويز

- ‌حرف التَّاء

- ‌جَامع تنكز

- ‌جَامع التَّوْبَة

- ‌حرف الْجِيم

- ‌الْجَامِع الْجَدِيد

- ‌جَامع جراح

- ‌جَامع الجوزة

- ‌حرف الْحَاء

- ‌جَامع الْحَاجِب

- ‌مَسْجِد الحسودية

- ‌جَامع الْحَشْر

- ‌جَامع الْحَنَابِلَة

- ‌ الْملك المظفر كوكبوري

- ‌جَامع الحيوطية

- ‌حرف الْخَاء

- ‌جَامع خيلخان

- ‌حرف الدَّال

- ‌جَامع داريا

- ‌جَامع الدرويشية

- ‌وَيحيى عليلا يشفي غليلا)

- ‌جَامع دك الْبَاب

- ‌حرف السِّين

- ‌جَامع السَّقِيفَة

- ‌التكية السليمانية

- ‌مَسْجِد سِنَان آغا

- ‌جَامع السنانية

- ‌مَسْجِد السويقة المحروقة

- ‌تَرْجَمَة مُرَاد باشا

- ‌جَامع السياغوشية

- ‌حرف الصَّاد

- ‌الزاوية الصمادية وَالْمَسْجِد بهَا

- ‌مدفن ابْن عَرَبِيّ الْحَاتِمِي الطَّائِي الاندلسي

- ‌حرف الْعين

- ‌جَامع العسالي

- ‌تَرْجَمَة واقفها

- ‌حرف الْقَاف

- ‌جَامع مَسْجِد الْقصب

- ‌جَامع القلعة

- ‌حرف الْكَاف

- ‌الْجَامِع الكريمي

- ‌حرف الْمِيم

- ‌جَامع الْمرْجَانِي

- ‌جَامع المزار

- ‌جَامع المزة

- ‌حرف الْمِيم

- ‌جَامع الْمرْجَانِي

- ‌جَامع المزار

- ‌جَامع المزة

- ‌جَامع الْمُصَلِّي

- ‌جَامع الملاح

- ‌جَامع ابْن منجك

- ‌المنارة الْبَيْضَاء

- ‌حرف النُّون

- ‌جَامع النّحاس

- ‌جَامع النيرب

- ‌حرف الْوَاو

- ‌مَسْجِد وائلة بن الْأَسْقَع

- ‌حرف الْيَاء

- ‌جَامع يلبغا

- ‌حرف الْوَاو

- ‌مَسْجِد وائلة بن الْأَسْقَع

- ‌حرف الْيَاء

- ‌جَامع يلبغا

- ‌جَامع لاقرب من مَسْجِد الأقصاب

- ‌خَاتِمَة بِمَا كَانَ فِي دمشق من المتنزهات الْمَشْهُورَة

- ‌دير مران

- ‌أَنهَار دمشق المحتفرة للشُّرْب وَسقي الزَّرْع والاشجار

- ‌القلعة

- ‌بَين النهرين

- ‌الشرفان

- ‌المرجة

- ‌المنيبع

- ‌الْبَهْجَة

- ‌وَيُقَال لَهَا الْجَبْهَة

- ‌البهنسية

- ‌ الربوة

- ‌الْمقسم

- ‌الحواكير

- ‌ذكر متنزهاتها

- ‌تَفْصِيل أنهارها

- ‌الَّذِي يَنْقَسِم من نهري المنيحي والداعياني

- ‌ذكر أَوديتهَا

- ‌ذكرالأعين

- ‌انهارها

الفصل: ‌ نور الدين

توفّي الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن‌

‌ نور الدّين

مَحْمُود بن زنكي بن آقسنقر صَاحب حلب وعمره نَحْو تسع عشرَة سنة وَلما اشْتَدَّ بِهِ مرض القولنج وصف لَهُ الْأَطِبَّاء الْخمر فَمَاتَ وَلم يستعملها وَكَانَ حَلِيمًا عفيف الْيَد والفرج وَاللِّسَان ملازما لأمور الدّين لَا يعرف شَيْئا مِمَّا يتعاطاه الشَّبَاب وَأوصى بِملك حلب إِلَى ابْن عَمه عز الدّين مَسْعُود صَاحب الْموصل فَلَمَّا مَاتَ سَار مَسْعُود وَمُجاهد الدّين قيماز من الْموصل إِلَى حلب وَاسْتقر بملكها ثمَّ كَاتبه أَخُوهُ عماد الدّين زنكي بن مودود صَاحب سنجار فِي أَن يُعْطِيهِ حلب وَيَأْخُذ مِنْهُ سنجار فاشار عَلَيْهِ قيماز بذلك فَلم يُمكن مسعودا إِلَّا مُوَافَقَته فَأجَاب إِلَى ذَلِك فَسَار عماد الدّين إِلَى حلب وتسلمها وَسلم سنجار إِلَى أَخِيه مَسْعُود وَعَاد مَسْعُود إِلَى الْموصل

نور الدّين

قَالَ الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق مَحْمُود بن زنكي بن آق سنقر ابْن أبي سعيد قسيم الدولة الذكي الْملك الْعَادِل نور الدّين وناصر أَمِير الْمُؤمنِينَ كَانَ جده آق سنقر قد ولاه السُّلْطَان أَبُو الْفَتْح ملك شاه بن ألب أرسلان حلب وَولي غَيرهَا من بِلَاد الشَّام وَنَشَأ أَبوهُ قسيم الدولة بعده بالعراق وندبه السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد ابْن ملكشاه بن ألب أرسلان بِرَأْي الْخَلِيفَة المسترشد بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ لولاية ديار الْموصل والبلاد الشامية بعد قتل آقسنقر البرسفي وَمَوْت ابْنه مَسْعُود فظهرت كِفَايَته وَظَهَرت شهامته فِي مُقَابلَة الْعَدو وثبوته عِنْد ظُهُور متملك الرّوم ونزوله على شيزر حَتَّى رَجَعَ إِلَى بِلَاده خائبا وحاصر أَبوهُ قسيم الدولة دمشق مرَّتَيْنِ فَلم يَتَيَسَّر لَهُ فتحهَا وَفتح الرها والمعرة وَكفر طَابَ وَغَيرهَا من الْحُصُون الشامية واستنقذها من أَيدي الْكفَّار

فَلَمَّا انْقَضى اجله قَامَ ابْنه نور الدّين مقَامه فِي ولَايَة الْإِسْلَام ومولده على مَا ذكر لي كَاتبه أَبُو الْيُسْر شَاكر بن عبد الله التنوخي المعري وَقت طُلُوع الشَّمْس من يَوْم الْأَحَد سَابِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة وَلما راهق لزم خدمَة وَالِده إِلَى أَن انْتَهَت مدَّته لَيْلَة الْأَحَد السَّادِس من شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة على قلعة جعر وَكَانَ محاصرا لَهَا وَنقل تابوته إِلَى مشْهد الرقة فَدفن بهَا وسير صبحة الْأَحَد الْملك ألب أرسلان ابْن السُّلْطَان مَحْمُود بن مُحَمَّد إِلَى الْموصل مَعَ

ص: 214

جمَاعَة من أكَابِر دولة أَبِيه وَقَالَ لَهُم أَن وصل أخي سيف الدّين غَازِي إِلَى الْموصل فَهِيَ لَهُ وَأَنْتُم فِي خدمته وان تأخرنا أقرر أُمُور الشَّام وأتوجه إِلَيْكُم ثمَّ قصد حلب وَدخل قلعتها المحروسة على أسعد طَائِر وأيمن بركَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الآخر

ورتب فِي القلعة وَالْمَدينَة النواب وأنعم على الْأُمَرَاء وخلع عَلَيْهِم وَكَانَ بعض الْأُمَرَاء قد عمل على أَخذ الرها وَحصل فِي الْبَلَد فَوجه إِلَيْهِ أُمَرَاء دولته حَتَّى استنقذها مِنْهُ وَخرج هَارِبا مِنْهَا وَلما استتب لَهُ الْأَمر ظهر مِنْهُ بذل الِاجْتِهَاد فِي الْقيام بِأَمْر الْجِهَاد والقمع لأهل الْكفْر والعناد وَالْقِيَام بمصالح الْعباد وَخرج غازيا فِي أَعمال ناشر فَافْتتحَ حصونا كَثِيرَة وافتتح قلعة عليم وقلعة عزاز وتل ناشر ودلوك ومرعش وقلعة عينتاب ونهر الْجَوْز وَغير ذَلِك وحصن البارة وقلعة الدلوندان وقلعة تل خَالِد وحصن كفرلانا وحصن سرنوب بجبل بني فامية وغزا حصن أنب فقصده الابرقس متملك أبطاله وَكَانَ من أبطال الْعَدو وشياطينهم فَرَحل عَنْهَا ولقيهم دونهَا فَكَسرهُ وَقَتله وَثَلَاثَة آلَاف إفرنجي مَعَه وَبَقِي ابْنه صَغِيرا مَعَ أمه بإنطاكية وَتَزَوَّجت بابرنس آخر فَخرج نور الدّين فِي بعض غَزَوَاته فَأسر الابرنس الثَّانِي وتملك إنطاكية وَوَقع فِي أسره ابْن الابرنس الأول فِي نوبَة حارم وَبَاعه نَفسه بِمَال عَظِيم أنفقهُ فِي الْجِهَاد

وَأظْهر بحلب السّنة حَتَّى أَقَامَ شَعَائِر الدّين وَغير الْبِدْعَة الَّتِي كَانَت لَهُم فِي الْأَذَان وقمع بهَا الرافضة المبتدعة وَنشر بهَا مَذَاهِب أهل السّنة الْأَرْبَعَة وَأسْقط عَنْهُم جَمِيع الْمُؤَن ومنعهم من النشوب فِي الْفِتَن وَبنى بهَا الْمدَارِس ووقف الْأَوْقَاف وَأظْهر بهَا الْعدْل والإنصاف وَقد كَانَ صَالح الْمعِين الَّذِي كَانَ بدمشقوصاهره وَاجْتمعت كلمتهما على الْعَدو وَلما وازره وحاصر دمشق مرَّتَيْنِ فَلم يَتَيَسَّر لَهُ فتحهَا ثمَّ قَصدهَا الثَّالِثَة فتم لَهُ صلحها وَسلم إِلَيْهِ أَهلهَا الْبَلَد لغلاء الأسعار وَالْخَوْف من استعلاء كلمة الْكفَّار فضبط أمورها وَحسن سورها وَبنى بهَا الْمدَارِس والمساجد وأفاض على أَهلهَا الْفَوَائِد وَأصْلح طرقها ووسع أسواقها وأدر الله على رَعيته ببركته أرزاقها وَبَطل مِنْهَا الْإِنْزَال وَدفع عَن أَهلهَا الأثقال وَمنع مَا كَانَ يَوْمئِذٍ مِنْهُم من المغارم كدار الْبِطِّيخ وسوق البقل وَضَمان النَّهر والكيالة وسوق الْغنم وَغير

ص: 215

ذَلِك من الْمَظَالِم وَأمر بترك مَا كَانَ يُؤْخَذ على الْخمر من المكس وَنهى عَن شربهَا وعاقب عَلَيْهِ بِإِقَامَة الْحَد وَالْحَبْس واستنقذ من الْعَدو ثغر بانياس وَغَيره من المعاقل المنيعة كالمنيطرة وَغَيرهَا بعد الاياس

وَبَلغنِي أَنه فِي الْحَرْب رابط الجأش ثَابت الْقدَم شَدِيد الانكماش حسن الرَّمْي بِالسِّهَامِ صَلِيب الضَّرْب عِنْد ضيق الْمقَام يقدم أَصْحَابه عِنْد الكرة ويحمي منهزمهم عِنْد الفرة ويتعرض بِجهْدِهِ للشَّهَادَة لما يَرْجُو بهَا من كَمَال السَّعَادَة وَلَقَد حكى عَنهُ من خدمه مُدَّة ووازرة على فعل الْخيرَات انه سَمعه يسْأَل الله تَعَالَى أَن يحشره من بطُون السبَاع وحواصل الطير

وَلَقَد أحسن إِلَى الْعلمَاء وَأكْرمهمْ وَقرب المتدينين واحترمهم وتوخى الْعدْل فِي الْأَحْكَام والقضايا وألان كتفه واظهر رأفته بالرعية وَبنى فِي أَكثر مَمْلَكَته دور الْعدْل وأحضر لَهَا الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء للفصل وحضرها بِنَفسِهِ فِي أَكثر الْأَوْقَات واستمع من المتظلمين الدَّعَاوَى والبينات طلبا للإنصاف والفصل وحرصا على إِقَامَة الْعدْل

وأدر على الضُّعَفَاء والأيتام الصَّدقَات وتعهد ذَوي الْحَاجة من أولي التعفف بالصلات حَتَّى وقف وقوفا على المرضى والمجانين وَأقَام لَهُم الْأَطِبَّاء والمعالجين وَكَذَلِكَ على جمَاعَة العميان ومعلمي الْخط وَالْقُرْآن وعَلى سَاكِني الْحَرَمَيْنِ ومجاوري المسجدين

وَأكْرم أَمِير الْمَدِينَة الْحُسَيْن وَأحسن إِلَيْهِ وأجرى عَلَيْهِ الضِّيَافَة لما قدم عَلَيْهِ وجهز مَعَه عسكرا لحفظ الْمَدِينَة وَقَامَ لَهُم بِمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من المؤونة واقطع أَمِير مَكَّة إقطاعا سنيا وَأعْطى كلا مِنْهُمَا مَا يَأْكُلهُ هنيا مريا وَرفع عَن الْحجَّاج مَا كَانَ يُؤْخَذ مِنْهُم من المكس وأقطع أُمَرَاء الْعَرَب الإقطاعات لِئَلَّا يتَعَرَّضُوا للحجاج بالنخس وَأمر بإكمال سور الْمَدِينَة واستخراج الْعين الَّتِي بِأحد وَكَانَت قد دفنتها السُّيُول ودعي لَهُ بالحرمين واشتهر صيته فِي الْخَافِقين وَعمر الرَّبْط والخانقاهات والبيمارستانات وَبنى الجسور فِي الطّرق والخانات

وَنصب جمَاعَة من المعلمين لتعليم يتامى الْمُسلمين وأجرى الأرزاق على معلميهم بِقدر مَا يكفيهم وَكَذَلِكَ صنع لما ملك سنجار وحران والرها والرقة ومنبج وشيزر وحماة وحمص وبعلبك وصرخد وتدمر فَمَا من بلد إِلَّا وَله فِيهِ حسن أثر وَمَا من أَهلهَا أحد إِلَّا نظر لَهُ أحسن نظر

ص: 216

وَحصل الْكثير من كتب الْعُلُوم ووقفها على طلابها وَأقَام عَلَيْهَا الْحفظَة من أَهلهَا وأربابها وجدد كثيرا من قني السَّبِيل وَهدى بِجهْدِهِ إِلَى سَوَاء السَّبِيل

وأجهد نَفسه فِي جِهَاد أَعدَاء الله وَبَالغ فِي حربهم وَتحصل فِي أسره جمَاعَة من أُمَرَاء الإفرنج كجوسلين وَابْنه وَابْن القنس وقومس اطرابلس وَجَمَاعَة من حزبهم وَكَانَ متملك الرّوم قد خرج من قسطنطينية وَتوجه إِلَى الشَّام طامعا فِي تسلم إنطاكية فَشَغلهُ عَن مرامه الَّذِي رامه بالمراسلة إِلَى أَن وصل أَخُوهُ قطب الدّين فِي جنده من المواصلة وَجمع لَهُ الجيوش والعساكر وَأنْفق فيهم الْأَمْوَال والذخائر فأيس الرُّومِي من بُلُوغ مَا كَانَ يَرْجُو وَتمنى مِنْهُ الْمُصَالحَة عساه ينجو فاستقر رُجُوعه إِلَى بِلَاده ذَاهِبًا فَرجع من حَيْثُ جَاءَ خائبا وَلم يقتل بِالشَّام مَعَ كَثْرَة عسكره مَقْتَله وَلم يرع فِيهَا من زرع خَادِم أَو أَمِير سنبله وَحمل إِلَى بَيت مَال الْمُسلمين من التحف مَا حمل وَلم يبلغ وضل مَا عمل وغزا مَعَه أَخُوهُ قطب الدّين فِي عَسْكَر الْموصل وَغَيرهم من الْمُجَاهدين فَكسر الإفرنج وَالروم والأرمن على حارم وأذاقهم كؤوس الْمنية بالأسنة والصوارم فأبادهم حَتَّى لم يفلت مِنْهُم غير الشَّديد الذاهل وَكَانَت عدتهمْ ثَلَاثِينَ ألفا بَين فَارس وراجل ثمَّ نزل على قلعة حارم فافتتحها ثَانِيَة وحواها وَأخذ أَكثر قرى إنطاكية وسبى أَهلهَا وَكَانَ قبل ذَلِك قد كسرهم بِقرب بانياس وَقتل جمَاعَة من أبطالهم وَأسر كثيرا من فرسانهم

وَقد كَانَ شاور السَّعْدِيّ أَمِير جيوش مصر فوصل إِلَى جَانِبه مستجيرا لما عاين الذعر فَأحْسن جواره واكرمه وَأظْهر بره واحترمه وَبعث مَعَه جَيْشًا كثيفا ليَرُدهُ إِلَى دَرَجَته فَقتلُوا خَصمه وَلم يَقع مِنْهُ الْوَفَاء بِمَا قرر من جِهَته فاستجاش جَيش الْعَدو طلبا للبقاء فِي السمو ثمَّ وَجه إِلَيْهِ بعد ذَلِك جَيْشًا آخر فأصر على الْمُسَابقَة لَهُ واستنجد بالعدو فانجدوه وَضمن لَهُم الْأَمْوَال الخطيرة حَتَّى عاضدوه وانكفا جَيش الْمُسلمين إِلَى الشَّام رَاجعا وَحدث متملك الإفرنج نَفسه بِملك مصر طامعا فَتوجه إِلَيْهَا بعد عَاميْنِ رَاغِبًا فِي انتهاز الفرصة فاخذ بلبيس وخيم من مصر بالعرصة فَلَمَّا بلغه ذَلِك تدخل جهده فِي تَوْجِيه الْجَيْش إِلَيْهَا وَخَافَ من تسلط عَدو الدّين عَلَيْهَا فَلَمَّا سمع الْعَدو بتوجه جَيْشه رجعُوا خائبين واصبح أَصْحَابه بِمصْر لمن عاندهم غَالِبين وأمل أهل أَعمالهَا بِحُصُول جَيْشه عِنْدهم وَزَالَ عَنْهُم مَا كَانُوا قد خَشوا واطلع من شاور على المخامرة وَأَنه قد راسل الْعَدو طَمَعا مِنْهُ فِي المظافرة وَأرْسل

ص: 217

إِلَيْهِم ليردهم ليدفع جَيش الْمُسلمين بجيشهم فَلَمَّا خيف من شَره ومكره لما عرف من غدره وختره واتضح الْأَمر فِي ذَلِك واستبان تمارض الْأسد ليقتنص الثعلبان فَجْأَة قَاصِدا لعيادته جَارِيا فِي خدمته على عَادَته فَوَثَبَ جرديك وبرحش موليا نور الدّين فقتلا شاورا وأراحا الْبِلَاد والعباد من شَره وَأما شاور فانه أول من تولى الْقَبْض عَلَيْهِ وَمد يَده الْكَرِيمَة إِلَيْهِ بالمكروه وصفي الْأَمر لأسد الدّين وَملك وخلعت عَلَيْهِ الْخلْع وَحل وَاسْتولى أَصْحَابه على الْبِلَاد وَجَرت أُمُوره على السداد وَظَهَرت مِنْهُ حميد السِّيرَة وَحسن الْآثَار وَسَيعْلَمُ الْكَافِر لمن عُقبى الدَّار

وَظَهَرت كلمة أهل السّنة بالديار المصرية وخطب فِيهَا للدولة العباسية بعد الْيَأْس وأراح الله من بهَا من الْفِتْنَة وَرفع عَنْهُم المحنة وَمَعَ مَا ذكرت من هَذِه المناقب كلهَا وشرحت من دقها وجلها فانه كَانَ رحمه الله حسن الْخط والبنان متأتيا لمعْرِفَة الْعُلُوم بالفهم وَالْبَيَان كثير المطالعة مائلا إِلَى نقل الْكتب مواظبا وحريصا على تَحْصِيل كتب الصِّحَاح وَالسّنَن مُشْتَريا لَهَا بأوفر الاعواض وَالثمن كثير المطالعة للعلوم الدِّينِيَّة مُتبعا للآثار النَّبَوِيَّة مواظبا على الصَّلَوَات فِي الْجَمَاعَات مراعيا لأدائها فِي الْأَوْقَات مُؤديا لفروضها ومسنوناتها مُعظما لَهَا فِي جَمِيع حالاتها عاكفا على تِلَاوَة الْقُرْآن على الْأَيَّام حَرِيصًا على فعل الْخَيْر من الصَّدَقَة وَالصِّيَام كثير الدُّعَاء وَالتَّسْبِيح رَاغِبًا فِي صَلَاة التَّرَاوِيح عفيف الْبَطن والفرج مقتصدا فِي الْإِنْفَاق والخرج متحريا فِي المطاعم والمشارب والملابس متبرئا من التباهي والتمادي والتنافس عريا عَن التكبر والتجبر بَرِيئًا من التطير مَعَ مَا جمع الله لَهُ من الْعقل المتين والرأي الصَّوَاب الرصين والإقتداء بسيرة السّلف الماضين والتشبه بالعلماء وَالصَّالِحِينَ والاقتفاء لسيرة من سلف مِنْهُم فِي خير سمتهم والأتباع لَهُم فِي حفظ حَالهم ووقتهم حَتَّى روى حَدِيث الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم واسمعه وَكَانَ قد استجيز لَهُ مِمَّن سَمعه وَجمعه حرصا مِنْهُ على الْخَيْر فِي نشر السّنة والتحديث ورجاء أَن يكون مِمَّن حفظ على الْأمة أَرْبَعِينَ حَدِيثا لما جَاءَ فِي الحَدِيث

فَمن رَآهُ شَاهد من جلال السلطنة وهيبة الْملك مَا يبهره فَإِذا فاوضه رأى من لطافته وتواضعه مَا يحيره وَقد حكى عَنهُ من صَحبه فِي سَفَره وحضره أَنه لم يسمع مِنْهُ كلمة فحش فِي رِضَاهُ وَلَا فِي ضجره وَأَن أشهى مَا يكون إِلَيْهِ كلمة حق يسْمعهَا أَو إرشاد إِلَى سنة يتبعهَا يحب الصَّالِحين ويؤاخيهم ويزور مساكنهم لحسن ظَنّه

ص: 218

فيهم فَإِذا احْتَلَمَ مماليكه أعتقهم وَزوج ذكرانهم بإناثهم ورزقهم وَمَتى تَكَرَّرت الشكاية إِلَيْهِ من أحد ولاته أَمر بالكف من أَذَى من تكلم بشكاية فَمن لم يرجع مِنْهُم إِلَى الْعدْل قابله بِإِسْقَاط الْمرتبَة والعزل وَقد جمع الله لَهُ من شرِيف الْخِصَال مَا ييسر لَهُ جَمِيع مَا يَقْصِدهُ من الْأَعْمَال وَسَهل على يَدَيْهِ فتح الْحُصُون والقلاع وَمكن لَهُ فِي الْبلدَانِ وَالْبِقَاع حَتَّى ملك حصن شيزر وقلعة دوسر وهما من أحصن المعاقل والحصون واحتوى على مَا فيهمَا من الذخر المصون من غير سفك محجمة من دم عَلَيْهِمَا وَلَا قتل أحد من الْمُسلمين بسببهما وَأكْثر مَا أَخذه من الْبلدَانِ تسلمه من أَهله بالأمان ووفى لَهُم بالعهود والأيمان فأوصلهم إِلَى مأمنهم من الْمَكَان وَإِذا اسْتشْهد أحد من أجناده حفظه فِي أَهله وَأَوْلَاده وأجرى عَلَيْهِم الجرايات وَولى من كَانَ أَهلا مِنْهُم للولايات وَكلما فتح الله عَلَيْهِ فتحا وزاده ولَايَة أسقط عَن رَعيته قسطا وَزَادَهُمْ رِعَايَة حَتَّى ارْتَفَعت عَنْهُم الظلامات والمكوس واتضعت فِي جَمِيع ممالكه الغرامات والنحوس وَدرت على رعاياه الأرزاق ونفقت عِنْدهم الْأَسْوَاق وَحصل بَينهم بِيَمِينِهِ الِاتِّفَاق وَزَالَ ببركته العناء والشقاق فان فتكت شرذمة من الملاعين فَأَنَّهَا لما علمت مِنْهُ من الرأفة واللين وَلَو خلط لَهُم شدته بلينه لخاف سطوته الْأسد فِي عرينه فَالله يحقن بِهِ الدِّمَاء ويسكن بِهِ الدهماء

ثمَّ قَالَ ابْن عَسَاكِر بعد أَن دَعَا الله لَهُ ومناقبه خطيرة وممادحه كَثِيرَة ذكرت مِنْهَا غيضا من فيض وقليلا من كثير وَقد مدحه جمَاعَة من الشُّعَرَاء فاكثروا وان لم يبلغُوا وصف آلائه بل قصروا وَهُوَ قَلِيل الابتهاج بالشعر زِيَادَة فِي تواضعه لعلو الْقدر

انْتهى مَا قَالَه الْحَافِظ ابْن عَسَاكِر بِحَذْف بعض جمل يسيرَة وَقد حكى فِي خطْبَة تَارِيخه انه جمع مِنْهُ أَولا شَيْئا كثيرا ثمَّ تَركه فَأقبل النَّاس يشوقونه على الْإِتْمَام إِلَى أَن وصل خَبره إِلَى نور الدّين فيحنئذ اهتم بإكماله

وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي تَارِيخه ولي الشَّام سِنِين وجاهد الثغور وانتزع من الصليبيين نيفا وَخمسين مَدِينَة وحصنا وَبنى بيمارستانا بِالشَّام وَعَاهد صَاحب طرابلس بعد أَن قبض عَلَيْهِ على أَن يُطلقهُ بِشَرْط أَن يدْفع ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَخَمْسمِائة حصان وَخَمْسمِائة زردية وَمثلهَا أتراس وَمثلهَا قنطاريات وَخَمْسمِائة أَسِير مُسلم

ص: 219

وَبِأَن لَا يُغير على بِلَاد الْمُسلمين سبع سِنِين وَسَبْعَة اشهر وَأخذ بَنَاته رهنا على الْوَفَاء مَعَ بعض أَوْلَاد الإفرنج وبطارقتهم وان نكث أراق دِمَاءَهُمْ وعزم على فتح بَيت الْمُقَدّس فَتوفي

وَقَالَ الفيلسوف عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ كَانَ نور الدّين يَأْكُل من عمل يَده ينسج تَارَة وَيعْمل عُلَبًا تَارَة ثَانِيَة ويلبس الصُّوف ويلازم السجادة والمصحف وَكَانَ حنفيا ويراعي مذهبي الشَّافِعِي وَمَالك

وَقَالَ ابْن الْأَثِير كَانَ نور الدّين كثير اللّعب بالكرة فَكتب إِلَيْهِ رجل يَدعِي الصّلاح يُنكر عَلَيْهِ وَيَقُول تتعب الْخَيل فِي غير فَائِدَة فَكتب إِلَيْهِ بِخَطِّهِ وَالله مَا أقصد اللّعب وَإِنَّمَا نَحن فِي تَعب فَرُبمَا وَقع الصَّوْت فَتكون الْخَيل قد أمنت اهـ

قلت وَلم يخل وَقت من اعْتِرَاض بعض من يَدعِي الصّلاح على مَا لَا يعرفونه وَلَا يعنيهم بل يعترضون على الذّرة ويبتلعون الْجَبَل وَمِمَّا يسطر فِي تَارِيخ نور الدّين مَعَ الْفَخر مَا ذكره ابْن الْأَثِير انه كَانَ يَوْمًا يلْعَب فِي ميدان دمشق فَجَاءَهُ رجل وَطَلَبه إِلَى الشَّرْع فجَاء مَعَه إِلَى مجْلِس الشَّرِيعَة وَكَانَ بِهِ القَاضِي مجد الدّين الشهرزوري فَأرْسل إِلَيْهِ السُّلْطَان حَاجِبه يَقُول للْقَاضِي لَا تنزعج واسلك مَعَه مَا تسلكه مَعَ آحَاد النَّاس فَلَمَّا حضر سوى بَينه وَبَين خَصمه فتحاكما فَلم يثبت للرجل عَلَيْهِ حق وَكَانَ يَدعِي ملكا فِي يَد نور الدّين فَلَمَّا فرغت المحاكمة قَالَ هَل ثَبت لَهُ حق قَالُوا لَا قَالَ فَاشْهَدُوا عَليّ أَنِّي قد وهبت لَهُ مَا ادّعى بِهِ وَإِنَّمَا حضرت مَعَه لِئَلَّا يُقَال عني أَنِّي دعيت إِلَى الشَّرْع فأبيت وَدخل بَيته يَوْمًا فَرَأى مَالا كثيرا فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالُوا لَهُ بعث بِهِ القَاضِي كَمَال الدّين من فائض الْأَوْقَاف فَقَالَ ردُّوهُ وَقُولُوا لَهُ أَن رقبتي رقيقَة لَا أقدر على حمله غَدا وَأَنت رقبتك غَلِيظَة تقدر على حمله وَلما قدم أمراؤه دمشق اقتنوا الْأَمْوَال واستطالوا على النَّاس وَكَانَ أعظمهم استطالة شيركوه فَبنى السُّلْطَان دَار الْعدْل وَكَانَ يحضرها فِي الْأُسْبُوع أَربع مَرَّات ويحضر مَعَه الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وَيَأْمُر بِإِزَالَة الْحجاب والبوابين فانتصف أمراؤه من أنفسهم خوفًا من دَار الْعدْل وَالسُّلْطَان وَلما وَقع ملك الإفرنج فِي أسره أطلقهُ على ثَلَاثمِائَة ألف وَبنى بهَا البيمارستان الْمَشْهُور فِي دمشق وَجعله على كَافَّة النَّاس من غَنِي وفقير وَبنى بهَا أَيْضا الْمدرسَة النورية وَدَار الحَدِيث الْمَار ذكرهَا

ص: 220

قَالَ ابْن وَاصل كَانَ السُّلْطَان من أقوى النَّاس بدنا وَقَلْبًا وانه لم ير على ظهر فرس أَشد مِنْهُ كَأَنَّمَا خلق عَلَيْهِ فَلَا يَتَحَرَّك وَكَانَ إِذا حضر الْقِتَال أَخذ قوسين وتركاشين وباشر الْقِتَال بِنَفسِهِ وَكَانَ يَقُول طالما تعرضت للشَّهَادَة فَلم أدْركهَا قَالَ الذَّهَبِيّ قلت وَقد أدْركهَا على فرَاشه وَبَقِي ذَلِك فِي أَفْوَاه النَّاس تراهم يَقُولُونَ نور الدّين الشَّهِيد وَمَا شَهَادَته إِلَّا بالخوانيق

قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ السُّلْطَان يخيط الكوافي وَيعْمل السكاكر ويعطيها للعجائز فتبيعها لَهُ سرا وَكَانَ يَوْم يَصُوم يفْطر على أثمانها

قَالَ ابْن كثير وَكَانَ يجلس يَوْم الثُّلَاثَاء بِالْمَسْجِدِ الْمُعَلق الَّذِي بالكشك ليصل إِلَيْهِ كل أحد من الْمُسلمين وَأهل الذِّمَّة وَقد عمد إِلَى الْأَوْقَاف الَّتِي لَا يعرف واقفها وَلَا تعرف شروطهم فِيهَا فأضافها إِلَى أوقاف الْجَامِع وَجعلهَا قَلما وَاحِدًا سَمَّاهُ قلم الْمصَالح ورتب مِنْهُ مُرَتبا لِذَوي الْحَاجَات من الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين والأرامل والأيتام وَمَا أشبه ذَلِك

قَالَ الصّلاح الكتبي فِي تَارِيخه كَانَ نور الدّين يحلف بِاللَّه أَن جَمِيع مَا بناه من الْمدَارِس والأوقاف والربط وَغَيره إِنَّمَا هُوَ من مَال المفاداة يَوْم قارم وَلَيْسَ فِيهَا من بَيت المَال الدِّرْهَم الْفَرد

هَذَا مَا قصدناه من تَرْجَمَة نور الدّين وَمن أَرَادَ الزِّيَادَة فَعَلَيهِ بالبرق الشَّامي وَغَيره من مؤلفات الْعِمَاد الْكَاتِب وبالروضتين لأبي شامة والدر الثمين وَالْكَوَاكِب الدرية للأسدي ويجدر بِي الْآن أَن أذكر حِكَايَة قد تداولتها السن النَّاس فزادوا بهَا وَأَكْثرُوا وغيروا وبدلوا وَكَثِيرًا مَا كنت أسمعها من وَالِدي مُغيرَة مبدلة وأدأب فِي التنقيب عَنْهَا حَتَّى ظَفرت بهَا فِي كتاب تحفة الْأَنَام للبصروي فنقلتها كَمَا رَأَيْتهَا والعهدة على الرَّاوِي

قَالَ أَن السُّلْطَان نور الدّين رأى لَيْلَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامه يَقُول لَهُ يَا مَحْمُود أَلِي من هذَيْن وَأَشَارَ إِلَى اثْنَيْنِ فِي زِيّ الْعَجم فَاسْتَيْقَظَ من مَنَامه فَزعًا مَرْعُوبًا ثمَّ تَكَرَّرت الرُّؤْيَا ثَلَاثًا فتحركت همته للسَّفر فأحضر الهجن وركبها مَعَ فرقة قَليلَة من الْعَسْكَر وَسَار مسرعا حَتَّى وافى الْمَدِينَة واظهر أَنه يُرِيد الزِّيَارَة فزار الْمَسْجِد وَجلسَ لَا يدْرِي مَاذَا يصنع فَقَالَ لَهُ وزيره أتعرف الشخصين إِذا

ص: 221