الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمدرسَة العزيزية
هِيَ بجوار المعظمية بالصالحية وَسَيَأْتِي الْكَلَام على مَا انتابها وَمَا وصلت إِلَيْهِ فِي زمننا عِنْد الْكَلَام على أُخْتهَا المعظمية
وَحكى فِي تَنْبِيه الطَّالِب أَن المعظمية أنشئت سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة والعزيزية سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ودرس بهَا صدر الدّين ابْن برهَان الدّين مَسْعُود ثمَّ أَخُوهُ مجد الدّين ثمَّ كَمَال الدّين السنجاري ثمَّ ظهر كتاب وَقفهَا وَفِيه أَن مدرسها يكون مدرس المعظمية فاشتغل بهَا شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ ودرس بهَا شمس الدّين بن عَزِيز ثمَّ بدر الدّين الْحُسَيْنِي ثمَّ الْأَذْرَعِيّ أَيْضا
تَرْجَمَة واقفها
أَنْشَأَهَا الْملك الْعَزِيز عُثْمَان ابْن الْملك الْعَادِل شَقِيق الْملك الْمُعظم وَكَانَ صَاحب بانياس وَتلك الْحُصُون الَّتِي هُنَاكَ وَهُوَ الَّذِي بنى قلعة الصبيبة بَين بانياس وتبنين وهونين وَكَانَ مَوته بالناعمة وَهِي بُسْتَان لَهُ بَيت بِبَيْت لهيا وَيظْهر من تَارِيخ الْأَسدي أَن قَرْيَة الكتيبة وقف على هَذِه الْمدرسَة وَالْكَلَام على بسط تَرْجَمته فِي الْقسم السياسي من هَذَا الْكتاب
الْمدرسَة العزية البرانية
كَانَت فَوق عين الوراقة بالشرف الْأَعْلَى شمَالي ميدان الْقصر خَارج دمشق قَالَه النعيمي
أَقُول أما عين الوراقة فَهِيَ مَشْهُورَة الْآن والميدان هُوَ المرج الْأَخْضَر غربي التكية وموضعها كَانَ قصر الْملك الظَّاهِر بيبرس وَأما الْمدرسَة فقد وقفت على رسومها وأطلالها وخاطبتها فأجابتني بقول أحد أدباء بَغْدَاد من معاصرينا فِي رثاء الْمدرسَة المستنصرية بدار السَّلَام
(بَكَيْت بهَا عهدا مضى فِي عراصها
…
كَرِيمًا فليت الْعَهْد لم يَك مَاضِيا)
(بَكَيْت بهَا المدفون فِي حجراتها
…
من الْعلم حَتَّى بل دمعي ردائيا)
ومعالمها المندرسة الْآن فِي أول زقاق الصخر بِالْقربِ من الْمَكَان الَّذِي بني محلا لمجمع الأضواء الكهربائية جنوبي الطَّرِيق وَقد بَقِي مِنْهَا بَابهَا ومكتوب على أسكفته كِتَابَة قاربت الانطماس وَهِي على حجرين والأعلى مِنْهُمَا مَكْتُوب عَلَيْهِ
لَا اله إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم {وَمَا تقدمُوا لأنفسكم من خير تَجِدُوهُ عِنْد الله} آيَة 2 / 110 وتاريخه سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة
والأسفل مِنْهُمَا مَكْتُوب عَلَيْهِ
أوقف هَذِه الْمدرسَة الْمُبَارَكَة وأبدها وحبسها الْأَمِير الْكَبِير الْغَازِي الْمُجَاهِد أَبُو الْفضل عز الدّين ايبك على الْفُقَهَاء والمتفقهة من أَصْحَاب الإِمَام الْأَعْظَم سراج الْأمة أبي حنيفَة رضي الله عنه وعَلى المقرئين والمحدثين والمستمعين تقبل الله مِنْهُ وَهَذَا الْبَاب قريب الاندراس وَلما دَخَلتهَا رَأَيْت ثمار الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تجتنى مِنْهَا قد بدلت بثمرات الْأَشْجَار وَجعلت أمكنة حجراتها ومسجدها وساحتها بستانا وَلما تتبعت آثَار جدرانها لم أجد شَيْئا بَاقِيا مِنْهَا سوى أساس الْجِدَار الشمالي وَقد أقيم عَلَيْهِ دك الْبُسْتَان وَالْبَاب مسدود ولاح بخاطري أَن أعلم مساحة أرْضهَا فَرَأَيْت طولهَا من الشرق إِلَى الغرب نَحوا من سِتِّينَ خطْوَة وَالْعرض مِقْدَار النّصْف من ذَلِك وَهِي تشرف على وَاد عميق وجدارها الجنوبي مؤسس من أَسْفَل ذَلِك الْوَادي وَقد بَقِي سالما إِلَى مَا يسامت أرْضهَا وَفِي الزاوية الجنوبية مِنْهَا قبَّة عَظِيمَة قَائِمَة فِي الْهَوَاء صبرت على مر الرِّيَاح وكر الْقُرُون فَلم تُؤثر بهَا الْحَوَادِث شَيْئا ومساحة داخلها سبع خطوَات فِي سبع وَفِي وَسطهَا قبر عز الدّين وارتفاعه عَن الأَرْض نَحْو ذراعين وللقبة شباكان مطلان على ميدان الْقصر وَكلهَا مَبْنِيّ بِالْحجرِ الْأَصْفَر وَهَذِه الْمدرسَة كَانَت فِي أَيَّام سعودها نزهة للأبصار وملعبا للنسيم اللَّطِيف العليل تهدي لساكنها أبهج المناظر الدمشقية يقون لِسَان حَالهَا عجبا لمن يسكنني وَلم تتفجر من فُؤَاده ينابيع الْحِكْمَة وَالْعلم فسبحان الْبَاقِي