الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالَّذِي مَكْتُوب على بَابه
1 -
خَان التوتة بحكر السماق بِكَمَالِهِ
2 -
وَحِصَّة بطاحونة بَاب توما أَربع قراريط
3 -
وخان شمَالي البيمارستان يشْتَمل على بيُوت جمَاعَة
4 -
وقاعة شَرْقي البيمارستان
5 -
وحوانيت ومسلخ بِبَاب البيمارستان حَانُوت 17
6 -
وقاعة وَحجر وإصطبل تَحت وقف أَمِير الدّين بدا
تَرْجَمَة بانيه
قَالَ ابْن شقدة هُوَ سيف الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن يُوسُف بن أبي الفوارس القيمري صَاحب البيمارستان بصالحية دمشق كَانَ من أجلة الْأُمَرَاء وأبطالهم الْمَذْكُورين وصلحائهم الْمَشْهُورين وَهُوَ ابْن أُخْت صَاحب قيمر توفّي بنابلس وَنقل فَدفن بقبته الَّتِي بِقرب مارستانه بالصالحية سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة وَتَقَدَّمت تَرْجَمته عِنْد الْكَلَام على مدرسته
هَذَا هُوَ الْمَكْتُوب على الْأَحْجَار كل حجر بمفرده وَالْبَاقِي سطران وهما
هَذَا مَا أوقفهُ وحبسه وابده الْأَمِير سيف الدّين القيمري رَحمَه الله تَعَالَى على هَذَا البيمارستان
فَمن المرج نصف قَرْيَة البحدلية وَكَذَلِكَ قَرْيَة المسعودية بكمالها وَأَيْضًا قَرْيَة المعاضدية وَأَيْضًا من قَرْيَة بَالا تِسْعَة قراريط وَنصف الحصص من الاضاع الحولانية دير أَيُّوب عليه السلام بكمالها دير الهرير وطواحينها بكمالها ودير السوج بطواحينها والحصة النّصْف وَالرّبع مِنْهَا وَمن قَرْيَة عترة الرّبع وَمن قَرْيَة فادا النّصْف وَالثمن سَرِيَّة ثَلَاثَة قراريط وَنصف من المسقف حِصَّة بزامخشي بقيسارية قيراطين وحانوت بالفسقار مَضْمُونَة برستم الشوى وَصفَة نوح سَبْعَة عشر حانوتا الْحصَّة من اللط ربع قِيرَاط
اوابد وَضم شوارد تلِيق بالْمقَام فِي اولية فن الطِّبّ
حكى الْوَزير جمال الدّين عَليّ بن يُوسُف القفطي فِي كِتَابه أَخْبَار الْعلمَاء بأخبار
الْحُكَمَاء فِي تَرْجَمَة اسقلبيوس الْحَكِيم كلَاما طَويلا فِي شَأْن أولية الطِّبّ فمخضنا زبدته واثبتنا نتيجته واليك ذَلِك
إِن الْكَلَام فِي الأوليات عُمُوما وَفِي أولية الطِّبّ وَمن أحدثه وَفِي أَي زمن وجد عسر جدا وَذَلِكَ أَن الَّذين يَقُولُونَ بقدم الْعَالم يَقُولُونَ أَن الطِّبّ قديم بقدم الْعَالم لَان الطِّبّ ملازم للْإنْسَان فِي حَالَة وجوده وَالْإِنْسَان قديم فالطب قديم والفرقة الْأُخْرَى الَّتِي تعتقد حُدُوث الْأَجْسَام تَقول الطِّبّ مُحدث لَان الْأَجْسَام الَّتِي يسْتَعْمل فِيهَا الطِّبّ محدثة واصحاب الْحُدُوث ينقسمون فِي القَوْل الي قسمَيْنِ فالقسم الْوَاحِد يَقُول أَن الطِّبّ خلق مَعَ الْإِنْسَان إِذْ كَانَ من الْأَشْيَاء الَّتِي بهَا صَلَاحه وَبَعْضهمْ يَقُول أَن الطِّبّ خلق بعد خلق الْإِنْسَان وَأجَاب هَؤُلَاءِ عَن قَول بعض الْحُكَمَاء أَن اسقلبيوس هُوَ مخترع الطِّبّ بِأَن حَدِيثه لَيْسَ إِلَّا على سَبِيل السمر هَذَا مَعَ إِجْمَاع الْأَطِبَّاء الأول على انه أول من استخرج الطِّبّ واستنبطه وَقَالُوا جَاءَهُ الطِّبّ على لِسَان الْوَحْي فَأَما حصر زَمَانه وزمان من جَاءَ بعده فقد ذكرُوا من عدَّة السنين مِمَّا بَينه وَبَين جالينوس مَا يزِيد على خَمْسَة آلَاف سنة فَهَذَا يدل على انه كَانَ قبل الطوفان وكل مَا هُوَ قبل الطوفان لم تعلم حَقِيقَته لعدم الْمخبر بِهِ على الْوَجْه الصَّحِيح على ان جالينوس قَالَ فِي تَفْسِير كتاب العهود لابقراط الَّذِي يتناهى إِلَيْنَا من قصَّة اسقلبيوس قَولَانِ أَحدهمَا لغز وَالْآخر طبيعي أما اللغز فَيذْهب فِيهِ الى انه قُوَّة من قوى الله تَعَالَى واشتق لهَذَا الِاسْم من فعلهَا وَهُوَ منع اليبس وَزعم ابْن جلجل انه كَانَ تلميذا لهرمس الْمصْرِيّ وَذكر ابقراط فِي كتاب إيمَانه وَعَهده ان هَذَا الِاسْم فِي لِسَان اليونانيين مُشْتَقّ من الْبَهَاء والنور والطب صناعَة اسقلبيوس يَعْنِي لَا يجب تعاطيها الا لمن كَانَ على الطَّهَارَة العفاف والتقى وانه لَا يجب ان يعلم للاشرار وَلَا لِذَوي الانفس الخبيثة وَإِنَّمَا يجب ان يتعلمها الاشراف والمتألهون العارفون بِاللَّه ثمَّ إِن الْأَوَّلين مُنْذُ نشأة الطِّبّ كَانَ بَينهم العهود والمواثيق ان لَا يعلمُوا صناعَة الطِّبّ غَرِيبا وَحكى القفطي فِي تَرْجَمَة بقراط اَوْ ابقراط ان الطِّبّ كَانَ استنباطه بالتجربة وَذَلِكَ ان امْرَأَة ابْتليت بِضعْف الْمعدة وامتلاء الصَّدْر بالاخلاط فاتفق أَن أكلت الرَّأْس بِشَهْوَة منهالة فَذهب وجعها وَرجعت الى صِحَّتهَا وَكَانَت من اهل مصر فانتبهوا لذَلِك واقبلوا على فن الطِّبّ بالتجارب وَذكر هَذَا اسحاق بن حنين فِي تَارِيخه انْتهى
قلت وَمثل هَذَا هُوَ الصَّوَاب لَان فن الطِّبّ الى الْآن وَلم يزل يتَقَدَّم بالتجربة
والاكتشاف والاختراع وَثمّ اقوال كَثِيرَة فِي كتب الطِّبّ وَتقدم إِن الاطباء الَّذين كَانُوا قبل ابقراط كَانُوا يَبْخلُونَ بتعليم هَذَا الْفَنّ وَلَا يعلمونه للغرباء حَتَّى جَاءَ ابقراط فَكَانَ أول من علمه الغرباء وجعلهم كأولاده لما خَافَ على الطِّبّ ان يفنى من الْعَالم كَمَا ذكر ذَلِك عَن نَفسه فِي كتاب عَهده الى الاطباء الغرباء وَألف التآليف الغريبة النافعة فِيهِ وشاع ذَلِك الْفَنّ ثمَّ جَاءَ بعده جالينوس وَلَكِن بِنَحْوِ سِتّمائَة سنة فاستنبط علم التشريح وَلم يسْبقهُ إِلَيْهِ أحد وَألف فِيهِ سبع عشرَة مقَالَة وَكَانَت لَهُ بِمَدِينَة رُومِية مجَالِس مقامية يخْطب فِيهَا وَيظْهر من علمه بالتشريح مَا يعرف بِهِ فَضله وَكَانَ لَا يقنع من علم الاشياء بالتقليد دون الْمُبَاشرَة ولولاه مَا بَقِي علم الطِّبّ ولكان مندرسا واثرا من الْعَالم جملَة وَلكنه اقام أوده وَشرح غامضه وَبسط مستصعبه وَكَانَ متصفحا لجَمِيع كَلَام المؤلفين فَلم يسلم اُحْدُ من القدماء مِنْهُ الا مشدوخا وَكَانَت وَفَاته قبل الْمَسِيح بِسبع وَخمسين سنة
وَقَالَ عبيد الله بن بختيشوع ظهر جالينوس ايام الْملك انطونينوس باني مَدِينَة ايليوبوليس الْمُسَمَّاة ببعلبك وَهُوَ الَّذِي استخدم جالينوس
وَقَالَ اسحاق ان بَين وَفَاة جالينوس الى سنة تسعين وَمِائَتَيْنِ لِلْهِجْرَةِ ثَمَانمِائَة وَخمْس عشرَة سنة وعاش جالينوس على مَا ذكره اسحاق بن حنين فِي تَارِيخه وَنسبه الى يحي النَّحْوِيّ سبعا وَثَمَانِينَ سنة وَهَذَا اعْدِلْ مَا يُمكن علمه
وَفِي كتاب التَّوْضِيح فِي اصول التشريح ليوحنا ورتبات ان صناعَة التشريح كَانَت مَعْدُومَة فِي الازمنة الْقَدِيمَة الى ان قَامَت مدرسة الاسكندرية الشهيرة الَّتِي انشأها بطليموس الاول الَّذِي تولى مصر بعد الاسكندر الْكَبِير قبل التَّارِيخ المسيحي بِنَحْوِ ثَلَاثمِائَة سنة وَهِي اول مدارس الْعَالم فِي ذَلِك الْوَقْت فَجمعت فِيهَا مكتبة عَظِيمَة وادوات التَّعْلِيم فِي الْهَيْئَة والطب ودعي اليها المعلمون وَأمرت الْحُكُومَة بِدفع جثث المقتولين بِسَبَب جرائمهم الى الْمدرسَة الطبية لاجل التشريح وَبَقِي الِاسْم الاول لهَذِهِ الْمدرسَة الى مَا بعد التَّارِيخ المسيحي بِنَحْوِ ثَلَاثمِائَة سنة وَيظْهر ان معارف الرومانيين كَانَت منقولة عَنْهَا بالتدريج
ثمَّ اضمحلت الْعُلُوم فِي الْمغرب من الْقرن السَّابِع بعد الْمَسِيح الى الْقرن الثَّانِي عشر فَأَخذهَا الاسلام فِي الْمشرق وازدهرت بَينهم الى أَن بلغُوا فِيهَا الرُّتْبَة الأولى إِلَّا انهم لم