الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمدرسَة الأغلبكية
حكى المحبي فِي تَارِيخه فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد الفرفوري الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَن الْمَذْكُور درس بِهَذِهِ الْمدرسَة قَالَ وَهِي مَشْرُوطَة لَهُم وَهِي بمحلة القيمرية هَذَا كَلَامه وَلم أقع من شَأْنهَا على اكثر من هَذَا وَظهر لي أَنَّهَا كَانَت بعد الْألف وأظن أَنَّهَا كَانَت للحنفية وَالله اعْلَم
الْمدرسَة ألامجدية
حكى النعيمي وَغَيره أَنَّهَا كَانَت بالشرف الْأَعْلَى وَسبب بنائها أَن الْملك الأمجد بهْرَام آلاتي تَعْرِيفه قَرِيبا كَانَ قد أوصى وَصِيَّة ثمَّ أَن مَمْلُوكا لَهُ قَتله فَقَامَ بعده الْملك المظفر نور الدّين عمر فعمر تِلْكَ الْمدرسَة من مَال الْوَصِيَّة وَجعلهَا على الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَكَانَت فِي مَوضِع لطيف جدا لَهَا شبابيك تطل على الميدان الْأَخْضَر الْمُسَمّى بالمرجة الفيحاء وَتظهر للْوَاقِف فِي الميدان كَأَنَّهَا قصر بديع لِأَنَّهَا تعلو عَنهُ علوا كثيرا والى جَانبهَا كَانَت الْمدرسَة الفرخشاهية وَكِلَاهُمَا قد أصبحتا بستانا وَسَيَأْتِي الْكَلَام على الفرخشاهية فِي موضعهَا وَقد درس بالأمجدية جمَاعَة مِنْهُم رفيع الدّين الجيلي وَنجم الدّين سني الدولة وَأمين الدّين بن عَسَاكِر والبرهان الخلخالي وَالْمجد المارداني وَاحْمَدْ بن عبد الله بن الْحُسَيْن الدِّمَشْقِي والشهاب الباعوني وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن قَاضِي عجلون وَالسَّيِّد عز الدّين بن حَمْزَة وَغَيرهم من الْعلمَاء فسبحان الْبَاقِي وَمن يَعش ير مَوضِع هَذِه الْمدَارِس الَّتِي كَانَت بالشرف الْأَعْلَى دورا للسُّكْنَى وَحَدَائِق غناء وَيذْهب بالقديم أدراج الرِّيَاح فَلَا يرى رسمه إِلَّا على صفحات القرطاس وَالله اعْلَم
تَرْجَمَة واقفها
اشتهرت هَذِه الْمدرسَة قَدِيما بالأمجدية نِسْبَة لمجد الدّين أبي المظفر بهْرَام شاه ابْن فرخشاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب وَتقدم أَن الَّذِي بَاشر بناءها وَلَده عمر من مَال وَصِيَّة
أَبِيه وَالْملك الأمجد كَانَ صَاحب بعلبك بعد أَبِيه وَأخذت مِنْهُ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة أَخذهَا مِنْهُ الْملك الْأَشْرَف مُوسَى وردهَا إِلَى أَخِيه الصَّالح إِسْمَاعِيل فَقدم الأمجد دمشق وَأقَام بهَا ثمَّ انه اتهمَ أحد مماليكه بِسَرِقَة حياصة لَهُ وحبسه فِي خزانته وبينما هُوَ ذَات لَيْلَة منشغل بالنرد إِذْ بالغلام قد ولع بَرزَة الْبَاب فقلعها وهجم على الأمجد فَقتله وهرب وَرمى بِنَفسِهِ من السَّطْح فَمَاتَ وَقيل لحقه المماليك عِنْد وُقُوعه فقطعوه بِالسُّيُوفِ وَدفن بتربته الَّتِي هِيَ بِجَانِب تربة أَبِيه فِي الشّرف الشمالي قَالَ مُحَمَّد بن شَاكر الكتبي فِي فَوَات الوفيات وَغَيره كَانَ ذَلِك سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَالْأول اصح وَقَالَ أَيْضا كَانَ الأمجد أديبا فَاضلا شَاعِرًا لَهُ ديوَان شعر مَوْجُود فِي أَيدي النَّاس ثمَّ أورد شَيْئا من كَلَامه وَمِنْه قَوْله
(قُولُوا لجيران العقيق والنقا
…
حتام تهدون إِلَيْنَا القلقا)
(يَا سَاكِني قلبِي عَسى مُبشر
…
يُخْبِرنِي مَتى يكون الْمُلْتَقى)
(مَا لبقائي بعد بعد عَنْكُم
…
معنى فان لَقِيتُم طَابَ البقا)
(أشقاني الدَّهْر فان أسعدني
…
بِجمع شملي بكم زَالَ الشقا)
(أهواكم واقلقي وقلما
…
يجمع مَا بَين الغرام والتقى)
(حبكم سفينة ركبتها
…
مَأْمُونَة فَكيف أخْشَى الغرقا)
(حاشا لمن اصبح يَرْجُو الْوَصْل أَن
…
يُمْسِي بِنَار هجركم محترقا)
وَقَوله
(دَعَوْت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي
…
غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا)
(فَقَالَ هُوَ المَاء القراح وانما
…
تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا)
وَأورد ابْن الساعاتي قِطْعَة من جيد شعره الْفَائِق ونظمه الرَّائِق فَمِنْهُ مَا قَالَه على البديهة فِي شَاب يقطع قضبان بَان
(من لي بأهيف قَالَ حِين عتبته
…
فِي قطع كل قضيب بَان رائق)
(يَحْكِي شمائله الرشاق إِذا انثنى
…
رَيَّان بَين جداول وَحَدَائِق)