الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويضع تين Taine عنتر فى صف أبطال الملاحم الكبرى مثل سيكفريد، ورولاند، والسيد، ورستم، وأوديسيوس، وأخيل (Philosophie de L'Art جـ 2، ص 297) وليس كل هذا التقدير بخال من الأساس، فإن سيرة عنتر تضع أمام أعيننا صورة نابضة بالحياة مشرقة لفترة شائقة جدًا، تتناولها بخيال عارم فى قوته، وبراعة فى السرد لا تفتر أبدًا فى أى موضع من مجلدات السيرة الاثنين والثلاثين، وأسلوب شعرى لا ينضب له معين.
المصادر:
زودنا شوفان بمجموعة مستفيضة من الإشارات إلى مخطوطات سيرة عنتر وطبعاتها وترجماتها والرسائل التى وضعت عنها (1) Bibliographie des Ouvrages arabes ou relatifs aux Arabes، etc: V- Chauvin، جـ 3؛ Barlaam Louqmane et les fabulistes Antar et les Romans de Chevalerie، لوتيخ - ليبسك 1898، ص 113 - 126.
(2)
Der arabische Held Antar in der Geographischen Globus)Nomen Clatur، 1892: I.Goldziher، جـ 64، رقم 4، ص 65 - 67).
(3)
المؤلف نفسه: Ein Orientalischer Rittrerroman، Peter Lloyd 18 مايو سنة 1918.
(4)
Der arabische Antarroman، Ungarische Rundschau: B.Heller، جـ 83 - 107.
(5)
المؤلف نفسه: Az arab Antarregeny، بودابست 1918.
(6)
المؤلف نفسه: Der arabische Antarroman، ein Beitrag Zur Verglichen den Litteraturgeschichte، هانوفر 1925.
خورشيد [هلر Bernhard Heller]
سيف الدولة
أبو الحسن على بن حمدان، صاحب حلب وأنبه الأمراء الحمدانيين شأنا، وقد اشتهر بنشاطه العسكرى ونضاله مع الروم ورعايته للعلماء.
ولد سيف الدولة سنة 303 هـ (915/ 916 م). أو قد تكون سنة 301 وهو حفيد ابن حمدان صاحب حصن ماردين الذى انتقض على الخليفة المعتضد سنة 281 هـ وقد ولى الخليفة المقتدر أباه أبا الهيجاء على الموصل
والجزيرة سنة 302؛ وقاتل أبو الهيجاء القرامطة سنة 315 وأنقذ بغداد بتدمير جسر الأنبار، وازداد سلطانه فى عهد القاهر، ولكنه هلك إبان الاضطرابات التى قامت فى بغداد والتى عزل فى أثنائها الخليفة. وكان أبو الحسن على يملك أول الأمر واسط والبلاد المحيطة بها، كما كان أخوه الأكبر يملك الموصل. وفى سنة 330 اشترك هذان الأميران، أيام المتقى، فى قتل ابن رائق الذى كان يلقب بأمير الأمراء؛ فمنح الخليفة أمير الموصل هذا اللقب، كما لقبه بناصر الدولة ولقب أخاه بسيف الدولة، ولم يحتفظ ناصر الدولة بلقب أمير الأمراء إلا ثلاثة عشر شهرًا فى بغداد، فقد جرده توزون التركى من لقبه هذا، وكان مركز الخلافة فى ذلك الوقت حرجًا أشد الحرج، وقد انقسمت الدولة شيعا كثيرة. وأراد الخليفة أن يهرب من وصاية توزون فطلب نجدة الأميرين الحمدانيين، ولجأ هو وحريمه وحاشيته كلها إلى الموصل، وشخص منها إلى الرقة سنة 333 هـ، ورجاه توزون أن يعود إلى قصبة ملكه وقطع على نفسه عهودا كثيرة بالولاء له، ورضى الخليفة بالعودة ضاربا بنصح سيف الدولة عرض الحائط، وما إن بلغ مشارف بغداد حتى قبض عليه توزون وخلعه عن عرشه وسمل عينيه سنة 333 هـ وقد كلفت إقامة الخليفة الأميرين الحمدانيين مبالغ طائلة.
وفى هذه السنة انتزع سيف الدولة حلب من عامل الإخشيد الذى كان يلى آنئذ أمر مصر، وقد أنفذ إليه الإخشيد جيشا تحت إمرة كافور، ولقى سيف الدولة هذا الجيش قرب حمص ثم حاصر دمشق ولكنه لم يستول عليها، وتوفى الإخشيد فى السنة التالية (334 هـ) بدمشق، فعاد كافور، ذلك الخصى الأسود، إلى مصر، وانتهز سيف الدولة هذه الفرصة فعاود الهجوم على دمشق، واستولى عليها، ثم سار إلى مصر واستولى على الرملة ولكنه لقى الجيش المصرى الذى هزمه فى الأردن، وعقد صلح بينه وبين الإخشيديين، واحتفظ الأمير الحمدانى بحلب كما احتفظ المصريون بدمشق.
وفى سنة 337 هـ دفع سيف الدولة الحرب إلى أرض الروم واستمر منذ ذلك التاريخ إلى أن وافاه أجله، أى قرابة عشرين عامًا، يقاتلهم فلا تنقضى
سنة دون أن يغزو أرضًا للروم أو يخوض معركة معهم؛ وقد مُنى بالهزيمة فى تلك السنة، واستولى الروم على مرعش وذبحوا أهل طرسوس؛ وفى سنة 339 توغل كثيرًا فى أرض الروم واستولى على عدة حصون كما غنم غنائم كثيرة، ولكن الروم سدوا الطرق فى وجهه فى أثناء عودته واستردوا ما غنمه منهم من غنائم وأسرى، على أن سيف الدولة أفلح هو وبعض صحبه فى الهرب (حملة المَصِّيصة) وفى سنة 342 برز لقتال بارزوس فوكاس Barzos Focas عامل الإمبراطور -وكان هذا الوالى قد جمع جيشًا كبيرًا من بينه روس وبلغار وخزر- وهزمه خارج مرعش، وأسر قسطنطين بن فوكاس وحمله إلى حلب ومات قسطنطين فى الأسر، وأقام له النصارى بأمر من سيف الدولة، جنازة رائعة. وهزم سيف الدولة فوكاس مرة أخرى سنة 343 قرب حصن الحدث الذى أعاد بناءه، ودمر الحصن مرة أخرى بعد ذلك بثلاث سنوات واستولى الروميان باسيل Basil ويانيس Yanis ابنا تسيميتسيس Tsimitses على سميساط سنة 347 وهزما سيف الدولة هزيمة منكرة قرب حلب، ووقع فى الأسر سبعمائة وألف فارس مسلم وحملوا إلى القسطنطينية.
ودبّر سيف الدولة فى السنة نفسها صلحا بين أخيه ناصر الدولة وبنى بويه الذين كانوا قد استولوا على الموصل؛ وكفل لهم سيف الدولة أداء جزية سنوية، واحتفظ لأسرته بالموصل كما احتفظ لها بالرحبة وديار ربيعة.
وفى سنة 351 قدم نقفور Nicephoros عامل الإمبراطور وقتئذ، صوب حلب فى جيش عدته 200.000 مقاتل؛ وجرت بينه وبين سيف الدولة موقعة قرب هذه المدينة أمام باب اليهود، مُنى فيها سيف الدولة بالهزيمة، واستولى نقفور على حلب فيما عدا الحصين الذى ثبت للغزاة، وكاان الديلم هم الذين يدافعون عنه، ووقع فى يد الروم 1200 أسير قتلوهم فى الحال ثم خربوا البلاد ونهبوا قصر سيف الدولة الذى كان يقوم خارج حلب ودمروه، وانسحبوا بعد ذلك بأسبوع.