المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مروان بن محمد بن الحكم - موجز دائرة المعارف الإسلامية - جـ ٣٠

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مرداس، بنو

- ‌المصادر:

- ‌مرصد

- ‌المصادر:

- ‌المرصفى، حسين

- ‌المصادر:

- ‌المرعشيون

- ‌1 - أسرة السادة المرعشيين فى "مازانداران

- ‌أ - المرحلة الأولى

- ‌ب- المرحلة الثانية

- ‌2 - بعض سلالة أسرة السادة المرعشيين فى "مازانداران

- ‌المصادر:

- ‌مرو الشاهيجان

- ‌مروان بن الحكم

- ‌مروان بن محمد بن الحكم

- ‌مريم عليها السلام

- ‌أ) نعم اللَّه على مريم عليها السلام ومنزلتها: البشارة

- ‌ب) منزلة مريم عليها السلام الدينية

- ‌قصة مريم وعيسى عليهما السلام

- ‌1) ميلاد مريم عليها السلام

- ‌2 - بشارة عيسى عليه السلام:

- ‌المصادر:

- ‌المزدلفة

- ‌المصادر

- ‌المساحة، علم

- ‌المصادر:

- ‌مساحة

- ‌المصادر:

- ‌مسقط

- ‌ المصادر

- ‌مسواك

- ‌المصادر:

- ‌مشربية

- ‌المصادر:

- ‌مصدق

- ‌المصادر:

- ‌مصر *

- ‌(أ) مصر -بكسر الميم- اسم شخص سميت باسمه مصر

- ‌المصادر:

- ‌(ب) - مصر - بفتح الميم- والجمع أمصار يعنى فى التاريخ الإسلامى الباكر تجمعات سكنية تنمو خارج معسكرات الجيوش العربية الفاتحة خارج شبه جزيرة العرب، وتلا ذلك إطلاقه على عواصم البلاد المفتوحة. وكلمة مصر -بفتح الميم- من أصل سامٍ قديم، وفى الأكادية، يدل اسم "مصرو" على "الحد الفاصل" وعلى البلد، وفى العبرية والآرامية تدل كلمة مصر ومصرانا على البيت أو الحقل كمكان معين محدد

- ‌مصر قبل الفتح العربى

- ‌فتح العرب لمصر:

- ‌النظم الإدارية والمالية والاجتماعية فى مصر منذ الفتح حتى عهد عبد الملك:

- ‌من العباسيين إلى الفاطميين 750 - 969 م:

- ‌الفترة الفاطمية 969/ هـ 1171 م:

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى "الأول

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى "الثانى

- ‌مصطفى "الثالث

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى الرابع

- ‌مصطفى بشتلى

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى باشا بيرقدار

- ‌مصطفى جلبى

- ‌مصطفى خازندار

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى خيرى أفندى

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى عبد الرازق

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى باشا قره

- ‌مصطفى كامل

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى باشا لالا

- ‌‌‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌مصطفى باشا النشار

- ‌مصعب بن الزبير

- ‌المصادر:

- ‌المصلحة

- ‌المصادر:

- ‌المطيع للَّه الفضل

- ‌مظالم

- ‌العصر العباسى:

- ‌الأساس النظرى:

- ‌العصور الوسطى:

- ‌ المصادر

- ‌معافر

- ‌ المعافرى

- ‌المصادر:

- ‌المصادر:

- ‌معاوية بن أبى سفيان

- ‌المصادر:

- ‌معبد بن وهب

- ‌المصادر:

- ‌المعتزلة

- ‌التطور التاريخى:

- ‌الأفكار المذهبية:

- ‌المصادر:

- ‌المعتضد باللَّه العباسى

- ‌المعتمد بن عباد

- ‌حياته:

- ‌المعجزة

- ‌معد

- ‌المصادر:

- ‌المعراج

- ‌1 - فى التفسير الإسلامى والتقاليد الشعبية والصوفية للعالم العربى

- ‌2 - فى الأدبيات العربية:

- ‌3 - أدبيات المعراج فى شرق وغرب أفريقيا:

- ‌المصادر:

- ‌4 - المعراج فى الأدب الإندونيسى:

- ‌المصادر:

- ‌5 - المعراج فى الفن الإسلامى:

- ‌المصادر:

- ‌معروف الرصافى

- ‌المصادر:

- ‌معرة النعمان

- ‌المعرة تاريخيا:

- ‌المصادر:

- ‌المعرى

- ‌المعز بن باديس

- ‌المصادر:

- ‌المعلقات

- ‌المعلوف

- ‌المصادر:

- ‌معن بن أوس

- ‌معن بن زائدة

- ‌المصادر:

- ‌المعنيون

- ‌المصادر: وردت فى المتن

- ‌معين المسكين

- ‌المغرب *

- ‌1 - جغرافية المغرب

- ‌2 - تاريخ المغرب

- ‌المغرب قبل الإسلام:

- ‌قدوم الإسلام:

- ‌المرابطون والموحدون:

- ‌المرينيون:

- ‌العدوان المسيحى وإحياء الشعور المدينى لدى المسلمين:

- ‌دولة الأشراف السعديين:

- ‌الأشراف الحسنيون:

- ‌المغرب والقوى المسيحية:

- ‌الأزمة المغربية وفرض الحماية الفرنسية:

- ‌3 - السكان

- ‌1 - البربر:

- ‌2 - العرب:

- ‌3 - اليهود:

- ‌4 - عناصر مختلفة:

- ‌4 - الحياة الاجتماعية والاقتصادية

- ‌أ- فى الريف:

- ‌ب- المدن:

- ‌ج- الحياة الاقتصادية:

- ‌5 - التنظيم السياسى

- ‌القضاء:

- ‌ملكية الأرض:

- ‌6 - الحياة الدينية

- ‌أ- البربر قبل الإسلام:

- ‌ب - الدخول فى الإسلام:

- ‌جـ- تطور الإسلام فى المغرب:

- ‌د - الإسلام فى المغرب الحديث:

- ‌7 - مسح لغوى

- ‌8 - الحياة الثقافية

- ‌مراكز التعليم:

- ‌مؤرخو المغرب الأقدمين:

- ‌الجغرافيا:

- ‌أدب التراجم:

- ‌المصادر:

- ‌المغناطيس

- ‌المغيرة بن شعبة

- ‌المغيرية

- ‌المفضليات

- ‌1 - جمع ورواية:

- ‌2 - نصوص منقحة وشروح:

- ‌3 - تحليل المضمون

- ‌المصادر:

- ‌المقالة

- ‌المصادر:

- ‌مقام

- ‌تشكيل وتطور السلم النظرى للأصوات:

- ‌قيم المسافات وتكوين الأجناس

- ‌تكون المقامات الديوانية الموسيقية من الأجناس:

- ‌التسمية والمقارنات

الفصل: ‌مروان بن محمد بن الحكم

باللقب الساخر "خيط باطل"، راجع الثعالبى اللطائف 35 - 36، ونظرا لفظاظته وافتقاره للكياسة الاجتماعية، وصُف بأنه "فاحش".

وفيما بعد وصمته المصادر المعادية للامويين "بالطريد ابن الطريد"، حيث ربطت بينه وبين أبيه "الحكم" والذى قيل أن النبى [صلى الله عليه وسلم] قد نفاه إلى الطائف، كما لُقب هو بأبى الجبابرة لأن ابنه وخمسة من أحفاده خلفوه فى سدة الخلافة واحدا إثر واحد. لكن الواضح أنه كان قائدا عسكريا ورجل دولة من الطراز الأول. يتمتع بمهارة فائقة وحسم للأمور ويتصف بسعة الصدر والحلم. وعُرف عنه أنه داهية، وهى الصفة التى ميزت الصفوة البارزة فى العشيرة الأموية، وأن وصوله إلى الخلافة اعتمادا على كفاءته الشخصية دون سند خارجى -حيث لم يكن له قاعدة نفوذ فى الشام، لأنه قضى معظم حياته فى الحجاز-، قد مكن خلفه عبد الملك من أن يثبت أركان الخلافة الأموية. حتى أنها دامت لما يزيد عن 60 عاما من بعده.

وللمزيد راجع عنه تاريخ خليفة بن خياط، وتاريخ اليعقوبى، وولاة مصر للكندى، ومروج الذهب للمسعودى، والتنبيه والاشراف للمسعودى، وابن سيد والبلاذرى فى أنساب الأشراف، والمعارف لابن قتيبة، وأسد الغابة لابن الأثير، وابن عبد ربه والأصفهانى.

مصطفى محمود محمد [ث. أ. بوسورث Bosworth]

‌مروان بن محمد بن الحكم

هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، آخر الخلفاء الأمويين فى بلاد الشام وقد امتد حكمه من سنة (127 هـ/ 744 م إلى سنة 132 هـ/ 749 - 750 م). وهو حفيد الخليفة مروان الأول من جانب الأب. إلا أن الأقوال تضاربت فيما يتعلق بمولده وبأمه وإن كان الإجماع منعقد على أنها امرأة غير عربية، ويقال أحيانا أنها كردية، وكانت مملوكة لمحمد والد مروان إذ صارت ملك يمينه بعد هزيمة عبد الملك لمصعب ابن الزبير وقائده إبراهيم بن الاشتر فى سنة 72 هـ/

ص: 9295

691 م. وتذكر بعض المصادر أن المرأة كانت حاملا بالفعل حينما ملكها وأنها ولدت مروان "فى فراش محمد". ولم تشر سلاسل الأنساب إلى أم مروان، وهى الحقيقة التى ربما تؤكد أنها على الأقل لم تكن معروفة بانتسابها إلى إحدى عائلات العرب المهمة. وإذا كانت أمه حاملا حقيقة عند انتزاعها من الزبيريين، فمن المرجح أنه ولد سنة 73 هـ/ 692 م. ويذكر الطبرى أن ميلاده جاء فى سنة 76 هـ (695 - 696 م)، وقيل إن عمره كان يتراوح بين 58، 69 سنة حين وافته منيته عام 132 هـ (= 570 م) وتقول الأخبار إنه لقب بلقبين هما "الجعدى" و"حمار الجزيرة"(أو يختصر فيقال الحِمَار). ويقال إن الاسم الأول مشتق من اسم "جعد بن درهم" مؤدب مروان، وتختلف الآراء فى تفسير اللقب الثانى إذ أكثر ما يقال فيه فى المؤلفات المتأخرة إنه يشير إلى ما طبع عليه من عناد وشجاعة فى القتال، ومن قائل إنه يشير إلى ولع مروان بورد الحمار.

وهناك رواية ذكرها الطبرى عن حبشى أراد النَّيل من مروان بن محمد فمثَّل ما يقبح ذكره بالرسم على جدران حمص.

وتتركز المعلومات عن سيرة مروان قبل توليه الخلافة، على أنشطته فى أقاليم أذربيجان وأرمينيا والقوقاز. إذ يبدو أنه إثر هزيمة الجراح بن عبد اللَّه الحكمى على يدر الخرز فى سنة 112 هـ/ 730 م، رافق ابن عمه مسلمة ابن عبد الملك. (الذى عينه الخليفة هشام على الإقليم) فى مهمة لاستعادة مكانة المسلمين فى أرمينيا وجنوب القوقاز. ونظرا لتميزه فى القتال، أصبح حاكما على أذربيجان وأرمينينا من قبل هشام ولا يتضح لنا، إذا كان قد خلف "مسلمة" فى الحال كحاكم فى سنة 114 هـ/ 732 م وهو ما يقرره الطبرى، أم أنه تولى مكانه بعد سعيد بن عمرو الحَرَسى، فإذا كان الأمر الأخير هو الصحيح فإن بدايات حكم مروان لهذه المنطقة ترجع إلى سنة 116 هـ/ 734 م) أو السنة التى تليهما، وأثناء حكمه فى أرمينيا ناصر البجرانيين ضد أعدائهم الماميكونيين.

ص: 9296

ولقد تعاون الأرمن مع المسلمين فى مواجهة ما يلقاه الأخرون من الخرز فى الشمال، حين ساهم الأرمن مع عسكر مروان فى هجومهم على القوقاز وكان لهم دور بارز فى تلك الحملة: سنة 119 هـ (737 م) وكما هو جدير بالملاحظة فى سنة 119 هـ/ 737 م. أن القوات الأرمينية ساهمت فيما بعد فى مساعدة مروان من أجل فرض سلطته فى بلاد الشام فى أعقاب موت "يزيد بن الوليد".

وهناك فقرتان أوردهما الطبرى فى تاريخه (جـ 2/ 1941، 1944) تشير أن إلى تبنى مروان للتشكيل العسكرى المعروف "بالكردوس" وتخليه عما هو مصطلح عليه باسم "الصف" والكردوس هى مفرزة محكمة من الجنود صغيرة العدد نسبيا وتكون عادة من الفرسان بينما الصفوف هى الخطوط الطويلة التقليدية التى كان العرب ينظمون بها أنفسهم فى المعركة. وهناك من يرى أن مروان هو أول من أدخل تشكيل الكراديس فى جيوش المسلمين، وأن خبرته القتالية على الحدود الشمالية -حيث كان النفوذ البيزنطى قويًا- هى التى دعته إلى انتهاج هذا الاسلوب. وعموما فهذه القضية موضع خلاف، ذلك أن تقارير "الطبرى" لا ترجع إلى الفترة التى كان مروان يحارب فيها على الحدود الشمالية، بل تعود إلى القتال الأخير ضد "الخوارج" فى أرض الحرب بين النهرين بعد أن تولى الخلافة.

ويبدو أن مروان كان قد عقد النية على التوجه جنوبا إلى الشام، والتدخل فى الأحداث الجارية هناك، حينما قتل الوليد الثانى إثر الانقلاب الذى أطاح به، وتولى يزيد الثالث الخلافة فى جمادى الآخرة سنة 126 هـ/ 744 م، إلا أن انسحاب الكلبيين من جيشه بقيادة ثابت بن نعيم ثبط من عزمه، ولقد اعتبر مروان بن محمد نفسه الحاكم المطلق فى أرض الجزيرة بالعراق إبان خلافة يزيد الثالث القصيرة واتخذ مقره فى حران، فلما مات يزيد الثالث (فى ذى الحجة 126 هـ = سبتمبر 744 م) رفض التسليم بسلطة خلفه المعين إبراهيم شقيق يزيد

ص: 9297

الثالث، وعبر الفرات بجيشه، ويبدو أنه حتى هذه المرحلة. لم يكن دافعه الاستحواذ على الخلافة، لكن باعتبار أنه النصير المدافع عن حق ولدى الوليد الثانى، اللذين كانا مسجونين فى دمشق.

وبتأييد من قوات القَيْسِييِّن فى قنسرين فرض سيطرته على حمص وشمال سوريا، ثم هزم طائفة من الكلابيين بقيادة سليمان بن هشام فى "عين الجر" على الطريق الواصل من دمشق إلى بعلبك. وفى أعقاب هذه المعركة، قتل ولدا الوليد الثانى فى دمشق، وفرّ إبراهيم وسليمان أبنا هشام إلى مركز "الكلبية" فى تدمر وتمكن مروان من دخول دمشق. وهناك، يقال أنه بمبادرة من أبى محمد -الذى هو من الفرع السفيانى الأموى، والذى زعم أن ولدى الوليد الثانى قد عينا مروان خليفة لهما- نودى بخلافته وأخذ البيعة فى صفر سنة 127 هـ/ ديسمبر 744 م، وبالتالى فقد قبل إبراهيم وسليمان بن هشام بسلطته ومنحهما الأمان إلا أن مروان لم يؤثر البقاء فى سوريا، بل عاد إلى "حَرّان" فى العراق، حيث يشعر بالأمان أكثر. وتلك هى المرة الأولى التى يحاول فيها أحد الخلفاء الأمويين أن يحكم من خارج بلاد الشام.

إلا أنه تعين عليه العودة سريعا لمواجهة حركة تمرّد فى الشام، وهى حركة بدات بين كلبيِّى فلسطين بقيادة ثابت بن نعيم، وسرعان ما امتد شرارها إلى الشمال حين خرجت حمص لاعتراض مروان. وفى شوال 127 هـ/ يوليو 745 م إستطاع مروان بنفسه أن يخضع حمص، ثم أرسل قوة إلى الجنوب لنجدة دمشق من الهجوم الواقع عليها فهزمت النجدة يزيد بن خالد القصرى وقتلته، ومضى جيش مروان لياسر ثابت بن النعيم، الذى كان يهاجم طبرية، واضطرمت النيران فى معسكر الكلبيين فى المزّة القريبة من دمشق، وأخيرا وافق الأبرش الكلبى فى تدمر على التسليم إلى مروان. وبدا أن حكمه فى سوريا قد أصبح مستقرا مرة أخرى، فجمع عند ذلك الأسرة الأموية وأخذ منهم البيعة لولديه الاثنين. بيد أن

ص: 9298

المعارضة لمروان فى سوريا لم تكن قد انتهت بعد، فحينما دفع بقوة شامية لكى تلحق بالجيش العراقى تحت قيادة "يزيد بن هبيرة"، فى محاولة لبسط السيادة المروانية فى العراق، تركت مواقعها عند مرورها على "الرصافة" حيث كان يعيش سليمان بن هشام، وانضم الشوام إلى سليمان فى الوقوف ضد مروان. واستولى سليمان على قنسرين وحظى بتأييد من باقى الشام.

وسحب مروان معظم قواته العراقية من جيش "ابن هبيرة" وهاجم سليمان وهزمه بالقرب من قنسرين مما أدى إلى هروب القائد الأموى المقهور مع حلول جيشه إلى حمص ومنها إلى الكوفة وذلك بعد أن ترك قواته هناك تحت قيادة أخيه، وقام مروان بمحاصرة حمص للمرة الثانية وحينما استسلمت المدينة فى النهاية بعد عدة شهور، قام بدك أسوارها مع العديد من أسوار المدن السورية الرئيسية. وتمكن مروان مع صيف سنة 128 هـ/ 746 م من إحكام قبضته وبسط سيطرته نهائيا على سوريا. واستغرق منه مد نفوذه على العراق وكل أراضى الجزيرة وقتا أطول.

وقد حاول فى البداية أن يضعف حاكم العراق المعين من قبل يزيد الثالث وهو "عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز" وأن يحل مكانه النّضر بن سعيد الحرشى القيسى -إلا أن كلا الحاكمين المتناحرين- وقد دحر فى سنة 127 هـ/ 745 م بسبب "حركة الخوارج" والتى بدأت فى العراق بين قبيلة "شيبان" والمرتبطة بقيادة الضحاك بن قيس الشيبانى، الذى وطد دعائمه فى الكوفة، لكنه عاد فى ربيع سنة 128 هـ/ 746 م إلى الشمال واستولى على الموصل ساعيا إلى استغلال المصاعب التى تواجه مروان فى الشام. إلا أن عبد اللَّه "ابن مروان" استطاع أن يعطل حركة الخوارج ويكبح جماحهم، حتى يفرغ مروان من إخضاع حمص وتحويل قواته إلى الشرق لمجابهة ما يهدّده من هذه الناحية، وتمكن مروان -فى آخر الصيف- من هزيمة الضحاك وقتله وأرغم الخوارج على ترك الموصل.

ص: 9299

ثم طردهم طردا نهائيا فى العام التالى من أرض الجزيرة فى السنة التالية وانتهى خطرهم، حينما استطاع مروان جلب عسكر من العراق واجه بهم قائد الخوارج الجديد أبا دُلف. إن قدرة مروان على احضار الرجال من العراق، كان نتيجة لانتصارات قائده "يزيد بن هبيرة" فى أواخر سنة 129 هـ/ ربيع 747 م، فقد هزم ابن هبيرة وإلى الكوفة الخارجى عبد اللَّه بن معاوية العلوى.

وحان للهيمنة التى فرضها مروان فى نهاية سنة 129 هـ/ صيف 747 م، أن تنتهى بعد سنتين بسبب الهاشمية التى كانت قد ظهرت وعلا شأنها فى خراسان منذ رمضان 129 هـ/ يونية 747 م.

فلما كان شهر ربيع الثانى 132 هـ/ (نوفمبر 749 م)، قوضت عساكر الهاشمية حكم الأمويين فى فارس والعراق. وأعلنت الخلافة العباسية فى الكوفة. وفى جمادى الثانية 132 هـ (يناير 750 م)، قاد مروان قواته بنفسه فى محاولة أخيرة لهزيمة المنشقين فى معركة "الزاب الكبرى". التى كانت هزيمة قواته بها إيذانا بنهاية الدولة الأموية. وهرب مروان ذاته مع عصبة صغيرة من مؤيديه، وفروا عبر الشام إلى مصر وتعقبتهم القوات العباسية وراحت تطاردهم حتى أمسكته أخيرًا فى ذى القعدة 132 هـ/ يونية 750 م عند "بوصير" فى منطقة الأشمونيين فى صعيد مصر، حيث سقط الخليفة الأموى الأخير بعد صراع قصير.

وتوضح سيرة مروان بعضا من أوجه الضعف التى أثرت على الخلافة الأموية فى أواخر أيامها فلقد كانت قوة مروان نتيجة لصلاته الوثيقة بجيش شمالى أرض الجزيرة القيسى الذى كان معاديا لنظام يزيد الثالث الذى يعتمد على الكلبيين ولقد أدى هذا الاتصال الدقيق من جانب الخليفة إلى تقليص الكيان الدينى والأخلاقى الذى قامت على أساسه الخلافة الأموية، وزيادة على ذلك فإن محاولته نقل مركز الخلافة إلى العراق قد زاد من اتساع هوّه الشقاقات الحزبية بين

ص: 9300