الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مساحة
مساحة، قياس الأسطح المستوية، وفى اللغة الحديثة تعنى أيضا مسح الأراضى وتقنية مسح الاراضى وفى هذا المقام سنتناول قياس الأطوال والمساحات بالنسبة لوحدات الحجوم والأوزان، انظر مكاييل، موازين. وبالنسبة لتقنية مسح الأراضى، انظر مساحة، علم المساحة.
فى البلدان الإسلامية الوسطى كانت وحدات الأطوال والمساحات قبل العصر الحديث متعددة بطريقة مربكة وغالبا ما كانت الوحدة نفسها تستخدم بقيم مختلفة بين مكان وآخر أما الموازين والمكاييل فنظرا لدخولها فى المعاملات التجارية اليومية كانت مقاييسها أكثر دقة وتخضع للرقابة سواء من الحكومة أو المحتسب. أما الأطوال والمساحات فكانت تهم بدرجة أكبر موظفى المساحة الذين يحصرون الأراضى والمحاصيل لتقدير الضرائب والخراج.
(أ) وكانت الوحدات الأولية لقياس الأطوال تعتمد، كما فى الكثير من الحضارات الأخرى، على مقاييس جسم الإنسان فهناك الإصبع، وهو عرض العقلة الوسطى فى الاصبع الأوسط ويساوى جزءًا من 24 من الذراع، والقبضة، والشبر، الباع أو القامة، وهو طول الذراعين ممتدين، وقد اعتبرا مساويين لأربعة أذرع. وهناك أيضا القصبة، بقيمة تتراوح بين خمسة أذرع وثمانية، ولكنها فى المتوسط تساوى أربعة أمتار. وفى بلدان فارس، كان الـ جاز معادلا للذراع فى البلدان العربية. وفى القرن السابع عشر وضع الـ جاز الشاهانى ليساوى 95 سم تقريبًا، وفى عام 1926 وبعد تولى الشاه رضا بهلوى الحكم، قربه إلى المتر، ثم ما لبثت إيران أن أخذت بالنظام المترى، وإن ظلت الوحدات القديمة مستخدمة بين العامة.
(ب) وكانت الوحدة الأساسية للمساحة فى العصور الإسلامية القديمة هى الـ جارب، ولما كان يعد أيضا وحدة للمكاييل، للحبوب وما شابه تساوى أربعة قفيز، أخذ الجارب مقياسا لمساحة تكفى لبذر جارب من القمح. وقد اختلفت قيمة الجارب،
ورسميا كانت تساوى مائة قصبة، أو 1600 مترا تقريبًا. وفى فارس كانت هذه القيمة تسمى الجارب الصغير، أما الجارب الكبير فكان يساوى 5837 مترا مربعا. وفى القرن الحادى عشر الهجرى/ السابع عشر الميلادى قلت قيمة الجارب إلى 958 مترا مربعا فى إيران ومنذ 1926 أصبح مساويا للهكتار، ولكنه ظل فى المعاملات المحلية يتراوح بين 400 و 1450 مترا مربعا، بحسب الممارسات الزراعية، فالجارب للأراضى المروية يقل عنه للأراضى الجافة.
أما الوحدة الأساسية فى مصر فهى الفدان، قدره القلقشندى فى القرن التاسع الهجرى/ الخامس عشر الميلادى بـ 400 قصبة، أى 6368 مترا مربعا. ومنذ 1830 أصبحت قيمته 4200.833 مترا مربعا، بعد أن انخفضت نسبة الفدان إلى الأكر acre الانجليزى.
وفى تركيا فى عهد العثمانيين، والعراق وسوريا وفلسطين، كانت الوحدة الأساسية هى الدونم، وكانت فى الأصل هى المساحة التى تحرث فى يوم واحد. وكانت تساوى فى تركيا 939 مترا مربعا (أى زهاء 100 ياردة مربعة) ولكن القيمة الحديثة له منذ القرن التاسع عشر صارت تساوى هكتارا، ثم أدخلت الوحدات المترية فى تركيا رسميا منذ 1934. والدونم فى سوريا وفلسطين يساوى حاليا 1000 مترا مربعا، أى 247، أكرا. أما فى العراق فهو 2500 مترا مربعا، رغم إدخال المقاييس المترية منذ 1931. وفى كافة الأحوال، ظلت المقاييس التقليدية مستخدمة فى هذه البلدان على المستوى الشعبى بجانب المقاييس المترية.
على يوسف [بوسورث C. E. Bosworth]
2 -
فى بلاد الهند الإسلامية:
(أ) وحدات الأطوال: ترد الأيام فى أقاصيص الرحالة كمقياس للمسافة، فيقال أن مدينة كذا تقع على بعد كذا يوم من مدينة كذا، وهو مقياس لا تغفل قيمته العملية للمسافرين، وهو لا يزال مطبقا للآن فى السفر خلال الجبال. وهناك رحالة آخرون، كالبيرونى، يقدرون المسافة بالـ فرسخ، ولكن تقديرات البيرونى فى هذا الصدد لا يعتد