الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى الوقفيات، وبالرغم من أن الخشب الخرط مقترن بالعمارة السكنية إلا أنه يوجد مسجد عثمانى فى القاهرة يحتوى على نافذة كبيرة من الخرط (مشربية) ألا وهو مسجد يوسف أغا (1035 هـ/ 1625 م) الذى أنشئ على شاطئ خليج القاهرة. ويبدو أن الحجاب الخرط قد عُمل ليستمتع المصلون إلى مشاهدة الماء والخضرة.
والآن وبعد أن استقرت العمارة الأوروبية الحديثة فى القاهرة منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر تحت تمهيد محمد على باشا، قد اختفت نوافذ الخرط (المشربية) من واجهات القاهرة. وفى النصف الثانى من ذلك القرن أدخل المعماريون الأوربيون نوعًا من أسلوب العمارة والديكور الشرقى الذى أحيا بعض الحرف التقليدية، وأصبح الخشب الخرط الآن ذا وظيفة زخرفية بحتة لأناقة العصر مثل استعماله لتزيين الموبيليا (الأثاث) الأوروبى ولعمل قطع صغيرة منه. وأصبح فن خشب الخرط الآن حرفة سياحية تمارس فى البازارات وأصبح مصطلح "مشربية" مرادفًا للحرف التقليدية اليدوية المحلية.
المصادر:
(1)
المقريزى: خطط، طبعة بولاق سنة 1270، جـ 2، ص 68، 71.
Lane: Manners and customs of the modern Egypt
(2)
وثائق الأوقاف (العصر المملوكى والعثمانى) بالقاهرة - وزارة الأوقاف. (الدفترخانة)، ودار الوثائق القومية:(حجج الملوك والأمراء).
د. محمد أبو العمايم [دوريس بهرنس أبو سيف Doris Behrens-Abouseif]
مصدق
مصدق، محمد، سياسى ووطنى إيرانى رئيس الوزراء فى الفترة من 1951 إلى 1953 م. ولد فى طهران عام 1882 (غير مؤكد) وتوفى فى 1967. من أسرة من أصحاب الأراضى الأثرياء، وشغل والده مناصب مالية هامة، ووالدته حفيدة الشاه فتح على.
وبعد وفاة والده حصل على لقب "مصدق السلطنة" وهو بعد صبى، وهو الاسم الذى عرف به بعد ذلك.
كان أول دخوله الحياة السياسية عندما انتخب عضوا فى المجلس النيابى عام 1906 م، ثم استبعد لعدم بلوغه الثلاثين. وفى 1909 م رحل لباريس للدراسة، ثم عاد بعد فترة قصيرة لضعف صحته. وفى عام 1914 م حصل على الدكتوراه فى القانون الإسلامى، وعمل بالتدريس فى مدرسة العلوم السياسية بطهران. ونشر عدة مقالات قانونية واقتصادية ضد الامتيازات الأجنبية. وفى 1916 م انتقل إلى سويسرا لسوء حالته الصحية من جهة، والحال المضطربة فى بلاده من جهة أخرى.
وكان مصدق كالكثير من أبناء وطنه معارضا للاتفاقية المعقودة بين إيران وبريطانيا فى 1919 م. وفى 1920 م قبل وظيفة وزير العدل، ولكنه بعد عودته شغل بدلا منها منصب حاكم Fars حتى 1921 م، ثم سجن فى مارس من نفس العام بناء على أمر رئيس الوزراء السيد ضياء الدين.
وبسقوط رئيس الوزراء عين مصدق وزيرا للمالية، فحاكما لأذربيجان، فوزيرا للخارجية ثم استقال لخلافه مع رضا خان. وفى 1924 م دخل البرلمان نائبا عن طهران. وفى 1930 م أبعد إلى أحمد أباد لقسوة هجومه على النظام الحاكم. وبعد عدة سنوات سمح له بالسفر لبرلين للعلاج، ثم أعيد نفيه إلى برجاند هذه المرة، ثم سمح له بالعودة لأحمد أباد. وبعزل رضا شاه على إثر الغزو البريطانى الروسى لإيران فى 1941 م تولى ابنه محمد الحكم، وأصدر عفوا عاما عن المسجونين السياسيين استفاد منه مصدق.
وبسبب معارضته القوية لأسرة بهلوى الحاكمة اكتساح انتخابات المجلس النيابى الرابع عشر عام 1943 م. ونتيجة لما لحق البلاد من تدهور اقتصادى من جراء الاحتلال الأجنبى تزايد شعور العداء ضد القوى الأجنبية، ومن ثم كان الاعتراض القوى
بزعامة مصدق ضد منح الشركات الأجنبية حقوق امتياز البترول. وأعيد انتخاب مصدق للمجلس النيابى الخامس عشر عام 1947، وساهم فى رفض عقد اتفاقية مع الحكومة الروسية بشأن استغلال حقول البترول، فكانت بريطانيا هى البديل فى ذلك. ونادى مصدق أثناء فترة الاحتلال بمبدأ "الحياد السلبى" الذى يعنى اتباع سياسة غير خاضعة للضغوط الأجنبية، ومنع عقود الامتياز الأجنبية. وكانت النظرة العامة تجاه شركة النفط الإيرانية الانجليزية (A. L. O. C) أنها واجهة للتدخل الأجنبى.
وفى 1949 م وصلت الحكومة الإيرانية إلى اتفاق جديد مع الشركة، رفضته لجنة البترول الذى يرأسها مصدق. وفى هذا الوقت بدأ مصدق يؤسس "الجبهة الوطنية" وهى رابطة غير متينة من عدد من الاتجاهات السياسية، أعلنت بدورها رفضها للاتفاق الجديد كما رفضه أيضا حزب توده الشيوعى. ولكن الدعم الأكبر لتأميم البترول جاء من الزعيم الروحى آية اللَّه كاشانى، مما ألهب الشعور الوطنى. وفى 1951 م اغتيل رئيس الوزراء الجنرال على رزمارى بواسطة أعوان كاشانى، وفى الشهور التالية صدق المجلس على قانون بتأميم البترول، وفى 29 إبريل عين الشاه مصدق رئيسا للوزراء.
وخابت آمال مصدق الذى لم يكن على دراية بشئون البترول أو بوضع الشركة فى استسلامها بسهولة. ودب النزاع حول حقوق الشركة، ووصل إنتاج البترول إلى التوقف الفعلى. ورفض مصدق إحالة الأمر للتحكيم. وباءت محاولات التدخل من الولايات المتحدة ومن البنك الدولى بالفشل. وفى 1952 م قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا.
كما خابت آمال مصدق فى أن تضغط أمريكا على بريطانيا لصالح إيران، بل إن رئيس الولايات المتحدة أيزنهاور أصدر قرارا فى 1953 م بمنع أية مساعدات عن إيران ما لم تقبل إحالة النزاع لطرف محايد.