الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2)
ابن قتيبية: عيون الأخبار، القاهرة، 1925 - 1930 م.
(3)
النوبختى: فرقة الشيعة، تحقيق رتر Ritter استانبول، 1931 م.
(4)
سعد عبد اللَّه القمى: المقامات والفرق، طهران ، 1963 م.
مصطفى محمود [د. مدلونج W. Madelung]
المفضليات
عنوان مجموعة من الأشعار العربية الباكرة، الجاهلية أساسا، جمعها الفقيه اللغوى الكوفى. المفضل بن محمد بن يعلى الضبى (ت سنة 164 هـ/ 680 م أو سنة 170 هـ/ 676 م) وعنوانها الأصلى هو "كتاب الاختيارات"(أو المختارات)، ولكن ابن النديم يشير إليها فى كتاب "الفهرست" باسم "المفضليَّات". وتحظى المفضليَّات بتقدير كبير من كتاب العصر الوسيط، للثقة التى تمتع بها الضبى فى الرواية، ومعرفته بالشعر وموسوعيته اللغوية. وتعزى أهميتها فى المقام الأول إلى أنها تعد مصدرا للشعر العربى القديم، إذ يرجع تاريخ بعض نصوصها إلى بداية القرن السادس.
1 - جمع ورواية:
يبين ابن النديم (المرجع المشار إليه) أن المفضليَّات عددها 128 قصيدة، وقد تزيد وتنقص وتتقدم القصائد وتتأخر بحسب الرواية عنه. وأن المفضل قد جمعها للخليفة المهدى الذى استخدمه وقربه. وهناك خبر أقدم وأكثر تفصيلا للانطباع نفسه للقالى البغدادى (ت سنة 356 هـ/ 967 م) عن حجية أبى عكرمة الضبى (ت سنة 250 هـ/ 864 م)، الذى درس المفضليات مع ابن الأعرابى (ت سنة 231 هـ/ 846 م)، ابن زوجة المفضل وراويته.
وقد ذكرت "المفضل" كثيرًا من مصادر التراجم والسير، ولكن قلة منها هى التى أشارت إلى المفضليات وأصلها. وهذه القلة منقسمة بالنسبة للروايتين. ويتبع ياقوت (ت سنة 626 هـ/ 1229 م) رواية الفهرست
(معجم الأدباء، جـ 3، ص 173). وهكذا يفعل ابن القفطى (ت سنة 646 هـ/ 1248 م)، الذى يذكر الرواية الثانية مع بعض التعديلات فى موقع مختلف (إنباء الرواة بإنباء النحاة، جـ 3، ص 202، 304) وتطابق قصة إبراهيم ابن عبد اللَّه، نص ابن القفطى حرفيا على وجه التقريب، كما يذكرها الصفدى (ت سنة 764 هـ/ 1363 م) (وانظر Flugel: Die grammatischen schulen der Araber، ليبسك سنة 1862، ص 143 - 4).
وعلى ما يبدو، ليس ثمة من سبيل لنثبت على وجه التحقيق أى الخبرين هو الصحيح. ولكن، ربما قد توقع المرء أن ابن النديم الذى كان شيعيا مثل أبى الفرج الأصفهانى، لكى يعرف الرواية الثانية ويذكرها فى كتابه، فلابد أنها بدت مقنعة، وثمة نقطة أخرى فى صالح قصة القالى، هى الإشارة إلى المقلين. إنها معيار محتمل للاختيار، إذا كان الضبى هو المصنف، ولكنها تناسب إبراهيم بن عبد اللَّه بصعوبة، وهو الذى اختار الأشعار لمتعته الخاصة، كما تقول القصة. فما هو سبب تفضيله لصغار الشعراء؟ يقترح أحمد شاكر، وعبد السلام هارون، مزج الروايتين معا، فى مقدمتهما لطبعة القاهرة (ص 13، وانظر قائمة المصادر). وفى رأيهما، أن المفضل قد نفذ طلب الخليفة. مقدما مجموعة إبراهيم بن عبد اللَّه مع بعض الإضافات من عنده هى، وبعدئذ اضاف إليها الأصمعى وتلاميذه.
وتتفق أغلبية المصادر على النقطة الخاصة بأنه كانت هناك مجموعة مختارات أولى تشمل 70 أو 80 قصيدة، ثم استكمل عددها فيما بعد. ويبقى سؤال، هو من الذى عمل الإضافات، هل هو المفضل نفسه؟ أم هو الأصمعى؟ وقد ناقش هذه النقطة C.J. Lyall فى مقدمة طبعته (جـ 2، ص 15 - 16، انظر قائمة المصادر)، وهو يؤيد المفضل، ولكن السؤال ليس له جواب محدد يمكن التسليم به. ومن ناحية أخرى، يقبل محققا طبعة القاهرة [ص 14 - 19]، إسهام الأصمعى،