الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما أولئك الذين يسكنون الأراضى المرتفعة فيقومون بزراعة الحبوب، وبخاصة البقوليات. كذلك فهم يستغلون غاباتهم بطريقة بدائية للغاية. ويكرس أهالى السهول أنفسهم أساسًا لزراعة الحبوب وتربية الأغنام والماشية والخيل والجمال والحمير. وفى واحات الجنوب يزرع أهلوها أشجار النخيل ويتفهمون فن رى الأرض.
الصناعات الريفية:
وهى بدائية للغاية، ومحدودة بإنتاج الحاجة الضرورية للزراعة من أدوات زراعية، كذلك لغزل الصوف ونسجه لصنع الملابس والخيم والسجاجيد. وقد أظهر السوس البربر براعتهم فى الأعمال المعدنية (الأسلحة والحلى). وما برح السوس أن يصدرون سكر القصب والنحاس، اللذين شكلا سلعًا تجارية مهمة أيام حكم الأشراف السعديين.
ولقد كان لكل قبيلة أسواقًا خاصة تُعقد فى الأرض الفضاء وتحمل اسم اليوم الذى تُعقد فيه. وفى السوق يبع الفلاحون منتجاتهم ويشترون السلع المصنعة التى يجلبها التجار من المدن. وتحفظ الحبوب فى صوامع (مطامير).
وفى المدن يتركز النشاط الصناعى. وكل أصحاب حرف، تكوَّن لأنفسهم طائفة، تجمع فى شارع خاص يحمل اسمها. وفى سوق هذا الشارع تصنع السلع وتباع. ويحفظ فائض البضائع ومخزونه فى الفنادق (مجمع فندق) الذى يشبه الخان ووكالة الشرق. وتُباع بعض المنتجات، مثل الحبوب والزيت والفحم والصوف فى أماكن خاصة تعرف بالرحبة. ولقد أصبح لبعض السلع الأوربية الأهمية الأولى فى المغرب ومثلث سلعها تجارة مرور هامة مثل: المنتجات القطنية، الشاى والسكر والشموع. ولقد لعب اليهود دورًا مهما فى تنشيط بعض المتاجر وكوسطاء تجاريين.
5 - التنظيم السياسى
كانت بلاد المغرب لفترات نادرة ومدد قصيرة فحسب خاضعة تمامًا لسلطة السلطان: بسبب ذلك الفصل بين (بلاد المخزن) وهى المناطق التابعة
للحكومة المركزية و (بلاد السَّيبا). وبوجه عام، شملت بلاد المخزن المدن والأودية والسهول. أما الجبال، على الجانب الآخر، فقد ظلت خارج سيطرة الحكام غير الأقوياء.
وخارج المدن يتجمع السكان فى قبائل. هذه القبائل تتجمع أحيانًا مع بعضها البعض تحت اسم عام، دون وجود تحالف بينها بمعنى الكلمة؛ وتنطبق هذه الحالة على غُماره فى الشمال، والحاحا، والدُكالا، والشاويه فى الجنوب. وتنقسم القبيلة إلى أفرع (أرباع، أخماس، أفخاذ)، التى تنقسم بدورها إلى جزء من الفرع متضمنًا عددًا معنيًا من قرى الخيام أو المنازل.
وتُحكم القبائل التابعة تبعية فعلية السلطان بواسطة (قائد) يختاره المخزن. وواجبات هذا القائد هى أن يحدد الضرائب ويفرضها، وأن ينشر فرق جنوده ويحفظ النظام. وتحت قيادة القائد يوجد شيوخ يرأسون من تحتهم من مقدمين.
أما القبائل التى ليست خاضعة للمخزن (قبائل السيبا)، فإن نشاطها السياسى مقتصر على الجماعة، وهى جمع من الرجال القادرين على حمل السلاح والقتال. فالجماعة تتعامل مع كل أعمال شئون القبيلة، المدنية، والجنائية والمالية والسياسية. وهى تتدبر أمر العدالة متبعة العرف. وهى تنتخب شيخًا يقتصر عمله على تنفيذ قراراتها. وإلى جانب جماعة القبيلة هنالك جماعة العشيرة وجماعة الفخذ، لكن سلطة هذه الجماعات سلطة محدودة.
وفى المدن، يتمثل سلطة المخزن فى الحاكم الذى يحمل رسميا لقب "قائد"، ولكنه فى بعض المدن الكبيرة يسمى غالبًا (باشا)، وأحيانا يطلق لقب (عميل) على حاكم القاضى فى حالة أى انتهاك للقانون. وللقائد مساعد أو خليفة. وإلى جانبه يوجد المحتسب الذى ينظر فى أمر السوق والأخلاق العامة.
وتحت إمرة القائد يوجد مقدمى الأحياء وشرطته (المخازنيه) الذين