الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وترجمه Laya، الذى لا تزال مقدمته وتعليقاته على ترجمته دليلا هاما للشعر، وبخاصة فيما يتعلق بالأخبار التاريخية (انظر أيضًا، W. Caskel: Ein Missverstaendnis in den mufaddaliyyat، فى Oriens، العدد 7، [سنة 1954 م]، ص 290 - 303).
والنص الثانى المنقح هو لأحمد بن محمد المرزوقى (ت سنة 421 هـ/ 1030 م) ومع أنه غير مطبوع، بيد أنه يدرس ويوضع فى الاعتبار فى طبعات أخرى. وهو يشمل 109 قصيدة سياقها الترتيبى متباين إلى حد كبير عن النص المنقح للأنبارى (انظر جداول Lyall المقارنة، جـ 1، ص 22 - 25). ويعتمد المرزوقى فى شعره على الأنبارى، وهكذا يفعل الشارح الثالث، أبو يحيا التبريزى (ت سنة 502 هـ/ 1109 م)، الذى يستخدم مادة من سلفيه على السواء. ولكنه أكثر إحكاما فى شرحه، ولا يخرج عن بيت القصيد، ويترك كثيرا من الشواهد التى استشهد بها نص الأنبارى، وله طبعتان إحداهما ناقصة (انظر قائمة المصادر).
3 - تحليل المضمون
فى طبعة Lyall، تتكون مجموعة المفضليَّات من 126 قصيدة، 67 منها لشعراء، وواحدة لشاعرة مجهولة؛ وأضيفت أربعة نصوص فى ذيل. وتنتمى الأغلبية (48 قصيدة) إلى الفترة الجاهلية (= 94 قصيدة). و 14 شاعرا (= 24 قصيدة) لمخضرمين، أعنى الشعراء الذين أدركوا عصر الإسلام، و 6 شعراء (= 8 قصائد) عاشوا فى القرن الإسلامى الأول. وبالتالى، فإنها على خلاف المعلقات، وهى مجموعة من الأشعار الغنائية تمتد نصوصها عبر فترة 200 سنة تقريبًا. أضف إلى ذلك، أنها غير مقتصرة على جنس أدبى واحد، بل تقدم مسحا شاملا بحق للأجناس الأدبية والأفكار العربية القديمة. وليس ثمة دليل على أن الأشعار كانت مقتطفة من قصائد أخرى، كما أصبح الشكل الأدبى بعد خمسين سنة، بدءا بالمجموعة المشهورة باسم حماسة أبى تمام (ت سنة 231 هـ/ 845 م). ومن جملة ما نعرفه، فإن أسلم سبيل هو أن نفترض أن
أقصر النصوص (2 - 4 أسطر) كانت منسوجة بالصورة التى قد حفظت بها، وأن تلك الفجوات كانت ترجع إلى الرواية الخاطئة قبل عصر المفضّل.
وتحتوى المجموعة على نصوص جاهلية قليلة لشعراء نصرانيين، جابر بن حنيّة (رقم 24) وعبد المسيح (أرقام 72، 73، 83)، دون أية خصائص مميزة، وقصيدة غزلية أموية لشاعر يهودى مجهول (رقم 37)، تعزو الابتلاء بالحب إلى قضاء اللَّه وقدره. ومع أن كثيرا من النصوص ناقصة، ويصعب تصنيفها، بيد أنه يمكن تقسيم المادة تقريبًا إلى ثلاث فئات:(أ) 61 قصيدة غنائية متعددة الموضوع؛ (ب) 7 مرثيات؛ (جـ) 58 قصيدة ذات موضوع واحد. وهناك أجزاء ثابتة قليلة، أعنى أبيات شعر، لابد أنها قد شكلت جزءا من وحدة أكبر. وهى تدخل فى نطاق الفئة الأخيرة.
(أ) من ناحية البناء، يمكن أن يميز نمطين أساسيين للقصيدة الغنائية متعددة الموضوع الشكل الثلاثى (22) مع قسم خاص بالناقة يعقب المقدمة الغزلية "نسيب"، وشكل ثنائى (39)، حيث يلى المقدمة الغزلية بدون انتقال لموضوع أو موضوعات، أكثر من اهتمام الشاعر حين نظمه للقصيدة. وهناك عشر قصائد غنائية فحسب تنتهى بالمديح، تسعة منها ثلاثية الشكل، مما يدل على أن القصيدة الغنائية ثلاثية الشكل، كانت مستحسنة لأغراض المديح فى مرحلة مبكرة. وفى أغلبية القصائد الغنائية يخصص الجزء الأخير منها للعداوات القبلية، والثناء على الذات والهجاء. إلى جانب عدد صغير نسبيا، 4 قصائد غنائية ثلاثية الشكل، و 13 قصيدة غنائية ثنائية الشكل، تتناول الشيخوخة والموت ممزوجين غالبا بذكريات مسرات الشباب ومغامراته. وكقاعدة، يتبع تناول الموضوعات والأفكار أنماطا تقليدية، ولكن هناك بعض التنويعات غير المعتادة أيضًا، وعلى سبيل المثال، ثمة شاعر واحد يشكو إلى محبوبته من الكبر، ومن اشتعال رأسه شيبا (رقم 105، الأبيات 1 - 11) التى يصورها عادة على أنها شابة يافعة، ويصف آخر
رحلة المحبوبة الراحلة بدلا من أن يصف رحلته هو (رقم 42، الأبيات 5 - 10). وتستحق القصائد الغنائية للشعراء "الصعاليك" تأبط شرا (رقم؛ 1) والشنفرى (رقم؛ 20) اهتماما خاصا، لأنها لا تتوافق مع الشعر القبلى فى جوانب كثيرة (انظر S. Pinckney Stetkevych فى Journal of the American Oriental Society، العدد 104 [سنة 1984]، ص 661 - 78، وفى Ijmes، العدد 28 [سنة 1986]، ص 361 - 90).
(ب) الفئة الثانية "المرثية"، وتمثلها سبعة نصوص فحسب، تظهر متغايرة الخواص بالنسبة للإنشاء والأسلوب. وتوجد مرثية واحدة (رقم؛ 69) تختلف عن باقى المرثيات بأسلوبها البلاغى الذى يعتمد على تكرار اللفظة الواحدة فى أوائل البيتين المتعاقبين. ومرثية قصيرة فى روح مولع بالحرب (رقم؛ 109).
(جـ) القصيدة ذات الموضوع الواحد "قطعة" التى تمثل تنوعا عظيما للمضمون حيث تعالج المشكلات الفردية هنا بحرية أكثر مما تعالج فى إطار القصيدة الغنائية الاحتفالية. ومعظم القصائد (43 قصيدة) مرتبطة بالحرب القبلية، ومدح للذات، وتهديد وهجاء للأعداء. وتشمل النصوص الباقية (15 نصا) موضوعات مختلفة، ومثال ذلك، مدح ناقة الشاعر (أرقام؛ 2، 3) وعنزته (رقم؛ 33)، ومنظر الصيد (رقم؛ 73)، والمشاكل المحلية (أرقام؛ 4، 110)، وتوبيخ شارب الخمر (رقم؛ 72)، وأبيات غزلية (أرقام؛ 37، 59) وستة نصوص مترابطة موضوعيا حيث تتناول كلها مسألة الشيخوخة والموت. ويعالج هذا الموضوع ممتزجا باسترجاع ذكريات عصر الشباب (رقم؛ 101)، أو بوصية الشاعر الأخيرة لابنه (أو أبنائه)(أرقام؛ 27، 116). وفى بعض الأحيان، يتصور الشاعر جنازته الخاصة فى حياته (رقم؛ 80؛ وانظر أيضًا رقم؛ 27، الأبيات 23 - 30)، وهناك أبيات خاصة بالإذعان الذى يبعث على الفخر ينطق بها شعراء وهم يواجهون الموت مباشرة أرقام؛ 30، 65). وفى هذا
السياق فقرة من قصيدة غنائية لمتمم ابن نويرة (رقم؛ 9، الأبيات 31 - 36) يجب أن توضع فى الاعتبار حيث يتصور هذا الشاعر اقتراب الضب المشؤوم منه، وهو جريح راقد فى ساحة الوغى. وفى جملة هذه الأبيات توضيح لافت للنظر لموقف الشاعر القبلى حيال القضاء والقدر.
وبالإضافة إلى أن المفضليَّات تقدم مادة ثرية لدراسة الأجناس الأدبية العربية القديمة، فإن فى الجزء الأساسى منها أخبار قيمة من وجهة النظر المرتبطة بمرور الزمن. وهى تعكس بالفعل فى قصائد المخضرمين (أرقام؛ 9، 15، 17، 21 - 4، 26، 27، 38 - 40، 43، 67، 68، 84، 85، 102، 103، 113 - 15، 123، 126) الأحوال الاجتماعية المتغيرة من آونة لأخرى. ومن ثم، يلمح عبده بن الطبيب إلى الصراع بين الحياة البدوية والحياة المستقرة (رقم؛ 26، البيت 7)، وأحيانا، يدل تقديم الفكرة التى قد فقدت وظيفتها الأصلية، وعلى سبيل المثال، حين تبدد الحالة المزاجية الانقباضية للشاعر بعد فراقه عن محبوبته باللقاءات المتوقعة فى المستقبل (رقم؛ 114، البيت 2). وتشتمل النصوص الإسلامية القليلة أرقام؛ 14، 16، 24، 33، 37، 63، 64، 92) على تنويعات مهمة للنمط التقليدى، فى النسيب بخاصة، ومثال ذلك، الوصف الخاص لضبين مقاتلين فى غبار "موقع مخيم مهجور"(رقم؛ 64، الأبيات 2 - 4). وفى النسيب الجاهلى، يعوض خراب المكان بوصف للنباتات الفاخرة، والغزلان التى ترعى العشب بأمان. والشاعر الإسلامى، مع أنه ضليع فى المأثور الشعرى، إلا أنه إما قد فقد معناه المتأصل فيه، وإما قد انحرف عنه.
وعلى الرغم من التنوع العظيم فى المضمون، وفى الآثار العديدة للإنشاء الفردى والأسلوب، إلا أن المجموعة تعطى انطباعا بالتجانس، الناتج من خلفيتها الاجتماعية المشتركة. وسواء كان الشاعر القبلى يحكى تجربته فى الحب والحرب، أو يتأمل فى الشيخوخة