الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وعمر، قال البيجوري قوله وأبو بكر وعمر مبتدأ خبره محذوف تقديره كذلك، أما أبو بكر فمتفق عليه، وأما عمر فقيل مات هو ابن إحدى أو ست أو سبع أو ثمان وخمسين سنة، ولم يذكر عثمان رضي الله عنه، وقد قتل وهو ابن اثنتين وثمانين، وقيل ثمان وثمانين سنة، ولم يذكر عليًا، والأصح أنه قتل وهو ابن ثلاث وستين، وقيل خمس وستين، وقيل سبعين.
(لقد غزى عشرين بعد خمس* فيها) ضمير فيها للمدة التي أقام صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ومعنى كلامه أنه صلى الله عليه وسلم غزا بنفسه الشريفة في العشر سنين التي أقام بالمدينة خمسًا وعشرين غزوة،
(أولها) غزوة ودان
بفتح الواو وشد المهملة فألف فنون، قرية جامعة من أمهات القرى من عمل الفرع، وقيل واد في الطريق يقطعه المصعدون من حجاج المدينة، قاله الزرقاني وهي غزوة الأبواء، قاله ابن أبي جمرة والقسطلاني والكلاعي وغيرهم، خرج لها صلى الله عليه وسلم في ستين رجلاً من المهاجرين ليس فيهم أنصاري، وحمل اللواء وكان أبيض حمزة بن عبد المطلب، وكان خروجه في صفر لاثنتي عشرة ليلة خلت منه على رأس اثنتي عشر شهرًا من مقدمة المدينة يريد قريشًا، وبنى ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، فخرج حتى بلغ ودان ففاته عير قريش، ووادعه أي صالحه بنو ضمرة بفتح المعجمة وسكون الميم، ابن بكر على أن لا يغزونه ولا يكثرون عليه جمعًا، ولا يعينون عليه عدوًا، وعقد معه ذلك سيدهم مخْشي، بفتح الميم وسكون الخاء وكسر الشين المعجمة مع ياء مشددة، ابن عمرو الضمري، وقيل عمارة بن مخشي بن خويلد، ومخشي بن عمر، وقال البرهان لا أعلم له إسلامًا، وقال الشامي لم أر من ذكر له إسلامًا، فرجع إلى المدينة بعد خمسة عشر يومًا، ولم يلق كيدًا، والأبواء بفتح الهمزة وسكون الموحدة، والمد قرية من عمل الفرع، والصحيح أنها سميت بذلك لتبوئ السيول لها، وليس بين ما في سيرة ابن إسحاق من أن أول غزواته ودان وبين ما نقله عنه البخاري، أن أولها
الأبواء اختلاف؛ لأنهما مكانان متقاربان، بينهما ستة أميال، أو ثمانية، ولهذا وقع في حديث الصعب بن جثامة وهو بالأبواء أو بودان. انتهى من المواهب وشرحها، وقوله لقد غزا يقال غزا غزوًا ومغزًا، والمغازي جمع مغزا، والواحدة غزوة، وغزاة وأصل الغزو القصد، ومغزى الكلام مقصده، والمراد بالمغازي هنا ما حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة، قال الزرقاني جرت عادة المحدثين، وأهل السير غالبًا بأن يسموا كل عسكر حضره النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الكريمة غزوة، وما لم يحضره بل أرسل بعضًا من أصحابه إلى العدو سرية وبعثًا، وما ذكره الناظم من عدد الغزوات خلاف ما اقتصر عليه القسطلاني، فإنه قال في المواهب، وكان عدد مغازيه عليه السلام التي خرج فيها بنفسه سبعًا وعشرين، وقال الزرقاني عقبه كما قاله أئمة المغازي موسى ابن عقبة، وابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي، وابن سعد، وجزم به الجوزي والدمياطي والعراقي وغيرهم، وقال ابن إسحاق في رواية عنه: ستًا وعشرين، وقيل غزا خمسًا وعشرين، وعن ابن المسيب أربعًا وعشرين، وقال المحب الطبري جملة المشهور منها: اثنتان وعشرون، ويمكن الجمع بأن من عددها دون سبع وعشرين نظرًا إلى شدة قرب بعض الغزوات من غيره، فجمع بين غزوتين فعدهما غزوة واحدة، فضم للأبواء بواطا، إذ الأبواء في صفر، وبواط في ربيع الأول، وضم حمراء الأسد لأحد لكونها صبيحتها، وقريظة للخندق لأنها ناشئة عنها، وتلتها ووادي القرى لخيبر لوقوعها في رجوعه من خبير، والطائف لحنين لانصرافه منها إليها، فبهذا تصير اثنتين وعشرين، وإلى هذا أشار الحافظ، قاله العلامة الزرقاني، وقال ابن أبي جمرة إن عدة غزواته صلى الله عليه وسلم سبع وعشرون على ما ذكره ابن إسحاق، وابن عقبة، وقال غيرهما خمس وعشرون، وفي صحيح مسلم عن جابر أنه صلى الله عليه وسلم غزا إحدى وعشرين غزوة، وفي الصحيحين عن زيد بن أرقم أنه صلى الله عليه وسلم غزى تسع عشرة غزوة. انتهى المراد منه.
قال الزرقاني عن الحافظ من قال تسع عشرة فلعله أسقط الأبواء
وبواطا، وكان خفي عليه ذلك لصغره. انتهى، ثم بعد ودان وهي غزوة الأبواء غزوة بواط بفتح الموحدة عند الأصيلي والمستملى من روات البخاري، والعذري من روايه مسلم، وصدر في الفتح، فتبعه السيوطي والقسطلاني في المواهب قائلين وقد تضم وهو صريح في قلته، مع أنه الأعرف كما في المطالع، واقتصر عليه في المقدمة، والقسطلاني في الشرح وصاحب القاموس، وواه مخففة فألف فطاء مهملة، جبل من جبال جهينة، قرب ينبع على أربعة برد من المدينة، غزاها صلى الله عليه وسلم في مائتين من المهاجرين يتعرض عير قريش عدتها ألفان وخمسمائة بعير فيهم أمية بن خلف، ومائة رجل من قريش في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرًا من مقدمه كما قاله ابن إسحاق، وقال أبو عمرو وتلميذه ابن حزم في ربيع الآخر، حتى بلغو بواطا من ناحية رضوى بفتح الراء، وسكون الضاد المعجمة مقصور جبل، قال في السبل على أربعة برد من المدينة، وبه يفسر قول المجد على أبراد، فرجع ولم يلق كيدًا، أي حربًا، قاله الإمام الزرقاني وبعضه من المواهب.
فائدة:
ذكر الشامي وغيره أنه في هذه الغزوة حمل لواءه سعد بن أبي وقاص، وفي العيون سعد بن معاذ وناقضه البرهان، والأقرب أنه ابن أبي وقاص للتصريح بأن الذين خرجوا من المهاجرين، نعم قيل إنه استخلف على المدينة سعد بن معاذ، قال الزرقاني قال شيخنا فعله التباس في الاستخلاف بالحمل، وقيل استخلف عليها السائب بن عثمان بن مظعون انتهى.
ثم بعد بواط العشرية بضم العين المهملة وإعجام الشين مصغرًا، وآخره هاء، قال في المواهب لم يختلف أهل المغازي في ذلك الضبط، قال الزرقاني قال في المشارق وهو المعروف، قال الحافظ وهو الصواب. انتهى.
ثم قال في المواهب وفي البخاري العشير والعسيرة بالتصغير