الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله العارض بمهملة فضاد معجمة وقوله وأبه على لغة النقص كقوله بأبه اقتدى عدي في الكرم إلخ .. ، وألقي بكسر القاف وشد التحتية الأرض الخالية وقوله والسبي عطف على الأنعام، وقوله فسأل أي سأل رفاعة المصطفى أن يرد إليهم المغنم، وقوله زيد الصحيح أنه رفاعة بن زيد كما قال اليعمري والبرهان وغيرهما وذكرهما ابن عبد البر والذهبي وغيرهما.
ثم سرية زيد سادسة إلى واد القرى
وهو موضع قريب من المدينة به قرى كثيرة في رجب سنة ست لقي به بني فزارة فقتل من المسلمين قتلى وارتث زيد أي حمل من المعركة رثيثاً أي جريحاً، وبه رمق وللعراقي:
(فبعثه أيضاً له مؤمرا
…
سادسة لوجهة واد القرى)
(به أصيب المسلمون قتلى
…
وارتث زيد من خليط القتلى)
قوله لوجهة بكسر الواو منوناً أي لجهة وفسرها بقوله واد القرى بضم القاف. وفي حديث كعب بن مالك أنه ارتث أيضاً يوم أحد والرث والرثيث الثوب الخلق الذي فيه بقية، وقوله خليط القتلا أي القتلا المختلطين فلما قدم زيد أقسم أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة في جيش بواد القرى وسيجئ ذلك بعد سريتين قاله المناوي. ثم بعث عبد الرحمن في سبعمائة في شعبان سنة ست إلى كلب بدومة بضم الدال المهملة وفتحها وأنكر ابن دريد الفتح فواو ساكنة ويقال دوماء بالمد الجندل بفتح الجيم والدال وهي من بلاد الشام بينها وبين دمشق خمس ليال دعاه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأقعده بين يديه وعممه بيده الكريمة فأرسلها من خلفه قدر شبر كما في المناوي وكانت سوداء ثم أمر بلالاً أن يدفع إليه اللواء فدفعه إليه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه ثم قال خذه يابن عوف اغزوا جميعاً في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله ولا تغلو ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً فهذا عهد الله وسرية نبيه، وقال فإن استجابوا
لك فتزوج ابنة ملكهم.
فسار حتى قدم دومة الجندل فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام وقد كانوا أبو أول ما قدم أن لا يعطوا إلا السيف فأسلم في اليوم الثالث رئيسهم الأصبغ بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الموحدة فغين معجمة ابن عمرو بن ثعلبة وكان نصرانياً وأسلم معه كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية وتزوج عبد الرحمن تماضر بضم الفوقية وكسر الضاد المعجمة بنت الأسبغي قال الواقدي وهي أول كلبية نكحها قرشي، فقدم بها المدينة ففازت بشرف الصحبة، وولدت له بعد ذلك أبا سلمة بن عبد الرحمن قال الواقدي ولم تلد له غيره انظر الزرقاني.
وللحافظ العراقي نفعنا الله به:
(بعث ابن عوف بعده لكلب
…
بدومة الجندل فاز الكلبي)
(أميرهم أصبغ بالإسلام
…
ومعه ناس من الأقوام)
(وأمر النبي أن يصاهرا
…
نكح ذاك بنت ذا تماضرا)
قوله نكح ذاك أي عبد الرحمن بنت ذا أي الأصبغ، قال الزرقاني وذكره في الشبل.
عقب هذه السرية سرية زيد إلى مدين ومعه ضميرة مولى علي بن أبي طالب وأخ له فأصاب سبياً من أهل منيا وهي السواحل وفيها جماع من الناس فبيعوا ففرق بينهم، فخرج صلى الله تعالى عليه وسلم وهم يبكون فقال ما لهم؟ فقيل فرق بينهم. فقال لا تبيعوهم إلا جميعاً. قال ابن هشام أراد الأمهات والأولاد انتهى. ولم يذكر هذه السرية في المواهب وكذا العراقي لم يذكرها هنا، بل ذكرها بعد سرية ابن عوف، سرية علي بن أبي طالب في مائة رجل في شعبان سنة ست إلى بني سعد بن بكر بن عوف لما بلغه أنهم ساعون في أن يمدوا يهود خيبر فسار على الليل وكمن النهار حتى مشى إلى الغميم بغين معجمة فميم مكسورة فميم ماء بين فدك وخيبر فوجدوا به رجلاً فقالوا من أنت؟ قال باغ، أي طالب لشيء ضل عني، فقالوا هل لك علم بما وراءك من جمع
بني سعد؟ قال لا علم لي به. فشددوا عليه فأقر أنه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهودها نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم فدلهم عليهم فأغاروا عليهم، وأخذوا خمسمائة بعير وألف شاه وهربت بنو سعد بالظعن ورأسهم وبر بفتح الواو وسكون الموحدة فراء، ابن عليم بضم العين المهملة وقدموا المدينة ولم يلقوا كيداً، وعزل علي صفي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لقوحاً تدعى الحفيدة بفتح الحاء المهملة وكسر الفاء فدال مهملة فتاء تأنيث وهي السريعة السيير قاله الزرقاني. وللعراقي بعد ذكره لبعث ابن عوف:
(فبعثه لفدك عليا
…
إلى بني سعد بن بكر أحيا)
(الليل سيراً وكمن نهاراً
…
حتى أتاهم غفلة أغارا)
(فهربوا إذا جاءهم بالظعن
…
واستاق أنعامهم ووني)
قوله كمن بسكون النون للوزن والظعن بضم الظاء النساء ووني بفتح الواو وكسر النون اسم فاعل من الوني وهو الضعف قاله المناوي.
ثم سرية زيد في رمضان سنة ست إلى أم قرفة بكسر القاف وسكون الراء وبالفاء وتاء تأنيث بنت ربيعة ابن بدر الفزارية وكانت ملكة رئيسة وهي زوجة مالك بن حذيفة بن بدر وفيها جرى المثل أمنع من أم قرفة، لأنها كانت يعلق في بيتها خمسون سيفاً لخمسين رجل كلها لها محرم. كنيت بابنها قرفة وقتله النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيما ذكر الواقدي وذكر أن سائر بنيها وهم تسعة قتلوا مع طليحة يوم بزاخة في الردة، وسبب هذه السرية كما مر عن ابن إسحاق أن زيداً لما لقي بني فزارة في سريته المتقدمة التي أصيب فيها أصحابه وارتث زيد من بين القتلى حلف أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني فزارة.
وذكر ابن سعد أن سببها أن زيداً خرج في تجارة إلى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فلقيه ناس من فزارة
من بني بدر فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما معهم وجمع بينهما بتعدد السبب بأن يكون زيد كما صح ذهب للتجارة فنهبوه فرجع فأخبره صلى الله تعالى عليه وسلم فبعثه إليهم في جيش وقال لهم اكمنوا النهار وسيروا الليل فكمن هو وأصحاب النهار والفعل كنصر وسمع وساروا الليل وعلم بهم بنوا فزارة وجعلوا ناظورا ينظر قدر مسافة يوم حنين حين يصبحون على جبل مشرف وجه الطريق الذي يرون أنهم يأتون منه فيقول لا بأس عليكم فإذا كان الليل أشرف على ذلك الجبل فينظر مسيرة ليلة فيقول ناموا لا بأس عليكم، فلما كان الصحابة على نحو ليلة أخطأ دليلهم الطريق وهو من بني فزارة فسار في أخرى حتى أحسوا فعاينوا الحاضر من بني فزارة فحمد وأخطأهم ثم صبحهم زيد وأصحابه وأحاطوا بالحاضر أي بمن حضر من فزارة فقتلوهم وأخذوا أم قرفة وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة وعمد قيس بن المحسر قال اليعمري بفتح السين المهملة وقد تكسر وقيل بتقديم السين على الحاء زاد في الإصابة وقيل ابن مسحل بكسر الميم وسكون السين وفتح الحاء المهملتين فلام وهو صحابي كناني ليثي إلى أم قرفة وهي عجوز كبيرة وكانت تسب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وربط رجليها بحبلين ثم ربطا إلى بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها وقدم زيد فقرع باب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقام إليه عرياناً يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله وسأله فأخبره بما ظفره الله تعالى به هكذا ذكر هذه السرية ابن إسحاق وابن سعد والواقدي وابن عائذ وغيرهم وإن أميرها زيد بن الحارثة وفي صحيح مسلم وأبي داوود عن سلمة بن الأكوع بعث صلى الله تعالى عليه وسلم أبا بكر إلى بني فزارة وخرجت معه حتى إذا صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء فقتل أبو بكر أي جيشه من قتل ورأيت طائفة منهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم ورميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم وقفوا وفيهم امرأة وهي أم قرفة عليها قشع من
أدم معها ابنتها من أحسن العرب، فجئت بهم أسوقهم إلى أبي بكر فنحلني أبو بكر ابنتها فلم أكشف لها ثوباً فقدمنا المدينة فلقيني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك، فقلت هي لك يا رسول الله فبعث بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى مكة ففدى بها أسارى من المسلمين كانوا في أيدي المشركين قال السهلي وهذه الرواية أحسن وأصح من رواية ابن إسحاق كونه وهبها لخاله حزن بمكة.
ويقال مثله في كون أميرها الصديق قال الشامي ويحتمل أنهما سريتين انتهى المراد من كلام محمد بن عبد الباقي.
وللعراقي:
(فبعثه زيداً لأم قرفه
…
سابعة وقوله بعسفه)
(وصح في مسلم الطريق
…
بأنها أميرها الصديق)
قوله سابعة أي غزوة سابعة وقوله بعسفة أي بعنف وشدة، واسم أم قرفة فاطمة بنت ربيعة بن زيد وهذا بناء أن زيداً كان أمير السرية وسيأتي في رواية مسلم أن أميرها الصديق فقوله صح أي ولكن صح في مسلم الطريق عن أنس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه بأن أميرها أي هذه السرية أبو بكر الصديق، انظر المناوي.
انتهى والحمد لله الجزء الأول من كتاب
"نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار"
وآخره سيرة زيد لأم قرفة ويليه الجزء الثاني،
وأوله سيرة عبد الله بن عتيك ليقتل أبا رافع اليهودي سلام بن أبي الحقيق