الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الجزية وصالحه أهل فدك وخيبر على أن لهم نصفها وله عليه السلام نصفها. وتيماء بفتح الفوقية وإسكان التحتية، والمد بلدة بين الشام والمدينة على نحو سبع مراحل من المدينة، ثم أجلاهم عمرو رضى الله تعالى عنه لما أتاه الثبت أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان.
ثم بعد فتح واد القرى
غزوة القضاء
، كذا ترجم الكلاعي وترجم في المواهب بعمرة القضاء. قال الزرقاني كذا ترجم البخاري عند الأكثر وللمستملي وحده غزوة القضاء. انتهى.
وترجم ابن أبي جمرة بعمرة القضاء. قال وبعضهم لم يذكرها في غزوات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، انتهى. ووجهوا كونها غزوة بأن موسى بن عقبة ذكر في المغازي أنه عليه السلام خرج مستعدا بالسلاح والمقاتلة خشية أن يقع من قريش غدر، فبلغهم ذلك ففزعوا.
وقال ابن الأثير أدخل البخاري عمرة القضاء في المغازي لكونها مسببة عن غزوة الحديبية، قيل سميت بذلك لأنها قضاء عن العمرة التي صد عنها في الحديبية واعترض بأن عمرة الحديبية لم تفسد حتى يجب قضاؤها، بل كانت عمرة تامة حكما لثبوت الأجر فيها، ولذا عد الصحابة عمره عليه السلام أربعا، عمرة الحديبية وعمرة القضاء وعمرة من الجعرانة وكلهن في ذي القعدة وعمرة مع حجته ويأتي ذلك إن شاء الله تعالى.
وقيل لأنه عليه السلام قاضى في شأنها قريشا أي عاهدهم وصالحهم عليها عام الحديبية ولذا يقال لها عمرة القضية. وهذا هو الظاهر، قال أهل اللغة يقال قاضى فلانا عاهده وتسمي أيضا عمرة القصاص لأنهم صدوه عليه السلام عن العمرة في ذي القعدة سنة ست فاقتص عليه السلام منهم ودخل مكة في الشهر الذي صدوه فيه سنة سبع، قاله ابن هشام، ورجحه السهيلي لنزول هذه الآية فيها وهي:{الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص} قال ابن إسحاق لما رجع صلى الله
تعالى عليه وسلم من خيبر إلي المدينة أقام بها شهري ربيع وما بعده إلي شوال يبعث سراياه فيما بين ذلك ثم خرج في ذي القعدة مؤتمرا مكان عمرته التي صد عنها. وفي المواهب وشرحها تواترت الأخبار أنه صلى الله تعالى عليه وسلم لما أهل ذو القعدة سنة سبع أمر أصحابه أن يعتمروا وأن لا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية وخرج معه صلى الله تعالى عليه وسلم من المسلمين ألفان سوى النساء والصبيان واستخلف على المدينة أبا رهم بضم الراء وسكون الهاء كلثوم بن الحصين الغفاري وقال ابن هشام عويف بالفاء مصغرا بن الأضبط بضاد معجمة وطاء مهملة الديلمي ويقال بمثلثة بدل الفاء وقال البلاذري أبا ذر، وساق عليه السلام ستين بدنة وحمل السلاح والبيض والدروع والرماح وقاد مائة فرس فلما بلغ ذو الحليفة قدم الخيل أمامه عليها محمد بن مسلمة وقدم السلاح واستعمل عليه بشيرا كأمير ابن سعد والد النعمان فقيل يا رسول الله حملت السلاح وقد شرطوا أن لا تدخلها إلا بسلاح المسافر السيوف في القرب. فقال عليه السلام أنا لا ندخله عليهم الحرم. ولكن يكون قريبا منا، فإن هاجنا من القوم هيج كان السلاح قريبا منا. وأحرم صلى الله تعالى عليه وسلم من باب المسجد ولبى والمسلمون يلبون معه ومضى ابن مسلمة في الخيل إلي مر الظهران فوجد نفرا من قريش وسألوه عن سبب مجيئه بالخيل فقال هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصبح بفتح الصاد وشد الموحدة أي يأتي هذا المنزل غدا إن شاء الله فأتوا قريشا فاخبروهم، ففزعوا وقالوا والله ما أحدثنا حدثا وإنا على كتابنا ومدتنا ففيم يغزونا محمد؟ وبعثوا مكرزا في نفر حتى لقوه ببطن ياجج بتثليث الجيم فقالوا والله ما عرفت صغيرا ولا كبيرا بالغدر وقد شرطت أن لا تدخل إلا بسلاح المسافر، فقال إني لا أدخل عليهم بسلاح، فقال هو الذي تعرف به البر والوفاء، ثم رجع إلي مكة فقال إن محمدا على الشرط الذي شرط لكم ونزل عليه السلام بمر الظهران وقدم السلاح إلي بطن ياجج موضع قال ابن الأثير على ثمانية
أميال من مكة ينظر من به إلي أنصاب الحرم أي أعلام حدوده وخلف عليه السلام أوس بن خولي بفتح المعجمة وفتح الواو ضبطه العسكري واقتصر عليه في التبصير الخزرجي البدري في مائتي رجل وخرجت أشراف قريش إلي رؤوس الجبال عداوة لله ولرسوله، ولم يقدروا على الصبر على رؤيته عليه السلام يطول بالبيت. وفي رواية خرجوا غيظا وحنقا بفتح المهملة والنون وقاف وهو عطف تفسير ونفاسة أي حسدا يقال نفس بالشيء بالكسر حسده عليه. وخرج صلى الله تعالى عليه وسلم راكبا على ناقته القصوى والمسلمون متوحشون السيوف محيطون به مخافة أن يؤذيه غلمان المشركين، فدخل من الثنية التي تطلعه على الحجون وابن رواحة آخذ بزمام راحلته يقول:
(خلوا بني الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تنزيله)
(ضربا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله)
(يا رب إني مؤمن بقيله
…
إني رأيت الحق في قبوله)
قوله خلوا أي تنحوا، وسبيله طريقه، وقوله نضربكم بسكون الباء للتخفيف كقراءة أبي عمر {إن الله يأمركم} وقوله:
(فاليوم اشرب غير مستحقب
…
إثما من الله ولا واغل)
وقوله على تنزيله أي النبي مكة:
إن عارضتم ولا نرجع كما رجعنا يوم الحديبية أو على تنزيل القرآن، وإن لم يتقدم له ذكره نحو {حتى توارت بالحجاب} . والهام جمع هامة وهي الرأس ومقيله محل نومه نصف النهار كناية عن محل الراحة أي يزيل الرأس عن العنق، قوله ويذهل الخليل إلخ
…
أي لكونه يهلك أحدهما فيذهل الهالك عن الحي والحي عن الهالك، والقيل المقول.
فلما أنشده ابن رواحة قال عمر: يا بن رواحة أبين يدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي حرم الله تقول شعرا؟ فقال له صلى الله تعالى عليه وسلم خل عنه يا عمر فلهي فيهم أسرع من نطح النبل أي فلهي أبلغ في نكايتهم وإيذائهم وقهرهم من رمي السهام، وفي رواية:
(خلوا بني الكفار عن سبيله
…
قد أنزل الرحمن في تنزيله)
(في صحف تتلى على رسوله
…
بأن خير القتل في سبيله)
(نحن قتلناكم على تنزيله
…
كما قتلناكم على تأويله)
قوله تنزيله أي القرآن، وقوله بأن الباء زائدة، وسبيله الثاني جهاد أعدائه، وفي السابق الطريق المحسوس فلا إيطاء، وقوله على تأويله أي على إنكاركم ما أول به كما فهمنا منه، والمعنى نحن نقاتلكم على إنكار تأويله كما قتلناكم على إنكار تنزيله، مصدر بمعنى اسم المفعول، أي ما نزل عليه، الدال على رسالته وصدقه في كل ما جاء به. وقال ابن هشام أن قوله نحن ضربناكم على تأويله إلخ .. من قول عمار بن ياسر يوم صفين والدليل على ذلك أن المشركين لم يقروا بالتنزيل وإنما يقاتل على التأويل من أقر بالتنزيل، قال ابن كثير وفيه نظر فقد تابع ابن إسحاق عليه موسى بن عقبة وغيره وجاء من غير وجه عن عبد الرزاق قال في الفتح إذا ثبتت الرواية فلا مانع من إطلاق ذلك والتقدير على رأي ابن هشام نحن ضربناكم على تأويله أي حتى تذعنوا إلي ذلك التأويل انتهى المراد من الزرقاني.
قال ابن سعد وغيره ولم يزل رسول صلى الله تعالى عليه وسلم يلبى حتى استلم الركن أي الحجر الأسود بمحجنه بكسر الميم وفتح الجيم عصا معوجة الرأس يلتقط بها الراكب ما سقط منه وطاف على راحلته والمسلمون يطوفون معه مشاة.
وفي الصحيحين أن المشركين قالوا إنه يقدم عليكم وفد وهنتهم بتخفيف الهاء وشدها أي أضعفتهم حمى يثرب. فأمرهم صلى الله تعالى عليه وسلم أن يرملوا بضم الميم أي يسرعوا الأشواط الثلاثة جمع شوط بفتح الشين وهو الجري إلي الغاية والمراد هنا الطواف حول الكعبة، وفي جواز تسمية الطوفة شوطا. وعن الشافعي كراهته، وإنما أمرهم بذلك ليري قريشا قوتهم وأمرهم أن يمشوا بين الركنين اليمانيين حيث لا تراهم قريش إذ كانوا من قبل قعيقعان، فلما رملوا قال المشركون ما