الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم بعد غزوة بني سليم على ما في المواهب، "
غزوة بني قينقاع
" بتثليث النون والضم أشهركما قاله القسطلاني وهم بطن من اليهود، رهط عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، قيل كانوا أشجع اليهود وأكثرهم مالاً وأشدهم بغياً، وكانت طوائف اليهود الثلاثة قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع صالحهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أن لا يحاربوه وأن لا يألبوا عليه وقيل أن لا ينصروه ممن دهمهم من عدوه فنقض الثلاثة العهد، فأمكن الله منهم رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم فقتل قريظة وأجلى الآخرين. وأول من نقض منهم بنو قينقاع ثم النضير ثم قريظة، ولما أصاب المسلمون قريشاً يوم بدر جمع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يهود في سوق بني قينقاع، فقال يا معشر يهود احذروا من الله تعالى مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فقد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتبكم، وعهد الله إليكم، فقالوا يا محمد إنك تري أنا مثل قومك لا يغرك أنك لقيت قوماً لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس. قال ابن عباس ما أنزل هؤلاء الآية إلا فيهم {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم} إلى قوله تعالى:{إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار} .
وكان من أمر فينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع فجلست إلى صائغ يهودي، قال البرهان والظاهر أنه من قينقاع، فراودها عن كشف قناعها، فأبت فعمد الصائغ بفتح الميم وتكسر إلى طرف ثوبها من ورائها فعقده إلى ورائها وخله بشوكة فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون ووقع الشر بين المسلمين وبني قينقاع، فسار إليهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في نصف شوال بعد أن استخلف على المدينة أبا لبابة بشير بفتح الموحدة أو
رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي فتحصنوا فحاصرهم أشد الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة بفتح القاف وكسرها وكان اللواء بيد حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض فقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أن له أموالهم وأن لهم النساء والذرية، فأمر عليه السلام المنذر بن قدامة الأوسي البدري بتكتيفهم أي بشد أيديهم خلف أكتافهم، فكتفوا فمر بهم رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول فأراد أن يطلقهم فقال له المنذر أتطلق قوماً أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بربطهم؟ والله لا يفعله أحد إلا ضربت عنقه.
وكلم ابن أبي فيهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وألح عليه فقال يا محمد أحسن في موالي، فأعرض عنه فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من خلفه وكان يقال لها ذات الفضول، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويحك أرسلني، وغضب عليه السلام حتى رأوا لوجهه ظللاً، جمع ظلة وهي السحابة كناية عن تغير وجهه، ثم قال ويحك أرسلني، قال والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر بمهملتين أي لا درع معه وثلاث مائة دارع وقد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة إني والله امرء أخشى الدوائر. فقال صلى الله تعالى عليه وسلم هم لك فقال صلى الله تعال عليه وسلم حلوهم لعنهم الله ولعنه معهم.
وتركهم من القتل وأمر أن يجلوا من المدينة فيلحقوا بأذرعات، قال ابن سعد وولي إخراجهم عبادة بن الصامت وقيل محمد بن مسلمة، فما كان أقل بقاءهم فيها قيل، لم يدر عليهم الحول وأخذ من حصنهم سلاحاً وآلة كثيرة، وكانت بنو قينقاع حلفاء لعبادة بن الصامت، وعبد الله بن أبي، فتبرء عبادة من حلفهم وفيه وفي ابن أبي أنزل الله:{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} (إلى قوله){فإن حزب الله هم الغالبون} انظر الزرقاني.