الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علي وقيل سعد وقيل قزمان وهو أثبت الأقوال، وانظر الزرقاني، ثم أنزل الله نصره على المسلمين فحسوا الكفار بفتح الحاء وضم السين مشددة المهملتين أي استأصلوهم قتلا بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر فولى الكفار لا يلوون على شيء ونساءهم يدعون بالويل، قال الزبير والله لقد رأيتني أنظر إلي خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير وأصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا منهم أحد وتبعهم المسلمون حتى أجهضوهم بجيم وضاد معجمة أي أزالوهم ونحوهم ووقعوا ينتهبون واشتغلوا عن الحرب، قال ابن إسحاق وحدثني بعض أهل العلم أن اللواء لم يزل طريحا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته إلى قريش فلاثوا به أي استداروا حوله ولما انهزم المشركون قال أصحاب عبد الله بن جبير وهم الرجالة: الغنيمة الغنيمة بالنصب على الأغراء، ظهر أصحابكم أي غلبوا فما تنتظرون؟ فقال عبد الله بن جبير
أنسيتم ما قال لكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قالوا والله لناتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، وثبت أميرهم عبد الله بن جبير في نفر يسير دون العشرة مكانه وقال لا أجاوز أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لم يرد هذا قد انهزم المشركون، فانطلقوا ينتهبون وخلوا الخيل وقد كانت حملت على المسلمين قبل ذلك ثلاث مرات ذلك تنضحها الرمات بالنبل فترجع مفلولة قال الزبير ولما مالت الرمات وخلوا ظهورنا للخيل أوتينا من خلفنا وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل فانكفأنا وانكفأ علينا القوم ويقال أن الصاروخ هو الشيطان وفي البخاري عن عائشة لما كان يوم أحد هزم المشركون هزيمة بينة فصاح إبليس أي عباد الله يعني المسلمين أخراكم أي احترزوا من جهة أخراكم وهي كلمة تقال لمن يخشى أن يؤتى من ورائه فرجعت أولاهم فاجتلدت أي اقتتلت مع أخراهم لظنهم أنهم من العدو فوقع القتل في المسلمين بعضهم مع بعض وكان ممن قتل خطئنا اليمان والد حذيفة فقال حذيفة غفر الله لكم وترك ديته لهم وقالت نسيبة بفتح النون وكسر السين أم عمار شهدت العقبة
وأحدا مع زوجها زيد بن عاصم وولديها حبيب بحاء مهملة وكسر الموحدة وعبد الله وشهدت بيعة الرضوان وجرحت في يوم اليمامة اثنتي عشرة جراحة وقول الشامي نسيبة بالتصغير على المشهور إنما هو في نسيبة أم عطية كما في الفتح وغيره بنت كعب المازنية لما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي، قالت أم سعد بنت سعد بن الربيع فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور فقلت من أصابك بهذا؟ قالت ابن قمئة أقمأه الله لما ولى الناس أقبل يقول دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله عليه درعان وترس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه تقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل ورمي سعد بن أبي وقاص دون النبي صلى الله عليه وسلم، قال سعد فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول أرم فداك أبي وأمي ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوسه حتى اندقت سيتها وأصيب فم عبد الرحمن بن عوف فهشم وجرح عشرين جراحة أو أكثر وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما قاله الكلاعي وقال في المواهب وكان مصعب بن عمير قاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل قتله ابن قمئة أي بفتح القاف وكسر الميم بعدها همزة واسمه عبد الله كما قاله ابن هشام قاله الزرقاني فصاح ابن قمأة لظنه الخائب ولله الحمد: إن محمدا قد قتل، لأنه كان إذا لبس لامته يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال بعضهم، وجزم ابن هشام بأن الصارخ بذلك هو ازب العقبة وفي حديث مرفوع أنه عليه السلام قال هذا ازب العقبة وجزم ابن سعد بأن الذي صرخ بذلك إبليس تصور في صورة جعال ويقال له جعيل بن سراقة الضمري والغفاري، قال في الاستيعاب وكان رجلا صالحا دميما أسلم
قديما وشهد معه عليه السلام أحد انتهى. فصرخ ثلاثا إن محمدا قد قتل، ولم يشك فيه أنه حق، وكان جعال إلى جنب أبي بردة بن نيار وخوات بن جبير فقاتل أشد القتال، قال الزرقاني وهذا ليس بخلاف محقق فالثلاثة صاحوا ابن قمأة لظنه والأزب وإبليس لمحاولة ما لم يصلا إليه انتهى. قوله أزب العقبة، قال السهيلي قيده هنا بكسر الهمزة وسكون الزاي وابن ماكولا قيده بفتح الهزمة انتهى. وظاهر سكون الزاء وخفة الباء مع كسر الهمزة وفتحها ومقتضى القاموس أن مفتوحها بفتح الزاء وشد الموحدة وجعلهما بعض المتأخرين قولين انظر الزرقاني. والذي في القاموس هو ما نصه: وأزب العقبة في زبب ووهم من ذكره هنا يعني في أزب وقال في زبب والأزب من أسماء الشيطان ومنه حديث ابن الزبير مختصرا أنه وجد رجلا طوله شبران فأخذ السوط فأتاه فقال من أنت؟ فقال أزب. قال وما أزب؟ قال رجل من الجن. فقلب السوط فوضعه في رأس أزب حتى باص وفي حديث العقبة هو شيطان اسمه أزب العقبة انتهى. وقوله باص أي استتر وهرب، كذا بالهامش المطبوع وهو بموحدة بعدها ألف فصاد مهملة انتهى. قال الحافظ بن حجر، والواقع أن المسلمين صاروا ثلاث فرق، فرقة استمروا في الهزيمة إلى قرب المدينة فما رجعوا حتى انفض القتال وهم قليل، وهم الذين نزل فيهم:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} وفرقة صاروا حيارى لما سمعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل، فصارت غاية الواحد منهم أن يذب عن نفسه، أو يستمر في القتال إلى أن يقتل وهم أكثر الصحابة وفرقة ثبتت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم تراجعت إليه الفرقة الثانية شيئا فشيئا لما عرفوا أنه حي، ولما غاب النبي صلى الله عليه وسلم عن أعينهم لشدة ما دهشهم وقال رجل منهم أن محمدا قد قتل ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي ليستأمن لنا من أبي سفيان قال رجال منهم قد تمكن الإيمان منهم إن كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
قتل أفلا تقاتلون على دينكم وعلى ما كان عليه نبيكم حتى تلقوا الله عز وجل شهداء، منهم أنس بن النضر عم أنس بن مالك وفي الصحيح عن أنس قال غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال اللهم إني أعتذر لك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرؤ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا سعد الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه قال الحافظ وأو للتقسيم لا للشك انتهى. وروي ابن إسحاق أن أنس بن النضر جاء إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين والأنصار وقد القوا ما بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قتل صلى الله عليه وسلم، قال فما تصنعون بالحياة بعده، قوموا فموتوا على ما مات عليه ثم استقبل العدو فقاتل حتى قتل. وثبت النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع ولم تزل قدمه شبرا واحدا ومازال يرمي عن قوسه حتى صارت شظايا ويرمى بالحجر وروى البيهقي عن المقداد فو الذي بعثه بالحق مازالت قدمه شبرا واحدا وإنه لفي وجه العدو، قال في المواهب وثبت معه من أصحابه أربعة عشر رجلاً سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر وسبعة من الأنصار، وفي البخاري لم يبق معه عليه الصلاة والسلام إلا أثني عشر رجلا انتهى. وسمي ابن سعد مع أبي بكر عمر وعبد الرحمن بن عوف وسعدا وطلحه والزبير وأبا عبيدة والأنصار أبو دجانة والجباب بن المنذر وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمت وسهل بن حنيف وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وقيل سعد بن عبادة ومحمد مسلمة بدل الأخيرين، ذكره الواقدي وذكر غيره في المهاجرين عليا وكأن من لم يذكره لأنه كان حامل اللواء بعد مصعب فلا يحتاج إلى أن يقال ثبت، وفي مسلم عن
أنس أفرد صلى الله عليه وسلم يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فقول طلحة وسعد أنه لم يبق معه غيرهما رواه البخاري أي من المهاجرين وعند الحاكم أن المقداد ممن ثبت فيحتمل أنه حضر بعد تلك الجولة وللنسائي والبيهقي بسند جيد عن جابر وبقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار وطلحة وهو كحديث أنس إلا أنه زاد ثلاثة فلعلهم جاؤا بعد ويجمع بينه وبين حديث غير طلحة وسعد بأن سعدا جاءهم بعد ذلك وأن المذكورين من الأنصار استشهدوا كما في مسلم عن أنس فقال صلى الله عليه وسلم من يردهم عنا فهو رفيقي في الجنة؟ فقام رجال من الأنصار فاستشهدوا كلهم، فلم يبق غير طلحة وسعد ثم جاء من جاء انتهى من الزرقاني
…
قال الكلاعي واستشهد خمسة وستون رجلا أربعة من المهاجرين وسائرهم من الأنصار وقتل الله من المشركين إثنين وعشرين رجلاً انتهى. وفي المواهب وقتل من المشركين ثلاثة وعشرون ويقال اثنان وعشرون انتهى. قال الزرقاني منهم حملة اللواء من بني عبد الدار بن قصي وهم عشرة بغلامهم وفي الزرقاني روي سعد بن منصور عن أبي الضحى قتل يوم أحد سبعون أربعة من المهاجرين: حمزة ومصعب وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان وسائرهم من الأنصار وبهذا جزم ابن إسحاق وأخرج ابن حبان والحاكم عن أبي بن كعب قال أصيب يوم أحد أربعة وستون من المهاجرين ستة وكان الخامس سعدا مولى حاطب بن أبي بلتعة والسادس ثقيف بن عمرو الأسلمي حليف بني عبد شمس وذكر الطبري عن الشافعي أنهم اثنان وسبعون وعن مالك خمسة وسبعون من الأنصار خاصة أحد وسبعون وروى الترمذي والنسائي أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم خيرهم في أسارى بدر القتل أو الفداء على أن يقتل منهم قابل مثلهم قالوا الفداء ويقتل منا انتهى. قوله قابل هكذا في النسخ ولعله سقط من قلم الناسخ في والأصل في قابل كذا بهامش المطبوع ولما أراد أبو سفيان الانصراف إلى مكة قال
أفي القوم محمد ثلاث مرات فنهاهم صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال أفي القوم ابن أبي قحافة ثلاث مرات لا تجيبوه ثم قال أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات فلما لم يجبه أحد قال لأصحابه أما هؤلاء فقد قتلوا، فما ملك عمر نفسه فقال كذبت يا عدو الله، والله إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقى لك ما يسؤك، وفي البخاري في المغازي أبقى لله عليك وفي لفظ لك ما يحزنك، بالتحتية المضمومة وسكون الحاء المهملة بعدها نون أو بالمعجمة وبعدها تحتية ساكنة، قال أبو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال، أي بكسر المهملة وتخفيف الجيم أي دول مرة لهؤلاء ومرة لهؤلاء، قال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، قال أبو سفيان إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذا وخسرنا فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له هلم إلي يا عمر فقال صلى الله عليه وسلم لهمر ائته فانظر ما شأنه، فقال أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا؟ قال عمر: اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن. قال أنت عندي أصدق من أبي قمأة وأبر انتهى. وإنما أجاب عمر أبا سفيان بعد نهيه عليه السلام حماية للظن بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قاله القسطلاني. قال الزرقاني عقبه في فتح الباري عن ابن عباس عند أحمد والحاكم أن عمر قال يا رسوله الله ألا أجيبه قال بلى، فكأنه نهى عن إجابته في الأولى وأذن فيها في الثالثة انتهى. وتوجه صلى الله عليه وسلم يلتمس أصحابه فاستقبله المشركون فروا وجهه الشريف فأدموه وكسروا رباعيته بفتح الراء وهي السن التي بين الثنية والناب والمراد أنها كسرت فذهب منها فلقة ولم تقلع من أصلها وهي اليمنى السفلى كما في سيرة ابن هشام ولما جرح صلى الله عليه وسلم أخذ شيئا فجعل ينشف دمه فيه ليمنعه من النزول على الأرض ويقول لو وقع شيء منه على الأرض لنزل عليهم العذاب من السماء وفي الينابع لو وقع منها يعني قطرات الدم شيء على الأرض لم ينبت عليها نبات ثم لم يكتف صلى الله عليه وسلم بإزالة ما ينزل
عليهم من العذاب حتى قال اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. قال في الشفاء انظر ما في هذا القول من غاية الصبر والحلم وقد أظهر فيه سبب الشفقة والرحمة بقوله عليه السلام: لقومي. ثم اعتذر عنه بجهلهم فقال: فإنهم لا يعلمون. والذي كسر رباعيته صلى الله عليه وسلم عتبة بن أبي وقاص أخو سعد رماه بأربعة أحجار فكسر حجر منها رباعيته فقال سعد ما حرصت على قتل رجل قط حرصى على قتل أخي عتبة لما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله، وروي عبد الرزاق أنه صلى الله عليه وسلم دعى فقال اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا. وقال حسان فيه:
(إذ الله جازى معشرا بفعالهم
…
ونصرهم الرحمن رب المشارق)
(فأخزاك ربي يا عتيب بن مالك
…
ولقاك قبل الموت إحدى الصواعق)
(بسطت يمينا للنبي تعمدا
…
فأدميت فاه قطعت بالبوارق)
(فهل لا ذكرت الله والمنزل الذي
…
تصير إليه عند إحدى البوائق)
وفي هذا أنه مات كافرا، وفي الإصابة فيمن ذكر في الصحابة غلطاً لم أر من ذكره في الصحابة إلا ابن مندة بفتح الميم وسكون النون كما في الزرقاني واستند لقول سعد في ابن أمة زمعة عهد إلى عتبة أخي أنه ولده وليس فيه ما يدل على إسلامه وقد شدد أبو نعيم في الإنكار على ابن مندة وبالجملة ليس في شيء من الآثار ما يدل على إسلامه بل فيها ما يصرح بموته على الكفر فلا معنى لإيراده في الصحابة انتهى نقله الزرقاني. وفي المواهب ومن ثم لم يولد من نسله ولد يبلغ الحنث إلا وهو أبخر أي منتن الفم أو أهتم: أي مكسور الثنايا من أصلها، يعرف ذلك في عقبه. وقال في الخميس أبخر أي عطشان لا يروى، وروي ابن الجوزي والخطيب عن الحافظ الفريابي قال بلغني أن الذي كسر رباعيته صلى
الله عليه وسلم لم يولد له صبي فنبتت له رباعية وجرح عتبة أيضا شفته السفلى والذي شجه في جبهته كما لابن هشام هو عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب جد الإمام الفقيه من قبل أبيه وأسلم بعد ذلك قاله أبو عمر تبعا للزبير بن بكار وذكر البلاذري أنه مات في أيام عثمان وأما جده من قبل أمه وهو أخو هذا واسمه عبد الله أيضا فمن السابقين ذكره الزهري والزبير والطبري فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بمكة قبل الهجرة إلى المدينة، والذي جرحه في وجنته الشريفة وهي بتثليث والأشهر الفتح ما ارتفع من لحم الخد هو عبد الله بن قميئة كسفينة كما في القاموس والصحاح وسماه بعضهم عمرا فقال خذها وأنا ابن قميئة فقال صلى الله عليه وسلم وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه أقمأك الله بفتح الهمزة في أوله وفي آخره أخرى أي صغرك وذلك. فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعة قطعة، وروي ابن عائذ أنه انصرف ذلك اليوم إلى أهله فخرج إلى غنمه فوافاها على ذروة جبل فأخذ يعترضها ويشد عليه تيسها فنطحه نطحة رداه من شاهق الجبل فتقطع وهو منقطع ودخلت حلقتان في وجنته حين جرحه من المغفر، تثنية حلقة بسكون اللام والمغفر بكسر الميم وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس قاله القسطلاني فعض عليهما أبو عبيدة بن الجراح وانتزعهما حتى سقطت ثنيتاه من شدة العض ومص مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري الدم من وجنته ثم ازدرده فقال صلى الله عليه وسلم من مس دمي دمه لم تمسه النار، وروي عبد الرازق عن الزهري قال ضرب وجه النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين ضربة بالسيف ووقاه الله تعالى شرها، قال في المواهب يحتمل أنه أراد بالسبعين حقيقتها أو المبالغة في الكثرة أي على عادة العرب في ذلك ووقع صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي حفرها أبو عامر الفاسق الأوسي يكيد بها المسلمين فأخذ علي بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوي قائما وجرح طلحة يومئذ تسعا وثلاثين أو خمسا