الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخلاف في إسلامها، وذكر ابن الجوزي المرضعة وحليمة بنت عروة بن مسعود وذكر بنت مسعود أيضاً الذهبي وسلمه في الإصابة انتهى.
(فبعث زيدا لبني سليم
…
وهم ببطن نخل بالجموم)
(وقد أصابوا نعما وشاءا
…
وأسروا ما الله منهم شاء)
قوله ببطن نخل عن يسار بطن نخل كما قال شارحه، وغيره قال الزرقاني ولم يبين المصنف يعني القسطلاني كغيره عدة الإبل والغنم والأسرى.
ثم سرية زيد أيضاً المتلو اسمه في مساجد المسلمين إلى العيص بكسر المهملة وإسكان التحتية فصاد مهملة موضع قرب البحر قاله ابن الأثير، قال في المواهب على أربع ليال من المدينة قال الزرقاني وقد ينافيه قول الصغاني تبعاً لابن سعد عرض من أعراض المدينة وهو بكسر العين وإسكان الراء المهملتين وضاد معجمة كل واد فيه شجر كذا في النور بأن ما في هذه المسافة أي التي هي أربع ليال لا ينسب لها بعثه عليه الصلاة والسلام في جمادى الأولى سنة ست ومعه سبعون ومائة راكب، هذا هو الصواب كما قال ابن سعد وشيخه وسلمه اليعمري والبرهان والشامي لا ما في المواهب من أنهم سبعون انظر الزرقاني. وعلى الأول اقتصر المناوي يتعرض عيراً لقريش أقبلت من الشام فأخذها وأخذ ما فيها وأخذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية وأسر منهم ناساً فيهم أبو العاصي واسمه لقيط أو الزبير أو هشيم أو مهشم بكسر فسكون ففتح أو بضم ففتح فتثقيل أو ياسر بن الربيع بن عبد العزي بن عبد شمس وأمه هالة أخت خديجة وقدم بهم المدينة فاستجار أبو العاصي بزينب زوجته بنت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأجارته ونادت في الناس بأعلى صوتها لما كبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في صلاة الصبح
أيها الناس إني قد أجرت أبا العاصي
فلما صلى المصطفى عليه الصلاة والسلام من الصلاة أقبل على الناس فقال
أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم؛ قال والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء وقد أجرت من أجرت، ثم دخل صلى الله تعالى عليه وسلم منزله فدخلت عليه زينب فسألته أن يرد عليه ما أخذ منه، فقبل وقال لها أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له.
وروى البيهقي أن زينب قالت له عليه السلام إن أبا العاصي إن قرب فابن عم وإن بعد فأبو ولد وإني قد أجرته. قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه صلى الله تعالى عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاصي فقال لهم إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم وقد أصبتم له مالاً فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم الله فأنتم أحق به، فقالوا يا رسول الله بل نرده عليه حتى إن الرجل ليأتي بالدلو والرجل بالأدواة حتى ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً ثم ذهب إلى مكة فأدى إلى كل ذي مال ماله ثم قال هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟ قالوا لا. قال هل أوفيت ذمتي؟ قالوا اللهم نعم فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً. قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم فلما ردها الله إليكم وفرغت منها أسلمت ثم خرج وقدم المدينة وأخرج الحاكم بسند صحيح أن زينب هاجرت وأبو العاصي على دينه فخرج إلى الشام في تجارة فلما كان قرب المدينة أراد بعض المسلمين الخروج إليه ليأخذوا ما معه ويقتلوه، فبلغ ذلك ذينب فقالت يا رسول الله أليس عقد المسلمين وعهدهم واحداً؟ قال نعم. قالت فاشهد أني قد أجرت أبا العاصي. فلما رأى ذلك الصحابة خرجوا إليه بغير سلاح فقالوا له إنك في شرف قريش وأنت ابن عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فهل لك أن تسلم فتغنم ما معك من أموال أهل مكة فقال بيس ما أمرتموني به؛ إن افتتح ديني بغدر، فمضى إلى مكة وأسلم عندهم ثم هاجر. وذكر ابن عقبة أن الذي أخذ هذه العير أبو
جندل وأبو بصير بفتح الموحدة وأن أسره كان على يد أبي بصير بفتح الموحدة وأن أسره كان على يد أبي بصير بعد الحديبية واستظهره البرهان وصوبه ابن القيم، قال الشامي ويؤيده قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لا يخلص إليك أي لا يطأك، فإنك لا تحلين له لأن تحريم المومنات على المشركين إنما نزل بعد الحديبية انتهى. وعلى هذا القول فالأخذ للعير ليس من السرايا، انظر الزرقاني.
وقال في المواهب وردها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالنكاح الأول قيل بعد سنتين وقيل بعد ست سنين وقيل بعد انقضاء العدة وفي حديث عمرو بن شعيب ردها بنكاح جديد سنة سبع انتهى. وقال السهيلي هذا الحديث يعني حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده هو الذي عليه العمل وإن كان حديث ابن العباس أصح إسناداً يعني الأول لكن لم يقل به أحد من الفقهاء فيما علمت لأن الإسلام فرق بينهما انتهى. وقد قال الترمذي سمعت عبد بن حميد يقول حديث ابن عباس أجود اسناداً والعمل على حديث عمرو بن شعيب قال السهيلي ومن جمع بين الحديثين قال معنى حديث ابن عباس ردها على مثل النكاح الأول في الصداق والحباء فلم تحدث زيادة على ذلك من شرط ولا غيره نقله الزرقاني. وللعراقي:
(فبعثه للعيص حتى أخذوا
…
عير قريش كلها ونفذوا)
(وفضة كثيرة وأسرا
…
ممن مع العير أتوا والصهرا)
(صهر النبي زوج زنيب استجار
…
بها أجارته وأهل أن يجار)
ومعنى نفذوا أي أتوا بها إلى المدينة، وقوله فضة عطف على قوله عيراً. ثم سرية زيد رابعة إلى الطرف بفتح الطاء وكسر الراء المهملتين ففاء. قال في القاموس ككتف عين على ستة وثلاثين ميلاً من المدينة وهو قريب من مراض بميم فراء مهملة آخره ضاد معجمة، كسحاب، وهو موضع أو واد كما في القاموس، بعثه عليه السلام في جمادى الأخيرة سنة ست في خمسة عشر رجلاً إلى بني ثعلبة فأصاب نعماً وشاء وهربت الأعراب لأنهم خافوا أن يكون عليه الصلاة والسلام سار إليهم
وهذه مقدمته وأصبح زيد بالنعم في المدينة وهو عشرون بعيراً ولم يلق كيداً قاله في المواهب وشرحها وكانت غيبته أربع ليال وكان شعار المسلمين أمت أمت أمر بالإمامة تفاؤل مع حصول الغرض من الشعار جعلوا هذه الكلمة علامة يتعارفون بها في ظلمة الليل. وللعراقي:
(فبعثه رابعة إلى الطرف
…
ماء قريب من مراض فانصرف)
(إلى بني ثعلبة أصابوا
…
نعمهم وهرب الإعراب)
والضمير في بعثه لزيد بن سرية زيد خامسة إلى حسمى بكسر الحاء وسكون السين المهملتين مقصور موضع وراء واد القرى بضم القاف وفتح الراء الجوهري اسم أرض بالبادية غليظة لا خير فيها، ينزلها جذام ويقال آخر ما نضب من ماء الطوفان حسمي فبقيت منه بقية إلى اليوم انتهى.
وذكر أن الماء في الطوفان أقام به بعد نضوبه ثمانين سنة وسببها أنه لما أقبل دحية بفتح الدال وكسرها ابن خليفة الكلبي من عند هرقل لما أرسله صلى الله تعالى عليه وسلم إليه يدعوه إلى الإسلام وقد أجاره، وكساه ومعه تجارة له فلقيه الهنيد بضم الهاء وفتح النون وسكون التحتية ابن عارض وابنه عارض بن الهنيذ في ناس من جذام بجيم مضمومة فذال معجمة قبيلة من معد أو اليمن بجبال حسمي قاله الزرقاني؛ وفي القاموس وجذام، كغراب، قبيلة بجبال حسمي من معد انتهى؛ فقطع الهنيد ومن معه الطريق على دحية فأصابوا كل شيء كان معه ولم يتركوا له إلا سمل ثوب وهو بفتح المهملة والميم الثوب الخلق فسمع بذلك نفر من بني الضبيب بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة وسكون التحتية رهط رفاعة بن زيد الجذامي ممن كان أسلم فاستنفذوا لدحية متاعه وقدم دحية على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره بذلك فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ورد معه دحية فكانوا يسرون بالليل ويكمنون بالنهار بضم الميم وفتحها فهجموا مع الصبح على القوم فأكثروا فيهم القتل كما في الزرقاني وقتلوا الهنيد
وابنه وأخذوا ألف بعير وخمسة آلاف شاه كما قاله ابن سعد واليعمري وغيرهما، فما في المواهب فيه سقط بلا شك، قال الزرقاني. وأخذوا مائة من النساء والصبيان فرحل رفاعة بن زيد في نفر من قومه إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقد كان وفد عليه في هدنة الحديبية فأسلم وأهدى له مدعماً وكتب له المصطفى كتاباً هو:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب من محمد رسول الله إلى رفاعة بن زيد، بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله، فمن أقبل ففي حزب الله وحزب رسوله، ومن أدبر فله أمان شهرين.
فلما قدم على قومه أسلموا فلم يلبث إن جاء دحية من عند قيصر فلما قدم رفاعة دفع الكتاب إليه عليه السلام وبعث صلى الله تعالى عليه وسلم إلى زيد بأمره أن يخلي بينهم وبين حرمهم بضم الحاء وفتح الراء جمع حرمة وهي الأهل، وأموالهم، فقال علي أن زيداً لن يطيعني. قال فخذ سيفي هذا فلما أتى علي زيداً فأخبره بذلك قال زيد علامة من رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي أطلب علامة، فقال علي هذا سيفه، فعرفه زيد فرده عليهم. وفي رواية وكانوا ينزعون المرأة من تحت فخذ الرجل. انتهى.
والظاهر أنهم كانوا يطؤون الجواري بلا استبراء لأن وجوبه إنما كان في سبي هوازن والله تعالى أعلم، قاله محمد بن عبد الباقي.
وللعراقي:
(فبعثه خامسة لحسمي
…
إلى جذام فأتاهم هجما)
(صبحا على القوم أصابوا العارضا
…
وأبه هنيداً المعارضا)
(في قومه لدحية الكلبي
…
فقطعوا طريقه بالقي)
(وكان زيد معه خمسمائة
…
فأخذوا الأنعام والسبي فئه)
(مائة النساء والصبيانا
…
فجاء زيد من جذام كانا)
(معه كتاب المصطفى إذا سلما
…
له وللقوم فسأل المغنما)
(أموالهم مع حريمهم فرد
…
كلا إليهم وافياً بما عهد)