الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ}. قذف الله في قلوبهم الخوف فانهزموا إلى مكة من غير سبب، قاله الكشاف انتهى المراد من خبر غزوة أحد وتليها
غزوة حمراء الأسد
قال أبو عبيد وهي تأنيث أحمر مضاف إلى أسد وهي اسم مكان على ثمانية أميال وقيل عشرة على يسار الذاهب من المدينة إلى ذي الحليفة، قال في المواهب وكانت صبيحة يوم أحد، قال الزرقاني وهو يوم السبت فهذه الغزوة يوم الأحد لست عشرة ليلة أو لثمان خلون من شوال على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة والخلاف عندهم كما سبق في أحد ذكر الواقدي أنه صلى الله عليه وسلم باتت وجوه الأنصار على بابه خوفا من كرة العدو فلما طلع الفجر وأذن بلال للصلاة جاء عبد الله بن عمرو المزني فأخبره صلى الله عليه وسلم أنه قد أقبل من أهله حتى إذا كان بملل كجبل بميم ولامين موضع قرب المدينة إذا قريش قد نزلوا فسمعهم يقولون ما صنعتم شيئاً أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبيدوهم فقد بقى منهم رؤؤس يجمعون لكم فارجعوا نستأصل من بقي، وصفوان بن أمية يقول لا تفعلوا فإن القوم قد حربوا بمهملة وموحدة أي غضبوا وأخاف أن يجتمع عليكم من تخلف من الخزرج فارجعوا والدولة لكم فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم، فقال صلى الله عليه وسلم أرشدهم صفوان وما كان برشيد، والذي نفسي بيده لقد سومت لهم الحجارة ولو رجعوا لكانوا كأمس الذاهب ودعا صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر فذكر لهما ما أخبر به المزني فقالا يا رسول الله أطلب العدو لا يقحمون على الذرية أي يدخلون فلما انصرف من صلاة الصبح أمر بلالا أن ينادي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم بطلب عدوكم وأن لا يخرج معنا أحد إلا من خرج معنا أمس أي من شهد أحدا ولعل حكمة ذلك أنه أراد إظهار الشدة للعدو فيعلمون من خروجهم مع كثرة جراحاتهم أنهم على غاية من القوة والرسوخ في الإيمان وحب الرسول، وقال الحافظ بن كثير والمشهور عند أصحاب المغازي أن الذين خرجوا إلى حمراء الأسد كل من شهد أحدا وكانوا سبعمائة قتل منهم سبعون وبقي الباقون. قال الشامي والظاهر
أنه لا تخالف بين قول عائشة الذي في البخاري ومسلم، لما انصرف المسلمون خاف أن يرجعوا فقال من يذهب في أثرهم فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير زاد الطبراني عن ابن عباس وعمر وعثمان وعلي وعمار وطلحة وسعد وابن عوف وأبو عبيدة وحذيفة وابن مسعود وبين قول أهل المغازي لأن معنى قولها فانتدب منهم سبعون أنهم سبقوا غيرهم ثم تلاحق الباقون انتهى. ودعا صلى الله عليه وسلم بلوائه وهو معقود لم يحل فدفعه إلى علي ويقال إلى أبي بكر وستعمل على المدينة ابن أم مكتوم وذكر ابن سعد أنه صلى الله عليه وسلم ركب فرسه وهو مجروح فبعث ثلاثة من أسلم طليعة في آثار القوم فلحق منهم اثنان بالقوم في حمراء الأسد فبصروا بالرجلين فقتلوهما ومضوا ومضى صلى الله عليه وسلم ودليله ثابت بن الضحاك حتى عسكر بحمراء الأسد فوجد الرجلين فدفنهما بقبر واحد وأقام عليه السلام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع وكان المسلمون يوقدون تلك الليالي خمسمائة نار حتى ترى من المكان البعيد فكبت الله بذلك عدوهم. قال في الاكتفاء وتكلم جابر بن عبد الله بن حرام لما أذن مؤذنه لطلب العدو وأن لا يخرج معنا إلا أحد حضر يومنا بالأمس فقال يا رسول الله كان أبي خلفني على أخوات لي سبع، وقال يا بني لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل لهن ولست الذي أثيرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي فتخلف على أخواتك، فتخلفت عليهن، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه، وإنما خرج مرهبا انتهى. وقوله سبع وفي رواية تسع بمثناة فوقية أوله وهو الصحيح قاله الزرقاني وشهد معه صلى الله عليه وسلم يومئذ أخوان من بني عبد الأشهل فرجعا جريحين قال أحدهما فلما أذن مؤذنه صلى الله عليه وسلم بالخروج قلت لأخي أو قال لي أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله ما لنا من دابة نركبها وما منا إلا جريح ثقيل! فخرجنا وكنت أيسر جرحا وكان إذا عقب حملته عقبة ومشي عقبة حتى
انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون انتهى. ومر برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد معبد بن أبي معبد الخزاعي فعزاه بمصاب أصحابه وهو يومئذ مشرك وأسلم بعد، كما جزم به ابن عبد البر وابن الجوزي كما في الزرقاني. وكانت خزاعة عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بالروحاء وقد أجمع الرجعة هو وأصحابه وقالوا أصبنا في أحد أصحاب محمد وقادتهم وأشرافهم ثم نرجع قبل أن نستأصلهم لنكرن عليهم فلنفرغن منهم فلما رأى أبو سفيان معبد قال ما وراءك؟ قال محمد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا قد اجتمع معه من كان تخلف في يومكم وندموا على ما صنعوا فيهم من الحنق عليكم شيئا لم أر مثله قط، قال ويلك ما تقول؟ قال ما أرى أن نرتحل حتى ترى نواصي الخيل قال لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم، قال فإني أنهاك عن ذلك! والله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتا، قال وما قلت؟ قال قلت:
(كادت تهد من الأصوات راحلتي
…
إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل)
(تردي بأسد كرام لا تنابلة
…
عند اللقاء ولا ميل معازيل)
(فظلت أعدو أظن الأرض مائلة
…
لما سموا برئيس غير مخذول)
(فقلت ويل ابن حرب من لقائكم
…
إذا تغطمطت البطحاء بالخيل)
إلى آخرها
…
فثنى ذلك المشركين فرجعوا إلى مكة انتهى. والتنابلة القصار، وتغطمطت لفظ مستعار من الغطمطة وهي غليان القدر، ولما رجع صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أصاب قبل وصوله إلى المدينة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وهو جد عبد الملك بن مروان أبو أمه عائشة وكان لجأ إلى عثمان فاستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه على أنه إن وجد بعد ثلاثة أيام قتل فأقام بعد ثلاث وتوارى فبعث صلى الله عليه وسلم زيدا بن حارثة
وعمار بن ياسر فقال لهما إنكما ستجدانه بموضع كذا فوجداه ووثقاه وقتلاه صبرا بأمر من رسول الله وأصاب أبا عزة بعين مهملة مفتوحة فزاي مشددة فهاء تأنيث عمرو بن عبد الله الجمحي وكان أسره ببدر ثم من عليه، فقال يا رسول الله أقلني، فقال والله لا تسمح عارضيك بمكة تقول خدعت محمدا مرتين، اضرب عنقه يا زبير، فضرب عنقه، وعن سعيد بن المسيب أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين اضرب عنقه يا عاصم بن ثابت فضرب عنقه ثم بعد حمراء الأسد غزوة بني النضير ويأتي الكلام عليها إن شاء الله عند ذكر الناظم لها، ثم بعد ذكر غزوة بني النضير غزوة ذات الرقاع كما لابن إسحاق وغيره، وفي الاكتفاء أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادي ثم غزي نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان وهي غزوة ذات الرقاع انتهى المراد منه. والرقاع بكسر الراء بعدها قاف فألف فعين مهملة جمع رقعة بالضم كبرمة وبرام وهي غزوة محارب وغزوة بني ثعلبة وغزوة بني أنمار وغزوة صلاة الخوف لوقوعها فيها وغزوة الأعاجيب لما وقع فيها من الأمور العجيبة، فقول البخاري وهي غزوة محارب بن خصفة من بني ثعلبة بن غطفان وهم، لاقتضائه أن ثعلبة جد لمحارب وليس كذلك، فصوابه كما عند ابن إسحاق وغيره وبني ثعلبة بواو العطف فإن غطفان بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة هو ابن سعد بن قيس عيلان ومحارب بضم الميم هو ابن خصفة بفتح المعجمة والصاد المهملة والفاء ابن قيس عيلان، فمحارب وغطفان ابنا عم وبنو ثعلبة بمثلثة وعين مهملة من غطفان لأن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بفتح الموحدة وكسر المعجمة وسكون التحتية فضاد معجمة ابن ريث بفتح الراء وسكون التحتية فمثلثة ابن غطفان قاله العلامة الزرقاني. وقال في الفتح والذي ينبغي الجزم به أنها بعد غزوة بني قريظة قال الزرقاني كما صنع البخاري وبه جزم أبو معشر، قال مغلطاي وهو من المعتمدين في السير انتهى.
وفي المواهب سميت بذلك لأنهم رقعوا فيها راياتهم قاله ابن هشام وقيل شجرة في ذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع، قال شارحه قيل لأن هذه الشجرة كانت العرب تعبدها وكل من كان منهم له حاجة يربط بها خرقة وقيل الأرض التي نزلوها فيها بقع سود وبقع بيض كأنها مرقعة برقاع مختلفة فسميت بذلك وقال الواقدي لجبل هناك فيه بقع وقال الداودي سميت بذلك لوقوع صلاة الخوف فيها لترقيع الصلاة فيها. وأصح من هذه الأقوال أنها سميت بذلك للفهم الخرق فيها على أرجلهم لما نقبت بفتح النون وكسر القاف أقدامهم، أي رقت وقرحت من الحفاء كما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه، وكان من خبر هذه الغزوة أنه عليه السلام غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة وبني أنمار لما بلغه أنهم جمعوا الجموع إليهم فخرج ليلة السبت لعشر خلون من المحرم على قول ابن سعد وابن حبان أو في جمادي على ما تقدم وهو لابن إسحاق في أربعمائة من أصحابه، وقيل سبعمائة وقيل ثمانمائة واستعمل على المدينة عثمان بن عفان وسار حتى وصل واد الشقرة بضم الشين المعجمة وسكون القاف فأقام يوما وبث سراياه فرجعوا من الليل ولم يروا أحدا فسار حتى نزل نخلا بالخاء المعجمة، موضع من أراضي غطفان وهو من المدينة على يومين وهو بواد يقال شدخ بشين معجمة بعدها مهملة ساكنة فخاء معجمة فلم يجد في مجالسهم إلا نسوة فأخذهن وهربوا في رؤوس الجبال كذا قال ابن سعد وقال ابن إسحاق لقي جمعا منهم ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس حتى صلى صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف وكانت غيبته عليه السلام في هذه الغزوة عن المدينة خمس عشرة ليلة وبعث جعال بن سراقة بشيرا بسلامته وسلامة المسلمين. وعن جابر كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات القاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها له صلى الله عليه وسلم فنمنا نومة فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلق بالشجرة وهو نائم فاخترطه يعني سله من غمدة فقال له تخافني؟ قال لا: قال فمن يمنعك مني؟ قال الله يمنعني منك، فسقط
السيف من يده. فأخذه عليه الصلاة والسلام فقال من يمنعك مني؟ فقال كن خير آخذ. قال تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ ! قال الأعرابي أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، قال فخلى سبيله فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس، وذكر الواقدي في نحو هذه القصة أن هذا الإعرابي دعثور بضم الدال المهملة وسكون العين المهملة وضم المثلثة وسكون الواو وراء مهملة وأنه أسلم ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير. وفي رواية ابن إسحاق أنه اسلم بعد وأنه رمي بالزلخة بضم الزاء وشد اللام بعدها خاء معجمة فهاء تأنيث وهي وجع الصلب حين هم بقتله صلى الله عليه وسلم فندر، بنون ودال وراء مهملتين، السيف أي سقط من يده وسقط هو إلى الأرض فلم يستطع القيام وقال البخاري عن مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر اسم الرجل غورث بن الحارث بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الراء فمثلثة وقيل بضم أوله، وحكي الخطابي فيه غويرث بالتصغير ووقع عند الخطيب بالكاف بدل الثاء وقال في المواهب وتقدم في غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر بناحية نجد مثل هذه القصة لرجل اسمه دعثور وأنه قام على رأسه صلى الله عليه وسلم فقال من يمنعك مني اليوم؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الله! فدفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده، وأنه أسلم. قال في عيون الأثر والظاهر أن الخبرين واحد اختلف الرواة في اسمه فبعضهم سماه دعثورا وبعضهم سماه غورث وقال غيره من المحققين الصواب أنهما قصتان في غزوتين قصة لرجل اسمه دعثور بغزوة ذي أمر وفيه التصريح بأنه أسلم ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير وقصة بذات الرقاع لرجل اسمه غورث وليس في قصته تصريح وبإسلامه انتهى. وفي انصرافه عليه السلام من هذه الغزوة أبطأ جمل جابر بن عبد الله فلا يكاد يسير فنخسه النبي صلى الله عليه وسلم بعصي نخسات ولمسلم وأحمد فضربه برجله ودعا له فانطلق متقدما بين يدي الركاب ولأبي نعيم أنه نفث في ماء ثم مرج من الماء في نحره ثم ضربه بالعصي
فوثب فقال اركب! قلت إني أرضى أن يساق معنا، قال اركب فركبت فو الذي نفسي بيده لقد رأيتني وأنا أكفه عنه صلى الله عليه وسلم إرادة أن لا يسبقه ثم قال أتبيعنيه فابتاعه بأوقية وقال لك ظهره إلى المدينة، فلما وصلها أعطى الثمن وأرجح ووهب له الجمل، ثم بعد ذات الرقاع غزوة بدر الصغرى لعدم وقوع حرب فيها فهي صغرى بالنسبة لبدر الكبرى وتسمى بدر الموعد للمواعدة مع أبي سفيان عليها يوم أحد وهي الثالثة، فقد مر أن أبا سفيان قال يوم أحد الموعد بيننا وبينكم بدر من العام القابل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر قل نعم هو بيننا وبينكم موعد ولما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة من غزوة ذات الرقاع أقام بها بقية جمادي الأولى وجمادي الأخيرة ورجبا ثم خرج في شعبان سنة أربع إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله ومعه كما رواه الحاكم ألف من أصحابه وخمسمائة معهم عشرة أفراس فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرس لأبي بكر وفرس لعمر وفرس للزبير وفرس لسعيد بن زيد وفرس للمقداد وفرس لأبي قتادة وفرس للحباب وفرس لعباد بن بشر فهذه تسعة ولم يسم العاشر واستخلف ابن رواحة على المدينة وحمل اللواء على بن أبي طالب فأقاموا ثماني ليال على بدر ينتظرون أبا سفيان وخرج أبو سفيان في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا كذا عند الواقدي حتى نزلوا مجنة بميم فجيم فنون مشددة مفتوحات ويجوز كسر الميم سوق بقرب مكة من ناحية مر الظهران بفتح الميم وشد الراء وفتح الظاء المشالة وإسكان الهاء واد بين مكة وعسفان، ويقال حتى نزل عسفان ثم رجع فقال يا معشر قريش إنه لا يصلحكم إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإن عامكم هذا عام جدب وإني راجع فارجعوا، فرجع الناس فسماهم أهل مكة جيش السويق يقولون إنما خرجتم تشربون السويق، وهو قمح أو شعير يقلى ثم يطحن ويتزود به ملتوتا بماء أو عسل أو سمن وأتى مخشى بن عمر الضمري رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وهو الذي كان وادعه على بني ضمرة في غزوة
ودان فقال يا محمد أجئت للقاء قريش على هذا الماء؟ فقال نعم يا أخا بني ضمرة وإن شئت مع ذلك رددنا إليك ما كان بيننا وبينك ثم جالدناك حتى يحكم الله بيننا وبينك. قال لا والله ما لي بذلك منك من حاجة. ومر به صلى الله عليه وسلم وهو هناك معبد الخزاعي فقال وناقته تهوي وقد رأى مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قد نفرت من رفقتي محمد
…
وعجوة من يثرب كالعسجد)
(تهوى على دين أبيها الأتلد
…
قد جعلت ماء قديد موعد)
(وماء ضجنان لها ضحى الغد .... )
قول كالعسجد في هامش منسوب للسهيلي أنه حب الزبيب وقديد كزبير موضع وضجنان كسكران جبل قرب مكة وقال ابن رواحة في ذلك ويقال إنها لكعب بن مالك.
(وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد
…
لميعاده صدقا وما كان وافيا)
(فأقسم لو وافيتنا فلقيتنا
…
لأبت ذميما وافتقدت المواليا)
(تركنا بها أصال عتبة وابنه
…
وعمرا أبا جهل تركناه ثاويا)
(عصيتم رسول الله أف لدينكم
…
وأمركم الشيء الذي كان غاويا)
(فإني وإن عنفتموني لقائل
…
فدي لرسول الله أهلي وماليا)
(أطعناه لم نعدله فينا بغيره
…
شهابا لنا في ظلمة الليل باديا)
وقال حسان بن ثابت:
(دعوا فلجات الشام قد حال دونها
…
جلاد كأفواه المخاض الأوارك)
(بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم
…
وأنصار حقا وأيدي الملائك)
(إذا سلكت للغور من بطن عالج
…
فقولا لها ليس الطريق هنا لك)
(أقمنا على الرس النزوع ثمانيا
…
بأرعن جرار عظيم المبارك)
(بكل كميت جوزه نصف خلقه
…
وقب طوال مشرفات الحوالك)
(ترى العرفج العادي تدمى أصوله
…
مناسم أخفاف المطي الرواتك)
(فإن نلق في تطوافنا والتماسنا
…
فراة ابن حيان يكن رهن هالك)
في القاموس الفلج محركة النهر الصغير، انتهى. وفي هامش منسوب للسهيلي أن أبا حنيفة رواه بالحاء، وقال الفلحة