المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط مكتبة ابن تيمية

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌أول القصيدة

- ‌فصل: في مقدمة نافعة قبل التحكيم

- ‌فصل: وهذا أول عقد مجلس التحكيم

- ‌فصل: في قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن

- ‌فصل: في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن

- ‌فصل: في مذهب الاقترانية

- ‌فصل: في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة

- ‌فصل: في مذهب الكرامية

- ‌فصل: في ذكر مذهب أهل الحديث

- ‌فصل: في إلزامهم القول بنفي الرسالة إذا انتفت صفة الكلام

- ‌فصل: في إلزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص إذا انتفت صفة الكلام

- ‌فصل: في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه

- ‌فصل: في التفريق بين الخلق والأمر

- ‌فصل: في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان

- ‌فصل: في كلام الفلاسفة والقرامطة في كلام الرب جل جلاله

- ‌فصل: في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله

- ‌فصل: في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه

- ‌فصل في الرد عى الجهمية المعطلة القائلين بأنه ليس على العرش إله يعبد ولا فوق السموات إله يصلى له ويسجد، وبيان فساد قولهم عقلا ونقلا ولغة وفطرة

- ‌فصل: في سياق هذا الدليل على وجه آخر

- ‌فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

- ‌فصل: في الإشارة إلى ذلك من السنة

- ‌فصل: في جناية التأويل على ما جاء به الرسول والفرق بين المردود منه والمقبول

- ‌فصل: فيما يلزم مدعي التأويل لتصحيح دعواه

- ‌فصل: في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل

- ‌فصل: في شبه المحرفين للنصوص باليهود وإرثهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم به من هذا الشبه

- ‌فصل: في بيان بهتانهم في تشبيه أهل الإثبات بفرعون وقولهم إن مقالة العلو عنه أخذوها وأنهم أولى بفرعون وهم أشباهه

- ‌فصل: في بيان تدليسهم وتلبيسهم الحق بالباطل

- ‌فصل: في بيان سبب غلطهم في الألفاظ والحكم عليها باحتمال عدة معان حتى أسقطوا الاستدلال بها

- ‌فصل: في بيان شبه غلطهم في تجريد اللفظ بغلط الفلاسفة في تجريد المعاني

- ‌فصل: في بيان تناقضهم وعجزهم عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب

- ‌فصل: في المطالبة بالفرق بين ما يتأول وما لا يتأول

- ‌فصل: في ذكر فرق لهم آخر وبيان بطلانه

- ‌فصل: في بيان مخالفة طريقهم لطريق أهل الاستقامة عقلا ونقلا

- ‌فصل: في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج

- ‌فصل: في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية وبيان من أولى بالوصف المذموم من هذا اللقب من الطائفتين وذكر أول من لقب به أهل السنة أم أهل البدعة

- ‌فصل: في بيان عدوانهم في تلقيب أهل القرآن والحديث بالمجسمة وبيان أنهم أولى بكل لقب خبيث

- ‌فصل: في بيان مورد أهل التعطيل وأنهم تعوّضوا بالقلوط عن السلسبيل

- ‌فصل: في بيان هدمهم لقواعد الإسلام والإيمان بعزلهم نصوص السنة والقرآن

- ‌فصل: في بطلان قول الملحدين إن الاستدلال بكلام الله ورسوله لا يفيد العلم واليقين

- ‌فصل: في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألقاب القبيحة الشنيعة

- ‌فصل: في نكتة بديعة تبين ميراث الملقبين والملقبين من المشركين والموحدين

- ‌فصل: في بيان اقتضاء التجهم والجبر والإرجاء للخروج عن جميع ديانات الأنبياء

- ‌فصل: في جواب الرب تبارك وتعالى يوم القيامة إذا سأل المعطل والمشبه عن قول كل منهما

- ‌فصل: في تحميل أهل الإثبات للمعطلين شهادة تؤدى عند رب العالمين

- ‌فصل: في عهود المثبتين مع رب العالمين

- ‌فصل: في شهادة أهل الإثبات على أهل التعطيل أنه ليس في السماء إله يعبد ولا لله بيننا كلام ولا في القبر رسول الله

- ‌فصل: في الكلام في حياة الأنبياء في قبورهم

- ‌فصل: فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور

- ‌فصل: في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة

- ‌فصل: في كسر المنجنيق الذي نصبه أهل التعطيل على معاقل الإيمان وحصونه جيلا بعد جيل

- ‌فصل: في أحكام بيان هذه التراكيب الستة

- ‌فصل: في أقسام التوحيد والفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد النفاة المعطلين

- ‌فصل: في النوع الثاني من أنواع التوحيد لأهل الإلحاد

- ‌فصل: في النوع الثالث من التوحيد لأهل الإلحاد

- ‌فصل: في النوع الرابع من أنواعه

- ‌فصل: في بيان توحيد الأنبياء والمرسلين ومخالفته لتوحيد الملاحدة والمعطلين

- ‌فصل: في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثبوت

- ‌فصل: في بيان حقيقة الإلحاد في أسماء رب العالمين وذكر انقسام الملحدين

- ‌فصل: في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء والمرسلين المخالف لتوحيد المشركين والمعطلين

- ‌فصل: في صف العسكرين وتقابل الصفين واستدارة رحى الحرب العوان وتصاول الأقران

- ‌فصل: في عقد الهدنة والأمان الواقع بين المعطلة وأهل الإلحاد حزب جنكيزخان

- ‌فصل: في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة أمراء الإثبات والتوحيد

- ‌فصل: في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان

- ‌فصل: في كسر الطاغوت الذي نفوا به صفات ذي الملكوت والجبروت

- ‌فصل: في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين وبين النفاة المعطلين

- ‌فصل: في بيان أن التعطيل أساس الزندقة والكفران والإثبات أساس العلم والإيمان

- ‌فصل: في بهت أهل الشرك والتعطيل في رميهم أهل التوحيد والإثبات بتنقيص الرسول

- ‌فصل: في تعيين أن اتباع السنة والقرآن طريقة النجاة من النيران

- ‌فصل: في تيسير السير إلى الله على المثبتين الموحدين وامتناعه على المعطلين والمشركين

- ‌فصل: في ظهور الفرق بين الطائفتين وعدم التباسه إلا على من ليس ذي عينين

- ‌فصل: في التفاوت بين حظ المثبتين والمعطلين من وحي رب العالمين

- ‌فصل: في بيان الاستغناء بالوحي المنزل من السماء عن تقليد الرجال والآراء

- ‌فصل: في بيان شروط كفاية النصين والاستغناء بالوحيين

- ‌فصل: في لازم المذهب هل هو مذهب أم لا

- ‌فصل: في الرد عليهم في تكفيرهم أهل العلم والإيمان وذكر انقسامهم إلى أهل الجهل والتفريط والبدع والكفران

- ‌فصل: في تلاعب المكفرين لأهل السنة والإيمان بالدين كتلاعب الصبيان

- ‌فصل: في أن أهل الحديث هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبغض الأنصار رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌فصل: في تعين الهجرة من الآراء والبدع إلى سنته كما كانت فرضا من الأمصار إلى بلدته عليه السلام

- ‌فصل: في ظهور الفرق المبين بين دعوة الرسل ودعوة المعطلين

- ‌فصل: في شكوى أهل السنة والقرآن أهل التعطيل والآراء المخالفين للرحمن

- ‌فصل: في أذان أهل السنة الأعلام بصريحها جهرا على رؤوس منابر الإسلام

- ‌فصل: في تلازم التعطيل والشرك

- ‌فصل: في بيان أن المعطل شر من المشرك

- ‌فصل: في مثل المشرك والمعطل

- ‌فصل: فيما أعد الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند فساد الزمان

- ‌فصل: فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

- ‌فصل: في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

- ‌فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن

- ‌فصل: في ذكر الخلاف بين الناس هل تحبل نساء أهل الجنة أم لا

- ‌فصل: في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى ونظرهم إلى وجهه الكريم

- ‌فصل: في يوم المزيد وما أعد لهم من الكرامة

- ‌فصل: في ذبح الموت بين الجنة والنار والرد على من قال إن الذبح لملك الموت وأن ذلك مجاز لا حقيقة

- ‌فصل: في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح

- ‌فصل: في إقامة المأتم على المتخلفين عن رفقة السابقين

- ‌فصل: في زهد أهل العلم والإيمان وإيثارهم الذهب الباقي على الخزف الفاني

- ‌فصل: في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والإيمان أن يتجرد إلى الله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فإن رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرت إليه

- ‌فصل: في توجه أهل السنة إلى رب العالمين أن ينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده المؤمنين

الفصل: ‌فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

وإذا أقر بواحد من ذينك الأ

مرين قبل خده النصراني

ويقول أهلا بالذي هو مثلنا

خشداشنا وحبيبنا الحقاني

وإذا نفى الأمرين فأسأله إذا

هل ذاته استغنت عن الأكوان

فلذاك قام بنفسه أم قام بالأ

عيان كالأعراض والأكوان

فإذا أقر وقال بل هو قائم

بالنفس فاسأله وقل ذاتان

بالنفس قائمتان أخبرني هما

مثلان أو ضدان أو غيران

وعلى التقادير الثلاث فإنه

لولا التباين لم يكن شيئان

ضدين أو مثلين أو غيرين كا

نا بل هما لا شك متحدان

فلذاك قلنا إنكم باب لمن

بالاتحاد يقول بل بابان

نقطتم لهم وهم خطو على

نقط لكم كمعلم الصبيان

ص: 72

‌فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سمواته على عرشه

ولقد أتانا عشر أنواع من

المنقول في فوقية الرحمن

مع مثلها أيضا تزيد بواحد

ها نحن نسردها بلا كتمان

منها استواء الرب فوق العرش في

سبع أتت في محكم القرآن

ص: 72

وكذلك اطردت بلا لام ولو

كانت بمعنى اللام في الأذهان

لأتت بها في موضع كي يحمل الـ

باقي عليها بالبيان الثاني

ونظير ذا إضمارهم في موضع

حملا على المذكور في التبيان

لا يضمرون مع اطراد دون ذكر

المضمر المحذوف دون بيان

بل في محل الحذف يكثر ذكره

فإذا هم ألفوه إلف لسان

حذفوه تخفيفا وإيجازا فلا

يخفى المراد به على الإنسان

هذا ومن عشرين وجها يبطل

التفسير باستولى لذي العرفان

قد أفرد بمصنف لإمام هذا

الشأن بحر العالم الرباني

فصل:

هذا وثانيها صريح علوه

وله بحكم صريحه لفظان

لفظ العلي ولفظه الأعلى معر

فة لقصد بيان

إن العلو له بمطلقه على التـ

ـعميم والإطلاق بالبرهان

وله العلو من الوجوه جميعها

ذاتا وقهرا مع علو الشان

لكن نفاة علوه سلبوه إكـ

مال العلو فصار ذا نقصان

حاشاه من إفك النفاة وسلبهم

فله الكمال المطلق الرباني

وعلوه فوق الخليقة كلها

فطرت عليه الخلق والثقلان

لا يستطيع معطل تبديلها

أبدا وذلك سنة الرحمن

ص: 73

كل إذا ما نابه أمر يرى

متوجها بضرورة الإنسان

نحو العلو فليس يطلب خلفه

وأمامه أو جانب الإنسان

ونهاية الشبهات تشكيك وتخميش

وتغبير على الإيمان

لا يستطيع تعارض المعلوم والـ

معقول عند بدائه الإنسان

فمن المحال القدح في المعلوم

بالشبهات هذا بين البطلان

وإذا البدائه قابلتها هذه

الشبهات لم تحتج إلى بطلان

شتان بين مقالة أوصى بها

بعض لبعض أول للثاني

ومقالة فطر الإله عباده

حقا عليها ما هما عدلان

فصل

هذا وثالثها صريح الفوق مصـ

حوبا بمن وبدونها نوعان

إحداهما هو قابل التأويل والأ

صل الحقيقة وحدها ببيان

فإذا ادعى تأويل ذلك مدع

لم تقبل الدعوى بلا برهان

لكنما المجرور ليس بقابل التأ

ويل في لغة وعرف لسان

وأصخ لفائدة جليل قدرها

تهديك للتحقيق والعرفان

إن الكلام إذا أتى بسياقه

يبدي المراد لمن له أذنان

أضحى كنص قاطع لا يقبل

التأويل يعرف ذا أولو الأذهان

فسياقة الألفاظ مثل شواهد ال

أحوال إنهما لنا صنوان

ص: 74

إحداهما للعين مشهود بها

لكن ذاك لمسمع الإنسان

فإذا أتى التأويل بعد سياقة

تبدي المراد أتى على استهجان

وإذا أتى الكتمان بعد شواهد ال

أحوال كان كأقبح الكتمان

فتأمل الألفاظ وانظر ما الذي

سيقت له إن كنت ذا عرفان

والفوق وصف ثابت بالذات من

كل الوجوه لفاطر الأكوان

لكن نفاة الفوق ما وافوا به

جحدوا كمال الفوق للديان

بل فسروه بأن قدر الله أعـ

لى لا بفوق الذات للرحمن

قالوا وهذا مثل قول الناس في

ذهب يرى من خالص العقبان

هو فوق جنس الفضة البيضاء لا

بالذات بل في مقتضى الأثمان

والفوق أنواع ثلاث كلها

لله ثابتة بلا نكران

هذا الذي قالوا وفوق القهر وال

فوقية العليا على الأكوان

هذا ورابعها عروج الروح وال

أملاك صاعدة إلى الرحمن

ولقد أتى في سورتين كلاهما

اشتملا على التقدير بالأزمان

في سورة فيها المعارج قدرت

خمسين ألفا كامل الحسبان

وبسجدة التنزيل ألفا قدرت

فلأجل ذا قالوا هما يومان

يوم المعاد بذي المعارج ذكره

واليوم في تنزيل في ذا الآن

وكلاهما عندي فيوم واحد

وعروجهم فيه إلى الديان

فالألف فيه مسافة لنزولهم

وصعودهم نحو الرفيع الداني

هذي السماء فإنها قد قدرت

خمسين في عشر وذا صنفان

ص: 75

لكنما الخمسون ألف مسافة

السبع الطباق وبعد ذي الأكوان

من عرش رب العالمين إلى الثرى

عند الحضيض الأسفل التحتاني

واختار هذا القول في تفسيره

البغوي ذاك العالم الرباني

ومجاهد قد قال هذا القول

لكن ابن اسحاق الجليل الشان

قال المسافة بيننا والعرش ذا

المقدار في سير من الإنسان

والقول الأول قول عكرمة وقو

ل قتادة وهما لنا علمان

واختاره الحسن الرضا ورواه عن

بحر العلوم مفسر القرآن

ويرجع القول الذي قد قاله

ساداتنا في فرقهم أمران

أحداهما ما في الصحيح لمانع

لزكاته من هذه الأعيان

يكوى بها يوم القيامة ظهره

وجبينه وكذلك الجنبان

خمسون ألفا قدر ذاك اليوم في

هذا الحديث وذاك ذو تبيان

فالظاهر اليومان في الوجهين يو

م واحد ما إن هما يومان

قالوا وإيراد السياق يبين المضـ

ـمون منه بأوضح التبيان

فانظر إلى الإضمار ضمن يرونه

ونراه ما تفسيره ببيان

فاليوم بالتفسير أولى من عذا

ب واقع للقرب والجيران

ويكون ذكر عروجهم في هذه الدنيـ

ـا ويوم قيامة الأبدان

فنزولهم أيضا هنالك ثابت

كنزولهم أيضا هنا للشان

وعروجهم بعد القضا كعروجهم

أيضا هنا فلهم إذاً شأنان

ويزول هذا السقف يوم معادنا

فعروجهم للعرش والرحمن

ص: 76

هذا وما اتضحت لدي وعلمها المـ

ـوكول بعد لمنزل القرآن

وأعوذ بالرحمن من جزم بلا

علم وهذا غاية الإمكان

والله أعلم بالمراد بقوله

ورسوله المبعوث بالفرقان

فصل

هذا وخامسها صعود كلامنا

بالطيبات إليه والإحسان

وكذا صعود الباقيات الصالحا

ت إليه من أعمال ذي الإيمان

وكذا صعود تصدق من طيب

أيضا إليه عند كل أوان

وكذا عروج ملائك قد وكلوا

منا بأعمال وهم بدلان

فإليه تعرج بكرة وعشية

والصبح يجمعهم على القرآن

كي يشهدون ويعرجون إليه بالأعمـ

ـال سبحان العظيم الشان

وكذاك سعي الليل يرفعه إلى الـ

ـرحمن من قبل النهار الثاني

وكذاك سعي اليوم يرفعه له

من قبل ليل حافظ الإنسان

وكذلك معراج الرسول إليه حـ

ـق ثابت ما فيه من نكران

بل جاوز السبع الطباق وقد دنى

منه إلى أن قدرت قوسان

بل عاد من موسى إليه صاعدا

خمسا عداد الفرض في الحسبان

وكذاك رفع الروح عيسى المرتضى

حقا إليه جاء في القرآن

وكذاك تصعد روح كل مصدق

لما تفوز بفرقة الأبدان

ص: 77

حقا إليه كي تفوز بقربه

وتعود يوم العرض للجثمان

وكذا دعا المضطر أيضا صاعد

أبدا إليه عند كل أوان

وكذا دعا المظلوم أيضا صاعد

حقا إليه قاطع الأكوان

فصل

هذا وسادسها وسابعها النزول

كذلك التنزيل للقرآن

والله أخبرنا بأن كتابه

تنزيله بالحق والبرهان

أيكون تنزيلا وليس كلام من

فوق العباد أذاك ذو إمكان

أيكون تنزيلا من الرحمن والر

حمن ليس مباين الأكوان

وكذا نزول الرب جل جلاله

في النصف من ليل وذاك الثاني

فيقول لست بسائل غيري بأحـ

ـوال العباد أنا العظيم الشان

من ذاك يسألني فيعطى سؤله

من ذا يتوب إلي من عصيان

من ذاك يسألني فأغفر ذنبه

فأنا الودود الواسع الغفران

من ذا يريد شفاءه من سقمه

فأنا القريب مجيب من ناداني

ذا شأنه سبحانه وبحمده

حتى يكون الفجر فجرا ثان

يا قوم ليس نزوله وعلوه

حقا لديكم بل هما عدمان

وكذا يقول ليس شيئا عندكم

لا ذا ولا قول سواه ثان

كل مجاز لا حقيقة تحته

أول وزد وانقص بلا برهان

ص: 78

فصل

هذا وثامنها بسورة غافر

هو رفعة الدرجات للرحمن

درجاته مرفوعة كمعارج

أيضا له وكلاهما رفعان

وفعيل فيها ليس معنى فاعل

وسياقها يأباه ذو التبيان

لكنها مرفوعة درجاته

لكمال رفعته على الأكوان

هذا هو القول الصحيح فلا تحد

عنه وخذ معناه في القرآن

فنظيرها المبدي لنا تفسيرها

في ذي المعارج ليس يفترقان

والروح والأملاك تصعد في معا

رجه إليه جل ذو السلطان

ذا رفعة الدرجات حقا ما هما

إلا سواء أو هما شبهان

فخذ الكتاب ببعضه بعضا كذا

تفسير أهل العلم للقرآن

فصل

هذا وتاسعها النصوص بأنه

فوق السماء وذا بلا حسبان

فاستحضر الوحيين وأنظر ذاك تلقـ

ـاه مبينا واضح التبيان

ولسوف نذكر بعض ذلك عن قر

يب كي تقوم شواهد الإيمان

وإذا أتتك فلا تكن مستوحشا

منها ولا تك عندها بجبان

ليست تدل على انحصار إلهنا

عقلا ولا عرفا ولا بلسان

ص: 79

إذ أجمع السلف الكرام بأن معنـ

ـاها كمعنى الفوق بالبرهان

أو أن لفظ سمائه يعنى به

نفس العلو المطلق الحقاني

والرب فيه وليس يحصره من الـ

ـمخلوق شيء عز ذو السلطان

كل الجهات بأسرها عدمية

في حقه هو فوقها ببيان

قد بان عنها كلها فهو المحيـ

ـط ولا يحاط بخالق الأكوان

ما ذاك ينقم بعد ذو التعطيل من

وصف العلو لربنا الرحمن

أيرد ذو عقل سليم قط ذا

بعد التصور يا أولي الأذهان

والله ما رد امرؤ هذا بغـ

ير الجهل أو بحمية الشيطان

فصل

هذا وعاشرها اختصاص البعض من

أملاكه بالعند للرحمن

وكذا اختصاص كتاب رحمته

بعند الله فوق العرش ذو تبيان

لو لم يكن سبحانه فوق الورى

كانوا جميعا عند ذي السلطان

ويكون عند الله إبليس وجبريل

هما في العند مستويان

وتمام ذاك القول أن محبة الرحمن

عين إرادة الأكوان

وكلاهما محبوبه ومراده

وكلاهما هو عنده سيان

إن قلتم عندية التكوين

فالذاتان عند الله مخلوقان

أو قلتم عندية التقريب تقريب

الحبيب وما هما عدلان

ص: 80

فالحب عندكم المشيئة نفسها

وكلاهما في حكمهما مثلان

لكن منازعكم يقول بأنها

عندية حقا بلا روغان

جمعت له حب الإله وقربه

من ذاته وكرامة الإحسان

والحب وصف وهو غير مشيئة

والعند قرب ظاهر التبيان

فصل

هذا وحادي عشرهن إشارة

نحو العلو بإصبع وبنان

لله جل جلاه لا غيره

إذ ذاك إشراك من الإنسان

ولقد أشار رسوله في مجمع

الحج العظيم بموقف الغفران

نحو السماء بأصبع قد كرمت

مستشهدا للواحد الرحمن

يا رب فاشهد أنني بلغتهم

ويشير نحوهم لقصد بيان

فغدا البنان مرفعا ومصوبا

صلى عليك الله ذو الغفران

أديت ثم نصحت إذ بلغتنا

حق البلاغ الواجب الشكران

فصل

هذا وثاني عشرها وصف الظهو

ر له كما قد جاء في القرآن

والظاهر العالي الذي ما فوقه

شيء كما قد قال ذو البرهان

حقا رسول الله ذا تفسيره

ولقد رواه مسلم بضمان

ص: 81

فاقبله لا تقبل سواه من التفا

سير التي قيلت بلا برهان

والشيء حين يتم منه علوه

فظهوره في غاية التبيان

أو ما ترى هذي السما وعلوها

وظهورها وكذلك القمران

والعكس أيضا ثابت فسفوله

وخفاؤه إذ ذاك مصطحبان

فانظر إلى علو المحيط وأخذه

صفة الظهور وذاك ذو تبيان

وانظر خفاء المركز الأدنى ووص

ف السفل فيه وكونه تحتاني

وظهوره سبحانه بالذات مث

ل علوه فهما له صفتان

لا تجحدنها جحود الجهم أو

صاف الكمال تكون ذا بهتان

وظهوره هو مقتض لعلوه

وعلوه لظهوره ببيان

وكذاك قد دخلت هناك الفاء

للتسبيب مؤذنة بهذا الشان

فتأملن تفسير أعلم خلقه

بصفاته من جاء بالقرآن

إذ قال أنت كذا فليس لضده

أبدا إليك تطرق الإتيان

فصل

هذا وثالث عشرها إخباره

أنا نراه بجنة الحيوان

فسل المعطل هل نرى من تحتنا

أم عن شمائلنا وعن أيمان

أم خلفنا وأمامنا سبحانه

أم هل نرى من فوقنا ببيان

يا قوم ما في الأمر شيء غير

ذا أو أن رؤيته بلا إمكان

ص: 82

إذ رؤية لا في مقابلة من الرائي

محال ليس في الإمكان

ومن ادعى شيئا سوى ذا

كان دعواه مكابرة على الأذهان

ولذاك قال محقق منكم لأهل

الاعتزال مقالة بأمان

ما بيننا خلف وبينكم لذي

التحقيق في معنى فيا إخواني

شدوا بأجمعنا لنحمل حملة

نذر المجسم في أذل هوان

إذ قال إن إلهنا حقا يرى

يوم المعاد كما يرى القمران

وتصير أبصار العباد نواظرا

حقا إليه رؤية بعيان

لا ريب أنهم إذ قالوا بذا

لزم العلو لفاطر الأكوان

ويكون فوق العرش جل جلاله

فلذاك نحن وحزبهم خصمان

لكننا سلم وأنتم إذ تسا

عدنا على نفي العلو لربنا الرحمن

فعلوه عين المحال وليس فو

ق العرش من رب ولا ديان

لا تنصبوا معنا الخلاف فما له

طعم فنحن وأنتم سلمان

هذا الذي والله مودع كتبهم

فانظر ترى يا من له عينان

فصل

هذا ورابع عشرها إقرار سا

ئلة بلفظ الأين للرحمن

ولقد رواه أبو رزين بعدما

سأل الرسول بلفظة بوزان

ورواه تبليغا له ومقررا

لما أقر به بلا نكران

ص: 83

هذا وما كان الجواب جواب من

لكن جواب اللفظ بالميزان

كلا وليس لمن دخول قط في

هذا السياق لمن له أذنان

دع ذا فقد قال الرسول بنفسه

أين الإله لعالم بلسان

والله ما قصد المخاطب غير

معناها الذي وضعت له الحقاني

والله ما فهم المخاطب غيره

واللفظ موضوع لقصد بيان

يا قوم لفظ الأين ممتنع على الرحمـ

ـن عندكم وذو بطلان

ويكاد قائلكم يكفرنا به

بل قد وهذا غاية العدوان

لفظ صريح جاء عن خير الورى

قولا وإقرارا هما نوعان

والله ما كان الرسول بعاجز

عن لفظ من مع أنها حرفان

والأين أحرفها ثلاث وهي ذو

لبس ومن غاية التبيان

والله ما الملكان أفصح منه إذ

في القبر من رب السما يسلان

ويقول أين الله يعني من فلا

والله ما اللفظان متحدان

كلا ولا معناهما أيضا لذي

لغة ولا شرع ولا إنسان

فصل

هذا وخامس عشرها الإجماع من

رسل الإله الواحد المنان

فالمرسلون جميعهم مع كتبهم

قد صرحوا بالفوق للرحمن

وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى

والدين عبد القادر الجيلاني

وأبو الوليد المالكي أيضا حكى

إجماعهم أعني ابن رشد الثاني

ص: 84

وكذا أبو العباس أيضا قد حكى

إجماعهم علم الهدى الحراني

وله اطلاع لم يكن من قبله

لسواه من متكلم ولسان

هذا ونقطع نحن أيضا أنه

إجماعهم قطعا على البرهان

وكذاك نقطع أنهم جاؤا

بإثبات الصفات لخالق الأكوان

وكذاك نقطع أنهم جاؤا

بإثبات الكلام لربنا الرحمن

وكذاك نقطع أنهم جاؤوا

بإثبات المعاد لهذه الأبدان

وكذاك نقطع أنهم جاؤا بتو

حيد الإله وما له من ثان

وكذاك نقطع أنهم جاؤا بإثبـ

ـات القضاء وما لهم قولان

فالرسل متفقون قطعا في أصو

ل الدين دون شرائع الإيمان

كل له شرع ومنهاج وذا

في الأمر لا التوحيد فافهم ذان

فالدين في التوحيد دين واحد

لم يختلف منهم عليه اثنان

دين الإله اختاره لعباده

ولنفسه هو قيم الأديان

فمن المحال بأن يكون لرسله

في وصفه خبران مختلفان

وكذاك نقطع أنهم جاؤوا بعد

ل الله بين طوائف الإنسان

وكذاك نقطع أنهم أيضا دعوا

للخمس وهي قواعد الإيمان

إيماننا بالله ثم برسله

وبكتبه وقيامة الأبدان

وبجنده وهم الملائكة الألى

هم رسله لمصالح الأكوان

هذي أصول الدين حقا لا أصو

ل الخمس للقاضي هو الهمداني

ص: 85

تلك الأصول للاعتزال وكم لها

فرع فمنه الخلق للقرآن

وجحود أوصاف الواله ونفيهم

لعلوه والفوق للرحمن

وكذاك نفيهم لرؤيتنا

له يوم اللقاء كما يرى القمران

ونفوا قضاء الرب والقدر الذي

سبق الكتاب به هما شيئان

من أجل هاتيك الأصول وخلدوا

أهل الكبائر في لظى النيران

ولأجلها نفوا الشفاعة فيهم

ورموا رواة حديثها بطعان

ولأجلها قالوا بأن الله لم

يقدر على إيمان ذي الكفران

ولأجلها حكموا على الرحمن

بالشرع المحال شريعة البهتان

ولأجلها هم يوجبون رعاية

للأصلح الموجود في الإمكان

حقا على رب الورى بعقولهم

سبحانك اللهم ذي السبحان

فصل

هذا وسادس عشرها إجماع أهـ

ـل العلم أعني حجة الأزمان

من كل صاحب سنة شهدت له

أهل الحديث وعسكر القرآن

لا عبرة بمخالف لهم ولو

كانوا عديد الشاء والبعران

أن الذي فوق السموات العلى

والعرش وهو مباين الأكوان

هو ربنا سبحانه وبحمده

حقا على العرش استوى الرحمن

فاسمع إذا أقوالهم واشهد عليهم

بعدها بالكفر والإيمان

ص: 86

واقرأ تفاسير الأئمة ذاكري الإسـ

ـناد فهي هداية الحيران

وانظر إلى قول ابن عباس بتفسـ

ـير استوى إن كنت ذا عرفان

وانظر إلى أصحابه من بعده

كمجاهد ومقاتل حبران

وانظر إلى الكلبي أيضا والذي

قد قاله من غير ما نكران

وكذا رفيع التابعي أجلهم

ذاك الرياحي العظيم الشان

كم صاحب ألقى إليه علمه

فلذاك ما اختلفت عليه اثنان

فليهن من قد سبه إذ لم يوا

فق قوله تحريف ذي البهتان

فلهم عبارات عليها أربع

قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار

تقع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو أربع

وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره

درى من الجهمي بالقرآن

والأشعري يقول تفسير استوى

بحقيقة استولى من البهتان

هو قول أهل الاعتزال وقول

أتباع لجهم وهو ذو بطلان

في كتبه قد قال ذا من موجز

وإبانة ومقالة ببيان

وكذلك البغوي أيضا قد حكا

هـ عنهم بمعالم القرآن

وانظر كلام إمامنا هو مالك

قد صاح عن قول لذي إتقان

في الاستواء بأنه المعلوم

لكن كيفه خاف على الأذهان

وروى ابن نافع الصدوق سماعه

منه على التحقيق والإتقان

ص: 87

الله حقا في السماء وعلمه

سبحانه حقا بكل مكان

فانظر إلى التفريق بين الذات والـ

معلوم من ذا العالم الرباني

فالذات خصت بالسماء وإنما ال

معلوم عم جميع ذي الأكوان

ذا ثابت عن مالك من رده

فلسوف يلقى مالكا بهوان

وكذاك قال الترمذي بجامع

عن بعض أهل العلم والإيمان

الله فوق العرش لكن علمه

مع خلقه تفسير ذي إيمان

وكذاك أوزاعيهم أيضا حكى

عن سائر العلماء في البلدان

من قرنه والتابعين جميعهم

متوافرين وهم أولو العرفان

إيمانهم بعلوه سبحانه

فوق العباد وفوق ذي الأكوان

وكذاك قال الشافعي حكاه

عنه البيهقي وشيخه الرباني

حقا قضى الله الخلافة ربنا

فوق السماء لأصدق العبدان

حب الرسول وقائم من بعده

بالحق لا فشل ولا متوان

فانظر إلى المقضي في ذي الأرض لـ

كن في السماء قضاء ذي السلطان

وقضاؤه وصف له لم ينفصل

عنه وهذا واضح البرهان

وكذلك النعمان قال وبعده

يعقوب والألفاظ للنعمان

من لم يقر بعرشه سبحانه

فوق السماء وفوق كل مكان

ويقر أن الله فوق العرش لا

يخفى عليه هواجس الأذهان

فهو الذي لا شك في تكفيره

لله درك من إمام زمان

ص: 88

هذا الذي في الفقه الأكبر عندهم

وله شروح عدة لبيان

وانظر مقالة أحمد ونصوصه

في ذاك تلقاها بلا حسبان

فجميعها قد صرحت بعلوه

وبالاستوا والفوق للرحمن

وله نصوص واردات لم تقع

لسواه من فرسان هذا الشان

إذ كان ممتحنا بأعداء الحديث

وشيعة التعطيل والكفران

وإذا أردت نصوصه فانظر إلى

ما قد حكى الخلال ذو الإتقان

وكذاك إسحاق الإمام فإنه

قد قال ما فيه هدى الحيران

وابن المبارك قال قولا شافيا

إنكاره علم على البهتان

قالوا له ما ذاك نعرف ربنا

حقا به لنكون ذا إيمان

فأجاب نعرفه بوصف علوه

فوق السماء مباين الأكوان

وبأنه سبحانه حقا على العرش

الرفيع فجل ذو السلطان

وهو الذي قد شجع ابن خزيمة

إذ سل سيف الحق والعرفان

وقضي بقتل المنكرين علوه

بعد استتابتهم من الكفران

وبأنهم يلقون بعد القتل فو

ق مزابل الميتات والأنتان

فشفى الإمام العالم الحبر الذي

يدعى إمام أئمة الأزمان

وقد حكاه الحاكم العدل الرضى

في كتبه عنه بلا نكران

وحكى ابن عبد البر في تمهيده

وكتاب الاستذكار غير جبان

أجماع أهل العلم أن الله فو

ق العرش بالإيضاح والبرهان

ص: 89

وأتى هناك بما شفى أهل الهدى

لكنه مرض على العميان

وكذا علي الأشعري فإنه

في كتبه قد جاء بالتبيان

من موجز وإبانة ومقالة

ورسائل للثغر ذات بيان

وأتى بتقرير استواء الرب فو

ق العرش بالإيضاح والبرهان

وأتى بتقرير العلو بأحسن التقرير

فانظر كتبه بعيان

والله ما قال المجسم مثل ما

قد قاله ذا العالم الرباني

فارموه ويحكم بما ترموا به

هذا المجسم يا أولي العدوان

أو لا فقولوا إن ثم حزازة

وتنفس الصعداء من حران

فسلوا الإله شفاء ذا الداء العضا

ل مجانب الإسلام والإيمان

وانظر إلى حرب وإجماع حكى

لله درك من فتى كرماني

وانظر إلى قول ابن وهب أوحد الـ

علماء مثل الشمس في الميزان

وانظر إلى ما قال عبد الله في

تلك الرسالة مفصحا ببيان

من أنه سبحانه وبحمده

بالذات فوق العرش والأكوان

وانظر إلى ما قاله الكرخي في

شرح لتصنيف امرىء رباني

وانظر إلى الأصل الذي هو شرحه

فهما الهدى لملدد حيران

وانظر إلى تفسير عبد ما الذي

فيه من الآثار في هذا الشان

وانظر إلى تفسير ذاك الفاضل

الثبت الرضى المتطلع الرباني

ذاك الإمام ابن الإمام وشيخه

وأبوه سفيان فرازيان

ص: 90

وانظر إلى النسائي في تفسيره

هو عندنا سفر جليل معان

واقرأ كتاب العرش للعبسي وهو

محمد المولود من عثمان

واقرأ لمسند عمه ومصنف

أتراهما نجمين بل شمسان

واقرأ كتاب الاستقامة للرضى

ذاك ابن أصرم حافظ رباني

واقرأ كتاب الحافظ الثقة الرضى

في السنة العليا فتى الشيباني

ذاك ابن أحمد أوحد الحفاظ قد

شهدت له الحفاظ بالإتقان

واقرأ كتاب الأثرم العدل الرضى

في السنة المثلى إمام زمان

وكذا الإمام ابن الإمام المرتضى

حقا أبي داود ذي العرفان

تصنيفه نظما ونثرا واضح

في السنة المثلى هما نجمان

واقرأ كتاب السنة الأولى التي

أبداه مضطلع من الإيمان

ذاك النبيل ابن النبيل وكتابه

أيضا نبيل واضح البرهان

وانظر إلى قول ابن أسباط الرضى

وانظر إلى قول الرضى سفيان

وانظر إلى قول ابن زيد ذاك

حماد وحماد الإمام الثاني

وانظر إلى ما قاله علم الهدى

عثمان ذاك الدرامي الرباني

في نقضه والرد يا لهما كتا

با سنة وهما لنا علمان

هدمت قواعد فرقة جهمية

فخرت سقوفهم على الحيطان

وانظر إلى ما في صحيح محمد

ذاك البخاري العظيم الشان

من رده ما قاله الجهمي بالنقل

الصحيح الواضح البرهان

ص: 91

وانظر إلى تلك التراجم ما الذي

في ضمنها إن كنت ذا عرفان

وانظر إلى ما قاله الطبري في

الشرح الذي هو عندكم سفران

أعني الفقيه الشافعي اللالكا

ئي المسدد ناصر الإيمان

وانظر إلى ما قاله علم الهدى

التيمي في إيضاحه وبيان

ذاك الذي هو صاحب الترغيب

والترهيب ممدوح بكل لسان

وانظر إلى ما قاله في السنة

الكبرى سليمان هو الطبراني

وانظر إلى ما قاله شيخ الهدى

يدعى بطلمنكيهم ذو شان

وانظر إلى قول الطحاوي الرضى

وأجره من تحريف ذي بهتان

وكذلك القاضي أبو بكر هو

ابن الباقلاني قائد الفرسان

قد قال في تمهيده ورسائل

والشرح ما فيه جلي بيان

في بعضها حقا على العرش استوى

لكنه استولى على الأكوان

وأتى بتقرير العلو وأبطل اللام

التي زيدت على القرآن

من أوجه شتى وذا في كتبه

باد لمن كانت له عينان

وانظر إلى قول ابن كلاب وما

يقضي به لمعطل الرحمن

أخرج من النقل الصحيح وعقله

من قال قول الزور والبهتان

ليس الإله بداخل في خلقه

أو خارج عن جملة الأكوان

وانظر إلى ما قاله الطبري في التـ

فسير والتهذيب قول معان

وانظر إلى ما قاله في سورة

الأعراف مع طه ومع سبحان

ص: 92

وانظر إلى ما قاله البغوي في

تفسيره والشرح بالإحسان

في سورة الأعراف عند الاستوى

فيها وفي الأولى من القرآن

وانظر غالى ما قاله ذو سنة

وقراءة ذاك الإمام الداني

وكذاك سنة الأصبهاني أبي

الشيخ الرضي المستل من حبان

وانظر إلى ما قاله ابن سريج

البحر الخضم الشافعي الثاني

وانظر إلى ما قاله علم الهدى

أعني أبا الخير الرضى النعمان

وكتابه في الفقيه وهو بيانه

يبدي مكانته من الإيمان

وانظر إلى السنن التي قد صنف

العلماء بالآثار والقرآن

زادت على المائتين منها مفرد

أوفى من الخمسين في الحسبان

منها لأحمد عدة موجودة

فينا رسائله إلى الإخوان

واللاء في ضمن التصانيف التي

شهرت ولم تحتج إلى حسبان

فكثيرة جدا فمن يك راغبا

فيها يجد فيها هدى الحيران

أصحابها هم حافظوا الإسلام لا

أصحاب جهم حافظو الكفران

وهم النجوم لكل عبد سائر

يبغي الإله وجنة الحيوان

وسواهم والله قطاع الطريق

أئمة تدعو إلى النيران

ما في الذين حكيت عنهم آنفا

من حنبلي واحد بضمان

بل كلهم والله شيعة أحمد

فأصوله وأصولهم سيان

وبذاك في كتب لهم قد صرحوا

وأخو العماية ما له عينان

ص: 93

أتظنهم لفظية جهلية

مثل الحمير تقاد بالأرسان

حاشاهم من ذاك بل والله هم

أهل العقول وصحة الأذهان

فانظر إلى تقريرهم لعلوه

بالنقل والمعقول والبرهان

عقلان عقل بالنصوص مؤيد

ومؤيد بالمنطق اليوناني

والله ما استويا ولن يتلاقيا

حتى تشيب مفارق الغربان

أفتقذفون أولاء بل أضعافهم

من سادة العلماء كل زمان

بالجهل والتشبيه والتجسيم

والتبديع والتضليل والبهتان

ياقومنا ألله في إسلامكم

لا تفسدوه لنخوة الشيطان

يا قومنا اعتبروا بمصرع من خلا

من قبلكم في هذه الأزمان

لم يغن عنهم كذبهم ومحالهم

وقتالهم بالزور والبهتان

كلا ولا التدليس والتلبيس

عند الناس والحكام والسلطان

وبدا لهم عند انكشاف غطائهم

ما لم يكن للقوم في حسبان

وبدا لهم عند انكشاف حقائق الـ

إيمان أنهم على البطلان

ما عندهم والله غير شكاية

فأتوا بعلم وانطقوا ببيان

ما يشتكي إلا الذي هو عاجز

فاشكوا لنعذركم إلى القرآن

ثم اسمعوا ماذا الذي يقضي لكم

وعليكم فالحق في الفرقان

لبستم معنى النصوص وقولنا

فغدا لكم للحق تلبيسان

من حرف النص الصريح فكيف لا

يأتي بتحريف على إنسان

ص: 94

يا قوم والله العظيم أسأتم

بأئمة الإسلام ظن الشاني

ما ذنبهم ونبيهم قد قال ما

قالوا كذاك منزل الفرقان

ما الذنب إلا النصوص لديكم

إذ جسمت بل شبهت صنفان

ما ذنب من قد قال ما نطقت به

من غير تحريف ولا عدوان

هذا كما قال الخبيث لصحبه

كلب الروافض أخبث الحيوان

لما أفاضوا في حديث الرفض

عند القبر لا تخشون من إنسان

يا قوم أصل بلائكم ومصابكم

من صاحب القبر الذي تريان

كم قدم ابن أبي قحافة بل غدا

يثنى عليه ثناء ذي شكران

ويقول في مرض الوفاء يؤمكم

عني أبو بكر بلا روغان

ويظل يمنع من إمامة غيره

حتى يرى في صورة ميلان

ويقول لو كنت الخليل لواحد

في الناس كان هو الخليل الداني

لكنه الأخ والرفيق وصاحبي

وله علينا منه الإحسان

ويقول للصديق يوم الغار لا

تحزن فنحن ثلاثة لا اثنان

الله ثالثنا وتلك فضيلة

ما حازها إلى فتى عثمان

يا قوم ما ذنب النواصب بعد ذا

لم يدهكم إلا كبير الشان

فتفرقت تلك الروافض كلهم

قد أطبقت أسنانه الشفتان

وكذلك الجهمي ذاك رضيعهم

فهما رضيعا كفرهم بلبان

ثوبان قد نسجا على المنوال يا

عريان لا تلبس فما ثوبان

ص: 95

والله شر منهما فهما على

أهل الضلالة والشقا علمان

فصل

هذا وسابع عشرها إخباره

سبحانه في محكم القرآن

عن عبده موسى الكليم وحربه

فرعون ذي التكذيب والطغيان

تكذيبه موسى الكليم بقوله

الله ربي في السماء نباني

ومن المصائب قولهم إن اعتقا

د الفوق من فرعون ذي الكفران

فإذا اعتقدتم ذا فأشياع له

أنتم وذا من أعظم البهتان

فاسمع إذا من ذا الذي أولى بفر

عون المعطل جاحد الرحمن

فانظر إلى ما جاء في القصص التي

تحكي مقال إمامهم ببيان

والله قد جعل الضلالة قدوة

بأئمة تدعو إلى النيران

فإمام كل معطل في نفسه

فرعون مع نمرود مع هامان

طلب الصعود إلى السماء مكذبا

موسى ورام الصرح بالبنيان

بل قال موسى كاذب في زعمه

فوق السماء الرب ذو السلطان

فابنوا لي الصرح الرفيع لعلني

أرقى إليه بحيلة الإنسان

وأظن موسى كاذبا في قوله

الله فوق العرش ذو السلطان

وكذاك كذبه بأن إلهه

ناداه بالتكليم دون عيان

هو أنكر التكليم والفوقية الـ

ـعليا كقول الجهمي ذي صفوان

ص: 96

فمن الذي أولى بفرعون إذا

منا ومنكم بعد ذا التبيان

يا قومنا والله إن لقولنا

ألفا تدل عليه بل ألفان

عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الأ

ولى وذوق حلاوة القرآن

كل يدل بأنه سبحانه

فوق السماء مباين الأكوان

أترون أنا تاركون ذا كله

لجعاجع التعطيل والهذيان

يا قوم ما أنتم على شيء إلى

أن ترجعوا للوحي بالإذعان

وتحكموه في الجليل ودقه

تحكيم تسليم مع الرضوان

قد أقسم الله العظيم بنفسه

قسما يبين حقيقة الإيمان

أن ليس يؤمن من يكون محكما

غير الرسول الوضح البرهان

بل ليس يؤمن غير من قد حكم الـ

وحيين حسب فذاك ذو إيمان

هذا وما ذاك المحكم مؤمنا

إن كان ذا حرج وضيق بطان

هذا وليس بمؤمن حتى يسلم

للذي يقضي به الوحيان

يا قوم بالله العظيم نشدتكم

وبحرمة الإيمان والقرآن

هل حدثتكم قط أنفسكم بذا

فسلوا نفوسكم عن الإيمان

لكن رب العالمين وجنده

ورسوله المبعوث بالقرآن

هم يشهدون بأنكم أعداء من

ذا شأنه أبدا بكل زمان

ولأي شيء كان أحمد خصمكم

أعني ابن حنبل الرضى الشيباني

ولأي شيء كان بعد خصومكم

أهل الحديث وعسكر القرآن

ص: 97

ولأي شيء كان أيضا خصمكم

شيخ الوجود العالم الحراني

أعني أبا العباس ناصر سنة المختـ

ـار قامع سنة الشيطان

والله لم يك ذنبه شيئا سوى

تجريده لحقيقة الإيمان

إذ جرد التوحيد عن شرك كذا

تجريده للوحي عن بهتان

فتجرد المقصود عن قصد له

فلذاك لم ينصف إلى إنسان

ما منهم أحد دعا لمقالة

غير الحديث ومقتضى الفرقان

فالقوم لم يدعو إلى غير الهدى

ودعوتم أنتم لرأي فلان

شتان بين الدعوتين فحسبكم

يا قوم ما بكم من الخذلان

قالوا لنا لما دعوناهم إلى

هذا مقالة ذي هوى ملآن

ذهبت مقادير الشيوخ وحر

ـمة العلماء بل عبرتهم العينان

وتركتم أقوالهم هدرا وما

أصغت إليها منكم أذنان

لكن حفظنا نحن حرمتهم ولم

نعد الذي قالوه قدر بنان

يا قوم والله العظيم كذبتم

وأتيتم بالزور والبهتان

ونسبتم العلماء للأمر الذي

هم منه أهل براءة وأمان

والله ما أوصاكم أن تتركوا

قول الرسول لقولهم بلسان

كلا ولا في كتبهم هذا بلى

بالعكس أوصاكم بلا كتمان

إذ قد أحاط العلم منهم أنهم

ليسوا بمعصومين بالبرهان

كلا وما منهم أحاط بكل ما

قد قاله المبعوث بالقرآن

ص: 98

فلذاك أوصاكم بأن لا تجعلوا

أقوالهم كالنص في الميزان

لكن زنوها بالنصوص فإن توا

فقها فتلك صحيحة الأوزان

لكنكم قدمتم أقوالهم

أبدا على النص العظيم الشان

والله لا لوصية العلماء نفـ

ـذتم ولا لوصية الرحمن

وركبتم الجهلين ثم تركتم النصـ

ـين مع ظلم ومع عدوان

قلنا لكم فتعلموا قلتم أما

نحن الأئمة فاضلوا الأزمان

من أين والعلماء أنتم فاستحوا

أين النجوم من الثرى التحتاني

لم يشبه العلماء إلا أنتم

أشبهتم العلماء في الأذقان

والله لا علم ولا دين ولا

عقل ولا بمروءة الإنسان

عاملتم العلماء حين دعوكم

للحق بل بالبغي والعدوان

إن أنتم إلا الذباب إذا رأى

طعما فيا لمساقط الدبان

وإذا رأى فزعا تطاير قلبه

مثل البغاث يساق بالعقبان

وإذا دعوناكم إلى البرهان كا

ن جوابكم جهلا بلا برهان

نحن المقلدة الألى ألفو كذا

آباءهم في سالف الأزمان

قلنا فكيف تكفرون وما لكم

علم بتكفير ولا إيمان

إذ أجمع العلماء أن مقلدا

للناس والأعمى هما أخوان

والعلم معرفة الهدى بدليله

ما ذاك والتقليد مستويان

حرنا بكم والله لا أنتم مع العلمـ

ـاء تنقادون للبرهان

ص: 99

كلا ولا متعلمون فمن ترى

تدعون نحسبكم من الثيران

لكنها والله أنفع منكم

للأرض في حرث وفي دوران

نالت بهم خيرا ونالت منكم المعهـ

ـود من بغي ومن عدوان

فمن الذي خير وأنفع للورى

أنتم أم الثيران بالبرهان

فصل

هذا وثامن عشرها تنزيهه

سبحانه عن موجب النقصان

وعن العيوب وموجب التمثيل

والتشبيه جل الله ذو السلطان

ولذاك نزه نفسه سبحانه

عن أن يكون له شريك ثان

أو أن يكون له ظهير في الورى

سبحانه عن إفك ذي بهتان

أو أن يولي خلقه سبحانه

من حاجة أو ذلة وهوان

أو أن يكون لديه أصلا شافع

إلا بإذن الواحد المنان

وكذاك نزه نفسه عن والد

وكذاك عن ولد هما نسبان

وكذاك نزه نفسه عن زوجة

وكذاك عن كفؤ يكون مداني

ولقد أتى التنزيه عما لم يقم

كي لا يزور بخاطر الإنسان

فانظر إلى التنزيه عن طعم ولم

ينسب إليه قط من إنسان

وكذلك التنزيه عن موت وعن

نوم وعن سنة وعن غشيان

وكذلك التنزيه عن نسيانه

والرب لم ينسب إلى نسيان

وكذلك التنزيه عن ظلم وفي الأفعـ

ـال عن عبث وعن بطلان

ص: 100

وكذلك التنزيه عن تعب وعن

عجز ينافي قدرة الرحمن

ولقد حكى الرحمن قولا قاله

فنحاص ذو البهتان والكفران

أن الإله هو الفقير ونحن أصحـ

ـاب الغنى ذو الوجد والإمكان

وكذاك أضحى ربنا مستقرضا

أموالنا سبحان ذي الإحسان

وحكى مقالة قائل من قومه

أن العزير ابن من الرحمن

هذا وما القولان قط مقالة

منصورة في موضع وزمان

لكن مقالة كونه فوق الورى

والعرش وهو مباين الأكوان

قد طبقت شرق البلاد وغربها

وغدت مقررة لذي الأذهان

فلأي شيء لم ينزه نفسه

سبحانه في محكم القرآن

عن ذي المقالة مع تفاقم أمرها

وظهورها في سائر الأديان

بل دائما يبدي لنا إثباتها

ويعيده بأدلة التبيان

لا سيما تلك المقالة عندكم

مقرونة بعبادة الأوثان

أو أنها كمقالة لمثلث

عبد الصليب المشرك النصراني

إذ كان جسما كل موصوف بها

ليس الإله منزل الفرقان

فالعابدون لمن على العرش استوى

بالذات ليسوا عابدي الديان

لكنهم عباد أوثان لدى

هذا المعطل جاحد الرحمن

ولذاك قد جعل المعطل كفرهم

هو مقتضى المعقول والبرهان

هذا رأيناه بكتبكم ولم

نكذب عليكم فعل ذي البهتان

ص: 101

ولأي شيء لم يحذر خلقه

عنها وهذا شأنها ببيان

هذا وليس فسادها بمبين

حتى يحال لنا على الأذهان

ولذاك قد شهدت أفاضلكم لها

بظهورها للوهم في الإنسان

وخفاء ما قالوه من نفي على الأ

ذهان بل تحتاج للبرهان

فصل:

هذا وتاسع عشرها إلزام ذي التـ

ـعطيل أفسد لازم ببيان

وفساد لازم قوله هو مقتضى

لفساد ذاك القول بالبرهان

فسل المعطل عن ثلاث مسائل

تقضي على التعطيل بالبطلان

ماذا تقول أكان يعرف ربه

هذا الرسول حقيقة العرفان

أم لا وهل كانت نصيحته لنا

كل النصيحة ليس بالخوان

أم لا وهل حاز البلاغة كلها

فاللفظ والمعنى له طوعان

فإذا انتهت هذي الثلاثة فيه كا

ملة مبرأة من النقصان

فلأي شيء عاش فينا كاتما

للنفي والتعطيل في الأزمان

بل مفصحا بالضد منه حقيقة الإ

فصاح موضحة بكل بيان

ولأي شيء لم يصرّح بالذي

صرحتم في ربنا الرحمن

ألعجزه عن ذاك أم تقصيره

في النصح أم لخفاء هذا الشان

حاشاه بل ذا وصفكم يا أمة

التعطيل لا المبعوث بالقرآن

ص: 102

ولأي شيء كان يذكر ضد ذا

في كل مجتمع وكل زمان

أتراه أصبح عاجزا عن قوله

استولى وينزل أمره وفلان

ويقول أين الله يعني من بلف

ظ الأين هل هذا من التبيان

والله ما قاله الأئمة غير ما

قد قاله من غير ما كتمان

لكن لأن عقول أهل زمانهم

ضاقت بحمل دقائق الإيمان

وغدت بصائرهم كخفاش أتى

ضوء النهار فكف عن طيران

حتى إذا ما الليل جاء ظلامه

أبصرته يسعى بكل مكان

وكذا عقولكم لو استشعرتم

يا قوم كالحشرات والفيران

أنست بإيحاش الظلام وما لها

بمطالع الأنوار قط يدان

لو كان حقا ما يقول معطل

لعلوه وصفاته الرحمن

لزمتكم شنع ثلاث فارتؤا

أو خلة منهن أو ثنتان

تقديمهم في العلم أو في نصحهم

أو في البيان أذاك ذو إمكان

إن كان ما قلتم حقا فقد

ضل الورى بالوحي والقرآن

إذ فيهما ضد الذي قلتم وما

ضدان في المعقول يجتمعان

بل كان أولى أن يعطل منهما

ويحال في علم وفي عرفان

إما على جهم وجعد أو على

النظام أو ذي المذهب اليوناني

وكذاك أتباع لهم فقع الفلا

صم وبكم تابعوا العميان

وكذاك أفراخ القرامطة الألى

قد جاهروا بعداوة الرحمن

ص: 103

كالحاكمية والألى والوهم

كأبي سعيد ثم آل سنان

وكذا ابن سينا والنصير نصير

أهل الشرك والتكذيب والكفران

وكذاك أفراخ المجوس وشبههم

والصابئين وكل ذي بهتان

إخوان إبليس اللعين وجنده

لا مرحبا بعساكر الشيطان

أفمن حوالته على التنزيل

والوحي المبين ومحكم القرآن

كمحير أضحت حوالته على

أمثاله أم كيف يستويان

أم كيف يشعر تائه بمصابه

والقلب قد جعلت له قفلان

قفل من الجهل المركب فوقه

قفل التعصب كيف ينفتحان

ومفاتيح الأقفال في يد من له

التصريف سبحانه عظيم الشان

فاسأله فتح القفل مجتهدا

على الأسنان إن الفتح بالأسنان

فصل

هذا وخاتم العشرين وجها

وهو أقربها إلى الأذهان

سرد النصوص فإنها قد نوعت

طرق الأدلة في أتم بيان

والنظم يمنعني من استيفائها

وسياقة الألفاظ بالميزان

فأشير بعض إشارة لمواضع

منها وأين البحر من خلجان

فاذكر نصوص الاستواء فإنها

في سبع آيات من القرآن

واذكر نصوص الفوق أيضا في ثلا

ث قد غدت معلومة التبيان

ص: 104

واذكر نصوص علوه في خمسة

معلومة برئت من النقصان

واذكر نصوصا في الكتاب تضمنت

تنزيله من ربنا الرحمن

فتضمنت أصلين قام عليهما الـ

إسلام والإيمان كالبنيان

كون الكتاب كلامه سبحانه

وعلوه من فوق كل مكان

وعدادها سبعون حين تعد أو

زادت على السبعين في الحسبان

واذكر نصوصا ضمنت رفعا ومعرا

جا وإصعادا إلى الديان

هي خمسة معلومة بالعد وال

حسبان فاطلبها من القرآن

ولقد أتى في سورة الملك التي

تنجي لقارئها من النيران

نصان أن الله فوق سمائه

عند المحرف ما هما نصان

ولقد أتى التخصيص بالعند الذي

قلنا بسبع بل أتى بثمان

منها صريح موضعان بسورة الأ

عراف ثم الأنبياء الثاني

فتدبر التعيين وانظر ما الذي

لسواه ليست تقتضي النصان

وبسورة التحريم أيضا ثالث

بادي الظهور لمن له أذنان

ولديه في مزمل قد بينت

نفس المراد وقيدت ببيان

لا تنقض الباقي فما لمعطل

من راحة فيها ولا تبيان

وبسورة الشورى وفي مزمل

سر عظيم شأنه ذو شان

في ذكر تفطير السماء فمن يرد

علما به فهو القريب الداني

لم يسمح المتأخرون بنقله

جبنا وضعفا عنه في الإيمان

ص: 105

بل قاله المتقدمون فوارس الإ

سلام هم أمراء هذا الشان

ومحمد بن جرير الطبري في

تفسيره حكيت به القولان

فصل

هذا وحاديها وعشرون الذي

قد جاء في الأخبار والقرآن

إتيان رب العرش جل جلاله

ومجيئه للفصل بالميزان

انظر إلى التقسيم والتنويع في القـ

ـرآن تلفيه صريح بيان

إن المجيء لذاته لا أمره

كلا ولا ملك عظيم الشان

إذ ذانك الأمران قد ذكرا وبينهمـ

ـا مجيء الرب ذي الغفران

والله ما احتمل المجيء سوى مجي

ء الذات بعد تبين البرهان

من أين يأتي يا أولي المعقول إن

كنتم ذوي عقل مع العرفان

من فوقنا أو تحتنا أو عن شما

ئلنا ومن خلف وعن أيمان

والله لا يأتيهم من تحتهم

أبدا تعالى الله ذو السلطان

كلا ولا من خلفهم وأمامهم

وعن الشمائل أو عن الأيمان

والله لا يأتيهم إلا من العـ

ـلو الذي هو فوق كل مكان

ص: 106