المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط مكتبة ابن تيمية

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌أول القصيدة

- ‌فصل: في مقدمة نافعة قبل التحكيم

- ‌فصل: وهذا أول عقد مجلس التحكيم

- ‌فصل: في قدوم ركب الإيمان وعسكر القرآن

- ‌فصل: في مجامع طرق أهل الأرض واختلافهم في القرآن

- ‌فصل: في مذهب الاقترانية

- ‌فصل: في مذاهب القائلين بأنه متعلق بالمشيئة والارادة

- ‌فصل: في مذهب الكرامية

- ‌فصل: في ذكر مذهب أهل الحديث

- ‌فصل: في إلزامهم القول بنفي الرسالة إذا انتفت صفة الكلام

- ‌فصل: في إلزامهم التشبيه للرب بالجماد الناقص إذا انتفت صفة الكلام

- ‌فصل: في إلزامهم بالقول بأن كلام الخلق، حقه وباطله، عين كلام الله سبحانه

- ‌فصل: في التفريق بين الخلق والأمر

- ‌فصل: في التفريق بين ما يضاف إلى الرب تعالى من الأوصاف والأعيان

- ‌فصل: في كلام الفلاسفة والقرامطة في كلام الرب جل جلاله

- ‌فصل: في مقالات طوائف الاتحادية في كلام الرب جل جلاله

- ‌فصل: في اعتراضهم على القول بدوام فاعلية الرب تعالى وكلامه والانفصال عنه

- ‌فصل في الرد عى الجهمية المعطلة القائلين بأنه ليس على العرش إله يعبد ولا فوق السموات إله يصلى له ويسجد، وبيان فساد قولهم عقلا ونقلا ولغة وفطرة

- ‌فصل: في سياق هذا الدليل على وجه آخر

- ‌فصل: في الإشارة إلى الطرق النقلية الدالة على أن الله تعالى فوق سماواته على عرشه

- ‌فصل: في الإشارة إلى ذلك من السنة

- ‌فصل: في جناية التأويل على ما جاء به الرسول والفرق بين المردود منه والمقبول

- ‌فصل: فيما يلزم مدعي التأويل لتصحيح دعواه

- ‌فصل: في طريقة ابن سينا وذويه من الملاحدة في التأويل

- ‌فصل: في شبه المحرفين للنصوص باليهود وإرثهم التحريف منهم وبراءة أهل الإثبات مما رموهم به من هذا الشبه

- ‌فصل: في بيان بهتانهم في تشبيه أهل الإثبات بفرعون وقولهم إن مقالة العلو عنه أخذوها وأنهم أولى بفرعون وهم أشباهه

- ‌فصل: في بيان تدليسهم وتلبيسهم الحق بالباطل

- ‌فصل: في بيان سبب غلطهم في الألفاظ والحكم عليها باحتمال عدة معان حتى أسقطوا الاستدلال بها

- ‌فصل: في بيان شبه غلطهم في تجريد اللفظ بغلط الفلاسفة في تجريد المعاني

- ‌فصل: في بيان تناقضهم وعجزهم عن الفرق بين ما يجب تأويله وما لا يجب

- ‌فصل: في المطالبة بالفرق بين ما يتأول وما لا يتأول

- ‌فصل: في ذكر فرق لهم آخر وبيان بطلانه

- ‌فصل: في بيان مخالفة طريقهم لطريق أهل الاستقامة عقلا ونقلا

- ‌فصل: في بيان كذبهم ورميهم أهل الحق بأنهم أشباه الخوارج وبيان شبههم المحقق بالخوارج

- ‌فصل: في تلقيبهم أهل السنة بالحشوية وبيان من أولى بالوصف المذموم من هذا اللقب من الطائفتين وذكر أول من لقب به أهل السنة أم أهل البدعة

- ‌فصل: في بيان عدوانهم في تلقيب أهل القرآن والحديث بالمجسمة وبيان أنهم أولى بكل لقب خبيث

- ‌فصل: في بيان مورد أهل التعطيل وأنهم تعوّضوا بالقلوط عن السلسبيل

- ‌فصل: في بيان هدمهم لقواعد الإسلام والإيمان بعزلهم نصوص السنة والقرآن

- ‌فصل: في بطلان قول الملحدين إن الاستدلال بكلام الله ورسوله لا يفيد العلم واليقين

- ‌فصل: في تنزيه أهل الحديث والشريعة عن الألقاب القبيحة الشنيعة

- ‌فصل: في نكتة بديعة تبين ميراث الملقبين والملقبين من المشركين والموحدين

- ‌فصل: في بيان اقتضاء التجهم والجبر والإرجاء للخروج عن جميع ديانات الأنبياء

- ‌فصل: في جواب الرب تبارك وتعالى يوم القيامة إذا سأل المعطل والمشبه عن قول كل منهما

- ‌فصل: في تحميل أهل الإثبات للمعطلين شهادة تؤدى عند رب العالمين

- ‌فصل: في عهود المثبتين مع رب العالمين

- ‌فصل: في شهادة أهل الإثبات على أهل التعطيل أنه ليس في السماء إله يعبد ولا لله بيننا كلام ولا في القبر رسول الله

- ‌فصل: في الكلام في حياة الأنبياء في قبورهم

- ‌فصل: فيما احتجوا به على حياة الرسل في القبور

- ‌فصل: في الجواب عما احتجوا به في هذه المسألة

- ‌فصل: في كسر المنجنيق الذي نصبه أهل التعطيل على معاقل الإيمان وحصونه جيلا بعد جيل

- ‌فصل: في أحكام بيان هذه التراكيب الستة

- ‌فصل: في أقسام التوحيد والفرق بين توحيد المرسلين وتوحيد النفاة المعطلين

- ‌فصل: في النوع الثاني من أنواع التوحيد لأهل الإلحاد

- ‌فصل: في النوع الثالث من التوحيد لأهل الإلحاد

- ‌فصل: في النوع الرابع من أنواعه

- ‌فصل: في بيان توحيد الأنبياء والمرسلين ومخالفته لتوحيد الملاحدة والمعطلين

- ‌فصل: في النوع الثاني من النوع الأول وهو الثبوت

- ‌فصل: في بيان حقيقة الإلحاد في أسماء رب العالمين وذكر انقسام الملحدين

- ‌فصل: في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء والمرسلين المخالف لتوحيد المشركين والمعطلين

- ‌فصل: في صف العسكرين وتقابل الصفين واستدارة رحى الحرب العوان وتصاول الأقران

- ‌فصل: في عقد الهدنة والأمان الواقع بين المعطلة وأهل الإلحاد حزب جنكيزخان

- ‌فصل: في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة أمراء الإثبات والتوحيد

- ‌فصل: في بيان أن المصيبة التي حلت بأهل التعطيل والكفران من جهة الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان

- ‌فصل: في كسر الطاغوت الذي نفوا به صفات ذي الملكوت والجبروت

- ‌فصل: في مبدأ العداوة الواقعة بين المثبتين الموحدين وبين النفاة المعطلين

- ‌فصل: في بيان أن التعطيل أساس الزندقة والكفران والإثبات أساس العلم والإيمان

- ‌فصل: في بهت أهل الشرك والتعطيل في رميهم أهل التوحيد والإثبات بتنقيص الرسول

- ‌فصل: في تعيين أن اتباع السنة والقرآن طريقة النجاة من النيران

- ‌فصل: في تيسير السير إلى الله على المثبتين الموحدين وامتناعه على المعطلين والمشركين

- ‌فصل: في ظهور الفرق بين الطائفتين وعدم التباسه إلا على من ليس ذي عينين

- ‌فصل: في التفاوت بين حظ المثبتين والمعطلين من وحي رب العالمين

- ‌فصل: في بيان الاستغناء بالوحي المنزل من السماء عن تقليد الرجال والآراء

- ‌فصل: في بيان شروط كفاية النصين والاستغناء بالوحيين

- ‌فصل: في لازم المذهب هل هو مذهب أم لا

- ‌فصل: في الرد عليهم في تكفيرهم أهل العلم والإيمان وذكر انقسامهم إلى أهل الجهل والتفريط والبدع والكفران

- ‌فصل: في تلاعب المكفرين لأهل السنة والإيمان بالدين كتلاعب الصبيان

- ‌فصل: في أن أهل الحديث هم أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبغض الأنصار رجلا يؤمن بالله واليوم الآخر

- ‌فصل: في تعين الهجرة من الآراء والبدع إلى سنته كما كانت فرضا من الأمصار إلى بلدته عليه السلام

- ‌فصل: في ظهور الفرق المبين بين دعوة الرسل ودعوة المعطلين

- ‌فصل: في شكوى أهل السنة والقرآن أهل التعطيل والآراء المخالفين للرحمن

- ‌فصل: في أذان أهل السنة الأعلام بصريحها جهرا على رؤوس منابر الإسلام

- ‌فصل: في تلازم التعطيل والشرك

- ‌فصل: في بيان أن المعطل شر من المشرك

- ‌فصل: في مثل المشرك والمعطل

- ‌فصل: فيما أعد الله تعالى من الإحسان للمتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عند فساد الزمان

- ‌فصل: فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

- ‌فصل: في صفة الجنة التي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة

- ‌فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن

- ‌فصل: في ذكر الخلاف بين الناس هل تحبل نساء أهل الجنة أم لا

- ‌فصل: في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى ونظرهم إلى وجهه الكريم

- ‌فصل: في يوم المزيد وما أعد لهم من الكرامة

- ‌فصل: في ذبح الموت بين الجنة والنار والرد على من قال إن الذبح لملك الموت وأن ذلك مجاز لا حقيقة

- ‌فصل: في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح

- ‌فصل: في إقامة المأتم على المتخلفين عن رفقة السابقين

- ‌فصل: في زهد أهل العلم والإيمان وإيثارهم الذهب الباقي على الخزف الفاني

- ‌فصل: في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والإيمان أن يتجرد إلى الله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فإن رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرت إليه

- ‌فصل: في توجه أهل السنة إلى رب العالمين أن ينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده المؤمنين

الفصل: ‌فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن

هذا الذي قد حده الرحمن في الـ

ـقرآن لا تعدل عن القرآن

واحفظ حدود الرب لا تتعدها

وكذاك لا تجنح إلى النقصان

وانظر إلى فعل الرسول تجده قد

أبدى المراد وجاء بالتبيان

ومن استطاع يطيل غرته فمو

قوف على الراوي هو الفوقاني

فأبو هريرة قال ذا من كيسه

فغدا يميزه أولو العرفان

ونعيم الراوي له قد شك في

رفع الحديث كذا روى الشيباني

وإطالة الغرات ليس ببمكن

أبدا وذا في غاية التبيان

ص: 331

‌فصل: في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن

يا من يطوف بكعبة الحسن التي

حفت بذاك الحجر والأركان

ويظل يسعى دائما حول الصفا

ومحسّر مسعاه لا العلمان

ويروم قربان الوصال على منى

والخيف يحجبه عن القربان

فلذا تراه محرما أبدا ومو

ضع حله منه فليس بدان

يبغي التمتع مفردا من حبه

متجردا يبغي شفيع قران

فيظل بالجمرات يرمي قلبه

هذي مناسكه بكل زمان

ص: 331

والناس قد قضوا مناسكهم وقد

حثوا ركائبهم إلى الأوطان

وحدت بهم همم لهم وعزائم

نحو المنازل أول الأزمان

رفعت لهم في السير أعلام الوصا

ل فشمّروا يا خيبة الكسلان

ورأوا على بعد خياما مشرفا

ت مشرقات النور والبرهان

فتيمموا تلك الخيام فآنسوا

فيهن أقمارا بلا نقصان

من قاصرات الطرف لا تبغى سوى

محبوبها من سائر الشبان

قصرت عليه طرفها من حسنه

والطرف في ذا الوجه للنسوان

أو أنها قصرت عليه طرفه

من حسنها فالطرف للذكران

والأول المعهود من وضع الخطا

ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن

ولربما دلت إشارته على الثـ

ـاني فتلك إشارة لمعان

هذا وليس القاصرات كمن غدت

مقصورة فهما إذا صنفان

يا مطلق الطرف المعذب في الألى

جردن عن حسن وعن إحسان

لا تسبينّك صورة من تحتها

الداء الدوي تبوء بالخسران

قبحت خلائقها وقبح فعلها

شيطانة في صورة الإنسان

تنقاد للأنذال والأرذال هم

أكفاؤها من دون ذي الإحسان

ما ثم من دين ولا عقل ولا

خلق ولا خوف من الرحمان

وجمالها زور ومصنوع فإن

تركته لم تطمح لها العينان

طبعت على ترك الحفاظ فما لها

بوفاء حق البعل قط يدان

ص: 332

إن قصر الساعي عليها ساعة

قالت وهل أوليت من إحسان

أو رام تقويما لها استعصت ولم

تقبل سوى التعويج والنقصان

أفكارها في المكر والكيد الذي

قد حار فيه فكرة الإنسان

فجمالها قشر رقيق تحته

ما شئت من عيب ومن نقصان

نقد رديء فوقه من فضة

شيء يظن به من الأثمان

فالناقدون يرون ماذا تحته

والناس أكثرهم من العميان

أما جميلات الوجوه فخائنا

ت بعولهن وهن للأخدان

والحافظات الغيب منهن التي

قد أصبحت فردا من النسوان

فانظر مصارع من يليك ومن خلا

من قبل من شيب ومن شبان

وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ

ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان

إن كان قد أعياك خود مثل ما

تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن

فاخطب من الرحمن خودا ثم قد

م مهرها ما دمت ذا إمكان

ذاك النكاح عليك أيسر إن يكن

لك نسبة للعلم والإيمان

والله لم تخرج إلى الدنيا للذ

ة عيشها أو للحطام الفاني

لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ

أخرى فجئت بأقبح الخسران

أهملت جمع الزاد حتى فات بل

فات الذي ألهاك عن ذا الشان

والله لو أنّ القلوب سليمة

لتقطعت أسفا من الحرمان

لكنها سكرى بحب حياتها الد

نيا وسوف تفيق بعد زمان

ص: 333

فصل

فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ

ـتر لنفسك يا أخا العرفان

حور حسان قد كملن خلائقا

ومحاسنا من أجمل النسوان

حتى يحار الطرف في الحسن الذي

قد ألبست فالطرف كالحيران

ويقول لما أن يشاهد حسنها

سبحان معطي الحسن والإحسان

والطرف يشرب من كؤوس جمالها

فتراه مثل الشارب النشوان

كملت خلائقها وأكمل حسنها

كالبدر ليل الست بعد ثمان

والشمس تجري في محاسن وجهها

والليل تحت ذوائب الأغصان

فتراه يعجب وهو موضع ذاك من

ليل وشمس كيف يجتمعان

فيقول سبحان الذي ذا صنعه

سبحان متقن صنعة الإنسان

لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ

ـد مجيئه حتى الصباح الثاني

والشمس لا تأتي بطرد الليل بل

يتصاحبان كلاهما أخوان

وكلاهما مرآة صاحبه إذا

ما شاء يبصر وجهه يريان

فيرى محاسن وجهه في وجهها

وترى محاسنها به بعيان

حمر الخدود ثغورهن لآلئ

سود العيون فواتر الأجفان

والبرق يبدو حين يبسم ثغرها

فيضيء سقف القصر بالجدران

ولقد روينا أن برقا ساطعا

يبدو فيسأل عنه من بجنان

ص: 334

فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك

في الجنة العليا كما تريان

لله لاثم ذلك الثغر الذي

في لثمه إدراك كل أمان

ريانة الأعطاف من ماء الشبا

ب فغصنها بالماء ذو جريان

لما جرى ماء النعيم بغصنها

حمل الثمار كثيرة الألوان

فالورد والتفاح والرمان في

غصن تعالى غارس البستان

والقد منها كالقضيب اللدن في

حسن القوام كأوسط القضبان

في مغرس كالعاج تحسب أنه

عالي النقا أو واحد الكثبان

لا الظهر يلحقها وليس ثديها

بلواحق للبطن أو بدوان

لكنهن كواعب ونواهد

فثديهن كألطف الرمان

والجيد ذو طول وحسن في بيا

ض واعتدال ليس ذا نكران

يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ

أيام وسواس من الهجران

والمعصمان فان تشأ شبههما

بسبيكتين عليهما كفان

كالزبد لينا في نعومة ملمس

أصداف در دورت بوزان

والصدر متسع على بطن لها

حفت به خصران ذا ثمان

وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ

ـخصرين قد غارت من الأعكان

حق من العاج استدار وحوله

حبات مسك جل ذو الإتقان

وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا

ما للصفات عليه من سلطان

لا الحيض يغشاه ولا بول ولا

شيء من الآفات في النسوان

ص: 335

فخذان قد حفا به حرسا له

فجنابه في عزة وصيان

قاما بخدمته هو السلطان بيـ

ـنهما وحق طاعة السلطان

وهو المطاع أميره لا ينثني

عنه ولا هو عنده بجبان

وجماعها فهو الشفا لصبها

فالصبّ منه ليس بالضجران

وإذا يجامعها تعود كما أتت

بكرا بغير دم ولا نقصان

فهو الشهي وعضوه لا ينثني

جاء الحديث بذا بلا نكران

ولقد روينا أن شغلهم الذي

قد جاء في يس دون بيان

شغل العروس بعرسه من بعدما

عبثت به الأشواق طول زمان

بالله لا تسأله عن أشغاله

تلك اليالي شأنه ذو شان

واضرب لهم مثلا بصب غاب عن

محبوبه في شاسع البلدان

والشوق يزعجه إليه وما له

بلقائه سبب من الإمكان

وافى إليه بعد طول مغيبه

عنه وصار الوصل ذا إمكان

أتلومه إن صار ذا شغل به

لا والذي أعطى بلا حسبان

يا رب غفرا قد طغت أقلامنا

يا رب معذرة من الطغيان

فصل

أقدامها من فضة قد ركبت

من فوقها ساقان ملتفان

والساق مثل العاج ملموم يرى

مخ العظام وراءه بعيان

ص: 336

والريح مسك الجسوم نواعم

واللون كالياقوت والمرجان

وكلاهما يسبي العقول بنغمة

زادت على الأوتار والعيدان

وهي العروب بشكلها وبدرها

وتحبب للزوج كل أوان

وهي التي عند الجماع تزيد في

حركاتها للعين والأذنان

لطفا وحسن تبعل وتغنج

وتحبب تفسير ذي العرفان

تلك الحلاوة والملاحة أوجبا

إطلاق هذا اللفظ وضع لسان

فملاحة التصوير قبل غناجها

هي أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لصب وامق

بلغت به اللذات كل مكان

فصل

أتراب سن واحد متماثل

سن الشباب لأجمل الشبان

بكر فلم يأخذ بكارتها سوى الـ

ـمحبوب من إنس ولا من جان

حصن عليه حارس من أعظم الـ

ـحرّاس بأسا شأنه ذو شان

فإذا أحسّ بداخل للحصن ولـ

ـى هاربا فتراه ذا إمعان

ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ

ـرج منه فهو كذا مدى الأزمان

وكذا رواه أبو هريرة أنها

تنصاغ بكرا للجماع الثاني

لكن دراجا أبا السمح الذي

فيه يضعفه أولو الإتقان

هذا وبعضهم يصحح عنه في التـ

ـفسير كالمولود من حبان

ص: 337

فحديثه دون الصحيح وإنه

فوق الضعيف وليس ذا إتقان

يعطي المجامع قوة المائة التي اجـ

ـتمعت لأقوى واحد الإنسان

لا أن قوته تضاعف هكذا

إذ قد يكون لأضعف الأركان

ويكون أقوى منه ذا نقص من الـ

إيمان والأعمال والإحسان

ولقد روينا أنه يغشى بيو

م واحد مائة من النسوان

ورجاله شرط الصحيح رووا لهم

فيه وذا في معجم الطبراني

هذا دليل أن قدر نسائهم

متفاوت بتفاوت الإيمان

وبه يزول توهم الإشكال عن

تلك النصوص بمنة الرحمان

وبقوة المائة التي حصلت له

أفضى إلى مائة بلا خوران

وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ

أقوى هناك لزهده في الفاني

فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ

ـعينين واصبر ساعة لزمان

ما ههنا والله ما يسوى قلا

مة ظفر واحدة ترى بجنان

ما ههنا إلا النقار وسيّيء الـ

أخلاق مع عيب ومع نقصان

هم وغم دائم لا ينتهي

حتى الطلاق أو الفراق الثاني

والله قد جعل النساء عوانيا

شرعا فأضحى البعل وهو العاني

لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن

تفعل رجعت بذلة وهوان

ص: 338

فصل

وإذا بدت في حلة من لبسها

وتمايلت كتمايل النشوان

تهتز كالغصن الرطيب وحمله

ورد وتفاح على رمان

وتبخترت في مشيها ويحق ذا

ك لمثلها في جنة الحيوان

ووصائف من خلفها وأمامها

وعلى شمائلها وعن أيمان

كالبدر ليلة تمه قد حف في

غسق الدجى بكواكب الميزان

فلسانه وفؤاده والطرف في

دهش وإعجاب وفي سبحان

فالقلب قبل زفافها في عرسه

والعرس إثر العرس متصلان

حتى إذا ما واجهته تقابلا

أرأيت إذ يتقابل القمران

فسل المتيم هل يحل الصبر عن

ضم وتقبيل وعن فلتان

وسل المتيم اين خلف صبره

في أي واد أم بأي مكان

وسل المتيم كيف حالته وقد

ملئت له الأذنان والعينان

من منطق رقت حواشيه ووجـ

ـه كم به للشمس من جريان

وسل المتيم كيف عيشته إذا

وهما على فرشيهما خلوان

يتساقطان لآلئا منثورة

من بين منظوم كنظم جمان

وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ

ـمحبوب في روح وفي ريحان

وتدور كاسات الرحيق عليهما

بأكف أقمار من الولدان

يتنازعان الكأس هذا مرة

والخود أخرى ثم يتكئان

ص: 339

فيضمها وتضمه أرأيت معـ

ـشوقين بعد البعد يلتقيان

غاب الرقيب وغاب كل منكد

وهما بثوب الوصل مشتملان

أتراهما ضجرين من ذا العيش لا

وحياة ربك ما هما ضجران

ويزيد كل منهما حبا لصا

حبه جديدا سائر الأزمان

ووصاله يكسوه حبا بعده

متسلسلا لا ينتهي بزمان

فالوصل محفوف بحب سابق

وبلاحق وكلاهما صنوان

فرق لطيف بين ذاك وبين ذا

يدريه ذو شغل بهذا الشان

ومزيدهم في كل وقت حاصل

سبحان ذي الملكوت والسلطان

يا غافلا عما خلقت له انتبه

جد الرحيل فلست باليقظان

سار الرفاق وخلفوك مع الألى

قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني

ورأيت أكثر من ترى متخلفا

فتبعتهم ورضيت بالحرمان

لكن أتيت بخطتي عجز وجهـ

ـل بعد ذا وصحبت كل أمان

منتك نفسك باللحاق مع القعو

د عن المسير وراحة الأبدان

ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا

ماذا صنعت وكنت ذا إمكان

ص: 340