الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ ، إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ، حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ ، وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ، مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا ، وَمِنكُم
مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج5ص93: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} : تَسْتَأصِلُونَهُمْ قَتْلًا.
(1)[آل عمران: 152]
(حم) ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تبارك وتعالى فِي مَوْطِنٍ كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تبارك وتعالى ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللهُ وَعْدَهُ ، إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (1) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ ، {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ ، وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ، وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا ، وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (2) وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ ، " وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ ، ثُمَّ قَالَ: احْمُوا ظُهُورَنَا ، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ ، فلَا تَنْصُرُونَا ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا ، فلَا تَشْرُكُونَا ، فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ " ، أَكَبَّ الرُّمَاةُ جَمِيعًا ، فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ ، وَقَدْ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهُمْ هَكَذَا - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا ، فَلَمَّا أَخَلَّ (3) الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ (4) الَّتِي كَانُوا فِيهَا ، دَخَلَتْ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَقُتِلَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً (5) نَحْوَ الْجَبَلِ ، وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ (6) وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ ، فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ ، مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ ، " حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ السَّعْدَيْنِ (7) نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ (8) إِذَا مَشَى "، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا ، " فَرَقِيَ (9) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوَنَا وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ ، وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: اللَّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَعْلُونَا ، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا فَمَكَثَ سَاعَةً " ، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ ، اعْلُوا هُبَلُ اعْلُوا هُبَلُ - يَعْنِي: آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ (10)؟ ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ، أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلَا أُجِيبُهُ؟ ، قَالَ: " بَلَى " ، فَلَمَّا قَالَ اعْلُوا هُبَلُ ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ قَدْ أُنْعِمَتْ عَيْنُهَا ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ ، أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ (11) فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاءً ، قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ ، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ ، لَقَدْ خِبْنَا إِذَنْ وَخَسِرْنَا ، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلَاكُمْ مُثْلَةً (12) وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأيِ سَرَاتِنَا (13) ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ (14) فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ وَلَمْ نَكْرَهْهُ. (15)
(1)[آل عمران/152]
(2)
[آل عمران/152]
(3)
أخَلَّ: ترك المكان.
(4)
الخَلَّة: الفُرجة ، والثغرة التي فتحها الرماة بإخلالهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
(5)
الجولة: الدوران.
(6)
المِهراس: حجر ضخم ، منقور ومحفور ، ويسع ماء كثيرا يُحفظ فيه.
(7)
أَيْ: سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة.
(8)
تَكَفَّأ: مال صدره إلى الأمام ، كالذي يهبط من مكان مرتفع.
(9)
رقي: صعد.
(10)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ ابن حبان: أَبُو كَبْشَةَ هَذَا ، وَالِدُ أُمِّ أُمِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَانَ قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ ، فَاسْتَحْسَنَ دِينَ النَّصَارَى ، فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ وَأَظْهَرَهُ، فَعَاتَبَتْهُ قُرَيْشٌ حَيْثُ جَاءَ بِدِينٍ غَيْرِ دِينِهِمْ، فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُعَيِّرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَنْسِبُهُ إِلَيْهِ، يَعْنُونَ بِهِ أَنَّهُ جَاءَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينِهِمْ، كَمَا جَاءَ أَبُو كَبْشَةَ بِدَيْنٍ غَيْرِ دِينَهِمْ.
(11)
(الحرب سِجال) أَيْ: مَرَّة لنا ومَرَّة علينا ، ونُصْرتها متداولة بين الفريقين.
(12)
المُثْلة: جدع الأطراف أو قطعها ، أو تشويه الجسد تنكيلا.
(13)
السَّرَاة: أشراف القوم وزعماؤهم.
(14)
الحمية: الأنفة والغيرة.
(15)
(حم) 2609 ، (ك) 3163 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن
(خ حم)، وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ:" جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - عَبْدَ اللهِ بْنَ جُبَيْرٍ رضي الله عنه) (1) (قَالَ: وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا) (2) (وَقَالَ لَهُمْ: إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأنَاهُمْ ، فلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ "، قَالَ: فَهَزَمُوهُمْ) (3)(حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ (4) فِي الْجَبَلِ) (5)(قَدْ بَدَتْ خَلَاخِلُهُنَّ وَأَسْوُقُهُنَّ ، رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ ، فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُبَيْرٍ:)(6)(الْغَنِيمَةَ الْغَنِيمَةَ)(7)(ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ ، فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جُبَيْرٍ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَأتِيَنَّ النَّاسَ ، فَلَنُصِيبَنَّ مِنْ الْغَنِيمَةِ ، فَلَمَّا أَتَوْهُمْ ، صُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ ، فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ ، فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ)(8)(فَنَزَلَتْ: {وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} يَقُولُ: عَصَيْتُمْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ الْغَنَائِمَ ، وَهَزِيمَةَ الْعَدُوِّ)(9)(فَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ أَصَابُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً ، سَبْعِينَ أَسِيرًا ، وَسَبْعِينَ قَتِيلًا ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -)(10)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُجِيبُوهُ " ، ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُجِيبُوهُ " ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟)(11)(فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ قُتِلُوا ، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا ، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ ، فَقَالَ: كَذَبْتَ)(12)(وَاللهِ يَا عَدُوَّ اللهِ ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ ، وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ ، وَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً ، لَمْ آمُرْ بِهَا ، وَلَمْ تَسُؤْنِي ، ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ)(13)(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِيبُوهُ؟ " ، فَقَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " قُولُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ " ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى ، وَلَا عُزَّى لَكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَجِيبُوهُ؟ " ، قَالُوا: مَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " قُولُوا: اللهُ مَوْلَانَا ، وَلَا مَوْلَى لَكُمْ ")(14)
(1)(خ) 2874
(2)
(حم) 18616 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(خ) 2874
(4)
أَيْ: يسرعن.
(5)
(خ) 3817
(6)
(خ) 2874
(7)
(خ) 3817
(8)
(خ) 2874 ، (د) 2662
(9)
(حم) 18623
(10)
(خ) 2874 ، (حم) 18616
(11)
(خ) 3817 ، (حم) 18616
(12)
(خ) 3817
(13)
(خ) 2874
(14)
(خ) 3817 ، (حم) 18616