الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالورديون، وهو العجل فأعلق فيها السّلاسل ثم جذبها الثيران وجذبتها الناس معه حتى أبرزوها من السور، فلما أن لم ير الناس شيئاً ممّا كانوا يخافون من مضرّتها، وثب رجل من أهل العراق، وكان تاجراً بصنعاء، فاشترى الخشبة وقطعها لدار له، فلم يلبث العراقي أن جُذِم، فقال رعاع الناس: هذا لشرائه كعيباً، قال: ثم رأيت أهل صنعاء بعد ذلك يطوفون بالقليس يلتقطون منه قطع الذهب والفضة.
قال السهيلي (1) : وسميت هذه الكنيسة بالقُلَّيْس لارتفاع بنائها وعلوها، ومنه القلانس لأنها في أعالي الرؤوس، ويقال تقلنس الرجُل وتقلس: إذا لبس القلنْسُوَة، وقلس طعاماً: أي ارتفع من معدته إلى فِيْه.
قلنبو
(2) :
في بلاد السودان وهم على النيل، وأهلها مشركون، وهي مدينة كبيرة، والنيل يشقّ جميع تلك البلاد ويسقي أكثرها وفي تلك البلاد حيوان يشبه الفيل في عظم خلقته وخرطومه وأنيابه، يرعى في البر ويأوي إلى النيل، ويصطادونه فيأكلون لحمه ويصنعون من جلده الأسواط التي يسمونها السرياقات، ويقال لها بالأندلس ذنب الفار، ومن هناك تُحْمل تلك الأسواط إلى جميع الآفاق ولهم في صيده حيلة فإنهم يميزون في الليل المواضع التي يأوي إليها هذا الحيوان لتحرك الماء على ظهره وقلة استقراره، وعندهم مزارق حديد قصار في أسافلها حلَق قد شُدَّت فيها حبال مديدة، فيزرقونه بالعدَدِ الكثير منها، فيهرب منهم ويغوص في النيل فيرخون له في تلك الحبال فيضطرب حتى يموت، فإذا مات طفا على الماء، فيجرونه إلى البر ويأخذونه.
قلب
(3) :
هي قاعدة مورور بالأندلس ودار الولاة (4) بها وهي مدينة كبيرة فيها مسجد جامع وسوق يَرِده الناس بضروب المتاجر وهي كثيرة الزيتون والثمار ولها بطائح سهلة وجبال شامخة وعرة منها جبل بقبليها منيع وعر حصين وعلى مقربة منه جبل القرود.
قلعة أيوب
(5) :
بالأندلس بقرب مدينة سالم، وهي مدينة رائعة البقعة حصينة شديدة المنعة كثيرة الأشجار والثمار، كثيرة الخصب رخيصة الأسعار، وبها يصنع الغضار المذهب ويتجهز به إلى كل الجهات، وهي قريبة من مدينة دروقة، بينهما ثمانية عشر ميلاً.
قلعة رباح
(6) :
بالأندلس أيضاً من عمل جيان، وهي بين قرطبة وطليطلة، وهي مدينة حسنة ولها حصن حصين على نهر آنه، وهي مدينة محدثة في أيام بني أميَّة، وإنما عمرت قلعة رباح بخراب أوريط. وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين أمر الإمام محمد بتحصين مدينة قلعة رباح والزيادة في مبانيها، ونقل الناس إليها وإلى مدينة طلبيرة.
وبقرب قلعة رباح ماء حامض إذا مخض في سقاء حلا.
ثم ملكها النصارى ولم تزل في أيديهم إلى عام وقيعة الأرك (7) فجلت قبل الوصول إليها وكان لها في أيديهم إحدى وخمسون سنة وعشرة أشهر فأمر المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بتطهير جامعها، وصلى فيه، وقدم على قيادتها يوسف بن قادس.
قلعة بني حماد
(8) :
وهي قلعة أبي طويل، وبينها وبين المسيلة اثنا عشر ميلاً، وهي من أكبر البلاد قطراً وأكثرها خلقاً وأغزرها خيراً، وأوسعها أموالاً، وأحسنها قصوراً ومساكن، وأعمها فواكه وخصباً، وحنطتها رخيصة ولحومها طيبة سمينة، وهي في سند جبل سام صعب المرتقى، وقد استدار سورها بجميع الجبل وأعلى الجبل بسيط من الأرض ومنه ملكت القلعة، وبهذه القلعة عقارب كثيرة سود تقتل في الحال، وأهل القلعة يتحرزون منها ويتحصنون من ضررها ويشربون لها نبات الفوليون، ويدعون أن من شرب وزن درهمين منه لعام كامل لا يصيب شاربه ألم تلك العقارب، وهذا مشهور عندهم، وهذه الحشيشة ببلاد القلعة كثيرة (9) ، وبين هذه القلعة وبين بجاية مسيرة أربعة أيام.
(1) الروض 1: 244؛ والأصوب أنه من لفظ Ecclesia اللاتينية بمعنى كنيسة.
(2)
عن الاستبصار: 217 - 218 (قلنبوا)، وقارن بالبكري: 172 - 173.
(3)
بروفنسال: 192، والترجمة:194.
(4)
بروفنسال: الولاية.
(5)
بروفنسال: 163، والترجمة: 195 (Caltayud)، ومعظمه عن الإدريسي (د) :189.
(6)
بروفنسال: 163، والترجمة: 196 (Caltarava) .
(7)
كانت وقيعة الأرك عام 592.
(8)
الإدريسي (د/ ب) : 86/ 59، وقارن بالاستبصار:167.
(9)
بعد هذه اللفظة وردت في ص ع عبارة نصها: ((وكان سبب بنائها أن العرب لما دخلوا أفريقية وأفسدوا القيروان وأكثر مدن أفريقية هرب المعز صاحب القيروان وتحصن بالمهدية، وكان صاحب القلعة المنصور بن بلكين بن حماد)) ، ثم ينقطع النص، والحق أن هذه العبارة وردت في مادة ((باجة)) لتعليل سبب بناء باجة نفسها، ويبدو أن المؤلف وقع في الوهم، فكرر بعض ما جاء هنالك وأتى به ناقصاً لا يوضح شيئاً.