الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسود، ويذكرون أنه قذف فيها حجر في كساء فبقي هاوياً ساعة ثم رفعت الريح ذلك الكساء إلى أعلى العنق وذهب الحجر سفلاً، قالوا: وجبل النار بصقلية شأنه عجيب فإن ناراً خرجت منه في بعض السنين كالسيل العرم لا تمر بشيء إلا حرقته حتى تنتهي إلى البحر فتركت تتجه طائرة على صفحته حتى تغوص فيه.
برذيل
(1)
في بلاد جليقية، وإقليم برذيل من أشرف أقاليم تلك الناحية وهو كثير الكروم والفاكهة والحبوب (2) ، وهو مدينة كبيرة مبنية بالكلس والرمل، وهو على نهر عجاج يسمى جرونة (3) وربما عطبت مراكب المجوس فيه عند الأهوال لاتساعه وانخراقه وبين هذه المدينة وموقع نهرها في البحر مائة وخمسون ميلاً، وأهل برذيل في أخلاقهم ولباسهم على أخلاق الجليقيين، وبجوفي مدينة برذيل بنيان منيف على سوار سامية جليلة هو قصر طيطس وفي سواحل هذه المدينة يوجد العنبر.
برطايل
(4)
جزيرة في بحر الصين الذي في جزائره مملكة المهراج قيل إنه يسمع بها في الليل والنهار الضرب والطبول، ويقال إن فيها الدجال، وقال بعضهم: هي جبال مسكونة وجوه أهلها مثل المجان المطرقة آذانهم مخرمة، وفيها أشجار القرنفل ويشتريه التجار من قوم لا يرونهم إنما يضعونه أكواماً على الساحل فيأخذه التجار ويترك هناك العوض، وقيل إن التجار يتركون البضائع على الساحل ويعودون إلى مراكبهم فإذا أصبح من غد ذلك اليوم جاءوا فوجدوا إلى جانب كل بضاعة كوماً من القرنفل فإن رضيه أخذه وترك البضاعة ولها أخذ بضاعته وترك القرنفل، وإن أخذهما معاً لم تقدر مراكبهم على المسير حتى يرد القرنفل، وربما طلب أحدهم الزيادة فيترك البضاعة والقرنفل فيزاد فيه، وشجر القرنفل على نهر هناك يعرف بنهر القرنفل لم يدخل قط إليه أحد ولا ذكر أنه رأى شجره، وزعم بعضهم أن الجن يبيعونه من التجار، وذكر بعضهم أنه دخل الجزيرة وأمعن فيها فرأى قوماً في زي النساء مرداً بغير لحى ذوي شعور مرسلة فغابوا عنه وأن التجار أقاموا بعد ذلك مدة يخرجون إلى ساحل الجزيرة فلا يجدون شيئاً من القرنفل فعلموا أن ذلك من أجل من نظر إليهم، ثم عادوا بعد سنتين إلى ما كانوا عليه. ويقال إنه إذا كان رطباً حلو الطعم ويأكلون منه فلا يمرضون ولا يهرمون، وليس لهذا البحر حد يعرف، ورأسه يخرج من الظلمة الشمالية ويمر على بلاد الواق واق.
بربشتر
(5)
هي مدينة من بلاد بربطانية (6) بالأندلس، وهي حصن على نهر مخرجه من عين قريبة منها، وبربشتر من أمهات مدن الثغر الفائقة في الحصانة والامتناع وقد غزاها على غرة وقلة عدد من أهلها وعدة، أهل غاليش والروذمانون وكان عليهم رئيس يسمى ألبيطش، وكان في عسكره نحو أربعين ألف فارس فحصرها أربعين يوما حتى افتتحها وذلك في سنة ست وخمسين وأربعمائة فقتلوا عامة رجالها وسبوا فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ما لا يحصى كثرة، ويذكر أنهم اختاروا من أبكار جواري المسلمين وأهل الحسن منهن خمسة آلاف جارية فأهدوهن إلى صاحب القسطنطينية، وأصابوا فيها من الأموال ما يعجز عن الوصف وتخلفوا فيها من جلة رجالهم وأهل البأس منهم من وثقوا بضبطه لها ومنعه إياها واستوطنوها بالأهل والولد وجعلوها ثغراً من ثغورهم ثم انصرفوا عنها، وفي ذلك يقول الفقيه الزاهد ابن العسال من قصيدة:
ولقد رمانا المشركون بأسهم
…
لم تخط لكن شأنها الإصماء
هتكوا بخيلهم قصور حريمها
…
لم يبق لا جبل ولا بطحاء
جاسوا خلال ديارهم فلهم بها
…
في كل يوم غارة شعواء
ماتت قلوب المسلمين برعبهم
…
فحماتنا في حربهم جبناء
كم موضع غنموه لم يرحم به
…
طفل ولا شيخ ولا عذراء
(1) برفنسال: 41، والترجمة: 53، وبرذيل هي مدينة (Bordeaux) .
(2)
في الأصلين: والجنود.
(3)
في الأصلين: برونة.
(4)
البكري (مخ) : 37، وفي نخبة الدهر: 158، وابن الوردي: 68 برطائيل.
(5)
(Barbastro) بروفنسال: 39، والترجمة 50.
(6)
في الأصلين: برطانية.