الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولها حصون وقلاع وقواعد وأقاليم معدومة المثال، ومنها إلى بلنسية خمس مراحل، ومنها إلى قرطبة عشر مراحل.
ويخرج من نهر مرسية جدول على مقربة من قنطرة اشكابة قد نقر له الأول في الجبل، وهو حجر صلد، وجابوه نحو ميل، وهذا الجدول هو الذي يسقي قبلي مرسية، ونقبوا بازاء هذا النقب في الجبل المحاذي لهذا الجبل نقباً آخر مسافة نحو ميلين أخرجوا فيه جدولاً ثانياً، وهو الذي يسقي جوفي مرسية، ولهذين الجدولين منافس في أعلى الجبلين ومناهر (1) إلى الوادي تنقى الجدولان منه بفتحها وانحدار الماء مما اجتمع من الغثاء فيهما، ولا يسقى من نهر مرسية شيء بغير هذين الجدولين إلا بما رفع بالدواليب والسواني، وبين موضع هذين النقبين ومرسية ستة أميال.
مربيطر
(2) :
حصن بالأندلس قريب من طرطوشة، وهو على جبل، والبحر بقبليه، ويظهر منه شرقاً وغرباً. وبمربيطر جامع ومساجد، وفيها آثار للأول: دار ملعب وأصنام وغير ذلك، وهي كثيرة الزيتون والشجر والأعناب وأصناف الثمار، ومن مربيطر إلى أول قرى بريانة تسعة عشر ميلاً ونصف ميل.
مرمجنة:
بإفريقية قريب من الأربس، وبينها وبين مجانة مرحلتان.
ولما دخل عبد الله بن سعد إفريقية غازياً في صدر الإسلام وقتل جرجيراً صاحب سبيطلة وانهزمت الروم وتفرقوا في القلاع وتبعهم المسلمون فبلغت خيلهم قصور قفصة وجاوزها إلى مرمجنة.
وكانت (3) مدينة كبيرة قديمة أولية وفيها آثار للأول وبها عيون سائحة، وهي على نظر واسع كثير الخيرات.
مراكش
(4) :
شمال أغمات وعلى اثني عشر ميلاً منها بداخل المغرب، بناها يوسف بن تاشفين أمير المسلمين في صدر سنة سبعين وأربعمائة، وقيل سنة تسع وخمسين وأربعمائة، بعد أن اشترى أرضها من أهل أغمات بجملة أموال واختطها له ولبني عمه، وهي في وطاء من الأرض، وليس حولها من الجبال إلا جبل صغير يسمى ايجليز، ومنه قطع الحجر الذي بني منه قصر علي بن يوسف أمير المسلمين، وليس بموضع مراكش حجر إلا ما كان من هذا الجبل، وبناؤها بالطين والطوب والطوابي، ثم استخرجوا مياهها، فكثرت فيها البساتين والجنات، واتصلت عمارات مراكش وحسن قطرها، ثم بنى أسوارها علي بن يوسف بن تاشفين سنة أربع عشرة وخمسمائة، وعلى ثلاثة أميال منها وادي تانسيفت، ويصب فيه وادي وريكة ووادي نفيس وأودية كثيرة، ومياه مراكش قريبة من قامتين من وجه الأرض وبساتينها تسقى بالآبار ينفذ بعضها إلى بعض حتى تخرج على وجه الأرض، وبينها وبين درن نحو العشرين ميلاً، وهي كثيرة الزرع والضرع وبحائرها لا تحصى كثرة، وإنما بناها واضعها ليملك منها جبل درن لكثرة من يعمره.
وكان إسلام قبائل الصحراء في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ثم ملكها عبد المؤمن بن علي وانقرضت دولة بني تاشفين بعد أن كانت دار إمارة لمتونة وقاعدة مملكتهم، وكان بها قصور كثيرة لجملة من الأمراء والقواد وخدام الدولة، وكانت أزقتها واسعة وأرجاؤها فسيحة وأسواقها حفيلة وسلعها نافقة، وكان بها جامع بناه يوسف بن تاشفين، وهو صاحب الزلاقة، فلما ملكها عبد المؤمن بن علي تركوا ذلك الجامع معطلاً مغلق الأبواب لا يرون الصلاة فيه، وبنوا لأنفسهم مسجداً جامعاً يصلون فيه بعد أن نهبوا الأموال وسفكوا الدماء وباعوا الحرم، وكان ذلك لمذهب لهم يرون ذلك فيه حلالاً. وكان علي بن يوسف قد جلب ماء من عين بينها وبين المدينة أميال فلم يستتم ذلك، فلما تغلب عبد المؤمن على الملك وصار بيده تمموا جلب ذلك الماء إلى داخل المدينة وصنعوا منه سقايات بقرب دار الحجر، وهي الحظيرة التي فيها القصر منفرداً متحيزاً بذاته، والمدينة بخارج هذا القصر، وطول المدينة أشف من ميل وعرضها قريب ذلك، وعلى ثلاثة أميال من مراكش نهر تانسيفت، وليس بالكبير لكنه دائم الجري، ويحمل في زمن الشتاء بسيل كبير فلا يبقي ولا يذر. وكان أمير المسلمين علي بن يوسف بنى على هذا النهر قنطرة عجيبة متقنة البناء.
وعظمت مراكش في الدولتين، فكانت أكبر مدن المغرب الأقصى، وعظمت تجارتها وتنافس الناس في البناء فيها، وبنيت
(1) ص ع: ومناهد.
(2)
بروفنسال: 181، والترجمة: 217 (Murviedro)، ويكتب أيضاً ((مرباطر)) وموقع مكانه على بعد 21 كيلومتراً إلى الشمال من بلنسية. وانظر العذري:19.
(3)
الاستبصار: 162، وقارن بالبكري: 145، والإدريسي (د) 119 (مرماجنة) .
(4)
مزج في هذه المادة بين ما نقله عن الإدريسي (د/ ب) : 67/ 43، وما نقله عن الاستبصار: 208 واضاف إلى ذلك من مصدر آخر؛ وفي صبح الأعشى 5: 162 نقل عن الروض.