الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يستطيع أحد أن ينزله إلا متوقياً على رجليه من تلك الحجارة، وماؤه بقدر ما يدير خمسين رحى، وهي متجر خراسان وسجستان، وهي ذات نخل وأشجار، والغالب عليها من الأشجار السلم واللوز والأترج وفيها شجر يقال له جم، وهي كشجرة الجوز أصلاً وورقاً وأغصاناً وثمرها ثمر يعرف بثمر جم له نوى مثل نوى التمر، وهو شبيه به في القدر إلا أنه عفص، وليس له طلع كطلع النخلة ولكن عناقيد كعناقيد الكرم، وهو أجود شيء للمبطونين، وفيها أشجار السيسبان والقرظ والحنا والداذي، فأما السيسبان فيشبه ورق السفرجل وحمله مثل عناقيد العنب وله لزوجة مثل الخطمي إذا كان رطباً. وأما الحنا فهي شبيهة بالآس ولها فواغ فإذا كنت على مقدار عشرة أذرع إلى عشرين وجدت منها رائحة عطرة طيبة، فإذا قربت منها لم تجد لها رائحة وأما الداذي فيشبه شجره الدفلى وهي قضبان مستوية تعلو خمس أذرع إلا أن أصله واحد، ومن أسفل الغصن إلى أعلاه أوراق متحاذية على السواء وقد اكتنفت جانبي الغصن، كل ورقة بمقدار الأنملة، فإذا كانت أيام الربيع وقع من أعلى كل ورقة نور أحمر وهو حسن المنظر جداً وقيل الداذي يشبه ورقه ورق الصبر، وله طلع كطلع النخل، ورائحته لا يقدر أحد أن يشمه من حدتها وذكائها، وترعف على المكان شدة حرارتها، ولكن يوضع في البيت فتعبق رائحته من جميع البيت ويعبق ما فيه من الثياب.
وب
جي
رفت في كل شهر غلة حديثة من الحنطة والشعير والأرز والسمسم وسائر الحبوب وضروب الثمار وقصب السكر ومعاصر يعمل فيها الفانيذ، وحرها شديد مؤذ إلا أن الثلج بها موجود يحمل إليها الثلج من جبال البارز.
وجيرفت من بناء شاهدار بنت المرزبان، ورثت المرزبة عن أبيها وزوجت نفسها من بعض قراباتها، وهي جيرفت بفتح الجيم وبالراء المهملة بعدها فاء وتاء معجمة باثنتين من فوقها، وبجيرفت اختلفت كلمة الخوارج وقاتل بعضهم بعضاً.
جيرون
(1) :
بفتح الأول وإسكان الثاني بعده راء مهملة، هي مدينة دمشق. قالوا: نزل جيرون بن سعد بن عاد دمشق وبنى مدينتها فسميت باسمه، وهي إرم ذات العماد عندهم، فيقال إن بها أربعمائة ألف عمود من حجارة، وقال الشاعر (2) :
طال ليلي فبت كالمحزون
…
ومللت الثواء في جيرون وقال آخر (3) :
القصر فالنخل فالجماء بينهما
…
أشهى إلى القلب من أبواب جيرون وسنذكر مدينة دمشق في موضعها إن شاء الله تعالى.
ويقال إن إبراهيم الخليل عليه السلام دفن في جيرون (4) من أرض الكنعانيين في مزرعة اشتراها إبراهيم وفيها دفنت سارة وإسحاق عليهما السلام، وموضع قبورهم مشهورة على ثمانية عشر ميلاً من بيت المقدس في مسجد هناك يعرف بمسجد إبراهيم عليه السلام.
جيزك
(5) :
من مدن اشروسنة في مستو من الأرض، وهي في أسفل أرض أشروسنة وبها رباط أهل سمرقند وهي متحضرة متوسطة المقدار بها ماء جار وبساتين، ولها رستاق وبها عمارات.
جي:
بفتح أوله وتشديد ثانيه مدينة بأصبهان ويقال إنها إحدى المدن التي بنى الإسكندر، وكان أجل ملوك الأرض، ويقال إنه ذو القرنين المذكور في القرآن، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها وله في كل إقليم أثر فبنى بالمغرب الإسكندرية وبخراسان العليا سمرقند ومدينة الصغد، وبخراسان السفلى مرو وهراة، وبناحية الجبل جي ومدينة أصبهان، وبنى مدناً كثيرة في نواحي الأرض، وجال الدنيا كلها ووطئها فلم يختر منها منزلاً سوى المدائن فنزلها، وبنى بها مدينة عظيمة، وجعل عليها سوراً أثره باق، وهي التي تسمى الرومية في جانب دجلة الشرقي، ولم تزل مستقره حتى مات بها وحمل منها ودفن بالإسكندرية لمكان والدته فإنها كانت باقية هناك.
(1) معجم ما استعجم 2: 408، وصبح الأعشى 4: 91، 102.
(2)
نسبه في البكري لأبي دهبل الجمحي.
(3)
هو أبو قطيفة، عمرو بن الوليد بن عقبة، الأغاني 1: 24 - 46.
(4)
الصواب ((حبرون)) بالحاء المهملة والباء الموحدة، وهذا من أوهام المؤلف.
(5)
نزهة المشتاق: 217؛ وفي ص ع: جيرك، وهي عند ابن حوقل: 414، والكرخي: 183 ديزك.