الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو في أصل جبل أبي قبيس، والمروة أصل جبل قعيقعان.
الصفاح
(1) :
موضع بالروحاء، ذكره ابن حلزة اليشكري في قصيدته (2) :
فالمحياة فالصفاح فأعنا
…
ق فتاق فعاذب فالوفاء وفي كتاب الأطعمة من سنن أبي داود أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان بالصفاح، وهو مكان بمكة، فجاءه رجل بأرنب قد صادها، فقال: يا عبد الله بن عمرو: ما تقول؟ قال رضي الله عنه قد جيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس فلم يأكلها ولم ينه عن أكلها، وزعم أنها
تحيض. وقال عمر بن أبي ربيعة (3)
قامت راءى بالصفاح كأنما
…
كانت تريد لنا بذاك ضراراً وقيل: الصفاح ثنية من وراء بستان ابن معمر (4)، قال الفرزدق (5) :
حلفت بأيدي البدن تدمى نحورها
…
نهاراً وما ضم الصفاح وكبكب وبرقة الصفاح - بفتح الصاد - هكذا ذكرها صاعد قال البكري: أنا أراه برقة الصفاح منسوب إلى هذا الموضع.
صفورية
(6) :
موضع في ثغور الشام معروف. ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عقبة بن أبي معيط قال: أأقتل من بين قريش!! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " وهل أنت إلا يهودي من صفورية "؟ فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حن قدح ليس منها.
وذكر الكلبي أن أمية خرج إلى الشام فأقام بها عشر سنين فوقع على أمة يهودية للخم من أهل صفورية يقال لها ترنى فولدت ذكوان، فاستلحقه أمية وكناه أبا عمرو.
صفين
(7) :
موضع بالعراق معروف على الفرات، ويقال فيه صفون أيضاً فهو يقال صفين في حال الرفع والنصب والجر، ومنهم من يقول صفون في الرفع، والأغلب على صفين التأنيث.
وقيل لأبي وائل شقيق بن سلمة: أشهدت صفين؟ قال:
نعم، وبئست صفون؛ وقال أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني:
كما بلغت أيام صفين نفسه
…
تراقيه والشامتي شهود وهي صحراء ذات كدى وأكمات، وبها كانت الوقيعة العظيمة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وأهل العراق وأهل الشام، والتي جاء فيها الحديث المتفق على صحته:" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة "، وكان ذلك في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين، وقيل في ربيع الآخر، وأقام علي ومعاوية رضي الله عنهما بصفين سبعة أشهر، وكان بينهم قبل القتال نحو من سبعين زحفاً، وقتل في ثلاثة أيام ثلاثة وسبعون ألفاً من الفريقين وقتل فيها من أصحاب معاوية رضي الله عنه خمسة وأربعون ألفاً على اختلاف في ذلك كله، وكان أهل الشام خمسة وثلاثين ألفاً ومائة ألف، وكان أهل العراق عشرين أو ثلاثين ألفاً ومائة ألف، وقتل في أصحاب علي رضي الله عنه خمسة وعشرون بدرياً، وكان معه منهم سبعون رجلاً وممن بايع تحت الشجرة سبعمائة، وعلي فيما لا يحصى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خيار التابعين، ومع علي رضي الله عنه رايات كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل بها، وقيل: بل لم يشهدها من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت، وهو قول مرغوب عنه، فإن من البدرية عمار بن ياسر رضي الله عنه وقد قتل معه، وبه عرفت الفئة الباغية في قوله صلى الله عليه وسلم، فإنه قال لعمار حين جعل يحفر الخندق:" ويح ابن سمية تقتلك فئة باغية "، وجعل يمسح رأسه، أخرجه مسلم، قالوا: وهو خبر متواتر من أصح الحديث، وحين لم يقدر معاوية رضي الله عنه على إنكار هذا الحديث قال: إنما قتله من
(1) معظمه عن معجم ما استعجم 3: 834، وسنن أبي داود 2:133.
(2)
شرح المعلقات للزوزني: 288.
(3)
ديوان عمر: 149.
(4)
ص ع: يعمر.
(5)
ديوان الفرزدق 1: 80.
(6)
معجم ما استعجم 3: 837.
(7)
أول المادة عن معجم ما استعجم 3: 837.
أخرجه، وقد أجاب علي رضي الله عنه عن قول معاوية رضي الله عنه بأن قال: فرسول الله صلى الله عليه وسلم إذاً قتل حمزة حين أخرجه.
قال الإمام عبد القاهر في كتاب " الإمامة " من تأليفه: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي أهل الحديث والرأي، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين أن علياً رضي الله عنه مصيب في قتاله لأهل صفين، كما قالوا بإصابته في قتاله لأهل الجمل، وقالوا أيضاً: إن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له، ولكن لا يجوز تكفيرهم ببغيهم.
قال إمام الحرمين: كان علي رضي الله عنه إماماً حقاً ومقاتلوه بغاة وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وإن أخطأوه.
وكان علي رضي الله عنه ركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تعصب بعمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم السوداء ثم نادى: أيها الناس من يشتري نفسه من الله؟ من يبيع الله نفسه؟ فانتدب لها ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفاً فحمل بهم حملة واحدة، فلم يبق لأهل الشام صف إلا أزالوه حتى أفضوا إلى معاوية رضي الله عنه فدعا بفرسه لينجو عليه، فلما وضع رجله في الركاب تمثل بقول عمرو بن الاطنابة:
وقولي كلما جشأت وجاشت
…
مكانك حمدي أو تستريحي فأقام.
قال بشير الأنصاري: والله الذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم ما سمعنا برئيس قوم قط أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب علي يومئذ بيده، أنه قتل فيما ذكر العادون زيادة على خمسمائة رجل من رجال العرب كان يخرج إليهم فيضرب فيهم ثم يجيء بسيفه منحنياً..
وسئل خبار: لم كان علي رضي الله عنه يحب ركوب البغال دون الخيل، قال: لأنه لم يكن ممن يفر فيطلب السوابق، ولا يطلب الهارب، فاقتصر على ما يحصل به فارساً دون ما يكون به فاراً أو طالباً. وكانت درعه صدراً بلا ظهر، فقيل له: لو أحرزت ظهرك، فقال: إذا وليت فلا وألت. وكان إذا استعلى الفارس قده وإذا استعرضه قطعه، والقد القطع طولاً والقطع القطع عرضاً.
ولما رأى معاوية رضي الله عنه ما لا قبل له به لأنه رأى أمر علي رضي الله عنه يقوى وأمره يضعف شاور عمراً رضي الله عنه فقال له: ما ترى. قال: مر الناس برفع المصاحف، فأمر برفع مائة مصحف، فرفعت، فلما رأى ذلك أصحاب علي رضي الله عنه كفوا عن القتال، فقال لهم علي رضي الله عنه: إن هذه لخديعة، فسلوهم ما شأن هذه المصاحف، فقال معاوية رضي الله عنه: نجعل القرآن حكماً بيننا ونثوب إلى السلم، فكان ذلك سبباً لتحكيم الحكمين: أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاصي رضي الله عنهما، وخروج الخوارج على علي رضي الله عنه، وافتراق الناس واختلاف أصحابه.
قال شقيق بن سلمة: والله لكأني أنظر يومئذ إلى رجل واقف على فرس على تل ومعه رمح طويل في رأسه مصحف يقول: بيننا وبينكم ما في هذا المصحف، ثم قرأ:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " ثم يقول: من لفارس، من للروم، فقال أناس من أصحاب علي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أنصف القوم، فقال علي رضي الله عنه: والله ما كتاب الله يريدون. فلم يزالوا به، قالوا له: ابعث حكماً منك وحكماً منهم. قال القاضي أبو بكر بن الطيب: ومعاذ الله أن يكون الحكمان حكما عليه بالخلع، وإنما حكم عليه بذلك عمرو وحده، وقد أنكر ذلك عليه أبو موسى وأغلظ له في القول، وعلى أنهما لو اتفقا جميعاً على خلعه لم ينخلع حتى يكون الكتاب والسنة المجتمع عليهما يوجبان خلعه أو واحداً منهما.
وذكر (1) صعصعة بن صوحان العبدي، قال: كان علي رضي الله عنه مصاف أهل الشام يوماً بصفين حتى برز رجل من حمير من آل ذي يزن اسمه كريب بن الصباح ليس في أهل الشام يومئذ أشهر بشدة البأس منه، برز بين الصفين ثم نادى: من يبارز، فبرز إليه شرحبيل بن طارق البكري، فقتل شرحبيل، ثم نادى كريب: من يبارز. فبرز إليه الحارث بن الجلاح، فاقتتلا، فقتل الحارث، ثم نادى: من يبارز فبرز إليه عائذ بن مسروق الهمداني فقتل عائذ، ثم رمى كريب بأجسادهم
(1) كتاب صفين: 315 - 316.