الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العنب والتفاح والفواكه، وفيما بين جيجل وبجاية على ساحل البحر موضع يسمى بالمنصورية عليه جبل عظيم مما يلي البر، فيه حافة مثل الحائط، فيها نقب ينبعث منه ماء في غلظ حجر الربع الموزون به في كل وقت من الأوقات المعهودة للصلوات الخمس، يسمع قبل انبعاثه دوي كدوي الرحى الفارغة ثم ينبعث الماء هكذا ليلاً ونهاراً في أوقات الصلوات خاصة، أخبر بذلك من شاهده وسمر عليه الليل كله.
جيحان
(1) :
ويقال جيحون، نهر عظيم مخرجه من بلاد الروم من عيون تعرف بعيون جيحان على ثلاثة أيام من مدينة مرعش، ويخرج إلى البحر الرومي وهو بحر الشام، وليس عليه للمسلمين من المدن إلا المصيصة وكفر بيا ومجراه بينهما، وجيحون (2) هو نهر بلخ، ومن الناس من يقول إنهما نهران وإن جيحان غير جيحون.
قالوا (3) : ومنبعث جيحون من بلاد التبت يقبل من المشرق مع الصبا فيمر ببلاد وخان ويسمى هناك جرياب (4) ثم يصير إلى أعلى حدود بلخ مما يلي المشرق، ثم ينعطف إلى ناحية الشمال مع الجنوب إلى أن يصير إلى الترمذ ثم إلى خوارزم فيمر بمدينتها فإذا جاوزها تشعبت منه أنهار وخلجان ذات اليمين وذات الشمال فصارت منه بطائح وآجام ومروج أسفل من مدينة خوارزم بنحو أربعة فراسخ، ثم يمر مستقبل الشمال بين الجرجانية والمزداخكان، أسفل من المدينة بأربعة وعشرين فرسخاً، وهو الموضع الذي يصاد فيه السمك المجلوب من خوارزم إلى النواحي ثم يصير هناك بحيرة دورها نحو مائة فرسخ وقيل مسافتها نحو أربعين يوماً في مثلها وماؤها ملح وليس لها مغيض (5) ظاهر، ويقع فيها نهر جيحون ونهر الشاش وأنهار غيرها كثيرة فلا يغيض ماؤها ولا يزيد، ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر الخزر خرق ويتصل بمائها، وبين البحرين نحو عشرين مرحلة على السمت. وأضيق أعبار جيحون على رباط بلخ عرضه نحو ميلين.
قالوا (6) : فأما نهر بلخ الذي يسمى جيحون فهو غير (7) نهر المصيصة وهو من أعين، يجري فيمر ببلاد الترمذ واسفرايين من بلاد خراسان حتى يأتي بحيرة خوارزم (8) . وليس في العمران بحيرة أعظم منها، لأن طولها مسيرة شهر في نحو ذلك من العرض ودورها أربعمائة فرسخ وإليها ينصب نهر فرغانة والشاش وعليها مدينة للترك يقال لها المدينة الجديدة فيها المسلمون، والسفن تجري في هذه البحيرة، وزعم قوم أنه يصب في مهران السند، وزعم الجاحظ أن مهران السند من نيل مصر واستدل بوجود التمساح فيه.
جيرفت:
مدينة من بلاد كرمان فيما وراء النهر بينها وبين الشيرجان ست مراحل، وطول جيرفت (9) ميلان، وهي ممتدة آهلة عامرة لها غلات وزروع وكروم وزروعهم على السقي، وماؤهم الذي يشربون منه ويسقون به هو من واديها، وهو نهر صغير شديد الجري وله وجبة وخرير زائد على الصخر لا يستطيع أحد أن يجوزه راكباً، ومقدار مائه ما يدور به خمسون رحى، وبقرب جيرفت جبل يعرف بالميزان فيه جنات وفواكه جمة وفواكه جيرفت وحطبها أكثره يجلب من هذا الجبل، ولأهلها زي حسن وعيش خصيب، وبها متاجر خراسان وسجستان، وتجلب إليها الخيرات والبضائع والتجارات، وهي مدينة كاملة من كل شيء، والتمر بها مائة من بدرهمين، وهم لا يرفعون من تمرهم ما تسقطه الريح بل هو للسابلة دون أربابه، سيرة لهم في ذلك.
وعلى جادتها معدن صغير ينزله نحو عشرة آلاف رجل من تجار وصناع ومن بحارة، قوم يعرفون بآل مرزوق أصلهم من البصرة، وهم قوم نبل أصحاب مروءة ظاهرة، ولهم بيوت للضيفان.
وجيرفت (10) مدينه عتيقة فيها منبر، ولها نهر يعرف بنهر روذ شديد الجري له وجبة وخرير شديد يجري على الصخور،
(1) من المهم التفرقة بين جيحان، أحد أنهار آسيا الصغرى، وجيحون الذي يسميه المؤلف نهر بلخ، والمؤلف يتابع البكري (مخ) : 40 في الخطأ كله.
(2)
ص ع: وجيحان.
(3)
ابن رسته: 91.
(4)
ص ع: جابرود، ويسمى أيضاً وخاب، كما يقول ابن رسته.
(5)
عن نزهة المشتاق: 213 والبكري.
(6)
عن البكري، ظناً منه أن يعرف بنهر جيحان، مع أنه بعيد كثيراً مما تقدم ذكره عن نهر جيحون.
(7)
زيادة ضرورية جداً، وإن لم تكن من شرط المؤلف ومصدره.
(8)
ص ع: والبكري: بلاد.
(9)
نزهة المشتاق: 132.
(10)
أخذ ينقل عن غير الإدريسي، ويكرر بعض ما تقدم، ولكن فيه فوائد لم تذكر قبلاً.