الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - المنطوق غير الصريح (دلالة الالتزام)
(1):
ويدخل تحتها ثلاثة أنواع: (اقتضاء، وإشارة، وإيماء وتنبيه):
الأول: دلالة الاقتضاء
(2):
التطبيق:
1 -
قال القَصَّاب رحمه الله (3): «دليل واضح لمن تدبره أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان؛ لما حسدوا عليه غيرهم وتبين لهم حقيقته؛ إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل وفي أيديهم -بزعمهم- ما هو خير منه» (4).
(1) وهي دلالة اللفظ على خارجٍ عن مُسَمَّاه، لازم له لزومًا ذهنيًّا، أو خارجيًّا. انظر: البحر المحيط في أصول الفقه (1/ 229)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص 446).
(2)
وهي: أن يتضمن الكلام إضمارًا ضروريًّا لابد من تقديره؛ لأن الكلام لا يستقيم دونه: إما لتوقف الصدق عليه، وإما لتوقف الصحة عليه نقلًا، أو عقلًا. انظر: الإحكام في أصول الأحكام للآمدي (3/ 64)، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (ص 447).
(3)
هو: أبو أحمد محمد بن علي بن محمد الكرجي الغازي المجاهد، وعُرِف بالقصاب؛ لكثرة ما قَتَل في مغازيه. عاش إلى حدود 360 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (16/ 213).
(4)
نكت القرآن (1/ 132).
2 -
قال تعالى: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (النساء: 8).
أو كما قال. وكان الصحابة رضي الله عنهم إذا بدأت باكورة أشجارهم- أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرَّك عليها، ونظر إلى أصغر وليد عنده فأعطاه ذلك (2)؛ علمًا منه بشدة تَشَوّفه لذلك، وهذا كله مع إمكان الإعطاء» (3).
3 -
قال السعدي رحمه الله: «وهذا يدل على قوة هممهم وعزائمهم؛ فإن ضعيف القلب ضعيف الهمة، تنتقض عزيمته عند لوم اللائمين، وتَفْتُر قوته عند عَذْل العاذلين، وفي قلوبهم تَعَبُّد لغير الله، بحسب ما فيها من مراعاة الخلق وتقديم
(1) وأصله مخرج في صحيح البخاري (5460)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إذا أتى أحدَكُم خَادِمُه بطعامه، فإن لم يُجْلِسْه معه فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين؛ فإنَّهُ وَلِيَ حرَّهُ وعِلاجَهُ» .
(2)
وأصله مخرج في صحيح مسلم (1373)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُؤْتَى بأول الثمر، فيقول:«اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعنا بركة مع بركة» ، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان.
(3)
تفسير السعدي (ص 165).
رضاهم ولومهم على أمر الله، فلا يسلم القلب من التعبد لغير الله؛ حتى لا يخاف في الله لومة لائم» (1).
4 -
قال تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)} (الأنبياء). وفي قراءة الجمهور: {قل رب احكم بالحق} (2).
قال ابن هبيرة رحمه الله (3): «المُراد منه: كُن أنت - أيها القائل - على الحق لِيُمكنك أن تقول: احكُم بالحق؛ لأن المُبْطِل لا يمكنه أن يقول: احكُم بالحق» (4).
5 -
قال ابن القيم رحمه الله: «فإذا جعل من لوازم الإيمان أنهم لا يذهبون مذهبًا إذا كانوا معه إلا باستئذانه، فأولى أن يكون من لَوَازِمِهِ ألا يذهبوا إلى قولٍ ولا مذهبٍ علمي إلا بعد استئذانه، وإذنه يُعرف بدلالة ما جاء به على أنه أَذِن فيه» (5).
(1) السابق (ص 235).
(2)
انظر النشر (2/ 325).
(3)
هو: يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة الذهلي الشيبانيّ، أبو المظفر، عون الدين، من كبار الوزراء في الدولة العباسية، عالم بالفقه والأدب، له نظم جيد، ولد في قرية من أعمال دُجيل (بالعراق)، ودخل بغداد في صباه، فتعلم صناعة الإنشاء، وقرأ التاريخ والأدب وعلوم الدين. توفي سنة: 560 هـ. انظر: وفيات الأعيان (6/ 230)، والأعلام للزركلي (8/ 175).
(4)
ذيل طبقات الحنابلة (2/ 145).
(5)
إعلام الموقعين (1/ 41).
6 -
قال أبو بكر بن عَيَّاش رحمه الله (1): «أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن؛ لأن الله تعالى يقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}، فمن سَمَّاه الله صادقًا فليس يكذب، هم قالوا: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم» (2).
7 -
قال السعدي رحمه الله: «ذَكَر الله في هذا الدعاء نَفْي الغِلّ عن القلب، الشامل لقليل الغِلّ وكثيره الذي إذا انتفى ثبت ضده، وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين» (3).
(1) هو: أبو بكر بن عياش الكوفي المُقرئ الأسدي الحَنَّاط: اختُلِف في اسمه على عشرة أقوال؛ أصحها قولان: أن اسمه كنيته، أو شُعبة، كان من مشاهير القراء، وقرأ القرآن ثلاث مرات على عاصم، وكان عالمًا فقيهًا في الدين، توفي سنة: 193 هـ. انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي (1/ 80 - 83)، الأعلام للزركلي (3/ 165).
(2)
تاريخ دمشق (30/ 298).
(3)
تفسير السعدي (ص 851).
(4)
حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (8/ 179).