الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال القرطبي رحمه الله: «ففي دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم للمُحَلِّقين ثلاثًا وللمُقَصِّرين مرة (1)،
دليل على أن الحلق في الحج والعمرة أفضل من التقصير؛ وهو مقتضى قوله تعالى: {وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ} ، ولم يقل: تُقَصِّروا» (2).
5 -
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: «فقوله سبحانه: {تَحْتَ} إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما، وإنما السلطان للزوجين عليهما؛ فالمرأة لا تُسَاوَى بالرجل ولا تعلو فوقه أبدًا» (3).
الصورة الثانية: ما يُسْتَخْرَج من مجموع دليلين فأكثر:
التطبيق:
1 -
(1) أخرجه البخاري (1727)، ومسلم (1301).
(2)
الجامع لأحكام القرآن (2/ 381).
(3)
حراسة الفضيلة (ص 19).
(4)
من أسرار التنزيل (ص 132).
2 -
قال تعالى في سورة البقرة: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (البقرة: 233)، وقال في سورة الأحقاف:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} (الأحقاف: 15).
قال القرطبي رحمه الله: «استنبط عليٌّ رضي الله عنه مدة أقل الحمل -وهو ستة أشهر- من قوله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}، وقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ}، فإذا فَصَلْنا الحولين من ثلاثين شهرًا، بقيت ستة أشهر» (1).
3 -
قال تعالى في سورة طه: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي} (طه: 94)، وقال في سورة الأنعام:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84)}
…
إلى قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام: 84 - 90).
قال الشنقيطي رحمه الله: «هذه الآية الكريمة بِضَمِيمَةِ آية (الأنعام) إليها تدل على لزوم إعفاء اللِّحية؛ فهي دليل قرآني على إعفاء اللِّحية وعدم حلقها» (2).
4 -
قال تعالى عن أيوب عليه السلام في سورة الأنبياء: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)} (الأنبياء)، وقال عنه في سورة ص:{وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (ص: 43).
(1) تفسير القرطبي (5/ 262)، وانظر نحوه: مجموع الفتاوى (34/ 10)، ومختصر الصواعق المرسلة (ص 104).
(2)
أضواء البيان (4/ 630).
5 -
قال تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (الحديد: 10)، وقال عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} (الأنبياء: 101).
قال ابن حزم رحمه الله: «فجاء النص أن من صَحِبَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقد وعده الله تعالى الحسنى، وقد نص الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (آل عمران: 9)» (2).
6 -
قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله: «إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان عليه السلام مع العافية التي كان فيها: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 30)، ووجدت صفة أيوب عليه السلام مع البلاء الذي كان فيه: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 44)، فاستوت الصفتان؛ وهذا مُعَافى، وهذا مُبتلى، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحبَّ إلي من البلاء مع الصبر» (3).
(1) أضواء البيان (4/ 849)، وانظر نحوه: في تفسير النيسابوري (5/ 603).
(2)
المحلى (1/ 44).
(3)
تهذيب الكمال (11/ 193).
7 -
قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} (الشورى)، مع قوله:{وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} (لقمان: 15)، مع العلم بأحوال الصحابة رضي الله عنهم، وشدة إنابتهم دليل على أن قولهم حجة، خصوصًا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين (1).
8 -
قال تعالى في سورة فاطر: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28)، وقال في سورة البينة:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)} (البينة).
قال ابن جماعة رحمه الله (2): «فاقتضت الآيتان: أنَّ العلماء هم الذين يخشون الله تعالى، وأنَّ الذين يخشون الله تعالى هم خير البريَّة؛ فينتج بهذا أن العلماء هم خير البريَّة» (3).
(1) تفسير السعدي (ص 754).
(2)
هو: محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعيّ، بدر الدين، أبو عبد الله، قاض، من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين، ولد في حماة، وولي الحكم والخطابة بالقدس، ثم القضاء بمصر، فقضاء الشام، ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي، كان من خيار القضاة، وتوفي بمصر سنة: 733 هـ. انظر: معجم الشيوخ الكبير للذهبي (2/ 130)، والأعلام للزركلي (5/ 297).
(3)
تذكرة السامع والمتكلم (ص 6).