الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا: قواعد قرآنية
(1):
1 - قاعدة: «من تَرَك شيئًا لله عَوَّضَه الله خيرًا منه»
(2):
التطبيق:
1 -
قال السعدي رحمه الله: «ولما كان مُفَارَقة الإنسان لوطنه ومَأْلَفِه وأهله وقومه من أشق شيء على النفس لأمور كثيرة معروفة، ومنها انفراده عمن يَتَعَزَّز بهم ويتكثر، وكان من تَرَك شيئًا لله عَوَّضَه الله خيرًا منه، واعتزل إبراهيم قومه -قال الله في حقه:
(1) والمقصود بها: أنها أحكام كلية قطعية دل عليها القرآن الكريم؛ فهي مأخوذة من القرآن، بخلاف قواعد التفسير كما عرفت من تعريفها سابقًا. فقواعد التفسير من قبيل الوسائل والآلات التي نتوصل بواسطتها إلى المراد، وأما القواعد القرآنية فمن قبيل النتائج.
(2)
وقد ذكر السعدي رحمه الله في القواعد الحسان (ص 164) أمثلة متنوعة لهذه القاعدة.
(3)
تفسير ابن كثير (3/ 297).
{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا} -من إسحاق ويعقوب- {جَعَلْنَا نَبِيًّا} ؛ فحصل له هبة هؤلاء الصالحين المُرسَلين إلى الناس الذين خَصَّهم الله بوحيه، واختارهم لرسالته، واصطفاهم من العالمين» (1).
2 -
قال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} (النحل).
قال ابن كثير رحمه الله: «فإنهم تركوا مساكنهم وأموالهم، فعوَّضهم الله خيرًا منها في الدنيا؛ فإن من ترك شيئًا لله، عَوَّضَه الله بما هو خير له منه، وكذلك وقع، فإنهم مَكَّن الله لهم في البلاد وحَكَّمَهم على رقاب العباد، فصاروا أمراء حُكَّامَا، وكل منهم للمتقين إمامَا» (2).
3 -
قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)} (النور).
قال السعدي: رحمه الله: «فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله بسبب ترك المُحَرَّم الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئًا لله عَوَّضَه الله خيرًا منه، ومن غَضّ بصره عن المُحَرَّم أنار الله بصيرته» (3).
(1) تفسير السعدي (ص 494).
(2)
تفسير ابن كثير (4/ 572/ 573).
(3)
تفسير السعدي (ص 566)، وانظر في هذا المعنى: مجموع الفتاوى (15/ 396)، الفتاوى الكبرى (1/ 287)، مختصر الفتاوى المصرية (1/ 31).
4 -
5 -
قال ابن رجب رحمه الله: «فإن المُتَهَجِّد قد ترك لذة النوم بالليل ولذة التَّمَتّع بأزواجه؛ طلبًا لما عند الله عز وجل، فَعَوَّضَه الله تعالى خيرًا مما تركه وهو الحُور العِين في الجنة» (2).
(1) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1/ 48)، وانظر: مجموع الفتاوى (21/ 257 - 258).
(2)
تفسير ابن رجب (2/ 184).
6 -
7 -
قال ابن كثير رحمه الله: «وفي قوله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (22)}، سِرٌّ بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله، عَوَّضَهم الله بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المُقيم، والفوز العظيم والفضل العميم» (2).
(1) تفسير السعدي (ص 712)، وانظر: تفسير ابن كثير (7/ 73)، مدارج السالكين (2/ 426).
(2)
تفسير ابن كثير (8/ 55).