الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
د. الربط بين الجمل:
التطبيق:
1 -
قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة).
قال ابن القيم رحمه الله: «إن القلب يَعْرِض له مرضان عظيمان، إن لم يَتَدَارَكهما العبد تَرَامَيَا به إلى التَّلَف ولابد؛ وهما: الرياء، والكِبْر، فدواء الرياء بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، ودواء الكِبْر بـ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، وكثيرًا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} تدفع الرياء، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تدفع الكبرياء.
فإذا عُوفِيَ من مرض الرياء بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، ومن مرض الكبرياء والعُجْب بـ {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، ومن مرض الضلال والجهل بـ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ، عُوفِيَ من أمراضه وأسقامه، وَرَفَلَ في أثواب العافية، وتمت عليه النعمة، وكان مِنَ المُنْعَمِ عليهم، غير المغضوب عليهم؛ وهم أهل فساد القصد، الذين عرفوا الحق وعدلوا عنه، والضالين؛ وهم أهل فساد العلم، الذين جهلوا الحق ولم يعرفوه. وحَقَّ لسورة تشتمل على هذين الشِّفَاءَيْن أن يُسْتَشْفَى بها من كل مرض» (1).
2 -
«الخادم متى علم أن مخدومه مُطَّلِع عليه؛ كان أحرص على العمل وأكثر الْتذاذًا به، وأقل نُفرة عنه، وكان اجتهاده في أداء الطاعات وفي الاحتراز عن
(1) مدارج السالكين (1/ 78).
المحظورات أشد؛ فلهذه الوجوه أَتْبَع الله تعالى الأمر بالحج والنهي عن الرفث والفسوق والجدال بقوله: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} » (1).
3 -
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} (الأنفال).
4 -
قال تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)} (غافر).
…
وقد سبقت صفة الرحمة هنا وغلبت» (4).
(1) مفاتيح الغيب (3/ 185).
(2)
الكلام على مسألة السماع (ص 101).
(3)
أخرجه البخاري (7553).
(4)
بدائع الفوائد (1/ 193).
5 -
قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)} (النجم).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «فوصفَه بأنه ليس بضال وهو الجاهل، ولا غاوٍ وهو الظالم، فإن صلاحَ العبد في أن يعلمَ الحقَّ ويَعمَلَ به، فمن لم يَعلمِ الحقَّ فهو ضالٌّ عنه، ومَن عَلِمَه فخالفَه واتبَعَ هواه فهو غاوٍ، ومَن علمه وعَمِل به، كان من أولي الأيدي عملًا، ومن أولي الأبصار علمًا» (1).
6 -
قال تعالى: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} (الإنسان: 21).
قال ابن كثير رحمه الله: «ولما ذكر تعالى زينة الظاهر بالحرير والحلي، قال بعده: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا}؛ أي: طَهَّر بواطنهم من الحسد والحقد والغل والأذى وسائر الأخلاق الردية» (2).
(1) جامع المسائل لابن تيمية (3/ 85).
(2)
تفسير ابن كثير (8/ 293).