الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - قاعدة: «الجزاء من جنس العمل» :
التطبيق:
1 -
قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)} (الفاتحة).
2 -
قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)} (الأعراف).
قال ابن القيم رحمه الله: «وإنما اختص أهل الإحسان بقُرْب الرحمة منهم؛ لأنها إحسان من الله أرحم الراحمين، وإحسانه تعالى إنما يكون لأهل الإحسان؛ لأن الجزاء من جنس العمل، فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن إليهم برحمته، وأما من لم يكن من أهل الإحسان فإنه لما بَعُد عن الإحسان بَعُدت عنه الرحمة بُعدًا بِبُعْد، وقُرْبًا بِقُرْب، فمن تَقَرَّب بالإحسان تَقَرَّب الله إليه برحمته، ومن تباعد
(1) مدارج السالكين (1/ 33).
عن الإحسان تباعد الله عنه برحمته، والله سبحانه يُحِب المُحسنين، ويُبْغِض من ليس من المُحسنين، ومن أحبه الله فرحمته أقرب شيء منه، ومن أبغضه فرحمته أبعد شيء منه» اهـ (1).
3 -
قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91)} (الأعراف).
قال ابن كثير رحمه الله: «أخبر تعالى هاهنا أنهم أخذتهم الرجفة، وذلك كما أرجفوا شُعيبًا وأصحابه وتَوَعَّدُوهم بالجَلَاء.
كما أخبر عنهم في سورة هود فقال: {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)} (هود)، والمُنَاسَبة في ذلك والله أعلم: أنهم لما تَهَكَّموا بنبي الله شعيب في قولهم: {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)} (هود)، فجاءت الصيحة فأسكتتهم.
وقال تعالى إخبارًا عنهم في سورة الشعراء: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)} (الشعراء)، وماذاك إلا لأنهم قالوا له في سِيَاق القصة:{فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)} (الشعراء)، فأخبر أنه أصابهم عذاب يوم الظُّلَّة، وقد اجتمع عليهم ذلك كله» (2).
(1) بدائع الفوائد (3/ 17).
(2)
تفسير ابن كثير (3/ 448 - 449).
4 -
قال الشنقيطي رحمه الله: «عاقب الله في هذه الآية الكريمة المُتَخَلِّفِين عن غزوة تبوك بأنهم لا يُؤْذَن لهم في الخروج مع نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا القتال معه صلى الله عليه وسلم؛ لأن شُؤْم المُخَالَفة يُؤَدِّي إلى فَوَات الخير الكثير» (1).
5 -
قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)} (النحل).
6 -
قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)} (السجدة).
(1) أضواء البيان (2/ 147).
(2)
الجواب الكافي (277/ 278).
قال الحسن البصري رحمه الله: «أخفى قومٌ عملهم، فأخفى الله لهم ما لم تر عين، ولم يخطر على قلب بشر» (1).
7 -
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)} (السجدة).
قال ابن كثير رحمه الله: «قال ابن عُيينة في تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا (24)} (السجدة)؛ قال: «لما أخذوا برأس الأمر، صاروا رؤوسًا. قال بعض العلماء: بالصبر واليقين، تُنال الإمامة في الدين» (2).
8 -
قال ابن القيم رحمه الله: «وقد شَاهَد الناس عيانًا أن من عاش بالمَكْر مات بالفقر» (3).
9 -
قال تعالى: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12)} (الإنسان).
قال ابن تيمية رحمه الله: «ولما كان في الصبر من حَبْس النفس والخشونة التي تلحق الظاهر والباطن من التعب والنَّصَب والحرارة ما فيه، كان الجزاء عليه بالجنة التي فيها السعة والحرير الذي فيه اللِّين والنعومة والاتِّكَاء الذي يتضمن الراحة والظلال المُنافية للحَر» (4).
(1) تفسير ابن كثير (6/ 365).
(2)
السابق (6/ 372).
(3)
إغاثة اللهفان (1/ 358).
(4)
جامع الرسائل (1/ 73)، وانظر: روضة المحبين (ص 480).
10 -
قال تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)} (المطففين).
11 -
قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)} (الأعلى).
قال ابن تيمية رحمه الله: «فالجزاء من جنس العمل؛ لما كان في الدنيا ليس بحي الحياة النافعة التي خُلِق لأجلها، بل كانت حياته من جنس حياة البهائم، ولم يكن ميتًا عديم الإحساس؛ كان في الآخرة كذلك» (2).
12 -
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} (الليل).
(1) طريق الهجرتين (ص 194).
(2)
مجموع الفتاوى (14/ 297 - 298).
(3)
التبيان في أقسام القرآن (ص 56 - 57).