الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 -
قال تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)} (طه).
قال ابن القيم رحمه الله: «وظاهر الآية أن الحامل لموسى على العجلة هو طلب رضا ربه، وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليها؛ ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل؛ سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك، قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره» (1).
النوع الثاني: «دلالة المفهوم»
(2):
وهو قسمان:
1 - مفهوم الموافقة
(3)؛ وهو نوعان:
الأول: الأَوْلَوي
(4):
التطبيق:
1 -
قال تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} (البقرة: 93).
(1) مدارج السالكين (3/ 60).
(2)
وهو: المعنى المستفاد من حيث السكوت اللازم للفظ. انظر: شرح الكوكب المنير (3/ 473).
(3)
وهو: ما وافق المسكوتُ عنه المنطوقَ في الحكم. ويُسمى: (فحوى الخطاب) و (لحن الخطاب). انظر: شرح الكوكب المنير (3/ 481).
(4)
وهو: ما كان المسكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق. انظر: شرح الكوكب المنير (3/ 482)، المذكرة في أصول الفقه (ص 284).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «أي أُشرِبوا حُبَّه، فإذا كان المخلوق الذي لا تجوز به محبته قد يُحِبه القلب حُبًّا يجعل ذلك شرابًا للقلب، فحُب الربّ تعالى أن يكون شَرابًا يشربه قلوب المؤمنين أولى وأحرى» (1).
2 -
قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} (البقرة).
قال ابن كثير رحمه الله: «روى ابن أبي حاتم
…
عن وُهَيْب بن الورد، أنه قرأ:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} ، ثم يبكي ويقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق ألا يتقبل منك! » (2)؛
يعني: أنه مع منزلته وعِظَم عمله هذا مُشْفِق، فغيره من باب أولى.
3 -
(1) جامع المسائل لابن تيمية (1/ 132 - 133).
(2)
تفسير ابن كثير (1/ 427).
يعني: أنه إذا احترز لماله من أجل حِفْظِه؛ فذلك يدل على أن حِفْظ عبده المؤمن من باب أولى.
4 -
قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (آل عمران: 17).
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «قد أمر الله سبحانه عباده أن يَخْتِمُوا الأعمال الصالحات بالاستغفار؛ فكان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سلَّمَ من الصلاة يستغفر ثلاثًا ويقول: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْك السَّلَامُ، تَبَارَكْت يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» (2)؛ كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه، وقد قال تعالى:{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} ، فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار.
وكذلك ختم سورة المزمل -وهي سورة قيام الليل- بقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)} (المزمل)» (3).
(1) أضواء البيان (6/ 183).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (591).
(3)
مجموع الفتاوى (11/ 254).
وإذا كان ذلك بعد هذه الطاعات؛ فإنه يكون بعد التقصير والمعصية أولى وآكد.
5 -
قال تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ (32)} (النساء).
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: «فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟ ! » (1).
6 -
قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء: 65).
قال ابن مفلح رحمه الله (2): «وإذا كان توقف القلب عن الرضا بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم يُخْرِج عن الإيمان، فكيف يصح الإيمان مع الاعتراض على الله تعالى؟ ! » (3).
7 -
قال تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} (الأعراف: 21).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الاستعاذة: «وقد أقسم للوالد: إنه لمن الناصحين، وكذب، فكيف معاملته لنا وقد قال: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص)؟ ! » (4).
(1) حراسة الفضيلة (ص 21).
(2)
هو: محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج، أبو عبد الله، شمس الدين المقدسي الراميني ثم الصالحي، أعلم أهل عصره بمذهب الإمام أحمد بن حنبل، ولد ونشأ في بيت المقدس، وتوفي بصالحية دمشق سنة: 763 هـ. انظر: الدرر الكامنة (6/ 14)، الأعلام للزركلي (5/ 303).
(3)
الآداب الشرعية (2/ 194).
(4)
تفسير ابن كثير (1/ 110).
8 -
قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة: 65، 66).
قال ابن تيمية رحمه الله: «وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وآياته وبرسوله كفر، فالسَّبّ المقصود بطريق الأولى» (1).
9 -
قال تعالى: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)} (التوبة).
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: «إذا أحب مولاك المتطهرين من الأحداث والأنجاس، فما الظن بمن تطهر من الذنوب والأدناس؟ ! » (2).
10 -
قال تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)} (يوسف).
قال الطنطاوي رحمه الله: «كيف تُبرّئ نفسك وهناك من هو خير منك؛ يوسف عليه السلام يقول عن النساء: {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (يوسف: 33)» (3).
11 -
قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} (طه).
(1) الصارم المسلول (1/ 31).
(2)
شجرة المعارف والأحوال (ص 51).
(3)
نور وهداية، للطنطاوي (124 - 125).
قال ابن القيم رحمه الله: «فإذا كان هذا حال المُعرِض عنه، فكيف حال المُعَارِض له بعقله أو عقل من قَلَّده وأحسن الظن به؟ ! فكما أنه لا يكون مؤمنًا إلا من قَبِلَه وانقاد له، فمن أعرض عنه وعارضه من أبعد الناس عن الإيمان به» (1).
12 -
قال تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)} (الروم).
(1) الصواعق المرسلة (3/ 172).
(2)
المواهب الربانية (ص 93).
13 -
قال تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)} (الأحزاب).
قال ابن القيم رحمه الله: «فإذا سُئِل الصادقون وحُوسبوا على صدقهم، فما الظن بالكاذبين؟ ! » (1).
14 -
قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (الأحزاب: 32).
إذا كان هذا الطمع في أمهات المؤمنين، فلا بد أن يكون في غيرهن بطريق الأولى؛ فإن الله اختار لنبيه أفضل النساء وأعفهن، ومع ذلك أمرهن بالحجاب ونهاهن عن الخضوع بالقول؛ صيانة لهن؛ فغيرهن أولى بالصيانة والتحفظ والبعد عن أسباب العهر والفتنة (2).
15 -
قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} (الجمعة: 9).
قال السعدي رحمه الله: «أي: اتركوه في هذه الحالة التي أُمِرتم بالمُضِيّ فيها إلى الصلاة؛ وإذا أُمر بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس، وتحرص عليه، فترك غيره من الشواغل من باب أولى؛ كالصناعات وغيرها» (3).
16 -
قال تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا} (الشمس).
(1) إغاثة اللهفان (1/ 83).
(2)
ليدبروا آياته (2/ 174، 175).
(3)
تفسير ابن سعدي (ص 86).