الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة المصححين
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من أمر بصنع الجميل * وجزى عليه الجزاء الجزيل * نحمدك على ما هديتنا * ونشكركَ على ما أوليتنا * ونصلي ونسلم على نبيك الأكرم * ورسولك السيد السند الأعظم * سيدنا ومولانا محمدٍ الذي كان أسرع إلى الخير من الريح المرسلة * وعلى آله وصحبه وكلِّ من والى المعروفَ وواصلَه * {أما بعد}
فإن من المآثر العظام * والأيادي الجِسام * التي لا يزال يسديها إلى أمة الإسلام * سيدُنا ومولانا أمير المؤمنين * وخليفة أشرف الأنبياء والمرسلين * القائم بحياطة الدين * وإصلاح أمر العالَمين * صاحب الرأفة الشاملة العامَّة * والإحسانات الجمَّة التامَّة * والرحمة التي يرتاح لها كلُّ قويٍّ وضعيف * والهمةِ العليا التي تُنيلُ كلَّ أحدٍ حاجته من وضيعٍ وشريف * سلطان البرَّين والبحرين * وخادم الحرمين الشريفين * ظِلُّ الله على رعيته * ونعمتُه الشاملة لبريَّته * مولانا الإمام العدلُ المجاهد السلطان ابن السلطان: السلطان الغازي عبد الحميد الثاني ابن السلطان عبد المجيد خان أيد الله القسط بهمته * وقوَّمَ أوَدَ الرعية بعدالته * وأكثر خير البلاد بيُمنه * وأنام جميع الأنام في ظلِّ أمنه * وأدامه عزًّا للإسلام * ورحمةً لجميع الأنام
أنه قوَّى اللهُ شوكته أصدر أمره الكريم الشاهاني في سنة 1311 من هجرته صلى الله عليه وسلم بطبع الكتاب الجليل الشان * الغني بشهرة نفعه عن الإطراء والبيان * وهو صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه وأرضاه * وأن يُعتمد في تصحيحه على نسخة شديدة الضبط بالغة الصحة من فروع النسخة اليونينية المعوَّلِ عليها في جميع روايات صحيح البخاري الشريف، وعلى نسخٍ أخرى خلافِها شهيرة الصحة والضبط. وأن تكون نسخه المطبوعة كلُّها وقفًا على الخاصِّ والعامِّ * من سائر المسلمين شرقًا وغربًا، عُجمًا وعُربًا
وحقيقة أصل اليونينية أن شيخ الإسلام الإمام جمال الدين محمد ابن مالك لما هاجر من الأندلس واستقرَّ بدمشق طلب منه فضلاء المحدثين والحفاظ أن يُوضِح ويصحح لهم مشكلات ألفاظ روايات صحيح البخاري، فأجابهم إلى ذلك، ووضحها وصححها لهم في أحدٍ وسبعين مجلسًا * وألف لهم «شواهد التوضيح والتصحيح * لمشكلات الجامع الصحيح» * وكتب عند تمام ختم التصحيح على أول ورقة من الجزء الأخير من النسخة اليونينية المذكورة ما صورته:
سمعت ما تضمنه هذا المجلدُ من صحيح البخاري رضي الله عنه، بقراءة سيدنا الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن شرف الدين أبي الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونينيِّ رضي الله عنه وعن سلفه. وكان السماع بحضرة جماعة من الفضلاء، ناظرين في نسخ معتمَدٍ عليها، فكلما مر بهم لفظ ذو إشكال بَيَّنتُ فيه الصواب، وضُبط على ما اقتضاه علمي بالعربية .. وما افتقر إلى بسط عبارة وإقامة دلالة أخَّرْتُ أمره إلى جزء أستوفي فيه الكلام مما يحتاج إليه من نظير وشاهد، ليكون الانتفاع به عامًّا.، والبيان تامًّا، إن شاء الله تعالى. وكتبه محمد بن عبد الله بن مالك حامدًا لله تعالى اهـ.
وكتب الحافظ اليونيني على ظهر آخر ورقة من المجلد المذكور ما صورته:
"بلغْتُ مقابلةً وتصحيحًا وإسماعًا بين يدَي شيخنا شيخ الإسلام، حجة العرب * مالكِ أزِمَّة الأدب، الإمام العلامة أبي عبد الله بن مالك الطائي الجَيَّانيِّ * أمدَّ الله تعالى عمرَه.، في المجلس الحادي والسبعين، وهو يُراعي قراءتي، ويلاحظُ نطقي. فما اختاره ورجَّحه وأمر بإصلاحه أصلحته وصححتُ عليه /، وما ذكر أنه يجوز فيه إعرابان أو ثلاثة كتبت عليه معًا، فأعملت ذلك على ما أمَرَ ورجَّح، وأنا أقابل بأصل الحافظ أبي ذر، والحافظ أبي محمد الأصيلي، والحافظ أبي القاسم الدمشقي، ما خلا الجزءَ الثالثَ عشر والثالثَ والثلاثين فإنهما معدومان، وبأصلٍ مسموعٍ على الشيخ أبي الوقت، بقراءة الحافظ أبي منصور السمعاني وغيره من الحفاظ، وهو وقف بخانقاه السميساطي .. وعلاماتُ ما وافقتُ أبا ذرٍّ هـ والأصيلي ص والدمشقي ش وأبا الوقت ظ فليعلم ذلك. وقد ذكرت ذلك في أول الكتاب في فرخة لتُعلَم الرموز.
كتبه علي بن محمد الهاشمي اليونيني عفا الله عنه اهـ
فشكر الله لسيدنا ومولانا أمير المؤمنين هذه الإرادة الجميلة * وتقبل منه هذه الخيرات العميمة الجزيلة * وأطال اللهُ حياته عصمةً لجميع المسلمين * وحياطةً لعموم الدين * بجاه سيد الأولين والآخرين * صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين * وسلام على جميع الأنبياء والمرسلين * وآلهم والحمد لله رب العالمين