الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والأجر. وسنوجز فيما يلي بعض الآداب التي هي أشد تعلقًا بمجالس الحديث النبوي الشريف:
آداب مجالس الحديث:
1.
إخلاص النية لله تعالى عند بدء السماع، فإنه أقرب للقبول عند الله تعالى، وأرجى للمأمول من رضاه وتوفيقه وثوابه.
2.
الاغتسال قبل المجلس، وأن يلبس أحسن ثيابه، ويتطيب، ويحافظ على الطهارة من الحدث والخبث خلال السماع. وأن يجددَ الوضوء حال التعب أو النعاس ليعود إلى نشاطه.
3.
السبق في الحضور إلى المجلس والتبكير إليه قبل حضور الشيخ، فإن التأخر يفوِّت على الإنسان بعض الكتاب فلا يصح إذ ذاك ادعاؤه لسماعه كلِّه.
4.
التواضع في الجلسة، وجمع الأطراف، وعدم الالتفات لغير حاجة. قال عبد الباسط العلموي (-981) في كتابه المعيد في أدب المفيد والمستفيد عند الحديث عن الأدب مع الشيخ: "وأن يجلس بين يديه متأدبًا بسكون وإطراق رأس وخضوع وتواضع وخشوع وجلوس الافتراش أو التورك
…
ويتعاهد تغطية أقدامه وإرخاء ثيابه .. ولا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة، ولا يعطي الشيخ جنبه ولا ظهره" ..
5.
السكينة والوقار تأدبًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه، فيتمثل السامع نفسه حاضرًا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .. ومن أعظم الأسباب التي تعين على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حضور مجالس سماع الحديث النبوي الشريف، لما فيها من ترداد كلامه الشريف، ووصف أحواله، والصلاة والسلام عليه.
6.
من أدب المجلس تقديم آل البيت النبوي الشريف، فإنه كلام جدهم صلى الله عليه وسلم وهم أولى الناس به.، وتقديم أولي الفضل من أهل العلم والصلاح والشيبة.
7.
من أدب المجلس أن لا يُقطع المجلس لدخول أحد من العظماء ولو كان شيخ الإسلام، وأن لا يقوم أحد للداخلين، فإن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى بالتعظيم وأعلى وأجل من أن يقطع لدخول زيد وخروج عمرو. ويتابع القارئ قراءته ويتابع الناس الإنصات. وينبغي أن يوكل الشيخ أحد الطلاب باستقبال أهل الفضل وإيصالهم إلى الأماكن التي تليق بهم، من غير أن يقوم أحد أو ينقطع المجلس.
8.
الإنصات حال قراءة الشيخ، وعدم المقاطعة، لئلا يفوته شيءٌ من الحديث الشريف.، ولكيلا يشوش على غيره، فإن من أدب العلم حسن الإنصات. ومجالس سماع الحديث ليست مجالس شرح وتعليق، وإنما هي مجالس رواية يُقرأ فيها الكتاب المقصود سردًا. ولذلك فوائد عظيمة تقدم الكلام عليها.
9.
أن يوجه نظره إلى الكتاب وقت القراءة، وإلى الشيخ عند الشرح والتعليق. وأن لا يتحدث مع من حوله، ولو لسؤال يتعلق بالدرس، فإن ذلك يفتح باب التشويش على نفسه وعلى الحاضرين.
10.
أن لا يرفع صوته بالضحك إذا مرت طرفةٌ، أو مازح الشيخ الحاضرين، بل يحافظ على الصمت والسكينة والوقار.
11.
وجمع بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن جماعة الكناني (-733) بعض الآداب الأخرى في كتابه تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم فقال: "أن يجلس بين يدي الشيخ جِلسةَ الأدب كما يجلس الصبي بين يدي المُقرئ، أو متربعًا بتواضع
وخضوع.، وسكونٍ وخشوعٍ. ويصغي إلى الشيخ ناظرًا إليه، ويُقبل بكليته عليه، متعقلًا لقوله، بحيث لا يُحوجه إلى إعادة الكلام مرةً ثانية. ولا يلتفت من غير ضرورة، ولا ينظر إلى يمينه أو شماله أو فوقه أو قدامه بغير حاجة، ولا سيما عند بحثه له أو عند كلامه معه. فلا ينبغي أن ينظر إلا إليه. ولا يضطرب لضجة يسمعها أو يلتفت إليها، ولا سيما عند بحثه له، ولا ينفض كميه، ولا يَحْسِر عن ذراعيه، ولا يعبث بيديه أو رجليه أو غيرهما من أعضائه. ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها في أنفه، أو يستخرج منها شيئًا. ولا يفتح فاه، ولا يقرع سنه، ولا يضرب الأرض براحته، أو يخط عليها بأصابعه، ولا يُشبِّك بيديه أو يعبث بأزراره. ولا يستند بحضرة الشيخ إلى حائط أو مخدة أو درابزينَ أو يجعل يده عليها، ولا يعطي الشيخ جنبه أو ظهره، ولا يعتمد على يده إلى ورائه أو جنبه، ولا يُكثر كلامه من غير حاجة، ولا يحكي ما يُضحك منه، أو ما فيه بذاءة، أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء أدبٍ".
ومنها أن يلقي السمع وهو شهيد لما يلقيه الشيخ، بحيث لا يحوجه إلى إعادة الكلام، ولا يلتفت عنه يمينًا وشمالًا وفوقًا وتحتًا وأمامًا ووراءً من غير ضرورة. ولا يضطرب لصيحة يسمعها، ولا يتكلم بيديه إلى وجه الشيخ وصدره، ولا يعبث بهما. ولا يضع يده على لحيته أو فمه أو يعبث بها في أنفه. ولا يشبك أصابعه، ولا يكثر التنحنح من غير حاجة، ولا يبصق ولا يمتخط ولا ينخع ما أمكنه. وإذا كان كذلك فليأخذها بمنديل ونحوه من فمه، ولا يتجشأ ولا يتمطَّى، ولا يكثر التثاؤب، وإذا تثاءب ستر فاه بعد رده جهده. وإذا عطس خفض صوته جهده، وستر وجهه بمنديل ونحوه .. ويكون ساكنا مطمئنًّا وقوًرا".