الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثوري فَعولًا لهذا، يَكْني المشهورين".
وقال له شيخه عبد الله بن يوسفَ التِّنِّيسيُّ (-218) مرة: يا أبا عبد الله! انظر في كتبي وأخبرني بما فيها من السَّقْط، فقال البخاري: نعم.
وقال له شيخه محمد بن سَلَام البيكنَدي (-225): انظر في كُتُبي، فما وجدتَ فيها مِن خطأ فاضربْ عليه. وقال له شيخه إسماعيل بن أبي أويس (-226): انظر في كتبي وجميع ما أملك لك، وأنا شاكرٌ لك أبدًا ما دمتُ حيًّا.
وروي عن الحافظ أبي حامدٍ أحمد بن حمدون (-321): أنه رأى البخاري في جنازة سعيد بن مروان البغدادي، وكان ذلك في نيسابور منتصف شهر شعبان من سنة 252.، وشيخه محمد بن يحيى الذُّهْليُّ (172 - 258) يسأله عن الأسماء والعلل، والبخاري يمرُّ فيه كالسهم - أي في سرعة الإجابة - كأنه يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}. وسعيد بن مروان هو أحد شيوخ البخاري.
وذكر الحافظ أحمد بن الأزهر العَبدي النيسابوري (-261) أنه كان بسمرقند أربعمائة من طلاب الحديث، فاستعدوا سبعة أيامٍ لمغالطة البخاري، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد العراق في إسناد الشام، وإسناد الحرم في إسناد اليمن.، فأتى بكل إسناد على وجه الصواب، وما وجدوا في أجوبته خطأً واحدًا، لا في الإسناد ولا في المتن.
حفظ البخاري:
كان البخاري سريع الحفظ، وكانت له ذاكرة قوية واسعة، وكان سريع الاستحضار لما حفظه. وقد وصل في الحفظ إلى درجة أدهشت شيوخه ومعاصريه، ولم يأت بعده في
الحفظ والفهم مثله. روي عنه أنه قال: أحفظ مائةَ ألفِ حديثٍ صحيحٍ، ومائتي ألفِ حديثٍ غيرِ صحيح.
وقال أبو بكر محمد بن رزق الله الكَلَوْذَاني (-249): "ما رأيتُ مثلَ محمد بن إسماعيل.، كان يأخذ الكتابَ من العِلم فيطَّلع عليه اطِّلاعةً.، فيحفظ عامَّةَ أطراف الحديث من مرَّة واحدة".
وذكر البخاري عن نفسه أنه يستطيع أن يملي من حفظه عشرة آلاف حديث في الصلاة. فإذا كان هذا مقدار ما يحفظه من الحديث في باب واحدٍ هو الصلاة، فما مقدار ما يحفظه في سائر أبواب العبادات والمعاملات والفضائل والآداب والفتن والتوحيد والتفسير والمغازي.
روي عن حاشد بن إسماعيل بن عيسى البخاريِّ الغزَّال (-261) - وهو أحد كبار الحفاظ من أقران البخاري - أن الإمام البخاري كان وهو غلامٌ يحضر مجالس الحديث معهم عند مشايخ البصرة، ويستمع إلى ما يُملونه من الأحاديث ولا يكتب كما يفعل الطلبة، ومضت ستة عشر يومًا وهو على هذا الحال، فلاموه عند ذلك، فضجِرَ من لومهم وقال لهم:
- قد أكثرتم عليَّ، فاعرضوا عليَّ ما كتبتم.
قال حاشد بن إسماعيل: "فأخرجناه فزاد على خمسة عشر ألفَ حديثٍ، فقرأها كلَّها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نُحْكم كتبنا من حفظه". وقال لهم:
- أتُرون أني أختلفُ هدرًا وأضيع أيامي!
قال: فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد".