الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نص مقدمة اليونيني
قد وجد في نسخة الحافظ اليونيني تغمده الله برحمته ما مثاله:
يقول أفقر خلق الله سبحانه وتعالى إلى رحمته علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني المكنى بأبي الحسين عفا الله عنه ولطف به آمين:
الأصول المشار إليها، مما أحلت عليه في هوامش نسختي من صحيح البخاري، وما أعلمت عليه في نفس الكتاب في الأصلين بين الأسطر:
فما وقع عليه اتفاق أئمة الحفاظ الأربعة وهم:
- الحافظ محمد أبو عبد الله بن إبراهيم الأصيلي [-392 هـ]
- والحافظ أبو ذر عبد بن أحمد الهروي [355 أو 356 - 434 هـ]
- والحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن عساكر الدمشقي [499 - 571 هـ]
- والأصل المسموع على أبي الوقت بقراءة الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني [506 - 562 هـ]
كتبت عليه: (هـ ص س ظ) هكذا.
وما اتفق عليه ثلاثة منهم أسقطتُ رسمَ أحدهم. وكذلك إن اتفق عليه اثنان منهم فأجعله رسمًا لهما ..
وإن لم يكن عندهم: فإما أكتب في الهامش سقط عند (هـ ص س ظ)، أو أكتب عليه (لا) وأرقم رسم من ليس عنده.
مثاله: أنه وقع في أصل سماعي في حديث بدء الوحي: (جمعه لك في صدرك) ووقع عند
(هـ ص س ظ): (جمعه لك صدرك) بإسقاط (في)، فإما أرقم على (في):(لا)، أو أرقم فوقها أو إلى جانبها (هـ ص س ظ)، هذا إن وقع الاتفاق على سقوطها.
وإن كانت عند أحدهم وليست عند الباقين رقمت رسمه وتركت رسمهم.
وكذلك إن لم تكن عند واحد وكانت عند الباقين كتبت عليها (لا) ورقمت فوقها الحرف المصطلح عليه.
وعلى ذلك فقس في كل ما تراه مرقومًا عليه، فافهم الرسم واحذر من الغلط.
وراعيتُ رقم أبي ذَرٍّ ومشايخِه الثلاثة: الحَمُّويي والمُستملي وأبي الهيثم.
فما خالف أصل سماعي، فإن كانت المخالفة من الجميع كتبت في الهامش ورقمت عليه (هـ) هكذا، وصححت عليه (صح) هكذا. وإن وافق أحدُ مشايخه أصلَ سماعي كتبت الذي خالف إما في الأصل بين الأسطر ورقمت عليه ما تقرر من الاصطلاح أنه قد رسم له، أو في الهامش وكتبت فوقه الرقم.:
فالحَمُّويِيُّ رقمه حـ هكذا
والمُسْتَمْلي سـ هكذا
والكُشْمِيهَنِيُّ هـ هكذا
فإن كانت عند الحَمُّويِيِّ والمُسْتَمْلي رقمت عليه حسـ هكذا
وإن كانت عند الحَمُّويِيِّ وأبي الهيثم رقمت عليه حهـ هكذا
وإن كانت عند المُسْتَمْلي وأبي الهيثم رقمت عليه سهـ
وإن كان ثابتًا عند أحدهم دون الآخر رقمت عليه رسمه إما في الأصل أو في الهامش.
وقد وقع شيء كثير من التراجم والأحاديث والكلمات ويرقم عليها في رواية أبي ذر أنها عند المُسْتَمْلي وحده. وهي أصل سماعي من صحيح البخاري الذي أخبرني به الإمام العالم الثقة أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر عبد الله بن المبارك بن محمد بن يحيى ابنُ الزَّبيديِّ الرَّبَعيِّ السلامي
بقراءة سيدي ومولاي والدي أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله اليونيني
والحافظِ الإمام العلامة، مفتي الشرق، رئيسِ الأصحاب، حجة العلماء: تقي الدين أبي العباس أحمد بن الإمام العلامة الحافظ عز الدين محمد بن الإمام العلامة حجة الحفاظ الحافظ تقي الدين أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور
وقراءةِ ابن عمه الإمام العالم: شرف الدين بن أبي محمد الحسن بن الإمام الحافظ جمال الدين أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني
والإمامِ العالم المحدث سيف الدين أبي / العباس أحمد بن عيسى بن الإمام العلامة موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسيِّينَ وذلك في شهر رمضان سنة ثلاثين وستمائة بدمشق المحروسة في قلعتها
على الشيخ الثقة الصدوق، الصالح السديد، بقية الأشياخ: أبي الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السجزي الهروي، قراءة عليه في شهور سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، قال:
أخبرنا الإمام جمال الإسلام أبو الحسن عبد الرحمن بنُ محمد بنِ المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحكم الداوديُّ قراءةً عليه ببُوشَنْجَ في ذي القعدة سنة خمس وستين وأربعمائة، قال: أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الله بنُ أحمدَ بنِ حَمُّويَه
ابن أحمد بن يوسف بن أعين السَّرَخْسِيُّ قراءة عليه في صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن الفربري عن البخاري.
وإنما سقتُ سندي حتى يُعلم أنه عن الحَمُّويِي، وقد خالفَتْ روايةُ الحافظ أبي ذَرٍّ عبدِ ابنِ أحمدَ بن غُفير الهَرَوِيِّ عن الحَمُّويِيِّ لرواية أبي الحسن الداوديِّ عن الحَمُّويِيِّ في أشياءَ ثابتةٍ عند الحَمُّويِيِّ ..
وكذلك يُرْقَمُ على ترجمته أنها ليست عند الحَمُّويِيِّ من روايته، وهي ثابتةٌ في أصل سماعي من رواية الداودي عن الحَمُّويِيِّ، أو يُرقم فوقها بما اصطلح الحافظ أبو ذَرٍّ عليه من (هـ) هكذا أنها عنده، وهي ثابتةٌ عند الحَمُّويِيِّ من روايتي (حـ) هكذا أو سين (سـ) هكذا فيعلم ذلك.
وليس ما أعلمت عليه من أنه عند أبي الهيثم على ما أرقم عليه أن ذلك ليس روايتي، وإنما رقمت فوقه أو نبهت عليه إما في الأصل أو في الهامش حتى يُعلم أنه عند الحافظ أبي ذَرٍّ كذلك.، وهو ثابت عند الحَمُّويِيِّ من طريق الداودي فيعلم ذلك.
وعُنيت برواية الإمام الحافظ أبي ذَرٍّ لأمرين: أحدهما: أني قرأت جميع صحيح البخاري رضي الله عنه على الشيخ الإمام العالم المحدث، شيخ القراء وكبيرهم بالديار المصرية أبي الحسن علي بن شجاع بن سالم العباسي الضرير المنعوت بكمال الدين، في شهور سنة إحدى وستين وستمائة، بالقاهرة المحروسة من أصل سماعه، بحق روايته له عن المشايخ الثلاثة الثقات المسندين:
- أبي القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب بن هاشم الأنصاري الخزرجي المعروف بالبوصيري [506 - 598]
- والإمام المقرئ الصالح أبي عبد الله محمد بن حميد بن حامد بن مفرح الأرتاحي الحنبلي المصري [-601]
- والثقة المسند أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الله عتيق بن باقا البغدادي [-608].
قال البوصيري: أنا الإمام العلامة اللغوي النحوي أبوعبد الله محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد السعيدي الصوفي رحمه الله [420 - 520].
وقال الأرتاحي: أنا الشيخ المسند أبو الحسن علي بن الحسين بن عمر الفرا إجازة
قالا: أخبرتنا الحرة العالمة أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية [توفيت سنة 463 عن نحو مائة سنة]. وقال البوصيري أيضا: أخبرنا الشيخ المسند أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم بن علي بن خلف بن محمد بن خلف بن زَعبل المازني المدني [-517] إجازةً إن لم يكن سماعًا
قال: أخبرتنا كريمة المروزية، قال السعيدي: بقراءتي عليها سنة ستٍّ، وقال أبو صادق.: قراءةً عليها وأنا أسمع في شوال سنة سبعٍ، ثم اتفقا فقالا: وخمسين وأربع مائة.، بمكة شرفها الله تعالى .. قالت: أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي بن محمد بن المكي ابن زراع الكشماهني قراءةً عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وثلاثمائة
قال: أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر بن إبراهيم الفربري / بفربر قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة
ثنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي مولاهم البخاري بصحيحه مرتين مرة بفربر سنة ثمان وأربعين ومرة سنة اثنين وخمسين ومائتين.
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله عتيقِ بن باقا: أنا أبو الوقت قال: أنا الداودي أنا الحَمُّويِيُّ أنا الفربري قال: ثنا البخاري.
قال الشيخ شرف الدين اليونيني: الأمر الثاني: أن أصل سماعي الوقفَ [أي الموقوف] بخانكاه الشيخ أبي القاسم السميساطي، الذي سُمع على الشيخ أبي الوقت ببلاد خراسان، بقراءة الإمام الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني.، فإنه مسموع من رواية كريمة المروزية، وقد جمع فيه بين روايتي أبي الوقت وكريمة المروزية، فعُنيت برواية أبي ذر لأن أحد مشايخه وهو أبو الهيثم شيخ كريمة المروزية، وقد خالفت كريمة المروزية في روايتها عن الكشماهني للحافظ أبي ذر في أشياء من روايته عن الإمام أبي الهيثم الكشماهني.
والأصل الذي قابلت به من طريق الحافظ أبي ذر هو مسموع على الشيخ الإمام الثقة العالم الفقيه المسند أبي العباس أحمد بن عبد الله بن الحُطَيئة [478 - 560 هـ]، عن الشيخ الفقيه العالم أبي عبد الله محمد بن منصور الحضرمي عن الشيخ الفقيه أبي القاسم عبد الجليل بن أبي سعد عن الحافظ أبي ذر الهروي.
وهي نسخة صحيحة مَعنِيٌّ بها حُجَّةٌ، قال الإمام الحافظ العارف الزاهد العابد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصَّرِيفِيني شيخُنا: هذه النسخة من صحيح البخاري مَفزعٌ يُلجأ إليه لصحتها وإتقانها.
وأما الأصل المعزو إلى الأصيلي فإنه وقفٌ في مدرسة شيخنا الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي، وعليه حواشي بخط الحافظ أبي عمر يوسف ابن عبد البر النمَري، وهو أصل صحيح يظهر عليه مخايلُ النباهة والصحة.
وأما الأصل المعزو إلى الحافظ أبي القاسم مؤرخ الشام علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر فإنه أصل سماعه، وقد سُمع عليه غير مرة.
وأما الأصل المعزو إلى الحافظ أبي سعد السَّمعاني فإنه أصلٌ أصيل، وهو أحد أول سماعات دمشق المحروسة وخراسان ردها إلى المسلمين، وهو قد سُمع على جماعة من الحفاظ، وسمع بقراءة جماعة من الحفاظ.
واخترت لأبي ذر: (هـ) على هذا الشكل علامةً، لأنه غلب عليه النسبةُ إلى بلده، فلا يقال إلا الحافظ الهروي. وللأصيلي:(ص) هكذا، لأنه غلب عليه النسبةُ إلى بلده وهو أزيلة، فقلبت إلى الصاد وغلبت على الزاي. وللحافظ الدمشقي مؤرخ الشام:(س) هكذا، لأنه لا يقال له إلا ابنُ عساكر.
وأما ابن السمعاني فاخترت له الظاء لحفظه وإتقانه، وتقدمه على أقرانه، فيعلم ذلك .. وكذلك ربما وقع الخلاف في حرف واحد من الكلمة، مثل أن يكون في أصل سماعي:(فقال)، وفي غيره:(وقال) بالواو، أو بالعكس، فربما كتبت الحرف المختلف فيه فقط، ورقمت فوقه أو إلى جانبه بالحرف المصطلح عليه. وكذلك إذا كان الخلاف في الياء والتاء أو غير ذلك من الحروف.
وقد أخبرني بالجامع الصحيح من رواية الإمام الحافظ أبي محمد الأصيلي رحمه الله فأخبرني سيدي ومولاي والدي أبو عبد الله محمد رحمه الله / إذنًا، قال: أنا الشيخ الفقيه المسند أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي إجازةً
قال: أنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب [433 - 520] إذنًا
قال: أخبرني والدي [383 - 462] عن أحمد بن ثابت الواسطي وغيره عن الأصيلي عن
أبي زيد محمد بن أحمد المروزي [301 - 371] وأبي محمد بن يوسف الجرجاني [-373] كلاهما عن الفربري. قال أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب: وأخبرني بالجامع الصحيح أبو عبد الله بن ثابت إجازةً عن الأصيلي.
وأما رواية الحافظ أبي القاسم مؤرخ الشام للجامع الصحيح فحدثني بها إجازة الشيخ السديد المكيُّ بن غيلانَ القيسي وزينُ الأمناء بحق سماع شيخنا زينِ الأمناء من عمه مؤرخ الشام.
وهذا الرسم الذي أشرت إليه وجعلته مضافًا إلى رواية الحافظ أبي ذر فهو رسم روايتي في الأصل الذي رواه الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن السمعاني على أبي الوقت.
وإنما وقع اختياري على هذه النسخة المنسوبة إلى أبي ذر لتحقُّق ضبطها وتحريره، وما قاله شيخنا الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن الأزهر الصريفيني من جَودة ضبطها، وأنها مَفزع يُرجَع إليه وإن خالفتها النسخة الوقف السميساطي في بعض رسمٍ مَّا فيعلم ذلك ..
وقد أخبرني نازلًا برواية الحافظ أبي ذَرٍّ بدرجاتٍ الشيخُ المقرئ أبو جعفرٍ الهمداني إجازة عن الحافظ أبي طاهر السِّلفي إجازةً عن الإمام أبي الفضل عياض إجازةً
قال القاضي عياض: أخبرني القاضي الشهيد أبو علي الحسين بن محمد الصَّدَفيُّ عن القاضي أبي الوليد سليمان بن خلفٍ الباجي عن أبي ذر رحمه الله تعالى. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وعترته الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرًا
نقله كما شهده أحمد بن حسين الهيثمي بلدًا الشافعي مذهبًا في سادس عشر جمادى الآخرة سنة عشرين وثمان مائة أحسن الله عاقبتهما آمين.
هكذا في الأصل المنقول منه.