الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16- الفروع
تأليف تلميذ الأئمة: المزي، وابن تيمية، والذهبي- رحمهم الله تعالى- وهو: شمس الدين أبو عبد الله القاضي محمد بن مفلح ابن محمد بن مفرج الراميني- نسبة إلى رامين من عمل نابلس- المقدسي، ثم الدمشقي الصالحي، رأس آل مفلح وعميدهم، دفين الروضة بدمشق جوار الموفق ابن قدامة ت سنة (763 هـ) .
وكان تزوج ابنة الجمال أبي المحاسن يوسف بن محمد المرداوي ت سنة (716 هـ) صاحب كتاب: " كفاية المستقنع لأدلة المقنع " قال عنه شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية: " ما أنت ابن مفلح بل أنت مفلح ".
وكان رصيفه الشمس ابن قيم الجوزية يرجع إليه في اختيارات شيخهما ابن تيمية، وقال ابن القيم:
" ما تحت قبة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح ".
وقال ابن عبد الهادي ت سنة (909 هـ) في: " الجوهر المنضد: 114 ": " ويقال: أفقه أصحاب الشيخ ابن تيمية: ابن مفلح، صاحب
" الفروع "، وأعلمهم بالحديث: ابن عبد الهادي، وأعلمهم بأصول الدين، والطرق، المتوسط بين الفقه والحديث، وأزهدهم: شمس الدين ابن القيم " انتهى.
طبع كتاب: " الفروع " ومعه " تصحيح الفروع " لمحقق المذهب علاء الدين علي بن سليمان المرداوي ثم الصالحي، المتوفى سنة (885 هـ)
وهذا الكتاب " الفروع " الحافل، حوى من الفروع ما بهر العقول كثرة، وتحريراً، واستدلالا وتعليلاً، واتفاقاً، واختلافاً في المذهب، وللأئمة الثلاثة، حتى صار مطلباً لأهل كل مذهب، وعناية فائقة باختيارات شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم.
ولنصه على اختيارات ابن تيمية اعتبار مرجح على غيره عند علماء المذهب، لشدة عنايته بفقه شيخه. رحم الله الجميع.
وقد قال ابن عبد الهادي المتوفى سنة (909 هـ) في: " الجوهر المنضد " عن منزلة كتاب " الفروع ": " هو مكنسة المذهب، سمعت ذلك من شيخنا أبي الفرج " انتهى.
وأبو الفرج هو عبد الرحمن بن إبراهيم الحبال المتوفى سنة (866 هـ) .
وقال الحافظ ابن حجر الشافعي في كتابه: " الدرر الكامنة ": " صنف- ابن مفلح- الفروع في مجلدين، أجاد فيهما إلى الغاية
وأورد فيه من الفروع الغريبة ما بهر به العلماء " انتهى.
ولا أعلم له في المذهب سميا سوى كتاب: " المجموع في الفروع " لابن أبي يعلى القاضي أبي الحسين، صاحب: الطبقات ت سنة (526 هـ) .
ويقال كتاب: " الفروع " للقاضي أبي الحسين كما في: مقدمة: " الإنصاف: 1/ 14 ".
ويختصره بعضهم فيقول: " الفروع " كما فعل ابن قندس ت سنة (861 هـ) . في حواشيه على: " الفروع " لابن مفلح.
وهذا الكتاب الحافل، معتمد لدى الحنابلة في تصحيح المذهب، وترجيحه وتحقيق متنه، وتنقيحه، وقد رسم المؤلف - رحمه الله تعالى - مصطلحه في مقدمته له، وحلَاّها بغرر الإيضاح والبيان المرداوي في مقدمة تصحيحه له.
ولا يستغني مشتغل بالمذهب عن النظر في هاتين المقدمتين وفي مقدمة المرداوي لكتابه: " الإنصاف
…
" فهذه المقدمات أغنى مقدمات كتب المذهب الحنبلي، في كشف الاصطلاح، ومعرفة الكتب، ومنزلتها، ومسالك التحقيق، والترجيح في المذهب، فنلفت إليها نظر الفقيه.
والمؤلف ابن مفلح- رحمه الله تعالى- بنى كتابه على ما يلي:
1-
تصحيح المذهب وتحريره، وجمعه وتنقيحه، مع ذكر الخلاف فيه، والخلاف العالي للأئمة الثلاثة.
2-
جرده من دليله وتعليله، وربما ذكر ذلك.
3-
أطلق الخلاف في حال اختلاف الترجيح.
4-
المقدم عنده هو المذهب المعتمد غالباً.
5-
إذا قدم غير المذهب، قال: والمذهب، أو المشهور، أو الأشهر، أو الأصح، أو الصحيح كذا.
إلى آخر ما تراه في شرحه وطريقته التي رسمها في مقدمته.
وقد وقع له إخلال باشتراطه؛ لأنه لم يبيضه كله، ولم يقرأ عليه.
فقدم غير المذهب في مسائل.
وأطلق الخلاف في مسائل مع شهرة المذهب فيها.
إلى غير ذلك مما تداركه المرداوي في: " تصحيحه " له، ومن سبقه ممن ذكرهم في مقدمته:(1/23- 24)، وبلغ بالمسائل المتعقبة نحو:" 2200 " مسألة وفي نحو: " 600 " مسألة، تعقبه فيها بما حصل له من إخلال بالعبارة، أو الحكم، أو بالتقديم، أو الإطلاق على سبيل التبعية لمسائل أخر فصار جميع ما تعقبه به المرداوي نحو " 3000 " ثلاثة آلاف مسألة تبعاً أو استقلالا والله أعلم.
* شروح الفروع:
مع كون هذا الكتاب معتمداً في المذهب من عصره إلى طبقة المتأخرين إلى الآخر، إلا أنه لم يحظ بشرح، له، وما هذا إلا لازدحام فصوله، وأبوابه بالفروع، ودقائقها، حتى إن الصفحة الواحدة يقدر عدد الفروع المنصوص عليها فيها بما يزيد على خمسين فرعاً، فشرحه يحتاج إلى من يقصر عمره عليه.
وقد ذكر لهذا الكتاب شرحان هما:
1-
شرح الفروع " لأبي المحاسن جمال الدين يوسف ابن ماجد المرداوي ت سنة (783 هـ) .
هكذا أطلق عليه ابن عبد الهادي: شرحاً، كما في:" الجوهر المنضد ": (ص/ 182) . ولعله يريد تصحيحه له بكتابه: " النهاية " ويأتي.
2-
" المقصد المنجح لفروع ابن مفلح " لأحمد بن أبي بكر محمد بن العماد الحموي ت سنة (888 هـ)، وقيل: سنة (883 هـ) تلميذ ابن قندس، المتوفى سنة (861 هـ) .
قال ابن بدران " هو عندي في مجلد ضخم " انتهى.
وإذا كان حجم المتن في مجلدين مخطوطين، وقد طبع في ثلاثة مجلدات كبار مع تصحيحه للمرداوي، ثم في ستة مجلدات،
فكيف يكون شرح ابن العماد هذا في مجلد واحد ضخم، فلعله لمواضع منه كحاشية عليه، أو كتصحيح له.
* الحواشي والتعاليق والتصحيحات والاستدراكات على الفروع:
لما قصرت الهمم عن شرحه، اشتغل الأصحاب عليه بالتحشية، ونحوها، ومنها:
1-
" النهاية في تصحيح الفروع " لجمال الدين أبي المحاسن يوسف بن ماجد المرداوي ت سنة (783 هـ) .
- أقول: " أبو المحاسن جد فروعه، ومصحح فروعه ".
بمعنى: أن ابن مفلح تزوج ابنته، فصار أبو المحاسن جدا لأولاد ابن مفلح، وألف أبو المحاسن كتابه:" النهاية " في تصحيح كتاب الفروع لابن مفلح.
وقد قيل في الكاساني الحنفي، المتوفى سنة (587 هـ) لما ألف كتابه:" بدائع الصنائع " وتزوج ابنة السمرقندي محمد بن أحمد ت سنة (540 هـ) مؤلف: " تحفة الفقهاء "، قالوا عن الكاساني: تزوج ابنته وشرح تحفته ".
قال ابن عبد الهادي- رحمه الله تعالى-: " بيض الفروع وزاد فيها ونقص، وناقش المصنف فيها في
أماكن " انتهى.
2-
حواش على الفروع " لابن بردس، ويقال: ابن رسلان: إسماعيل بن محمد بن بردس بن رسلان البعلي ت سنة (786 هـ) . قال مترجموه: وله: حواش حسنة على الفروع.
3-
" حاشية على الفروع " لنصر الله بن أحمد التستري البغدادي جلال الدين ت سنة (812 هـ) .
4-
" تعليقات على فروع الشمس ابن مفلح " لابن مغلي: علي ابن محمود السلماني ثم الحموي ثم القاهري ت بعد سنة (828 هـ) .
قال في وصفها ابن حميد في: " السحب ": " تدل على قوة نفسه بالعلم وفقهه، وأكثرها اعتراض عليه في نقله عن الكتب، وتجاسر فيها على مقام الشمس بما لا ينبغي، سامحنا الله وإياه بمنه وكرمه " انتهى.
5-
" حواش على الفروع " لشيخ المذهب، مفتي الديار المصرية: المحب أحمد بن نصر الله بن أحمد التستري البغدادي المصري ت سنة (844 هـ) .
وأحمد بن نصر الله، غير المذكور في: حواشي الوجيز المتوفى سنة (876 هـ) كما تقدم.
6-
" حاشية على الفروع، لابن قندس: شيخ الحنابلة القاضي
تقي الدين أبو الصدق: أبو بكر بن إبراهيم البعلي الدمشقي الصالحي، المعروف بابن إبراهيم البعلي الدمشقي الصالحي، المعروف بابن قندس ت سنة (861 هـ)
وقُنْدُس: لفظ موَلَّد، اسم لحيوان بري.
وحاشيته هذه أشهر حواشي الفروع وأغناها، وقد جردها - في مجلد ضخم - تلميذه أبو بكر الجراعي، المتوفى سنة (883 هـ) .
وللشهاب الشويكي ت (سنة 939 هـ) تعقبات عليها، قال ابن حميد في ترجمته: رأيت له بعض تعقبات بخطه على الحواشي القندسية على الفروع تدل على نباهته.
قال ابن بدران: " وهذه الحاشية في مجلد، وبها من التحقيق والفوائد ما لا يوجد في غيرها " انتهى.
حقق قسم العبادات منها رسالة في الجامعة الإسلامية.
منها نسخة في مكتبة الموسوعة الفقهية برقم/ 240 ورقم/395.
وفي مكتبة الشيخ/ حمد بن فارس- رحمه الله لدى حفدته بالرياض.
7-
" حاشية على الفروع " لابن زهرة الحمصي: عبد الله بن أبي بكر ت سنة (868 هـ) .
قال مترجموه: حاشية لطيفة.
8-
" الدر المنتقى والجوهر المجموع في تصحيح الخلاف المطلق في الفروع ".
المشهور باسم: " تصحيح الفروع ". والحقيقة أنه تصحيح لعامة كتب المذهب.
لتلميذه: المرداوي، شيخ المذهب ومحققه علاء الدين علي بن سليمان ت سنة (885 هـ) ،
مطبوع بحاشية الفروع، وله مقدمة مهمة حافلة، وله مخطوطة في/ شستربتي برقم/ 3550. مصورتها بجامعة أم القرى:19.
9-
" المستدرك على الفروع في ثلاثمائة موضع " لعلي ابن محمود المعروف بابن مغلي الحموي، المتوفى بعد سنة (828 هـ) . لعلها السابقة برقم/ 4.
10-
" حاشية على الفروع " للحجاوي: موسى بن أحمد المقدسي الدمشقي، المتوفى سنة (968 هـ) .
* مختصرات الفروع:
1-
" الحلوى " مختصر " الفروع " لتلميذ ابن قندس: يوسف ابن محمد بن عمر المرداوي ت سنة (882 هـ) . وانظر ما يأتي باسم: تجريد الفروع.
وهو غير يوسف، المتوفى سنة (769 هـ) المذكور في شروح
المقنع؛ إذ يفترقان باسم الجد، وتاريخ الوفاة.
2-
" تجريد الفروع، لجمال الدين أبي المحاسن يوسف " بن محمد بن عمر المرداوي ثم الدمشقي الصالحي ت سنة (882 هـ) . وهو غير يوسف بن محمد بن عبد الله المرداوي ت سنة (769 هـ)
وهل كتابه هذا هو كتابه: " الحلوى مختصر الفروع " أو لا؟
3-
" غاية المطلب في اختصار الفروع " لأبي بكر الجراعي: أبو بكر بن زيد بن عمر الدمشقي ت سنة (883 هـ) . ومضى في الزوائد على الخرقي.
4-
مختصر الفروع مع زيادة عليه للمرداوي: علاء الدين علي بن سليمان شيخ المذهب ت سنة (885 هـ) .
* جمعه مع غيره:
لابن عبد الهادي المعروف بابن المبرد: جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن الحسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي ت سنة (909 هـ) كتاب باسم: " جمع الجوامع " كبير جدا.
قال ابن حميد في: " السحب الوابلة " في وصفه له: " جمع فيه الكتب الكبار الجامعة لأشتات المسائل كالمغني والشرح الكبير والفروع وغيرها " انتهى.
ويأتي في كتب المتون التي لم تخدم.