الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤلفات المفردة في بعض الموضوعات الفقهية
بجانب مؤلفات علماء الحنابلة الشاملة لأحكام أفعال العبيد الفقهية، أفردوا بعض الأبواب، والمسائل، بكتب ورسائل:
في أركان الإسلام الخمسة: " العبادات الخمس " مجموعة، ومفردة. وفي: الفرائض، والأضاحي، والأنكحة، والمعاملات، والأحكام السلطانية، والفتاوى في النوازل والمستجدات، وكتب في الاختيارات تنتظم أبواب الفقه، وفي الألغاز والمعاياة في الفقهيات. وقد عقد لبسط ذلك ابن بدران في:" المدخل ": " العقد الثامن في أقسام الفقه عند أصحابنا وما ألف في هذا النوع وفي هذا العقد درر " فقال (1) :
" اعلم أن أصحابنا تفننوا في علومهم الفقهية فنوناً، وجعلوا لشجرتها المثمرة بأنواع الثمرات غصوناً، وشعبوا من نهرها جداول تروي الصادي، ويحمد سيرها الساري في سبيل الهدى وطريق
(1) ص/ 230
الاقتداء، ففرعوا الفقه إلى المسائل الفرعية وألفوا فيها كتباً قد اطلعت على بعض منها، ثم أفردوا لما فيه خلاف لأحد الأئمة فناً وسموه بفن الخلاف، وتارة يطلقون عليه المفردات وضموا المتناسبات فألحقوه بأصول استنبطوها من فن أصول الفقه، وسموا فنها بالقواعد، وجعلوا للمسائل المشتبهة صورة المختلفة حكماً ودليلاً وعلة، فناً سموه بالفروق، وعمدوا إلى الأحكام التي تتغير بتغير الأزمان، مما ينطبق على قاعدة المصالح المرسلة، فأسسوها وسموها بالأحكام السلطانية، وأتوا على ما اختلقه العوام وأرباب التدليس فسموه بالبدع، وعلى ما هو من الأخلاق مما هو للتأديب والتربية ووسموه بفن الآداب، ولما كانت كتبهم لا تخلو عن الاستدلال بالكتاب والسنة والقياس، صنفوا كغيرهم في أصول الفقه، ثم في تخريج أحاديث الكتب المصنفة في الفروع، ثم عمدوا إلى جمع الأحاديث التي يصح الاستدلال بها فجمعوها ورتبوها على أبواب كتب فقههم، وسموا ذلك: فن الأحكام، وألفوا كغيرهم كتب الفرائض مفردة، وكتب الحساب والجبر والمقابلة، وأفردوا كتب التوحيد عن كتب المتأولين، وأكثروا فيها إقامة الدلائل انتصاراً لمذهب السلف؛ فجزاهم الله خيراً ".
ثم أخذ في بيان ذلك.
وهنا أقيد تسمية ما وقفت عليه في ذلك بحيث إذا ضم ما هنا
إلى ما هنالك؛ اكتمل العقد، وقد انتظم هنا ولله الحمد.
ولم يزل في نفسي معرفة سبب كثرة تتابع علماء الحنابلة على التأليف في: " المناسك " و " الفرائض " بحيث لا تخلو ترجمة عالم نابه من تأليف له في ذلك غالباً، فظهر لي- والله أعلم- قفوهم أثر الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- في التأليف في ذلك، فله في " الحج:" المناسك الصغير " و " المناسك الكبير " وله: " كتاب الفرائض ". مع أن ظاهرة التآليف المفردة في: " المناسك " والفرائض " منتشرة لدى علماء المذاهب كافة. والله أعلم.